منتديات كلداني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كلداني

ثقافي ,سياسي , أجتماعي, ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسيةالكتابة بالعربيةالكتابة بالكلدانيةبحـثمركز  لتحميل الصورالمواقع الصديقةالتسجيلدخول
 رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة  رأي الموقع ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة
رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةقصة النسخة المزورة لكتاب الصلاة الطقسية للكنيسة الكلدانية ( الحوذرا ) والتي روّج لها المدعو المتأشور مسعود هرمز النوفليالى الكلدان الشرفاء ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةملف تزوير كتاب - ألقوش عبر التاريخ  ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةمن مغالطات الصعلوگ اپرم الغير شپيرا,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةدار المشرق الغير ثقافية تبث التعصب القومي الاشوري,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة

 

 المتجددين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rima
الباشا
الباشا
rima


المتجددين Uouuuo10
المتجددين Awsema200x50_gif
البلد : العراق
مزاجي : اكتب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 282
تاريخ التسجيل : 04/05/2009
الموقع : جالس گدام الكمبيوتر ܫܠܵܡܐ
<b>العمل/الترفيه</b> العمل/الترفيه : ܟܘܡܦܝܘܬܪ

المتجددين Empty
مُساهمةموضوع: المتجددين   المتجددين Alarm-clock-icon14/1/2010, 10:11 am

الأب د. جورج عطية
في موضوع متصل مناقشة موضوع التجدد والخلاص بالإيمان وحده


إن موضوع التجدد ليس جديد، فهو مطروح منذ زمان طويل في العالم المسيحي. لكن بسبب طرحه الآن أن هناك تحركاً خاصاً لأناس يسمون أنفسهم بــ "المتجددين"، ليس من الممكن أن تبقى الكنيسة مكتوفة الأيدي حياله، لأنه قد يشكل خطراً يهدد إيمان رعاياها.

كلنا يعرف أن أي تأسيس لطائفة وشيعة وبدعة في منطقة الشرق الأوسط وأي مكان آخر، يبدأ على الشكل التالي : التسلل إلى الرعية أول، ثم الاتصال بمن أمكن من أبناء الرعية، داعين إياهم لحضور اجتماعاتهم و احتفالاتهم، محاولةً منهم للتأثير على أكبر عدد منهم لضمهم إليهم، مع التلويح لإمكانية المساعدة مادياً بطريقة غير مباشرة عن طريق أشخاص من مناصريهم داخل الرعية.

ونحن لا نشكك أن جماعة المتجددين يريدون تأسيس كنيسة خاصة بهم في منطقتنا لأهداف معينة هم يعرفونها أكثر مما نعرفها نحن، كما فعلو ويفعلون في مناطق أخرى. لكننا نستغرب أننا في حوار حالياً مع الكنائس و الطوائف عبر مجلس كنائس الشرق الأوسط، ويفترض أنه ليس هناك بعد ما يسمى بـ "الاقتناص" بالمسيحية، ومع ذلك نجد أنه يمارس الآن من قبل المتجددين، الذين يتخذون هذا الاسم الآن كغطاء لشيع معروفة سبق لها أن قامت بالاقتناص قبلاً.

أما تقديم الهدايا المنوعة والتلويح بالمساعدات المادية من أجل إغراء الناس فيذكرون بأن المسيح حين أرسل رسله للبشارة أوصاهم "9 لا تقتنوا ذهب ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم 10 ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ............. متى10"، كارزين و شافين مجاناً باسم الرب وبقوته ولمجده، دون أي مساعدة دنيوية تغري الناس، ليكون إيمان هؤلاء بالمسيح حقيق ويؤدي إلى الخلاص، وليس كما حصل ويحصل الآن مع المتجددين وغيرهم.

أولاً: من هي الكنيسة الحقيقة

إن جماعة المتجددين يستندون في تأكيد صحة بشارتهم على اعتمادهم الكتاب المقدس والكتاب المقدس وحده. ولكن جماعة السبتيين، وشهود يهوه وغيرهم من الفئات التي تسللت إلى بلادنا يستندون أيضاً على الكتاب المقدس وحده في تعليمهم. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إن كان ما يدعونه صحيح، فأي واحدة من هذه الفئات يمكن أن نعتبرها الكنيسة الحقيقة وعندها الإيمان الصحيح؟ و إذا كانوا يتفقون فيما بينهم في الاعتماد على الكتاب المقدس والكتاب المقدس وحده، فلماذا يختلف تعليمهم اختلافاً جذرياً فيما بينهم؟ وأين يمكن لنا أن نجد التعليم الأصلي الذي بشر به الرسل؟.و بالتأكيد لو افترضنا أننا قد تعرفنا على فئات أخرى فكل فئة سوف تقول الكلام ذاته مدعية أن تعليمها هو التعليم الصحيح. هناك إحصاء رسمي نشر منذ عدة سنوات في جريدة السفير اللبنانية يقول بأن هناك أكثر من ألفي فئة وكنيسة مسجلة رسمياًَ في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. و طبعاً كل منها يدعي أنه يعتمد على الكتاب المقدس. فكيف لا يتحير المؤمن ويسأل: على أي أساس يمكن أن انتقي واحدة من هذه الفئات، وأكون متأكداً أنها كنيسة المسيح التي تقودني إلى الخلاص وتحقيق الهدف الذي جاء من أجله الرب يسوع المسيح؟ في الواقع، هؤلاء جميعاً يفسرون الكتاب المقدس تفسيراً بشرياً بحسب معطيات شخصية معينة لدى كل فئة منها. لهذا هم يختلفون ولهذا لا نستطيع أن نعتمد ولا على أي من تفاسيرهم في معرفة الحق.

ثانياً الكنيسة الحقيقة والتسليم (التقليد)

في مناظرة علنية مع شهود يهوه (1) طرحتُ عليهم ما يقرب مما أطرحه الآن فسألوني قائلين : ألا تعتمد أنت على الكتاب المقدس ؟. أجبتُ: طبعاُ مبل تأكيد، لكنني لا أعتمد على الكتاب المقدس وحده بل على التسليم (التقليد) والبشارة الأولى التي بشر بها الرسل و تسلمتها الكنيسة منهم وعاشت هذه البشارة. لهذا فكنيستي تحمل الحقيقة، لأنها هب لأنها هي بالذات الكنيسة التي أسسها الرب يسوع وأعطاها الطريق والحق والحياة، وبقيت منذ ألفي سنة وحتى أيامنا هذه محافظةً تماماً على ما تسلمته من الرسل . إذاً كنيستي ليست مؤسسة على المبدأ الذي تأسست عليه الكنائس المذكورة . هذا المبدأ لم يوجد إلا في القرن السادس عشر . هنا أتحدى أية فئة من هؤلاء الذين يدعون معرفة الكتاب المقدس. الكنيسة الأولى التي ننتمي إليها نحن، ولا فضل لنا في هذ، لم يكن هناك ما يسمى بالعهد الجديد من الكتاب المقدس . إذاً كيف بنى يسوع كنسته ؟

يقول في إنجيل متى (28: 19-20)" دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض ... فاذهبو وتلمذوا كل الأمم و عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس . وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر " . وفي إنجيل مرقس "اذهبوا إلى الأرض كله وأعلنوا البشارة للخليقة كله، فذهب أولئك يبشرون في كل مكان والرب يعينهم "و في إنجيل مرقس (16: 15-16).

