محاكات شاعرنا الكبير معروف الرصافي
في قصيدته المشهوره ايام الاحتلال البريطاني للعراق
شبكة البصرةالصابر المحتسبوالله لما قرأة قصيدة شاعرنا الكبير معروف الرصافي رحمه الله المشهوره في وصف حال العراق ايام الاستعمار البربطاني حسبت ان احدا كتب هذه القصيده في يومنا هذا ونسبها لشاعرنا الكبير، وذلك للوصف الدقيق المطابق في وصف حالنا اليوم بكل تفاصيله، لقد اذهلني وصفه الدقيق لحالتنا فلم ينقص من وصفه إلا ان يسمي المجرمين الذين اجرموا بحق عراقنا في أيامنا هذه بأسمائهم، ولكن زال عجبي واستغرابي في التطابق والتشابه الرهيب للحالتين رغم تباعد الزمان وتغير الاحوال والاوضاع الدوليه والمحليه والثقافيه عندما تذكرة ان نبتت الخبث هي واحده ولذلك كان ناتج الخبيث واحد لم يختلف قيد انمله عما انبتت تلك النبته الخبيثه ايام شاعرنا الكبيرولذلك تمنيت لوا ان ازلنا تلك النبته الحبيثه من جذورها من ارض العراق الطاهره الطيبه، منبت الخير كل الخير. ولم ندع فارسيا كسراويا او من به هوى للفرس في ارض العراق، لأن النبت الخبيث لا ينبت إلا خبثا ولا يمكن ان يجذر في الارض الطيبه لانها تلفظه، فالطيب لا يقبل إلا طيب.ا.وهذه الاماني والحسرات استنطقتني ببعض الكلمات احاكي بها قصيدة شاعرنا الكبير معروف الرصافي رحمه الله فعذرا على هذا التطاول ولكن هي خلجات النفس واهاتها قصيدة للشاعر معروف الرصافي
رحم الله الشاعر الكبير معروف الرصافي
كأنه يعيش يومنا، وكأننا نعيش يومه
يقول:
انا بالحكومة والسياسة جاهلُ
عما يدور من المكائد ِ غافل ُ
لكنني هيهات افـْقهُ كوننا
شعبا ً يتامى جـُلـّه ُ وأرامل ُ
في كل ّ يوم ٍ فتنة ٌ ودسيسة ٌ
حربٌ يفجّرُها زعيم ٌ قاتل ُ
هذا العراقُ سفينة ٌ مسروقة ٌ
حاقت براكينٌ بها وزلازل ُ
هو منذ تموز المشاعل ظلمة ٌ
سوداءُ، ليل ٌ دامس ٌ متواصلُ
شعبٌ اذا حَدّقـْتَ، كلّ ُ جذوره
اقتـُلِعـَتْ، وان دققتَ شعبٌ راحلُ
اما قتيلٌ شعبـُنا او هاربٌ
متشردٌ او ارملٌ او ثاكلُ
هذا هو الأمل المرجى صفقة ٌ
أثرى بها الوغدُ العميلُ السافل ُ
هذي شعارات الطوائف كلها
وهم ٌ، سراب ٌ، بل جديب ٌ قاحل ُ
والقادة " الأفذاذ "! سرب ٌ خائب ٌ
هم في الجهالةِ لو نظرتَ فطاحل ُ
هذا هو الوطنُ الجميلُ مسالخ ٌ
ومدافن ٌ وخرائب ٌ ومزابل ُ
سحقا لكم يامن عمائِمكم كما
بـِزّاتكم، شكل ٌ بليدٌ باطل ُ
سحقا كفى حِزبية ً ممقوتة ً
راحت تـُمايز دينـَها وتفاضلُ
ما الحزبُ الاّ سرّ ُ فـُرقة ِ رُوحِنا
فقبائلٌ هو شعبُنا وعوائلُ
في كل حزب ٍ مصحف ٌ مُوحى به
وبغار حـَرّاء ٍ ملاك ٌ نازل ُ
في الثأر أوطانُ التطرفّ مسلخ ٌ
متوارث ٌ او مذبح ٌ متبادلُ
في كلِّ حزبٍ للنواح منابرٌ
