يُعلمنا التاريخ القديم والحديث بأن ساحات النضال والكفاح العربي شهدت حركات وثورات سياسية وتيارات انبثقت من واقع الأمة أزماتها ومصائبها معبره عن معاناتها وطموحها في الحياة فكراً وعقيدة اخلاصاً وعمل كتب لها النجاح في معاركها مع ما تعرضت لمواقف وشدائد ومحن لأ صالة منهجها وطهارة وصلابة أعضائها... هذه الحركات يتجدد فيها الإيمان ويتجدد فيها الفكر والدماء والعطاء لصدق أهدافها مع تصدرها لمعارك التحرير والنضال في ساحاتها الحقيقة دون كلل أو ملل، بل يزداد اصرارها توثباً وثباتاً وتضحية ليس من أجل شيء سوى اندفاع وإلتزام وتضحية لتحقيق مبادئ صادقه نبيله هي مبادئ الأمة في (وحدتها وقوتها وتحررها وعزتها وعدلها الاجتماعي ونهضتها العلميه والثقافة واستقلالها وسيادتها) كرسالة إنسانية.
هكذا مبادئ ولمن يحملها لا يمكن أن تضعف أو تندثر بل يقوى إيمانها وعودها وإصرارها على نهجها وفقاً لسياقاتها وتنظيماتها المشدوده لهذه المبادئ.
ومع الجمع السياسي الهادر الهاتف لتحقيق الوحدة الوطنية والتحرر تظهر فقاعات هوائية على سطح الساحه السياسية هنا أو هناك تنتفخ ثم تنفجر لأمتلائها بالهواء لعدم صلابتها أو أرض تستند عليها، أو مفرقعات ناريه سرعان ما تعلو فتنطفئ... وهذا ما ينطبق على كثير من الأفراد أو أفراد السلطة أو البيوت أو الدواوين أو الدكاكين اوالمقاهي السياسية الذين يظهرون فجأة بماضي أو بدون ماضي لتسويق شعارات أو ترويج أفكار وطروحات ومشاريع لا يملكون شيء لتحقيقها، وتحت تسميات شللية وكتلوية وعناوين قد تجذب فرداً أو أفراد بأسم الوطن والوطنيه.. وبأسم الإقليم والإقليمية.. واخرى بأسم الديمقراطية والحقوق والحرية وأخرى بأسم المكون الفلاني، وأخرى بأسم الجبهة، والتجمع والتحالف والائتلاف، والقوى المتحالفة والوحده والنخبة والعشيرة والطائفة وووو... ومسميات كثيره وبالعشرات، لا تستند إلى حقيقه أو وضوح سياسي وأقرب ما تكون إلى نزعات طوبائية سفسطائية محكومه بعقد نفسيه مصابه بهستريا سياسة... فالنظرة الحقيقة لهكذا مشاريع أو دعوات هي لتجزئة العمل والفعل الوطني الحقيقي، وكان من الاحرص لدعاة هكذا مشاريع العمل وفقاً لقاعدة مشتركة من التفاهمات السياسية الوطنية المبنية على رؤى مصيريه مستقبليه بعيداً عن المصلحية والذاتية والوجاهية لعمل وبرنامج موحد مؤتلف لتحقيق الخلاص الوطني.
ان العمل الوطني الحقيقي هو النظرة الموضوعية لما يجري في الساحة العراقية الملتهبة باضطراب امني وفساد مالي واداري، وأضرار بالبنى التحتيه واقتتال داخلي وبشاعة قتل الإنسان والتمثيل بجثته، العمل الوطني هو تقييم هذه الحالات والعمل الجاد للخلاص من محنة العراق بعمل واسع يشمل كل ألاطياف والألوان والتسميات والأفكار والبرامج في مشروع يستوعب الجميع دون إستثناء أو إبعاد احداً وضم الجميع واحتضانهم تحت سقف وبرنامج وهدف واحد بعيداً عن أهداف شخصيه فئوية ذاتية آنية سرعان ما تظهر وتختفي لعوامل فاقده لشروط نجاحها، الخلاص الحقيقي هو في التماسك الفكري ووضوح الرؤيا والهدف وثبات الموقف لقضية ومهمة مبدئية وممارسة والتزام حقيقي طوعي يستند إلى قناعة وجدانية وارضيه صلبه أساسها التضحيه والفداء وهي مزيج الدم بتربة الوطن كوليد مناضلٍ صلبٍ ينافح ويرفض كل قيود ظالم وانتهاك حقوق... إنه أمل مشروع تمتزج فيه دموع الحزن وابتسامة الفرح، والمبدئيه أن لم ترتبط بعمل ومشاعر إطارها التضحية ووطنية نقيه، وليست وطنية أدعياء ومصلحة ذاتية ومنفعه آنية تخرج عن إطارها الحقيقي المرسوم، ورغم اننا نجد ان الضرورة تقتضي دائما التمييز بين جوهر الدعوة الوطنية وبين بعض دعاتها الذين ربما لم يضمروا لها الخير حقيقةً أو إنهم أساءوا إليها من حيث أرادوا خدمتها نقول رغم أننا نجد من الضرورة أن تقتضي مثل هذا التمييز دائما وكيف تعاملوا مع القضايا الوطنيه مع أن أغلبهم يعتقدون بأنهم قد تحللوا من الطائفية والإقليمية والشلليه مع كونهم ينتمون إلى الوحده الاجتماعيه ان شخصنة القضيه الوطنيه واحده من العيوب التي تلحق الاذى بالهدف المركزي الأساسي، وأن الإجماع الوطني وتحالف عريض مرن يرقى إلى مستوى الجبهة مع التنوع الأيديولوجي عامل قوى للاجماع الجبهوي... ووحدة قوى الإجماع هو مطلب وطني إلى حين إسقاط النظام الفاسد في العراق بالمراهنة على وجود قوى وطنيه مخلصه من الحركات وقياداتها والتركيز على برامج وسياسيات حتى يعود العراق دولة حره قويه مستقله ديمقراطية فاعله في الأمة والعالم... نعم لا نريد فقاعات هوائية أو مفرقعات سياسية لأنها استهداف للمشروع الوطني واضعافه، ومن سمع وعى، وهذا حق لاحفادنا علينا ومستقبلهم
إذا ماذا سيكتب التأريخ عنا؟؟؟.
الاثنين 13 جماد الاول 1437 / 22 شباط 2016
گالُولي ليش رافع راسك و عينك قَوِيّة .. گتّلهم العفو كُلنا بَشَر ولَكِن أنا من القوميّة الكلدانيّة
أسمِي بَدَأ يُرْعِبْ الكَثِيرِينْ وَخَاصَّة في موقع الحُثالة الساقطّين عِنكَاوة كُوم وَلِهذا أُغلِقَ حِسَابي مِنْ مَوقِعهُم
ماذا سيكتب التاريخ عنا؟؟؟ / الدكتور عامر الدليمي....