إذاً على ماذا اعتمد في تأسيس الكنيسة ؟ اعتمد على البشارة الشفهية التي كانت بالروح القدس لأن الرب بعد القيامة أوصى رُسلَه فيما هو مجتمع معهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعوه منه لأنهم سينالون قوةً متى حلَّ الروح القدس عليهم و سيكونون له شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية و السامرة وإلى أقصى الأرض (أعمال 1 :4-8). إذن لم يكتب التلاميذ الكتاب المقدس (أسفار العهد الجديد) وحده في لبروح القدس بل كانت بشارتهم أيضاً بالروح القدس . يقول بولس الرسول" وكلامي و كرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة " (1كورنثوس2: 4) أما الكنيسة فقد تأسست على البشارة الشفهية وليس على البشارة المكتوبة وما نسميه الإنجيل والعهد الجديد، إذ لم يكون موجوداً حينها . مثلاً لنسمع ماذا يقول القديس بولس (1كورنثوس 15: 1) {"و أعرفكم أيها الأخوة بالبشارة" -الترجمة البروتستانتية قد ترجمت : "و أعرفكم بالإنجيل"، وهذا يصبح مغالطة إذا فُهِمَ بالإنجيل أي الإنجيل المكتوب- التي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيها وبها أيضاً تخلصون". أي أنهم بالبشارة الشفهية التي بشرهم بها سابقاً صاروا كنيسة وبها يتم خلاصهم . أما عن طريقة إعطاء هذه البشارة ففي العدد (3) يقول : "فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب". الشيء ذاته في موضوع التسليم، نجده في (1كورنثوس11: 23) "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم.

أيضا إن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبز وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري كذلك الكاس أيضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد " إذاً نلاحظ يا أحبائي أن هناك أمراً أساسياً بالغ الأهمية يجهله الناس عادةً وهو التسليم (التقليد) (2). الرسل تسلموا من الرب يسوع ثم سلموه بدورهم، كيف سلموه؟. سلموه شفهياً . لدرجة أن القديس بولس نفسه يقول :" نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التسليم (3) الذي تسلمه منا " (2تسالونيكي 3: 6)، أي تجنبو و اقطعوا العلاقة مع الشخص الذي لا يسلك بلا ترتيب وليس حسب التسليم الذي تسلمه منّا.

نسأل : ما هو هذا التسليم؟. في (فيليبي 4: 9) يقول الرسول بولس:" وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه و رأيتموه في فهذا افعلو واله السلام يكون معكم " تماماً لأن القديس بولس كان ممتلئاً من الروح القدس، فليس كلامه فقط بل كل تصرفاته كانت بالروح القدس و بالتالي فكلها تسليم. هكذا تأسست الكنيسة بناءً على الحياة والتعليم والتصرفات التي كان يقوم بها بولس و غيره من الرسل . كان يعلمهم مثلاً كيف يسلكون كمسيحيين وكيف تتم المعمودية وسر الشكر وما هي القيامة ومن هو المخلص والخلاص وكيف يحيون في الكنيسة ومع بعضهم البعض، أي كان يسلمهم الإيمان والحياة والمواهب الإلهية . كل هذا تسلموه ويسلموه فتبنى الكنيسة على أساسه.

بعد سنوات طويلة على بدء البشارة، وبعد أن توسع عمل الرسل التبشيري والرعائي بدأت تظهر الحاجة إلى كتابة البشارة - ولنأخذ كمثل على ذلك الرسول بولس - فعندما كان في كنيسة معينة بدأت تصله أخبار من كنيسة أخرى أن هناك أسئلة ومشاكل تتعرض لها تلك الأخيرة وهو لا يستطيع ترك المكان الذي هو فيه، لذلك لجأ إلى كتابة الرسائل لأسباب رعائية . أول كنيسة كتبها إلى أهل تسالونيكي وقد اتبعها بعد حين برسالة أخرى ومن ثم إلى كنائس غيرها. لكنه في هذه الرسائل

عينها كان يذكرهم دائماً أنه يجب عليهم دائماً المحافظة على كل ما تسلموه منه سابق، لهذا يقول مثلاً لأهل كورنثوس: " فأمدحكم أيها الأخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التعاليم كما سلمتها إليكم " (1كورنثوس11: 2) . لكن لاحظوا يا أخوة بأن الترجمة البروتستانتية للكتاب المقدس بدل أن تذكر كلمة "تسليمات" فإنها تستبدلها بكلمة "تعاليم" كلمة "تسليمات" هي جمع كلمة "Paradosis" باللغة اليونانية، وتعني "تسليم" اي تسلُّم وتسليم جميع ماسلَّمهم إياه الرسول من طرق حياة ومواهب إلهية (1تيموثاوس4: 14)، وليس فقط التعاليم. هذا تم مع كل راعٍ لكل كنيسة تأسست، وعامة مع كل مسيحي آمن من هذه الكنائس . الجميع يتسلَّمون ويُسلِّمون. هكذا كانت و لا زالت حياة أعضاء الكنيسة الحقيقية مستمرة عبر هذا التسليم الذي يقومون ويخلصون به كما بيَّنتُ لكم من خلال تعليم القديس بولس خاصةً . ومع هذا فهذا الرسول كان يهمه بشكل خاص الأشخاص الذين كانوا يتسلَّمون المسؤولية العلية، أي الذين كان يرسمهم أساقفة مكانه، مثل تيموثاوس الذي رسمه على أفسس، تيطس الذي رُسِمَ على كريت\، إلخ.......، بالطبع لم يكن يسلم مسؤولية إلا إذا كان متأكداً أنّ الشخص الذي يستلَّم هو كفوءٌ لتعليم الآخرين والمحافظة على التسليم (4). لذلك يقول لتيموثاوس: " تمسك بصورة الكلام الصحيح -لاحظوا أنه قال "الكلام" أي ما سلمه لهم سابقاً شفهياً- الذي سمعته مني في الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع " (2تيموثاوس1: 13). كذلك يتابع في الرسالة نفسها "أحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا "(2تيموثاوس1: 13-14). المحافظة على الوديعة، التي هي التسليم، تكون بالروح القدس إذن. على هذا المنوال عاشت الكنيسة الأولى تتسلّم وتسلِّم، بمعونة الروح القدس، التسليم الشفهي ومن ثم المكتوب أي الرسائل والأناجيل وغيره، والتي كُتِبَت أيضاً لأسبابٍ رعائية وتبشيرية، ولم تكن تميّز بين التسليمين المتكاملين واللذين كانا دائماً بالنسبة إليها تسليما واحداً غير متجزئ.

في الواقع يا أخوة أستطيع أن أقول لكم أن هذا الأمر بالذات هو ما فعلته الكنيسة الأرثوذكسية بل بالأحرى أن نقول: الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية التي انطلقت أولاً في أرجاء الأمبراطورية الرومانية، لهذا الكنيسة الأولى كانت تسمى الرومانية عامةً والرومية (5) وكانت تحتوي في حضنها البطريركيات القديمة الخمس: روما القديمة، وروما الجديدة (أي القسطنطينية )، الإسكندرية، أنطاكية، أورشليم. للأسف الشديد الأول من بين هذه الكنائس الخمس المتساوية (أي روما) ولظروف تاريخية معينة، لا مجال لذكرها الآن، لم تحافظ على التسليم بل زدات عليه وتطرَّفَت وشوَّهَت، مما استدعى فيما بعد محاولات إصلاح عديدة في الغرب أدت في النهاية إلى تأسيس كنائس منشقة عنها في القرن السادس عشر. وكانت نتيجة ذلك أنّ البروتستانت (أي المحتجَّين) عندما كانوا يناقشون في البداية كنيسة روم وكانت تجابههم بأمور من تسليمها هي، أن رفضوا الاعتراف لا فقط بما استحدثته هي بل بكل تسليم الكنيسة منذ البداية، وأعلنوا مبدأً شهيراً جداً باللغة اللاتينية وهو "Sala scriptura" أي "الكتاب المقدس وحده"، وهكذا كان مبدأ رفض التسليم انطلاقاً من فعل وردة فعل. ومنذ ذلك الوقت اعتمدت البروتستانتية نهج رفض التسليم (التقليد) مما أدى إلى كلّ هذا الضياع والتّفتُّت الذي لا غنى عنه في فهم الكتاب المقدس وتفسيره وعيش الحياة الإلهية، والذي هو الأساس الحقيقي الأول الذي أُخِذ عن الرسل.

