شهود للحقيقة: الحقّ يحرّركم ردّ على التعليقات «
في: 27.06.2016في 18:24 »
شهود للحقيقة: الحقّ يحرّركم
ردّ على التعليقات
أيها السيدات والسادة الكرام
شكرا لكم على التعليقات والتفاعل والكتابة للمقالات. الحقيقة ان دلّ هذا على شيء فانه يدلّ على ان الجميع مهتم وله رأي في الموضوع. فالقضية ليست شخصية، بل قضية عامة تهمنا جميعاً.
1. الاعتذار: ليس الاعتذار تنازلاً ولا ضعفاً. الاعتذار قوّة وعزّة نفس ورغبة في تدارك ما لا يحمد عقباه. ليس الاعتذار تراجعاً عن المواقف. فأنا لم اتراجع عن حرف واحد من القضايا الموضوعية التي ذكرتها ومن التحليل الذي قمت به للبطريركية وللسلطة وممارستها في كنيستنا الكلدانية. أنا قدمّت الاعتذار لأني اردت أن افتح افقاً جديداً يفتح المجال لاستعادة مفهموم جميل ومقدّس للكنيسة، قد اكون قد اعطيت عنها فكرة خاطئة. الاعتذار هو رغبت مني في وضع حدّ للتظلم الذي يطلق على شخص حتى دون معرفته، والتجاهل لقضية حتى دون مناقشتها أو تحليلها أو دراستها. الاعتذار هو رغبة في بداية لرؤية جديدة. الاعتذار هو لغة لا يفهمها المتكبرون والمنغلقون على الذات، والنمامون والمصلحيون. الاعتذار هو لغة السماء وليس لغة الأرض، عندما رأى الله ما صنع في الطوفان قال: "لا أعود أصنع هذا". الاعتذار هو فضيلة، ولكن جئني بمن يفهمها؟
2. الصفقة: أية صفقة أعقد؟ ومع من أعقد صفقة؟ الصفقات تعقد في الخفاء، والذمم تُشترى في الظلمة بعيدا عن الناس. أنا في النور كتبت وعلى العلن خرجت، بعد أن خرجت السلطة وتحدثت عني وعن الكنيسة كما تهوى وتريد وتتخيل. الصفقة تعقد بين اشخاص يتحدثون إلى بعضهم، وانا والسلطة لا نتحدث الى بعضنا إلا للعراك والخناق. الصفقات تعقد مع الاشخاص الضعيفي الشخصية، مع السيمونين (وكم اتمنى ان تعرفوا هذه الكلمة ومعناها!). الصفقة هي للتجار وليست مع الصغار. من لقنكم الابرشيات التي ذكرتموها، عقرة والقاهرة، أبي أو أمي، قولوا ليّ بالله عليكم من؟ وهل هذا شأنكم أنتم؟ ولكن ماذا اقول لأصحاب الصفقات السياسية والحزبية والقومية البخيسة والسخيفة. وأنا انتظر قراراً للكرسي الرسولي لقرار السينودس الكلداني المنعقد في الشهر العاشر الماضي، وسيكون هو على العلن أن شاء الله. الصفقة تعقدها ضعاف النفوس. وليخرج أي شخص أو مؤسسة تقول أنها قالت لي بالاعتذار؟
3. الترهيب: هذه السنة هي الذكرى العاشرة على خطفي من قبل مجموعة ارهابية يوم 15 آب 2006 ولمدة 28 يوماً. كنت أول من خطف من أخوتي الكهنة، وعانيت ما عانيت من أجل الكنيسة والمسيح، وأنا فخور بكل ما عانيت. ولم اترك العراق ورجعت وخدمت فيه. لم أخف ترهيب الأعداء فكم بالأحرى ترهيب من هو مفترض ان يكون ليّ أخوة وأصدقاء. الترهيب يخافه الانسان المجرم والسارق والكاذب والزاني والناهب اموال الفقراء... ولكن الترهيب لا ينفع معي يا اخوتي! الترهيب ليس لغتي، بل لغة الضعيف الذي يكمّم افواه هذا وذاك بالعقوبة والطرد والتوقيف، وهذا ما يقوم به بعض الأخوة. وضع المسدس على رأسي اربعة مرات لأنكر المسيح، وكان شهادتي للمسيح بكل ما أوتيت من قوة وايمان. والناس تعرف وتشهد على هذا! الترهيب أيها الاخوة هو لأهل الترهيب وليس لأهل الايمان ولاحفاد الشهداء والمعترفين.
