قبل ما يقرب من أسبوعين كتبت هامشاً ضمن موضوعي الموسوم (قراءة أولية في المبادرات النهضوية للأمة الكلدانية)، وضعت له عنواناً فرعياً هو (إنتباهة ... أهل العراق في العراق بلا عراق!)، وقد كاتبني وهاتفني عدد من المثقفين والأصدقاء من أجل إعادة كتابة الموضوع مستقلاً لأهميته، وها أنا أفي بوعدي لهم.
*****
هوذا قد أكتمل الشهر الخامس على طرد شعبنا (سكان العراق الأصليين) من منازلهم ومدنهم وإنتهاك حقوقهم وأعراضهم وممتلكاتهم في وطنهم الأم على مرأى ومسمع من العالم المتحضر كله، ناهيكم عن الصمت المريب والمتوقع من مجموعة الدول الإسلامية ومنظماتها التي يملأها الحبور والسرور لما حصل ويحصل من تجاوزات وخروقات إنسانية لا يقبل بها أي أنسان سوي العقل والضمير. علماً بأن العديد من هذه المنظمات تعمل وتتحرك بكل نشاط وحرية في (الغرب الكافر) على حد قولهم مستغلة معونات أبناء تلك الدول وقوانينها المنفتحة من أجل تمرير أجنداتهم الإسلاموية الداينوصورية الشريرة.
وإن كان هذا متوقعاً من هؤلاء الهمج الذين لا يعرفون معنى العدالة الإنسانية، فأن موقف الأمم المتحدة ومجموعة دول الوحدة الأوربية والولايات المتحدة التي عليها إلتزامات قانونية وأخلاقية، إنما يدعونا لأن نتسائل، هل حقاً أن داعش قد أبلت كل هذا البلاء وبهذا الوقت السريع، دونما ضوء أخضر؟! ... ولماذا لم يتحرك الغرب ولو على (مضض وحياء)، إلا عندما تعرضت مصالح أصدقائهم للخطر، وبمعنى أوضح، عندما أصبحت النار على أبواب ما يسمى بإقليم كوردستان؟!.
شعبنا ما يزال حتى هذه اللحظة يعيش في العراء في خيم لا تقيهم من حر أو برد أو تمنع عنهم مطر أو عاصفة رملية، ومن تمكن منهم من إستئجار مكان مسقف دفع ثمنه (للمؤجرين الجدد) من مطارنة وقسس مدعومين أصلاً من المجلس الأغجاني وخزانة الإقليم.
مع أن الغالب الأعم من تلك الأماكن التي أستأجرها النازحون لمن لا يعرف، هيّ محض أرض عارية وجدران عارية، لا علاقة لها بمعايير الصحة العامة ورائحتها تزكم الأنوف بشهادة بعثات إنسانية غربية، أكدوا لنا وجهاً لوجه بأنها (لا تليق بسكنى البشر)، وبعضهم الآخر ممن تمكن من أن يستر عائلته في غرفة مقبولة إلى حد ما، لا تصله أو غيره أية معونة حكومية أو دواء (بحجة أنه غير مسجل)!.
فإلى متى يبقى هذا الشعب الأصيل مهجراً ومغترباً في وطنه، وإلى متى نبقى نسمع من الحكومات المحلية والدولية جرشاً ولا نرى طحيناً؟!!
الأنكى من هذا وذاك، حتى متى نرى ونسمع حاشية غبطة البطريرك ساكو التي لا تكف عن الإستنكاف من تسميتنا الكلدانية وتطلق نهاراً جهاراً على الكلدان تسمية (سورايا) الهجينة، فيما يقوم غبطته ويقعد وهو يسمي (لغتنا الكلدانية) بالسريانية، مع ذلك نرى أن تصرفاتهم على أرض الواقع هيّ غير تصريحاتهم التي يطلقونها من أجل سواد عيون يونادم كنّا والبطريرك دنخا، وكمثال على ذلك فأن مطارنته الأجلاء أدعياء السورايا واللغة السريانية، ما أن يقصدهم معوز أو مهجر مسيحي، حتى (يلقون بكل تعاليم ربنا في الهواء) ويسألونهم هل أنت كلداني أم سرياني، فإن قال سرياني فلا يسمعون من هؤلاء الممسوحين بالرب (كما يفترض) من أدعياء الإنتماء للسورايا واللغة السريانية غير الإعراض والطرد، وعبارة: روح لكنيستك السريانية، فعن أية مسيحية يتكلم رجال الدين هؤلاء وعن أية (لغة سريانية) جامعة يتحدث غبطته وحاشيته ليل نهار؟!!
بعيداً عن الزيارات الإعلامية المكيفة والولائم... هذه هيّ حقيقة ما يعيشه شعبنا المنسي من معاناة وأسى
هوذا قد أكتمل الشهر الخامس وبدأ شعبنا المشرد في وطنه بالعد التنازلي للشهر السادس ذليلاً، منكسراً ومهمشاً ومُتجَاهلاً من حكوميتي المركز والإقليم، يواجهون الجوع والعطش والبرد وإنعدام أبسط متطلبات النظافة، فيما (الرئاسات الدينية والمدنية المسيحية) في العراق وعلى رأسها غبطة البطريرك ساكو، تصلي في غرف مكيفة وتتناول وجبات طعامها في أوقاتها المقررة في غرف مكيفة، وتنتقل في بغداد وبقية أرجاء العراق في وسائط نقل مكيفة وتلتقي بمسؤولين عراقيين وإقليميين ودوليين في غرف وقاعات مكيفة، ولا يسمعوا من هؤلاء المكيفين الفرحين إلا كلمات فارغة، مريحة ومكيفة عن الأخوة والأصالة والمواطنة والعدالة معجونة بإبتسامات صفراء مكيفة، ليعودوا بعدها إلى النوم هانئين قريري العين مرتاحي الضمير (!) في غرفهم المكيفة! ... وليذهب شعبنا إلى الجحيم!!
بعض المداحين من حاشية غبطة البطريرك والمتملقين ونهازي الفرص وبعض الشمامسة المقيمين في الغرب ممن يشتموننا لأننا نعري الإداء الهزيل لغبطة البطريرك و(سياسة الإنبطاح) التي يتقنها ويجيد إستعمالها أمام الممثلين الحكومين، محليين وشرقيين وغربيين، ليعود بعدها وينام على فراشه الوثير مكسواً بالحرير، فيما ينام شعبه على أفرشة وأبسطة بالية على أرضيات عارية رغم المطر والثلج والزمهرير.
هنا لا يسعني إلا أن أقول: لغبطته ولهؤلاء الرؤساء الدينيين والعلمانيين سوى: (ألله ما بيننا)، فلينفعكم درغكم وغرفكم المكيفة وولائمكم الدسمة عندما تقفون أمام رب القدرة.
حول إداء الأمم المتحدة ورداءة أوضاع النازحين العراقيين أنظر الرابطين أدناه:
أسم أمتنا الرسمي هو: الأمة الكلدانية لغتنا الأم هيّ: اللغة الكلدانية رمزنا القومي في المحافل والمناسبات هو: العلم الكلداني تاريخنا الكلداني الشرعي يبدأ: عام 5300 ق.م أكيتو هو: عيد رأس السنة الكلدانية البابلية
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان