حدث الميلاد... والذهب والمرّ والِلبان
وحسب البشير متى من الانجيل المقدس، الذي حدّثنا تاريخيا عن ميلاد رب المجد يسوع، وبالدلائل التي كشفها الله للبشرية على عظمة المولود في تلك الايام. والذي كان واضحا من ما شاهده علماء فلك الكلدان ليميزوا بظهور نجمة مميزة برّاقة من بين النجوم الاخرى، والتي تجلّت لهم في سماء مدينة بابل التي كانت بالشرق من بيت لحم موقع ميلاد يسوع الطفل.. والذين أعلموا المجوس لينقادوا وراءها، للوصول الى موقع الحدث العظيم حاملين معهم الهدايا ليقدموها للمولود الجليل.
واذا أتينا ايضا الى ما سرده لوقا البشير في حديثه عن ميلاد المسيح "كان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البادية يسهرون على رعيتهم في هجعات الليل. وان ملاك الرب ظهر لهم وأنبأهم بولادة السيد المسيح. وأعطاهم الملاك علامة محددة وهي انكم تجدون طفلا ملفوفا مضجعا في مذود. وذهب الرعاة وسجدوا له".
وقد اختار الملاك الرعاة الذين يمثلون الطبقة الفقيرة من ابناء الشعب، والذي اراد ان يوضح البشير لوقا بأن المولود الجديد قادم لصالح الفقراء والمعدومين الذين سيشكلون ركيزته الاساسية في تعاليمه ليجاهروا بها في ارجاء العالم.
الفئات المتحفزة لنشر المسيحيةذلك يدل على ان المسيحية كانت قد بدأت بالانتشار بين مختلف الفئات من الشعب اليهودي، ومنهم الرعاة، والحرفيين وابتداءا من يوسف النجار، والصيادين بطرس ويعقوب وباقي التلاميذ الذين اختارهم المسيح ليكونوا بمعيته..وايضا، فقد كانت الشعوب الموجودة في ارض بابل وغالبيتهم من الكلدان من الاوائل خارج فلسطين الذين تقبلوا البشارة، لكونهم اخر شعب وطني باق بعد سقوط امبراطوريتهم على ايدي الغزات الفرس الاخمينيين، ولا ننسى اليهود السبايا الموجودين في بابل وقبل الميلاد والذين ساهموا ايضا في تقبل المسيحية على ايدي التلاميذ ومنهم مار توما الرسول ومار ماري ومار أدي وغيرهم في تلك المنطقة.
ارادوه ملكا دنيويا ليحررهم من الاستعماران الشعب اليهودي الذي كان خاضعا تحت حكم الرومان، وكذلك الشعب البابلي الذي كان يرزخ ايضا في وقتها تحت حكم الغزات الاخميديين الفرس. فقد كانوا بأنتظار ميلاد ملك عظيم يخلصهم من ظلم الاستعمار في بلديهما. لذلك نرى بقدوم المجوس من بابل لتقديم الهدايا للملك المخلص وبحسب رواية متى البشير وكذلك بقدوم الرعاة من االبادية اليهودية لزيارة الملك المخلص وبحسب لوقا الانجيلي.
ولكن ميلاد سيدنا المسيح لم يكن لملك ارضي يأتيهم وليحررهم من المستعمرين ألا انه ارادهم ان يحررهم من شر الخطيئة أولا، التي كانت مستشرية بين شعوبهم وذلك بأتباع تعاليمه ومن خلالها ليصالحهم مع الله خالقهم بعد التكفير عن ذنب ابينا آدم الاول، فاتحا ابواب السماء لهم للظفر بملكوته والتمتع بالسعادة الابدية والتي من خلالها سيخلصهم من المستعمرين الوثنيين ايضا. وكل هذا فانه يتأتّى من محبة الله الفائقة لتدبير الخلاص البشري من خلال هذا الميلاد البتولي ليأخذ صورة انسان والذي اطاع حتى الموت مصلوبا ليفدينا ثمنا للمصالحة مع ابيه الخالق.
لماذا الذهب واللبان والمرّ..؟ويمكننا القول، فأنه بميلاده أراد أن يرفع قلوبنا وأفكارنا وأنظارنا إلي السماء. فأرسل ملائكة.. وأرسل النجم أيضًا ليرشد المجوس. والمجوس قدموا هداياهم ذهبًا ولبانًا ومرًا. واللبان والمر ضمن التقدمات للمحرقة لتتصاعد إلى السماء فيشمّها الله كرائحة بخور.. والذهب الذي يمحص بالنار فيتنقى، لذلك الله يطلب منّا في هذا اليوم أن ننقى قلوبنا فتكون قلوبنا طاهرة تستقبل ميلاده الطاهر.. أعطانا هذه الأمثلة لكي نتعرف على السماء، أعطانا نموذج في الاتضاع بميلاده في مذود.. وليعطينا مقدرة لنحوّل قلوبنا إلى مذود مقدس يسكن فيه لترتفع منه الصلوات الطاهرة النقية.. وليعطينا نعمة لنحتمل كل تجربة، ولكي نتهيأ لنحمل الصليب خلف المسيح ونحن مسرورين.
فقد انشدت الملائكة في يوم مولده مسبّحين قائلين (المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاءالصالح لبني البشر).
وهكذا سيكون للبشرية السلام والرجاء الصالح عندما يمجدوا الله من خلال تمسكها بتعاليم ووصايا ربنا يسوع وعبر كنيسته الحية والتي ستقودنا الى بر الامان ..والى ملكوته السماوي.
ولكن، هل شعبنا متمسك بتلك التعاليم والوصايا لنصل الى بر الايمان في يومنا هذا؟!
وكل عيد ميلاد وانتم بخير
عبدالأحد قلو
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!