4. التراجع: الاعتذار ليس تراجعاً، فمواقفي وكتاباتي لا اتراجع عنها. وتحليلي لما نعيشه اليوم لا يمكن ان اتراجع عنه الا برأي أصح منه. لا اندم ولو قليلاً ولا اتراجع ولو لحظة عن تحليل حقيقي لقضية موضوعية.. أنا أحب الكنيسة ولا أريد أن اراها تغوص في متاهات العالم. احبها كنيسة للربّ يسوع، كاملة نقية مقدسة، أم ومعلمة. ولم أقف ساكتاً عن كل من أراد يلحق الأذى بها أو بحقيقتها. فأنا اعتذرت لأفتح باباً أخر لا لاتراجع عن حق أو جريا وراء باطل. التراجع عن المواقف لا يصير الا لمن هو أعقل برأييه وأصح بتنظيريه وعقله. عندها يكون التراجع فضيلة. فأنا لم اتراجع عن مواقفي، ولكني فتحت باباً لنفسي ولمن هم حولي..
5. معنى: ما معنى النص الانجيلي الذي استشهدت به لوقا 13:31-33. الحقيقة الأساسية التي يريد الربّ يسوع ان يمرّرها من هذا النص، هو أن مصيره يحدّده هو ويقبله برضاته وحياته يعطيها بحريته وارادته الكاملة. ليست أهانة، وحاشى ان تخرج أهانة من فم الربّ يسوع، وانما تعليم عن حياته ومصيره أمام من يحاول ان يسلبه أياها. أنه تعليم عن أن السلطة مهما كانت عظيمة لا يمكن ان تقول لنا من نكون وما سنكون، هذا نعيشه بحريتنا وارادتنا. يقول الربّ يسوع: "لا أحد ينتزع حياتي مني بل أنا أبذلها باختياري، فليّ السلطة أن ابذلها وليس السلطة أن استردها. هذه الوصية تلقيتها من أبي" (يوحنا 10: 18). نعم أنا اتمنى وأعمل أن اتشبه بربي يسوع المسيح، سيدي وإلهي. وعليك أنت ايضا ان تعمل هذا. فلا يمكن للسلطة أن تفهم نفسها بشكل خاطىء، عليها أن تكون مع الربّ يسوع؛ ولا يمكن ان تحدد للآخرين حياتهم، الا بحريتهم وارادتهم. واذا عملت فهي متغطرسة ومتسلطة ودكتاتورية. السلطة لا تحكم المكرّس، ولا تستطيع. المكرّس ملك لله ولنفسه فقط ولا غير، بكل حرية ومحبة.
الى الأخوة والاخوات
مايكل سيبي، اخيقر يوخنا، جاك يوسف الهوزي، فارس ساكو، ناصر عجمايا، كوركيس اوراها، يوحنا بيداويد، بولس يونان، عماد نيسان السناطي، جولييت فرنسيس، موفق هرمز، زيد ميشو، عبد الاحد سليمان بولص، فريد شكوانا، مسعود النوفلي، انطوان صنا، ماهر بولس، ليون برخو...
اليكم أقول اذهبوا الى الموضوع، ابحثوا عن الموضوعية. ناقشوا باحترام دون أهانات؛ أقرؤا ما بين الأسطر، فالكلمات عادة تترك خلفها المعاني. لا تصطفوا بجانب هذا وذاك، ولا تمدحوا الان وتذموا غدا نفس الاشخاص؛ اليوم برأي وغدا برأيي أخر. ابنوا الكنيسة والضمير من خلال الحقيقة، ناقشوا الامور بفضيلة لا بتعصب لهذا الشخص أو ذاك.
هذا أقوله لكم كأخوة في المسيح، أنتم أهل الكنيسة وأبناؤها، فلا تسمحوا لنفسكم ان تتخندقوا مع هذا الطرف او ذاك. أدعوا لما تريدونه دون تجريح بالاخرين، فهذه خطيئة، وعليكم أن تنتبهوا لها. لا يمكن ان تسموّا بعضكم بعضاً متصيديين بالماء العكر... ما هذا؟ أنها أمور خارجة عن اللياقة.
أنا سوف انشر وانشر مقالات أخرى عن الكنيسة في تعاملاتها مع العالم الخارجي: المجتمع والسلطة والآخرين. لن اتوقف ولن أسكت. واذا اعتذرت، فهو لمن يفهم الاعتذار.
تحياتي لكم والله يبارككم.
المطران سعد سيروب
المعاون البطريركي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع تم نقله من هذا الموقع وتبين بانه مسح بعد عدة ايام