الكنيسة الأرثوذكسية، والفضل لله وحده، ليست فئة من هذه الفئات بل هي الكنسية التي أسسها المسيح ولا تزال تحافظ على التسليم الواحد الشفهي والمكتوب -كلاهما من الرسل- وهي تحياه وتعبر عنه بالروح القدس عبر العصور بكل وسائل التعبير المختلفة من كتابة وموسيقى و أيقونات إلخ..... محافظة على جوهره بجهاد الآباء القديسين الذين كانوا ممتلئين من الروح القدس الساكن فيهم. لذا تحققت كلمة الرب يسوع الذي قال :" على هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها "(متى16: 18). لماذا لم تستطع أبواب الجحيم أن تقوى على الكنيسة؟ لأن المسيح بالضبط، وعد بأن يكون معها. أرسل رُسُلَه للبشارة قائلاً لهم : " وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر " (متى28: 20)، هو وعدهم بأن الروح القدس سيكون فيهم وسيمكث معهم إلى الأبد ويُرشدهم إلى جميع الحق (6) . لأجل هذا يقول بولس عن الرب يسوع :" له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور "(أفسس3: 21). فعلاً له المجد إذ أنه على الرغم من كل ما جابهته من اضطهادات وهرطقات ومؤامرات وضيقات تفوق كل تصور، لمدة ألفي سنة، لا تزال الكنيسة محافظة على استقامة رأيه وحاملة للإيمان الأول بنقائه ولحياتها الأولى بوفرتها. من البراهين على ذلك العدد الذي لايحصى من القديسين الذين أنجبتهم الكنيسة ولا تزال، كعلامة واضحة على الحضور القوي المستمر للروح الإلهي فيها.

ثالثاً: تاريخ تيار المتجددين

بالنسبة لجماعة المتجددين، ما هو تاريخها؟. ذَكَرتُ لكم سابقاً أن بداية جميع الفئات البروتستانتية والتي سمَّت نفسها فيما بعد إنجيلية كانت في القرن السادس عشر. منذ ذلك الحين بدأت تظهر بينها فئات ذات نزعات مختلفة وشعارات متعددة مثل الـ Anabaptists الذين طالبوا بإعادة المعمودية واختبار الحياة الروحية قبل المعمودية.في القرن السابع عشر ظهرت مجموعات الـ Puritans أي "الأطهار" المحتجين على كنيستهم الأنكليكانية. من هؤلاء الكويكرز (المرتعدون)، والمعمدنّيون الشمولّيون والمعمدانّيون الخاصُّون، وكلُّها فئات في أساس المتجدِّدين. في القرن الثامن عشر نشأت حركة إصلاح اسمها التَّقَويّة Pyatism ، حاولت إعادة المسيحيين لحياة التقوى وإنشاء إرساليات تبشيرية بناءً على هذا التّيار تأسست جماعات جديدة مثل الـ Maravians وكنيسة الأخوة، مما أدّى لولادة يقظة تبشيرية في انكلترا قادها "جون ويسلي" ونشوء كنيسة الـ Methodists وقد أدى تأثرهم ببعضهم البعض إلى إذكاء الحماس عند بعض الفئات، وقيامهم باجتماعات كانوا يسمونها "إنتعاشات" رافقها ما سُمِّيَ بالتجديد الذي أصبح هو الهدف

في بداية القرن التاسع عشر، انتقل التجديد إلى الولايات المتحدة الأميركية، حدث ما سُمِّيَ بالحركة الانتعاشية الأميركية التي بدأت تركِّز على ما اعتبروه الاهتداء الشخصيّ، والولادة الجديدة بقبول الفداء الذي تحقَّق بموت المسيح على الصليب. هذه الاجتماعات التي سُمِّيت بالإنتعاشية كانت تتمُّ في أميركا ضمن ساحات مكشوفة وأدَّت إلى تطوير في نهج قسم كبير من الفئات البروتستانتية مما جعلنا نسمع كثيراً عن المتجدّدين الذين اشتهروا بهذا السؤال: "هل تجدَّدتَ؟"