وبكل قبو ٍ للسلاح معاملُ
ولدق رأس العبقريّ ِ مطارقٌ
ولقطع عنق اللوذعي ّ ِ مناجلُ
انتم بديباج الكلام أماجدٌ
وبنكث آصرةِ الوفاء أراذل ُ
لا لم تعد نجفٌ تفاخرُ باسمكم
لاكوفة ٌ، لا كربلا، لا بابلُ
ما انتمُ الا بناءٌ ساقط ٌ
نتنٌ مليءٌ ارضة ً متآكلُ
انتم كأندلس الطوائفِ اُجهضتْ
والموت اما عاجلٌ او آجلُ
هجرت عباقرة ٌ مساقط َ رأسِها
وخلافها، لم يبق الأ الجاهل ُ
لم يبق الا الجرح ُ قد خدعوه اذ
قالوا لنزفه انت جرحٌ باسلُ
لا ياعراقُ ثراك نهرٌ للدما
وعلى ضفافِه للدموع خمائلُ
الارض كل الارض من دم شعبنا
اتقـّدَتْ مصابيح ٌ بها ومشاعلُ
الارض نبع الحُبّ لولا شلة ٌ
هي حابلٌ للاجنبيّ ونابلُ
يتآمرون على العراق وأهلِهِ
زمرٌ على وطن الإبا تتطاولُ
فهنا عميلٌ ضالع ٌ متآمرٌ
وهناك وغد ٌحاقدٌ مُتحاملُ
" شايلوكْ "جذلانٌ بكون بلاده
فيها مآس ٍ جمة ٌ ومهازلُ
ومتى العراقُ مضى ليرفعَ رأسَهُ
دارت فؤوسٌ فوقـَهُ ومعاولُ
تـُجـّارنا اوطانـُهُمْ صفقاتـُهُمْ
هم في الخيانة والرياء اوائل ُ
لكن برغم صليبنا ونجيعنا
فيسوع جلجلة العذاب يواصل
يحيا العراق برغم شائكة الدما
للنور نبعٌ للحياة مناهلُ
لاتبك ِ قافلة ً تموت، فإثرها
ازدحمت على درب الفداء قوافل ُ
ما أعظم الوطن الفخور بحتفه ِ
متشائم ٌ بحياته، وبموته متفائل
محاكات لقصيدة معروف الرصافي
إني قرأت قصيدة لمعروفنا
ابكتني على مر الزمان، المتماثل
هو يبكي ايام انقضت بعقودها
وانا ابكي ما بكاه، فهو امامي ماثل
والله اني لما قرءت قصيده
حسبته يبكي ما بنا، وما هو حاصل
كل تفاصيل التي جاء بها
تطابق الحاله تطابق المتقابل
يحكي عن الاوغاد ومن جاء بهم
كأنه يرى تناثر اشلائنا والمقتل
يحكي عن الاطفال كيف يتمت
ويحكي عن التقتيل والتهجير والارامل
يحكي عن البلوى بكل صفاتها
لم تختلف بلونا عنها قيد انمل
الله ماهذا الزمان المتماثل
يعيد ما طواه الزمان ويماثل
إني ظننت ما طواه الزمان انقضى
تنساه الانام وينقطع عنه التواصل
إلا اني قد غفلت حكمة
ان جذور الشر لا تحصدها المناجل
فلا بد من معول يزيل جذورها
ويقلع من ارض العراق، كل سافل
فهذه عمائم الفرس جذورها قد انبتت
شرا تتعاوذ منه حتى الشرار الاراذل
فهذا المكر منبته، هوى اخفاد كسرى
وبقايا الروم وبني صهيون، نبتٌ اثل
فلا تدعنا بذرة من ذاك الهوى
في ارض يعرب تنبت خبثا مأصل
فلا بد من حرث يزيل جذورها
ويجعل من ارض العراق اطيب مشتل
حتى اذا دار الزمان ودارت بنا
لا تجد منا، من يمتطي الشر، وينهل
ولا ننسى من تنزيل الاله مقالة
أن الخبيث لا قرار له، وتأصل
وما ينفع الناس يمكث في الارض
واما الزبد فيذهب جفائا زائل
فأنتم عروق الارض وانتم اهلها
فكل عروق الخير من عراقنا تنهل