من أشهر روّاد حركة المتجدّدين في أيامنا "بيللي غراهم"في الولايات المتحدة المعمداني الأصل، ولديه أتباع عديدون أسَّسوا إرساليات تبشيرية عديدة أهُّمها "الشباب للمسيح"، "الرؤية العالمية". كما أنهم يعملون من خلال عدد من الشيع الإنجيلية مثل المعمدانيين و أتباع ما يسمى بـ "كنيسة الله"، والذين بدأوا بالاقتناص في لبنان منذ أواخر التاسع عشر وبداية قرن العشرين. فيما يخص "بيللي غراهام" أظنُّ أن اللبنانيين قد سمعوا به بشكل خاص لأنه يُذيع بشارته مباشرةً من بورتوريكو عبر الأقمار الاصطناعية إلى أكثر من (165) بلد في آنٍ مع، وتمّ عرض بشارته سنة 1995 في عدد كبير من المدارس والكنائس اللبنانية.

رابعاً: علاقة المتجددين بالصهيونية المسيحية

ما يثير قلقنا بشكل خاص أن هذه الإرساليات التبشيرية التي تصدر الآن في الولايات المتحدة تتجه إلى سار أنحاء العالم وخاصةً إلى الشرق الأوسط. في قبرص، هناك عددٌ كبير من المراكز لهذه الإرساليات كلها موجهة للشرق الأوسط. لكن الأخطر من هذا هو التوافق في النظرة بين اليهود الصهاينة والصهيونية المسيحية التي تسيطر على أعداد كبيرة من بعض الفئات وخاصةً الإنجيلية في الولايات المتحدة. التحالف الفعلي القائم بين الطرفين يجعلنا نتساءل: ما هو الهدف من مجيء هذه الفئات إلى بلادنا؟

هناك مقالات كثيرة مكتوبة، في مجلة التايمز وغيره، عن السبحية الصهيونية وعن التحركات الكبيرة لهذه الفئات التي تنطوي تحت ما يسمى بصورة خاصة ال Fundamentalism أي "الحرفية" و"الأصولية"، ومنها بصورة خاصة الكنيسة التدبيرية Endespensationalism . وللأسف، هناك تلازم بين النظرة اليهودية والنظرة المسيحية لهؤلاء. فمثلاً عند اليهود هناك الحاخام "مناحيم شنيرسون" الزعيم الروحي لحركة "حباد"، والذي وجه نداء قبيل حرب الخليج قال فيه ان أزمة الخليج تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر. وكما نعلم، فاليهود يعتقدون أن المسيح لم يظهر يعد وأن ظهوره سيتم في إسرائيل. و يعتقدون أن من علامات ظهوره وقوع محنة عالمية كبيرة، فيأتي المسيح ليخلص الإنسانية ويجدد اليهودية التي تسود العالم. لاحظوا أن هذه النظرة تلتقي مع نظرة هؤلاء "المسيحيين" الأمريكيين الذين يقولون بأن العودة الثانية للمسيح لها شروط وهي قيام دولة صهيون وتجمع يهود العالم فيه، ثم تتعرض الدولة اليهودية إلى هجوم من غير المؤمنين خصوصاً من المسلمين والملحدين ثم تقع مجزرة بشرية كبيرة تدعى "هرمجدون" بالنسبة إلى اسم السهل "مجدو" الذي يقع بين الجليل والضفة الغربية. في هذه المجزرة تستعمل أسلحة مدمرة كيماوية وبيولوجية و يقتل فيها مئات الآلاف من المهاجمين ومن اليهود معاً. بعد ذلك يظهر المسيح فوق أرض المعركة ليخلص بالجسد المؤمنين، فيرفعهم فوق سحب المعركة حيث يشاهدون بأم العين جثث القتلى و الدمار والخراب على الأرض، قبل أن ينزل "المسيح" إلى الأرض ويحكم العالم لمدة الف سنة. الملفت للنظر في هذا أن الأشخاص الذين سيكونون مع المسيح سيكونون من المتجددين Born again من أتباع الكنيسة التدبيرية شخصيات أمريكية بارزة منها الرئيس الأمريكي الأسباق"رونالد ريغن"، أما أبرز وعَّظَه وهم القِسّان "جيري فولويل" و"هول ليندسي".

الغريب أيضاً أنه منذ عام 1970 م، والقس المعمداني (المتجدد) "بيل غراهام"، المذكور أعلاه، يردد في مواعظه، التي تنقلها شبكات التلفزة الأمريكية، العالم يتحرك بسرعة كبيرة نحو"هرمجدون" وأن الجيل الحالي من الشباب قد يكو أخر جيل في التاريخ. هناك عدة كتب لهذا الواعظ وهو يتحدث بشكل واضح عن هذا الموضوع. من المعمدانيين المعروفين الرئيسين الأسبقين "جيمي كارتر" و"بِل كِلينتون" لا نريد أن نتهم ونهاجم أحد، لكن لا نريد أن نكون أغبياء لدرجة أن الماء تجري من تحتنا دون أن ندري، وبكل بساطة وسذاجة كل من يغني لنا أغنية نرقص ونغني معه. من المفيد أن نعرف من هم أعداء الكنيسة والوطن كي نحطاط منهم. وكل الدلائل تشير إلى أن الفئات التي تأتينا من الخارج وخاصةً من الولايات المتحدة الأمريكية، لديها لون معين وارتباطات معينة و أهداف معينة خصوصاً إذا تذكرنا محطة "تلفزيون الشرق الأوسط" الدينية الممولة من أمريك والتي بدأت من قبرص لكي تُلتَقَط في جنوب لبنان، تماماً بعد الإجتياح الإسرائيلي له سنة 1982 م، ومعها انتشرت العديد من البدع تحت الغطاء الإسرائيلي وخاصة المعمدانيين.

خامساً: مثال عن أقوال المتجددين في اجتماعاتهم

سنورد هنا مثالاً عن أقوال المتجددين من خلال شريط كاسيت مسجل في أحد اجتماعاتهم في قرية "بشمزّين" في لبنان، حيث أن شاباً أرثوذكسياً من رعية بشمزّين حضر اجتماعهم وسجل الشريط وأعطاه فيما بعد لكاهن الرعية، وقد جاء فيه ما يلي:

- في بداية الكاسيت يوجه القسيس حديثه لله قائلاً: (نطالبك يارب أن تبارك، نطالبك يا رب أن تبني المؤمنين، أنت يا من ترعى كنيستك ... نرجوك أن تشق لكلمتك طريقاً في هذه المنطقة يا سيد، نرجوك أن تشق طريقاً في هذه البلدة يا سيدنا لكي تجري وتتمجد و تعظم اسم يسوع الذي صار لنا من عندك فداء، الذي صار لنا قداسة وبراً. نرجوك، إكراماً له، أن تضع هذا الاجتماع بكل من فيه يا رب أمامك، كل نفس، نعم يارب أن تباركها. الخاطئ الغير مخلص غير المولود ولادة ثانية أن تتعامل معه بروحك أن تجذبه إلى صليبك،إلى صليب ابنك يسوع المسيح. ) لاحظوا أنهم في البداية أظهروا كل خيرية ولطافة لكن الكلمات واضحة: "نرجوك أن تشق لكلمتك طريقاً في هذه المنطقة والبلدة" أي أنه يريد أن يشق المنطقة والبلدة بتأسيسه لفئات جديدة فيه، ونحن قد شبعنا من الفئات التي تفتت الكنيسة.

- بعدها يقول: (أنت تعلم ونحن نعلم يا رب أنه قد زاد الزؤان بيننا في هذا الوطن وفي هذه المنطقة وفي هذه البلدة.) ثم يستشهد بقصص وأشعار.

- وفي النهاية يقول ما هو لب الموضوع، موجهاً الكلام إلى الحاضرين وقسم منهم من غير المتجددين: (قل له حررني يا يسوع في هذا المساء، طهرني بدمك يا يسوع، اجعلني أن أكون ابناً لك وعندما يأتي الوقت لكي أذهب إليك ... أرجو من كل شخص، احتراماً للقدوس، للرب الموجود في وسطن، أن يحني رأسه ويغمض عينيه. هذه اللحظة من أخطر لحظات حياتن، لحظات فيها تقرر مصيرك الأبدي. ربما تكون هذه أخر فرصة يسمح بها الله لكي تسمع صوته ودعوته الإلهية، لكي تقبل يسوع رب ومخلصاً لحياتك فتكون مسيحياً ليس بالاسم، بل مسيحياً حقيقي، مسيحياً لم ترث مسيحيتك من آبائك أجدادك، مع أننا نشكرهم على تربيتهم لن، ولكن مسيحياً اختبارياً عندما تفتح قلبك الليلة وتقول: "يا يسوع ارحمني أنا الخاطئ حررني يا يسوع هذه الليلة". من يريد؟ ... من أيضاً؟ ... لا تستحو، من أيضاً؟... ارفع يدك... ماذا تُبقي لآخرتك يا حبيبي... كم هي دينونتنا نحن المسيحيين الذين نعرف عن المسيح، عن صلبه وموته و مجيئه وتجسده، دينونة هذا الشخص ستكون عظيمة... قل يا يسوع حررني من الدينونة، طهرني من الخطايا... أخر مرة اسأل: من يريد تسليم قلبه ليسوع فليرفع يده لأصلي لأجله... ارفع يدك يا حبيبي، الله يباركك... من يريد أيضاً؟... ارفع يدك، الله يباركك يا حبيبي... من أيضاً؟... ارفع يدك بدون خجل. ليباركك يسوع... من أيضاً؟... نحن لا نطلب الطائفة، يسوع لا تهمه الطائفة، يسوع ليس عنده طوائف،يسوع يريد أن تُغّير حياتك وقلبك ويطهرك من كل خطيئة... من يريد أيضاً سوى الذين رفعوا أيديهم؟... ليباركك الله.من أيضاً؟... من أيضاً؟... ارفع يدك يا حبيبي. يوع يعرض عليك أعظم عطية، فهل ترفضها هذه الليلة؟... حياة أبدية، خلاص أبدي، غفران أبدي، حرية أبدية، مجاناً...)

-هنا تتغير لهجة القسيس فتصبح أكثر استعطاءً، كما لاحظ ناقل الكاسيت، كالبائع الذي يدلل على بضاعته: {أخر مرة أقولها... من يريد الحياة الأبدية؟... وأن يسلم قلبه ليسوع؟...}

- يظهر من مجرى الحديث أن الإقبال لم يكن كما اشتهى الواعظ، لأنه يقول بعد ذلك: {الأشخاص الذين رفعوا أيديهم فليقفوا في أماكنهم، وليرددوا الصلاة من بعدي... قف في مكانك يا حبيبي... اخزي الشيطان وقف... لا تستحي بيسوع، هو لم يستحي بك لما حمل عارك على الصليب... الذين قد رفعوا أيديهم فليقفوا... إن استحيت به هنا يستحي بك هناك. من يريد أيضاً؟... قفي يا حبيبتي. وقفي يا أختي. من رفع يده فليقف... رددوا هذه الصلاة من بعدي: "يا يسوع، يا يسوع ارحمني أنا عبدك و أَمَتَك، طهرني بدمك...إلخ"}

في موضوع متصل مناقشة موضوع التجدد والخلاص بالإيمان وحده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المتجددين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كلداني :: قِسْمُ الْمَوَاضِيعِ الدِّينِيَّةِ :: البدع والهرطقات الضالة-
انتقل الى: