| سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 1/6/2020, 7:50 am | |
| Ekhlass 30.05.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 250 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة السادسة عشرة الكاردينال لويس روفائيل ساكو
البطريرك ايشوعياب الجدالي (628-646) نستدلُّ من المصادر التي وصلتنا، ان ايشوعياب1 ولد في قرية جدالا2 القريبة من قضاء سنجار في محافظة نينوى، في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي. نشأ وترعرع فيها، ولما شبَّ قصَدَ مدرسة نصّيبين الشهيرة لمتابعة دراسته الاكاديمية. ويظهر لأول مرة على مسرح التاريخ، حينما غادر المدرسة عام 596، على رأس فريق من الطلبة المحتجّين على تعليم رئيسها حنانا الحديابي. يقول التاريخ السعردي: “وخرجوا من المدرسة وفرَّقوا قماشهم [البستهم]، واخذوا معهم أناجيل وصلباناً في مقبلان [منديل] أسود وفيارم [مباخر]، وخرجوا من المدينة بالصلاة، وينشدون تراتيل باعوثا وكانوا نحو ثلثمائة نفس” (ص 510). ولما وصلوا مدينة بَلَد (اسكي موصل الحالية شمال مدينة الموصل- سد الموصل)، والتي كانت المحطة العادية للقوافل بين نصّيبين ونينوى، استقبلهم مرقس، اُسقف المدينة واحتضنهم في مدرسة انشأها خصيصاً لهم في الضاحية، وعيَّنَ إيشوعياب مديراً لها.
اُسقف بلد
لا نعرف، على وجه الدقة، متى أصبحت بَلَد كرسيّاً اُسقفيّاً تابعاً لرئاسة اُسقفية بيث عرباي والتي كانت نصّيبين مركزاً لها. لا نجد توقيع اُسقفها بين تواقيع الأساقفة الذين حضروا مجمع باباي سنة 497. أما قائمة أحبارها الرسمية فتبدأ في منتصف القرن السادس3. لذلك على الأرجح أنَّ بَلَد جُعِلت اُسقفية في نهاية القرن الخامس. وفقاً للمعطيات العلمية الأكيدة، خلَف ايشوعياب مرقس على كرسي المدينة وكان متزوجاً4. وهنا أيضاً نفتقر الى تاريخ رسامته. وبالتاكيد تمت قبيل سنة 612، اذ نجده يحضـر المؤتمر اللاهوتـي الذي عُقِدَ في العام عينِه بالبلاط الملكي وبحضور كسرى ابرويز5. وقد أدار أبرشيته بحكمة وتفانٍ.
بطريرك كنيسة المشرق
بعد وفاة غريغور الأول، امسى الكرسي البطريركي شاغراً نحو عشرين عاماً، والسبب هو ان كسرى ابرويز (590-628) منع انتخاب بطريرك جديد لعوامل ادارية ونزاعات مذهبية بين المسيحيين. وكانت لجبرائيل السنجاري، طبيب الملك الخاص، وزوجته شيرين اليد الطولى في إصدار هذا القرار. وقد حاول الأساقفة مراتٍ عديدة، من اجل الحصول على اذن من كسرى لانتخاب خلَف لغريغور، لكنه رفض. وظلَّت الأوضاع على هذا المنوال الى ان مات كسرى ابرويز وجاء ابنه شيرويه الى الحكم سنة 628. ورغب العاهل الجديد في إصلاح ما خلّفه والده من نزاعات وبلبلة وخراب على الصعيدين الداخلي والخارجي، فأذِنَ للأساقفة ان ينتخبوا رئيساً أعلى للكنيسة. التأم الآباء في مجمع قانوني في 11 آيار 628 في المدائن العاصمة وانتخبوا ايشوعياب الجدالي اُسقفَ بلد6. وتمَّت مراسيم تنصيبه فيها، وارتدى البطريرك الجديد قبعة حمراء (المجدل لعمرو ص 53).
راح ايشوعياب يبذل قصارى جهده لاعادة تنظيم كنيسته وتلبية حاجاتها. ومن بين أولوياته كان اهتمامه بتثقيف اكليروسه وجماعته. ولهذه الغاية، فتح المدارس التي كانت مغلقة، واسَّس غيرها. وكان متيقناً ان الوسيلة الوحيدة للصمود أمام النظام والتطرّف المجوسي والمسيحيين المنشقين هو ان يكون للمرشحين للاُسقفية ثقافة عالية، وأخلاق رفيعة، وروحية عميقة.
رئيس بعثة دبلوماسية
ان انتصارات هرقل امبراطور الروم على الفرس عام 628، ونهاية كسرى ابرويز المأساوية هزَّت كيان الدولة الساسانية واضعفتها وأذلَّتها. ولما جاء شيرويه الى العرش راح يفتش عن حلٍّ سلميٍّ لهذه الحرب التي استمرت سبع سنوات (622-628)، لكن وفاته المفاجئة حالت دون تحقيق ذلك. كما ان خلفاءَه لم يتوفَّقوا في توقيع معاهدة صلح دائمة مع الروم بسبب فترة حكمهم القصيرة. ففي ظرف ثلاث سنوات توالى على العرش الساساني خمسة ملوك7. وظل الوضع على هذه الحال الى ان جاءت بوران الى سدة الحكم عام 630، فسَعَت منذ بداية عهدها لإنهاء الخلاف القائم مع الروم، وتوقيع معاهدة سلام عادل ودائم، وتطبيع العلاقات بين الدولتين. لهذه الغاية اوفدَت بعثة رسمية رفيعة المستوى، يترأسها البطريرك إيشوعياب، الى سلطات الروم. وقد غادر الوفد العاصمة ساليق وقُطَيسَفون في خريف سنة 630، وكان يتألف من رؤساء الأساقفة: قرياقوس (نصّيبين)، جبرائيل (كركوك)، بولس (حدياب – أربيل)، ماروثا (غسطرة) والأساقفة: ايشوعياب الحديابي (نينوى)، سهدونا (ماحوزا اريون على مسافة 40 كم من مدينة التون كوبري – كركوك) وانضمَّ اليهم يوحنان اُسقف دمشق.
التقى الوفد بالامبراطور في حلب حيث كان يشرف على تغيير الجهاز الاداري في الولايات السورية والمصرية، ويهديء الاضطرابات الدينية، ويراقب عن كثب تحرُّكات العرب المسلمين في شبه الجزيرة العربية، وقد وصف لنا التاريخ السعردي مقابلة الوفد المشرقي له: “فخافت بوران أن يقصده ملك الروم فسألت ايشوعياب الجاثليق ان يخرج برسالتها الى ملك الروم لتجديد الصلح، كما جرت العادة ممن تقدمها. فأجابها الى ذلك وخرج مكرماً ومعه المطارنة والأساقفة. فقصَدَ ملك الروم فوجدَه مقيما في حلب. فدخل عليه وادى الرسالة وأدخل الهدايا التي كانت معه. فعجِب الملك هرقليس من تقلد امرأة. وابتهج بما رأى من فضيلة (البطريرك) وعقله وفهمه وعلمه (..) وزوده الملك وخلع عليه وعلى من كان معه واحسن جائزتهم. وكتب الى بوران جواب كتابها، وضمن لها ان يمدها بالجيوش متى احتاجت وعرفها ان ذلك بسبب ايشوعياب الحامل لرسالتها. وانصرف من بلد الروم مكرما” (ص 558). وقَّع البطريرك والامبراطور فعلاً على نص المعاهدة التي تدور حول ثلاث نقاط رئيسة:
أ. إعتراف الطرفين المتخاصمين بالحدود المُتفَق عليها عام 591.
ب. إخلاء كل المقاطعات المحتلة من قبل أحد الجيشين وبأقرب وقت.
ج. إعادة اسرى الحرب الى ذويهم فوراً.
أخذ الطرفان على عاتقهما تنفيذ بنود المعاهدة. بعدها عاد إيشوعياب الى ساليق قطيسفون مسروراً بما حقَّقه للبلد من أمان واستقرار8.
بعثة تبشيرية الى الصين
كان لبلاد ما بين النهرين علاقات تجارية ممتازة مع بلدان واقعة على خط الحرير والتوابل، أي مع افغانستان والهند والصين. وكان عددٌ من المسيحيين يشتغل بالتجارة. فانتهز البطريرك ايشوعياب هذه الفرصة ليرسل مع قافلة التجار قُسساً ورهباناً ليبشِّروا بلاد الصين. وان النصب الاثري الذي تم اكتشافه عام 1625 في سيان فو9، خير برهان على المد الإرسالي لكنيسة المشرق وحيويتها. اُقيم هذا النصب في 4 شباط سنة 781، تخليدا لذكرى وصول أول فريق من المبشّرين المسيحيين. وقد جاء في القسم التاريخي لهذا الأثر ما يلي: “أتى من بلاد المشرق شخص تقيّ يحمل معه كتباً مقدسة يدعى الابن (اوراهام)؟ الى بلاد الصين في عهد الامبراطور ثايوتسونغ عام 635م، وقد أرسل الامبراطور وزيره الأول الدوق فانغ هسوانلينسغ الزائر ليستقبله ويقوده بحفاوة الى القصر الملكي. أمّا الكتب التي كانت بمعيته، وقد ترجمها (الى الصينية) موظفو المكتبه الملكيه، لأن جلالته احبَّ ان يطّلع شخصياً علي هذا الدين”. ثم يواصل الأثر الكلام عن تعمير الكنائس وفتح المدارس للتعليم الديني وازدهار المسيحية في عهد خلفاء الامبراطور ثايو تسونغ. وقد رفع ايشوعياب كرسي هراة (افغانستان) وسمرقند (الاتحاد السوفياتي) وبكين الى رئاسة اُسقفية10. وقد أعطت مسيحية الصين لكنيسة المشرق بطريركاً هو يهبالاها الثالث (1283-1318) وزائراً عاماً هو الراهب صوما كما سنرى.
علاقات مع المسلمين القادمين
استقبل مسيحيو بين النهرين العرب المسلمين المحاربين بحماس وتفاؤل، ورأوا في ظهورهم يد الله، واعتبروهم محررين لا غازين “في ذلك الزمان، أخرج الله على الفرس بني اسماعيل وكانوا أشبه بالرمل على ساحل البحر عدداً، وكان يدبّر امورهم محمد ولم تصدّهم أسوار ولا أبواب ولا سلاح ولا تروس”11. وقد جاء في رسائل إيشوعياب الثالث أن “العرب الذين مكَّنهم الله من السيطرة على العالم يعاملوننا جيداً كما تعرفون. فهم لا يعادون المسيحيين فقط، بل يمتدحون ملَّتنا وقُسـسنا وقدّيسينا، ويمدّون يد المساعدة الى كنائسنا وأديرتنا”12. وقد نقل لنا الطَبري توصية الخليفة عمر بن الخطاب بشأنهم “أعطاهم الأمان لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم. وانه لا تُسكَن كنائس ولا تُهدم ولا يُكرهون على دينهم”13.
ومن الوثائق المهمة من تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية وثيقة “عهد وأمان”، منحها النبي العربي محمد إلى بطريرك كنيسة المشرق ايشوعياب الثاني الجدالي (التاريخ السعردي ص 558). هذه الوثيقة ظلت نافذة خلال حكم الراشدين والأمويين والعباسيين، و كانت تُضاف إليها أحياناً وثائق أخرى، تستجيب للمستجدات. لعلَّ “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي صدرت في أبوظبي قبل شهور -من قبل الفاتيكان والأزهر – إضافة معاصرة للوثيقة الأصلية. ترتكز هذه الصيغه على نقطتين اساسيتين:
أ. ان يدفع المسيحون الجزية التي تقوم مقام الزكاة بالنسبة للمسلمين، مقابل حماية الدوله لهم، وكانت في غالب الأحيان أبهض من الجزية التي كانو يدفعونها للنظام الفارسي.
ب. أن تُترك لهم الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية، شرط الّا يقوموا بأي نشاط تبشيري في صفوف المسلمين.
وفاته سنة 646
لما أتى العرب المسلمون على العاصمة الفارسية سنة 637، إنتقل ايشوعياب الى قرية كرخا (كركوك) في مقاطعة بيت كرماي واستقر فيها. يروي التاريخ السعردي ان البطريرك الشيخ قصد نصّيبين قبيل وفاته لمعالجة الخلاف الحاصل بين مؤمني المدينة ورئيس أساقفتها قرياقوس. “ولما وقع الخلاف بين أهل نصيبين ومطرانهم إسحق (قرياقوس)، قصد إيشوعياب نصيبين من المدائن ليصلِح الحال بينهم. فلما وصل كرخ جدان، إعتلَّ بها ومات، قدَّس الله روحه، ودُفن هناك” (624–625). ويظهر أن قرياقوس كان قد توفي قبل وصول البطريرك. وحالما وصل ايشوعياب نصيبين، واخبروه بالتطورات المفاجِئة دعا برصوما رئيس مدرسة الحيرة، ورسمه اُسقفا في دير مار سرجيوس القريب من نصّيبين، الا ان النصيبيين رفضوه. أزاء هذا التعنُّت، عاد البطريرك أدراجه الى بيت كرماي، وقد أنهكه التعب وأثَّر فيه تصرف أهل نصـيبين. وتوفي بعد زمن قصير ودُفن في مقبرة الشهداء (بيت سهدي) في كنيسة كرخا، على الأرجح في الكنيسة الحمراء في كركوك. وكان ذلك في 30 آب سنة 646.
توفي ايشوعياب الجدالي بعد أن ساس كنيسة المشرق ما يقارب 18 عاماً، وزار مؤمنيها في أبرشياتهم وقوَّى إيمانهم، وثبَّت سلطة الأساقفة، وشدَّ عزائمهم في ظروف صعبة.
تـآليفه
حفظ لنا عبد يشوع الصوباوي وعمرو بن متى قائمة بعناوين الكتب التي ألَّفها إيشوعياب الجدالي، فُقد أغلبها وما تبقى هو:
رساله طويله في شخص السيد المسيح وجهها الى ابراهيم المادي (مار اوراها) مؤسس الدير في بلدة بطنايا بقرب تلكيف. تبرهن ان كنيسة المشرق (الاشورية) ليست ولم تكن نسطورية! وقد قمتُ بترجمتها الى العربية ونشرها الى جانب النص السرياني بكراس يحمل العنوان: البطريرك ايشوعياب الجدالي، حياته ورسالته اللاهوتية، بغداد 2014. من المؤسف أن كنيسة المشرق الآشورية الحالية لم تستفد من هذه الرسالة لتبيان صحة إيمانها وتوطيد علاقتها المسكونية مع الكنائس الشقيقة! ترتيلة قصيرة تقال في أحاد الصوم الكبيرܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܩܕܝܫ ܒܟܝܢܗ؛ ܐܫܘܐ ܠܣܓܘܕܝܟ ܕܢܩܕܫܘܢ ܠܫܡܟ (حوذرا جزء 2 ص 116). يُدرج إيشوعياب بين عبارات صلاة “ابانا” أبياتاً شعرية تضمّ مدحاً أو طلباً او شرحاً يتفق والنص الأصلي للصلاة ولا تضم أي تعابير عقائدية. وهي موجَّهة الى الله (الآب) على شكل صلاة جماعية. لقد نسبها الأب ألبير أبونا وبعض الكتاب الآخرين الى باباي الكبير أيضاً (أدب اللغة الآرامية، ص 199)، لكنها في الواقع لإيشوعياب الجدالي. إن أقدم المخطوطات تنسبها اليه “المتحف البريطاني رقم 14675 من القرن 13″، كما أن هناك تشابهاً كبيراً في الأفكار بين الرسالة وهذه الترتيلة.
البطريرك امِّيه (646-649) البطريرك امِّيه من ارزن. تلقَّى علومه الكنسيّة في مدرسة نصيبين، وفي دير إيزلا حيث ترهَّب على يد رئيسه ابراهيم الكشكري.
اُختير اُسقفاً لنينوى ثم رُقي الى رئيس أساقفة جندي شابور (مدينة في منطقة الأهواز الإيرانية). اُختير بعدهُ بطريركاً سنة 646 ونُصِّب في المدائن وعليه قبعة خضراء. يقول عمرو: “هذا الاب كان شيخاً كبيراً فاضلاً، تقيّاً، معتنيّاً بالصدقة وإقامة الاسكولات- المدارس” (المجدل ص55).
البطريرك امِّيه هو أول من أمر القُسس بشدّ الزنار على وسطهم تمييزاً عن الناس العاديين.
كان الروحاني المعروف الاُسقف سهدوناMartyrius ، اُسقف أريون قرب التون كوبري (كركوك) في زمانه، قام بعزله رئيس أساقفة حدياب إيشوعياب الحديابي، بسبب رفضه لأفكار نسطوريوس، فاعاده البطريرك امِّيه الى كرسيّه. وفي زمانه استولى العرب المسلمون على الموصل وقدم البطريرك لجيوشهم الأرزاق (الميرة)، ويقول ماري بن سليمان: “كتب له علي بن أبي طالب، عليه السلام، كتاباً بالوصاة عليه بالنصارى ورعاية ذمتهم، وكان يظهره لكل من يتولى من رؤساء الجيوش واُمرائهم فيمتثلونه” (المجدل ص62). قصَدَ مدينة كرخ جدان (تقع بين مدينتي خانقين وشهرزور) فإعتلَّت صحته بسبب العمر والطريق والحرّ، وتوفي عام 649. كانت مدة رئاسته ثلاث سنوات.
_________________________ 1-هذا المقال مستوحى في معظمه من الاطروحة للدكتوراه التي قدمتها في المعهد الشرقي بروما عن ايشوعياب في 20/1/1983 Lettre Christologique du Patriarch Isoyahb II de Gdala (628- 646) Rome 1983. وايضا كتابنا: آباؤنا السريان، دار المشرق بيروت 2012 ص 222-244 2- جدالا او جدال قرية تقع غربي مدينة سنجار، اهلها كانوا جميعا من المسيحيين، معجم البلدان 2 ص 38. 3- لقد وضع جان فيي قائمة باسمائهم على النحو التالي : حاوا، شويحا ليشوع، ماري، يزدجرد، بولس، مرقس ويدعوه التاريخ السعردي خطأ قرياقوس، ايشوعياب الجدالي . 4- FIEY , Nisibe , metropole Syriaque Orientale et ses suffragants des origines à nos jours (CSCO 388/sub. 5) Louvain 1977, p. 268-269. 5- Sako Lettre Christologique, p. 64 6- مثل الجانب المشرقي علاوة على ايشوعياب كل من: يوناداب، مطران حدياب، شويحا لماران، مطران بيت كرماي، جبرائيل اسقف نهركول، والرهبان : حنانيشوع وكوركيس وسركيس، طالع التاريخ الصغير ص 74-75 والتاريخ السعردي، م 13 ص 529. 7- YOUNG, G.W., Patriarch, Shah and Caliph, Rawalpindi 1974, p. 207 8- CHRISTENSEN, L’Iran sous les Sassanides, Copenhague p. 244 ss. 9- SEBEOS, Histoire d’heraclius , trad . fran . MACLER . F., Paris 1904 , p. 91′ GOUNERT, P., Byzance avant I’Lslam , I, paris 1951, p. 183. 10- STEWART, Enterprise Missionary Nestoria, Edinburg, 1928, p. 100. 11- SAEKI Y .P., The China In Monument Nestorian, London ,1916p160. 12- ساكو , رسل من بلادنا في ارض الصين , الفكر المسيحي ، العدد 157 , سنة 1980 ص 13- A..The Early Spread of Christianity in Central Asia and far East Manchester 1925 14- التاريخ الصغير ص 91 . 15- ايشوعياب الثالث، الرسائل، نشر وترجمة دوفال، فوفان 1904 – 1950 ص 121. 16- الطبري، تاريخ الامم والملوك، ج 1 ص 205.
| |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 13/6/2020, 10:18 am | |
| Ekhlass 07.06.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 380 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق– الحلقة السابعة عشرة الكاردينال لويس روفائيل ساكو
إيشوعياب الثالث الحديابي (649-659) لاهوتي مشرقيٌّ وليتورجيّ من المَصاف الأول يُعّدُ ايشوعياب الحديابي أحد أبرز وجوه بطاركة كنيسة المشرق، إداريّاً ولاهوتيّاً وليتورجيّاً. اليه يًعود تنظيم هيكلية طقوسِها وتعميم تنفيذها. سيظلُّ اسمُه مقروناً بها. كما نظَّم الأبرشيات داخل البلاد وفي بلدان الخليج وفارس وأفغانستان والهند والصين. وبالرغم من قصر بطريركته وصعوبة زمانه، فعهده هو الأشدّ إزدهاراً في القرن السابع. إيشوعياب زعيمٌ كنسيٌّ من المصاف الأول، يَعرفُ ما يُريد، وكيف يحقق ما يُريد. سعى جهده في تثبيت هويّة كنيسته، والدفاع عن عقيدتِها، وحماية نُظمِها، وترسيخ حضورها.
حياته أبصر ايشوعياب النور في عائلةٍ ثريّةٍ في نهاية القرن السادس (580؟). أبوه بسطوهماغ، أحد أشراف بلدة قُبلانا (حالياً على الزاب الكبير، على بعد 25 كم غربيّ بلدة التون كوبري بين أربيل وكركوك). كان بسطوهماغ مَلاّكاً ومُحسِناً لدير بيت عابي، يتردد اليه باستمرار، لذلك كرَّس عنه توما المرجي فصلاً كاملاً في كتابه “الروساء”1، وعدة فصول عن إبنه إيشوعياب2.
ترهّب الشاب إيشوعياب في دير بيت عابي الشهير، جنوب قرية خِربا الى الشمال الغربيّ من مدينة عقرة، كان قد اسَّسه يعقوب أحد رهبان جبل إيزلا في القرن السابع. وسرعان ما أصبح دير بيت عابي مركزاً مُهمّاً للحياة الروحيّة واللاهوتيّة والثقافيّة، ليس في المنطقة فحسبُ، بل في كنيسة المشرق قاطبةً. بلغ عدد رهبانه في عهد المؤسس نحو ثمانين، وفي زمن ايشوعياب تجاوز الثلاثمائة3. وصار بعضهم أساقفة وتبؤأ آخرون السدّة البطريركية.
يذكر إيشوعياب باعتزاز انتماءَه الى الدير الأم. يقول في احدى رسائله: “انني ابن القديس الشهير، والاب [يعقوب] الذي أسبغ على الدير عظمةً بمنجزاته السامية. ومن خلاله انا حفيدُ أولئك الذين شيدّوا هذه المؤسسة في الامبراطوريّة الفارسيّة، وحفيدُ كلِّ مَنْ انخرط في سلك الحياة الروحيّة المقدسة” (الرسائل ص 238).
نظراً لشدّةِ ذكائه، ورغبتِه في ارتشاف المزيد من المعرفة، ارسله رؤساؤه الى مدرسة نصّيبين، ليُتِمَّ دراسته الفلسفيّة واللاهوتيّة فيها، وعلى يد عميدِها الربَّان حنانا الحديابي. وبُعيدَ عودته تمّ اختياره اُسقفاً على نينوى نحو سنة 627. بهذه الصفة انضمَّ الى الوفد الذي ترأسه الجاثليق ايشوعياب الثاني الجَدالي، المُرسَل من قبل الملكة بوران الى بلاد الروم لمقابلة الامبراطور هرقل، لعقد معاهدة صلح بين المملكتين الفارسيّة والبيزنطيّة، سنة 630 واُبرمت المعاهدة.
لشخصيِّته القويّة، ونشاطاته المتعددة، رقّاه الجاثليق ايشوعياب الجدالي بعد عشر سنوات، الى منصب متروبوليت اربيل سنة 637، وهي سنة قدوم العرب المسلمين الى بلاد ما بين النهرين (العراق)، وانتصارهم على الساسانيين في معركة القادسية. واستولى المسلمون شيئاً فشيئاً على عموم البلاد، وانهوا الحكم الفارسي بإغتيال يزدرجرد الثالث سنة 651. وعندما توفي الجاثليق مار أمّيه، تمّ انتخاب ايشوعياب خلفاً له سنة 649، بالرغم من طبعه الحادّ وتمسُّكه بارائه الشخصية. يبدو انه فرض نفسَه على الناخبين معلناً ان: “ليس بينكم أحقُ منيّ في هذا الأمر، ولا افخر عليكم. فأعطوه الطاعة. واُسيم فطركاً بالمداين، وهو لابسٌ بيرون [قبعة] مسّني في السنة الخامسة من خلافة عثمان” (المجدل لعمر ص 56).
حصلت لايشوعياب مشاكل إداريّة مع أساقفة فارس، خصوصاً مع شمعون مطران رواردَشير الذي رفض الخضوع له، فكتب اليه ايشوعياب رسالة شديدة اللهجة (الرسالة 14). كذلك كانت له جدالات لاهوتيّة-عقائدية مع حنانا رئيس مدرسة نصّيبين، والاُسقف سهدونا (الرسائل ص 123- 138،202-214)، وقد اعتبرهما منشقَين عن الكنيسة الأم!
توفي ايشوعياب الكبيرعام 659، بعد ان ادارَ كنيسة المشرق عشر سنوات بجدارة وحزم، فازدهرت وانتشرت، ودفن في دير بيت عابي حيث ترهبّ.
علاقته مع العرب
يبدو ان كنيسة المشرق تكيَّفت مع الوضع الجديد، وتمكنت من ايجاد نوعٍ من العيش المشترك Modus Vivendi مع القادمين الجدد. يقول ايشوعياب في احدى رسائله: “لقد أعطاهم [اي العرب] الله السلطان في هذا العالم. ففضلاً عن كونهم ليسوا مناهضين للمسيحيين، يمدحون إيماننا ويحترمون كهنة الربّ وقديّسيه، ويقدمون العون للكنائس والديورة” (الرسائل ص 251). لربما هذه اشارة الى الآية القرآنيّة: “لتجدن أقرب الناس مودة للذين آمنوا، الذين قالوا انا نصارى، بان منهم قسيسون ورهباناً وانهم لا يستكبرون” (المائدة 80). لكن الوضع لم يكن دوماً هكذا، ففي نهاية عمره ضايقه حاكم المدائن الذي طلب منه مبلغا باهضاً من المال. ولما لم يتمكن من تسديده، التجأ الى بيت عابي حيث وافته المنية4، بعيداً عن كرسيّه البطريركي. وحاول إعادة المسيحيين الذين تحولوا مجبرين الى الاسلام خصوصاً في إمارة الحيرة، لكنه لم يفلح بسبب رغبتهم بالمحافظة على ممتلكاتهم ومكانتهم!
منظم الطقوس ومُؤوِنها
يعود الفضلُ في تنظيم طقوس العبادة في كنيسة المشرق، ورتب الأسرار الى البطريرك ايشوعياب، ورهبانِ الدير الأعلى (الطهرة الحاليّة في الموصل)، وخصوصاً زميله الراهب – الموسيقار عنانيشوع. ولربما بسبب هذا العمل المتميز لقب بالكبير (ربَّا).
نظمّ (الصلاة الليتورجية – حوذرا) على محور “تدبير الخلاص– ܡܕܒܪܢܘܬܐ” باسلوبٍ تعليميٍّ، وتربويٍّ، وراعويٍّ مشوِّق، حتى يَنْصَبُّ اهتمامُ المؤمنين بمدار السنة، على التأمل في مَحَطّات حياة المسيح، يأخذون منه ويُضيفونه الى ما هم عليه ليتحول تدريجيّاً اليهم.
تبدأ السنة الطقسيّة بالبشارة وتنتهي بتقديس الكنيسة. كلُّ موسمٍ يشمل سبعة آحاد. والمواسم هي :البشارة – الميلاد، الدنح – تجليّات المسيح، الصوم، القيامة، حلول الروح القدس – الرسل – التبشير، الصيف وايليا، الصليب وموسى (ازمنة توبة واهتداء) وتقديس البيعة يتوِّج السنة الطقسية5. يهدف التدبير الى تقديس الكنيسة – الجماعة حتى تكون عروساً لائقة بعريسها الالهي، فتشترك بمجده البهيّ.
تتخلل هذه المواسم أعياد وتذكارات قديسين (منظمة في ايام الجُمع)، تهدف الى تجسيد رسالة المسيح، وتأمين تواصلها في شد المؤمنين الى الله، وتصويب نظرهِم اليه لانه وحدَه يشَكِّلُ مستقبلهُم!
نظمَّ ايشوعياب أيضاً رُتَب الاحتفال بالاسرار المقدسة واعتمد ثلاث رُتَب للقداس فقط: قداس الرسل، وقداس ثيودورس وقداس نسطوريُس. من المؤسف انه اتلفَ الرُتب الاخرى. كما نظَّمَ طقس الاحتفال بالمعمودية والتوبة – ܛܟܣܐ ܕܚܘܣܝܐ والرسامات وتكريس الكنائس الجديدة. ووضع تعليمات دقيقة لأدائِها.
من المؤكد ان ايشوعياب وفريقه اعتمدوا على التقليد المتواتر في كنيسة كوخي، ودير بيت عابي والدير الأعلى ونصيبين، وخصوصاً الترتيبات التي أدخلها اساتذتها على الرُتَب، مثل نرساي وآبا الأول وتوما الرهَّاوي وميخائيل بادوقا وبوسي وايشاي وقيّورا وحنانا الخ. وهذا يفسر وجود مجموعة من تفاسير اسباب الاعياد (ܥܠܬܐ ܕܥܝܕܐ)، وتفسير الطقوس لجبرائيل القَطَري وابراهيم برليفي.
في المقدمة التي دبجَّها للحوذرا الربان بريخيشوع من بيت قوقا (القرن الرابع عشر) والتي نشرها ماتيوس في ملحق كتابه صلاة الليل والصبح جاء: “ان السعيدَ الذكر الجاثليق ايشوعياب الحديابي البطريرك لم ينظِّم المواسم الطقسية بسرعة، وعن طريق الصدفة، بل باشر محور التدبير منذ ان بشَّر الملاك جبرائيل العذراء بالحَبَل بالمسيح، ووضعَ لكل موسمٍ تراتيل وصلوات تلائم المناسبة”6.
لا تزال كنيسة المشرق الى يومنا هذا تحافظ على هذه الرُتَب كما استلمتها من ايشوعياب، ولم يطرأ عليها تغييرات كبيرة ما عدا بعض التعديلات الطفيفة.
مؤلفاتُه
جاء في جدول عبديشوع الصوباوي ان ايشوعياب “وضع كتاب هدى الافكار، وارشادات للرهبان المبتدئين، وتنظيم صلوات السنة وطقس العماذ والتوبة وتكريس الكنائس الجديدة والرَسَامات .. وله رسائل وتراتيل وتعازٍ وكتابٌ دفاعيٌّ ضد قومٍ من الناس”7.
ما وصلنا من مؤلفاته هو:
1- سيرة “الشهيد ايشوعسبران”
سيرة كتبها ايشوعياب استناداً الى شهادة رفيقه يشوعزخا. اسم ايشوعسبران، كان ماهانوش من قرية قور على مقربة من مصيف صلاح الدين بين اربيل وشقلاوة. اهتدى الى المسيحية واقتبل المعمودية باسم ايشوعسبران “يسوع أملنا”. وراح ينتقل من مكان الى آخر على غرارِ الرهبان المتجولين، يُعلن ايمانَه جهاراً، ويدعو الى اعتناق المسيحيّة. وشى به المجوس الى الملك كسرى الثاني برويز الذي أمر باعدامه بين عام 620-621 بتهمة ارتداده عن دين الدولة الرسمي. ويُحييّ المَشرقيون تذكارَه في الجمعة الثالثة لموسم البشارة – سوبارا8. نَشَر السيرة المستشرق يوحنا شابو، مع ترجمة فرنسية، في باريس سنة 1897. واتذكر ان المرحوم يونان هرمز الكزنخي كان قد قام بترجمتها الى العربية، لكنني لا أعلم اين نشرها؟
2- الرسائل
هي مجموعة رسائل شخصيّة وإداريّة وراعويّة ولاهوتيّة تعكس سَعة فكرِهِ، وشدة حزمِه، وقوّة حرصِه ووضوحهِ. لا يقبل تنازلات ولا نهائيات سائبة، ولا ضبابية في الطرح اللاهوتيّ، ولا التحرر من تطبيق القوانين المرعيّة، لكنه بروح المحبّة والرعاية المسؤولة يتابع الامور ويحاسب المسببين. رسائله تعكس انفتاحه وروحيانيّتَهُ المسكونيّة. عددها 106، تحتوي على معلومات مهمة ودقيقة عن حياة كنيسة المشرق في تلك الحقبة الحرجة: حكم الساسانيين ومجيء العرب المسلمين والنزاعات اللاهوتية والعقديّة. والمجموعة موزعة على ثلاث فترات من حياته:
25 رسالة تعود الى اُسقفيتِه على نينوى، و32 عندما كان متروبوليتا على أربيل، و22 تعود لبطريركيته. إسناد الرسائل وتحديد زمنها غير دقيق وغير مؤكد9. قام المستشرق روبنس دوفال بنشرها مع ترجمة لاتينية عام 1904-1905 في باريس Liber Epistulsrum”” ضمن سلسلة الكتبة المسيحيين الشرقيين CSCO””. ونشر القس (المطران) اوجين مَنّا خمساً منها: الرسالة الى هرمزد من مدرسة نصّيبين، ورسالة الى رهبان دير مار متى، ورسالة الى مطران نصّيبين، ورسالة الى الاُسقف بريخوي ورسالة الى الرهبان (المروج النزهية ط2 بغداد 1977، مجلد1 ص 321-353).
أسلوبُه بليغ، ولغتُه صعبة، لكنها سلِسلة لا تُشعِركَ بالرتابة، لا تكرار فيها، وخالية من المفردات الاجنبية. مُسيطرٌ على لغته كما يسيطر الفارس على فرسه، ويلعب بالكلمات كما يشاء من دونما عناء.
______
1 الرؤساء، ترجمة البير أبونا، الموصل 1966 ص 46-47، كذلك مقالFIEY,J.M., Is’yaw le Grand, OCP (Roma) 35(1969) pp.305-334:36 (1970) pp.5-46 ومقال الاب [المطران سرهد جمو] ايشوعياب الكبير وعهده،مجلة بين النهرين، عدد6 لسنة 1974( ص 17-37).
2 الرؤساء، ص 70-74.
3 الرؤساء ص 12-13.
4 أداي شير، مدرسة نصيبين الشهيرة، بيروت 1905 ص 46
5 طالع المزيد عن السنة الطقسية : المطران جاك اسحق، الصلاة الليترجية على مدار السنة الطقسية لكنيسة المشرق الكلدانية ح- الاثورية، بغداد 2011
6 الاب منصور المخلصي، روعة الاعياد، ط3 بغداد 2011 ص 38-39.
7 MATEOS,Juan, Lelya- Sapra, les offices chaldéens de la nuit et du ,matin; édition2 in OCA;156,Roma 1972 p.461-464.
8 فهرس المؤلفين لعبديشوع الصوباوي، ترجمة الاب يوسف حبي، بغداد 1986 ص 188-189.
9 جان موريس فيي، القديسون السريان، بيروت 2005 ص 60-63، و بنسب الاب فيي الرسالة الاخيرة 106 الى سهدونا، طالع الهامش 9، لكن البرهان ضعيفٌ!
نص مختار
رسالة الى هرمزد زميله في مدرسة نصيبين “من ايشوعياب الى اخي بالربّ هرمزد، السلام.
لقد تجاوزتَ حدودَ الآداب، ايُّها العفيف، واستخففت بصبري الطويل. والآن ينبغي لِفضيلتِك ان تُصلِح كلَّ تصرّف سيّءٍ تجاهي. لا تسخرنّ من طول الزمن فتخسر كلَّ المحبين. اني بطيبةِ خاطر تحمَّلتُ في حقيقة فكري لدغاتِ شبابك. تحمَّلتُ كثيراً. ولئلا يُعرضني تغيير ما قد يطرأ، ويفرغني من طيبة طول اناتي، فاضطر ان اُجيب على الافتراءات التي وردت في رسالتك بما يناسب. هذا يمكن ان يحصل إن شئتُ. فلا يُساورك الشك في ذلك. ليمنحك الله الحكمة في كل شيء، وليقوِّك من أجل حفظ وحدة المحبة [الروح] برباطِ السلام” (افسس4/3).
| |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 16/6/2020, 7:33 am | |
| Ekhlass 13.06.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 247 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق– الحلقة الثامنة عشرة الكاردينال لويس روفائيل ساكو
كيوركيس الأول (660 – 680) ولد كيوركيس في قرية “كفرا” في مقاطعة كركوك، في عائلة ميسورة. وترهَّبَ في دير بيت عابي(العقرة)، ورقَّاهُ البطريرك إيشوعياب الحديابي الى اُسقفية جنديسابور (منطقة ألاهواز) ثم رفعه الى رئاسة اُسقفية حدياب – أربيل. وقبيل موته أوصى به خلفاً له.
تم إختيار كيوركيس بطريركاً في المدائن، ونُصِّب في كنيسة كوخي العُظمى سنة 661 ، وعليه قبعة حمراء.
واجه كيوركيس كالبطاركة سابقيه معارضة بعض الأساقفة الذين كانوا يطمحون بالرئاسة، خصوصاً رئيس أساقفة ريواردشير – فارس، وقد حاول البطريرك الجديد مصالحته، لكنها لم تدم. كما حاول وللغاية نفسها مصالحة مطراني البصرة ونصيبين وأراد زيارتهما لتطييب خاطرهما، لكنهما رفضا الزيارة.
سعى كيوركيس لفتح مدارس في عدة أبرشيات لتهذيب بنات وأبناء الكنيسة، وهو من طلب من عنانيشوع الراهب، زميل البطريرك الراحل ايشوعياب الثالث، أن يؤلف كتاباً عن الحياة الديرية وروحانيّتها ومتطلباتها، وسمّاهُ فردوس الآباء “ܦܪܕܝܣܐ ܕܐܒܗܬܐ”.
قام البطريرك الجديد كيوركيس بزيارة راعوية لجزيرة قطر “بيت قطراي”. وكانت تضم آنذاك قطر والبحرين والامارات. وهناك التقى بإسحق فجلبه معه ورسمه اُسقفاً على نينوى، لكنه ترك بعد خمسة أشهر، وعاد ليعيش في أحد الديورة في بلاد فارس حيث كتب السيرة الكاملة.
وبعد حياة مليئة بالشدائد والمنجزات توفي كيوركيس في المدائن سنة 680 ودُفِنَ فيها، ودامت رئاسته عشرين سنة. يذكر الأب حبي (المجامع ص 503) أنه توفي في الحيرة ودُفن فيها، لكن كل المصادر تؤكد وفاته ودفنه في المدائن.
عقدَ البطريرك كيوركيس مجمعاً سنة 676 في جزيرة قطر، وهذا دليلٌ على إنتشار الكنيسة في الخليج، ولنا عدة لاهوتيين من قطر. حضرهذا المجمع ستة أساقفة، ومنهم توما اُسقف قطر وإيشوعياب اُسقف بحرين.
شرَّعَ المجمع قوانين في التدبير الكنسي، وركَّز على أهمية الوعظ والتعليم المسيحي، ووجوب إختيار المسؤولين الكنسيين وفقاً للأخلاق الحميدة والإقتدار، ومنعَ تدخل العلمانيين في إختيار الأساقفة. وألزم إقامة الصلوات الرسمية صباحاً ومساءً في الكنائس وليس في البيوت، وحرَّمَ الزواج بالوثنيين، وطلب إحاطة تناول القربان بالاحترام. لتمييز بنات العهد المكرَّسات عن العلمانيات أمر بإرتداء ثوبٍ خاص وقص شعرهنَّ (نشر شابو أعمال المجمع ص 480 – 490 وحبي ص 505 – 517).
رسالة الى الخوراُسقف مينا
نقرأ في ملحق كتاب المجامع رسالة طويلة هي أشبه ببحث لاهوتي معمَّق، وجَّهها البطريرك كيوركيس الى الخوراُسقف مينا من بلاد فارس، تناول فيها اُلوهية المسيح وإنسانيته مُركّزاً على آيات من الكتاب المقدس، ومستشهداً بأقوال آباء الكنيسة. إني أستغرب من أن معظم استشهاداته منقولة عن آباء غير مشرقيين، كأثناسيوس الاسكندري وقورلّس وغريغوريوس النزينزي ويوحنا الذهبي الفم، وهذا ما يجعلني أشكُّ بصحة نسبِها اليه (نص الرسالة منشور في شابو 490 – 514 وحبي ص 518 – 538). | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 29/6/2020, 8:24 am | |
| Ekhlass 22.06.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 1,847 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 19 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
يوحَنا بن مرتا (680 – 683) ولد يوحنا في الأهواز من عائلة مسيحية ميسورة ومعتبرة. سميّ بن مرتا على الارجح لانه تيتم وهو صغير، وقامت الام بتربيته. ترهَّبَ في دير مار شابور القريب من مدينة الاهواز، حيث تلقى فيه العلوم الكنسية، واُختير اُسقفاً ثم رئيس أساقفة على أبرشية جنديسابور. عند وفاة البطريرك كيوركيس سنة 680 اُختير يوحنا خلفاً له. ” وكان هذا الأب شيخاً فاضلاً، فهيماً عالماً” (المجدل لعمرو ص 57). تم تنصيبه في المدائن، في كنيسة كوخي العُظمى وعليه قبعة خضراء. اُصيب البطريرك الجديد بعدة أمراض، شلَّت نشاطه، لذلك لجأ الى جنديسابور للتطبيب في بيمارستانها (مستشفى)، لكنه توفي في الطريق ودُفن في بلدة ماتوت على طريق جنديسابور ودامت رئاسته سنتين.
حنانيشوع الأعرج (685 – 700) (قبره في دير مار يونان / جامع النبي يونس في الموصل) بوفاة البطريرك يوحنا، سعى إيشوعياب مطران البصرة، ذو النفوذ للإستيلاء على الكرسي البطريركي دون موافقة الأساقفة، وكإجراء قانوني عزل الآباء ايشوعياب، واختاروا حنانيشوع الأعرج في المدائن، وتم تنصيبه في كنيسة كوخي العُظمى سنة 685، وارتدى قبعة نفطية. وكان “شيخاً كبيراُ، وعالماً ماهرا، ومعلماً فاضلاً أحيا العلوم البيعية” (المجدل لعمرو ص 58). في بداية رئاسته سعى لمصالحة إيشوعياب، مطران البصرة، الذي كان قد اُلقيَ في السجن، فالتقى به وحثَّه على الندامة والتوبة، فكان ذلك، وأطلق سراحه. لقِّبَ حنانيشوع بالأعرج لأن ندُّه ، مطران نصيبين دفع بعض الموالين له الى الإيقاع بالبطريرك حتى يتسنى له الاستيلاء على البطريركية، فعمدوا الى إخراج حنانيشوع من المدائن ونفيه. وفي الطريق ألقوه من فوق جبلٍ، فتكسرت رجلاه. وعندما شاهده بعض الرعاة المسيحيين، حملوه الى دير مار يونان (النبي يونس في الموصل) ليُعالج هناك. حاول يوحنا مطران نصيبين، أن يُنصِّب نفسه بطريركاً بالمال والقوة، لكنه لم يستمر في رئاسته بسبب معارضة معظم الأساقفة له. وبقي في البطريركية مدة سنة واحدة (692-693). بعده هرب الى الكوفة حيث مات ودفن. لقِّب بالأبرص لأن الأساقفة عزلوه مثلما كان يُعزَل الابرص بسبب استحواذه على الرئاسة الكنسية بطريقة غير مشروعة! هذه الوفاة المفاجئة سمحت لحنانيشوع بالعودة الى المدائن، لكنه لم يمكث طويلاً فيها، فعاد الى دير النبي يونان في الموصل، حيث تمت معالجته، وتوفيَ هناك ودفن في كنيسة الدير (سنة 700) ووضع جثمانه في نعش من خشب الساج. وكانت مدة رئاسته 15 سنة، وشُغِر الكرسي البطريركي 14 سنة. أما خبر دير مار يونان وتحويله الى جامع”النبي يونس” فهو عندما غزا العرب نينوى التي كانت تسمى “الحصن العبوري” في النصف الثاني من القرن السابع، بقيادة ربعي بن ألافكل العنزي، واستولى عليها وجلب عدة قبائل عربية مسلمة واسكنها فيها، بينما كان جلّ سكانها من المسيحيين المشرقيين، وحولوا دير مار يونان المبني على تل التوبة بقرب اسوار نينوى وباب الشمس، الى جامع للمسلمين وسمّوه: “جامع النبي يونس”. ظل قبر البطريرك حنانيشوع ومعالم الدير الاخرى في القسم المطمور من البناء. ومن المؤسف ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) فجرت هذا المعلم التاريخي والحضاري في شهر تموز سنة 2014. | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 29/6/2020, 8:33 am | |
| Ekhlass 26.06.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 339 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 20 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
صراعات شخصية مريرة هزَّت الكنيسة، وانقسامات أضرَّت بها
صليبا زخا (714-728) من المؤسف ان هذه الفترة شهدت عدة بطاركة أتوا بطرق غير شرعية. لم يتمكنوا من ضبط الأمور، بل على العكس عمَّقوا الانقسام في الكنيسة وأضرّوا بها، ولم تسجل لهم أي انجازات تُذكر. هذا دليل على ان الكنيسة مؤسسةٌ إلهية، لكنها موكَلة الى البشر. وكلما ابتعد رؤساؤها عن الله، كلما تأخرت.
كان صليبا زخا من بلدة كرخ فيروز في اقليم الطيرهان (محافظة تكريت – صلاح الدين حالياً)، درس العلوم الكنسية في مدرسة ساليق (المدائن)، وصار اُسقفاٌ على الأنبار، لكن يوحنا الأبرص المار ذكرُه، عزَله بكونه من مؤيدي البطريرك حنانيشوع الأعرج. قصد صليبا أولاً مدينة بلد – اسكي موصل ثم نصيبين حيث إستقبله سبريشوع مطرانها. ولما مات سبريشوع البطريرك، تم اختياره بطريركاُ بتأثير مطران نصيبين، ونُصِّبَ في المدائن في كنيسة كوخي العظمى سنة 714 وعليه قبعة وردية.
دبَّرَ صليبا الكنيسة بحكمة، وأصلح جزءاً من الانقسام الذي كان يوحنا الأبرص قد سبَّبَه، وأعاد الإعتبار الى الأساقفة الذين كان قد عزلهم. توفي صليبا في المدائن، ودفن فيها سنة 728، وكانت مدة رئاسته أربع عشرة سنة، وخلا الكرسي ثلاث سنوات.
تُسند اليه بركات تتلى على رأس العريسين في رتبة الاكليل.
فثيون (731- 740) كان هذا الأب شيخاً زاهداً من بيث كرماي (منطقة كركوك) وصار اُسقفاً على الطيرهان. وفي مجمع الانتخاب كانت المنافسة بينه وبين أبَّا اُسقف كشكر. ونشأت النزاعات بين التكتُّلين، فتدخل عامل أمير المؤمنين وفرض فثيون بطريركاً سنة 731 ونُصِّبَ في المدائن، وعليه قبعة حمراء. سعى لإنقاذ المسيحين من القيود التي فرضتها عليهم الخلافة الإسلامية الأموية. وتوفي سنة 740 في المدائن، ودفن فيها، وخلا الكرسي سنة واحدة.
أبَّا الثاني (741- 751) كان أبَّا منافساً لفثيون الراحل، وكان عالماً. أصله من دوقره من منطقة كشكر (الكوت). درس العلوم الكنسيّة في مدرسة ساليق (المدائن)، وصار اُسقفاً لكشكر. عندما حضر الأساقفة لإنتخاب بطريرك جديد، وقعت مشادة بين الأساقفة والمؤمنين، أعيان المدائن، فقرَّ الرأي على إختيار أبَّا وهو الثاني بهذا الاسم، ونُصِّب في كنيسة كوخي العظمى سنة 741، وارتدى قبعة زنجارية. ولكن لم يهدأ الوضع بعد إنتخابه، فعادت المشاحنات بين تكتُّل شهدوست اُسقف الطيرهان وميلس اُسقف الزوابي من أجل التنافس على الرئاسة، فما كان أمام البطريرك أبَّا إلا اللجوء الى كشكر، حيث أقام في دير بواسط مدة سنة ثم قصد الكوفة والحيرة، ولكن أهل المدائن الحّوا عليه بالعودة الى كرسيه، فعاد، وبعد فترة وجيزة توفي، ودفن فيها سنة 751، وخلا الكرسي بعدهُ سنتين.
سورين (754- ؟) كان هذا الأب شيخاً من أهل المدائن، سيمَ اُسقفاً على نصيبين بالحيلة ، لكن أهلها لم يقبلوهُ، فنُقِل الى حلوان، وعند وفاة مار أبَّا الثاني، سعى لدى أساقفة فارس من أجل إختياره بطريركاً، فرفضوا، مما دفعه للاستعانة بعامل ابو العباس عبد الله السفاح، أول خليفة عباسي (توفي 754) الذي فرضه بطريركاً على الكنيسة. نُصِّبَ يوم خميس الفصح سنة 754، ومات بعد أشهر.
يعقوب (754- 775) إجتمع الأساقفة والمؤمنون في المدائن بعد خمسين يوماً من وفاة سورين. واختاروا يعقوب في الجمعة السادسة من موسم الرسل ونُصِّبَ في المدائن، في كنيسة كوخي العظمى، وأرتدى قبعة نفطية. وأول عمل قام به حَرَم سورين. كان هذا الأب مطراناً لجنديسابور (الأهواز). واشترط عليه الآباء أن يلتزم بالقوانين وقرارات المجامع الكنسية، لكنه فشل في تدبير الكنيسة، ولم يستطع أن يقضي على النهايات السائبة ويوحد المصاف الأسقفي. توفي يعقوب سنة 775، ودفن في المدائن.
حنانيشوع الثاني (775- 780) كان حنانيشوع وهو الثاني بهذا الاسم، شاباً ذكياً وطموحاً من أهالي بيت كرماي، صار اُسقفاً على لاشوم (محافظة السليمانية)، ثم اُختير بطريركاً بالمدائن وأرتدى قبعة نفطية. في أيامه نقل الخليفة أبو جعفر المنصور الخلافة العباسية الى بغداد وجعلها عاصمة لها. وعقد حنانيشوع مع العباسيين علاقات جيدة. يقال انه سُمم ومات ودفن في المدائن سنة 780. ويبدو ان النصب التذكاري لوصول المرسلين المشرقيين الى سيان فو (الصين) مرتبط به، كما جاء في الكتابة عليه.
| |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 5/7/2020, 2:25 am | |
| Maher 04.07.2020 المقالات اضف تعليق 159 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 21 سلسلة بغداد
طيمثاوس الكبير (780- 823) بطريرك الاصلاح والعصر الذهبي طيمثاوس الكبير1، هو الأول في سلسلة بطاركة بغداد بعد بطاركة ساليق. انه شخصية فذّة، متعددة المواهب، لاهوتيٌّ وفلسفيٌّ وقانونيٌّ وليتورجيٌّ، ومحاوِرٌ بامتياز مع المسلمين، وإداريٌّ مصلح، وكاتبٌ معروفٌ بمؤلفاته المتميزة. إستطاع طيمثاوس ان يجمع الاحترام مع الضبط، والدبلوماسية الناعمة مع المحاسبة، والرحمة مع العدالة، والادارة مع الروحانيّة. هذا ما تعكسه رسائله المتعددة، وقوانين مَجمَعَيهِ الـ 99.
ولد طيمثاوس وهو الاول بهذا الاسم سنة 728 من أسرة مسيحية معروفة. أخذه عنده عمه كوركيس اُسقف بيت بغاش في منطقة دهوك، للتنشئة، ثم ما لبث أن أرسله الى دير في وادي صفصافا في منطقة المرج (عقرة)، حيث تعلم على يد الربان مار ابراهام بردشنداد. وفي مدرسة الدير تلقى العلوم الموسوعية الدينية والمدنية، واتقن اللغتين العربية واليونانية فضلاً عن اللغة السريانية. ومن بين زملائه المشهورين ايشوع برنون خليفته، وابو نوح الأنباري، والي الأنبار. بعد تخرجه من الدير، سيمَ اُسقفاً على بيت بغاش سنة 770 في عهد الخليفة المهدي.
بعد موت البطريرك حنانيشوع الثاني سنة 780، تنافس أربعة أساقفة على الرئاسة، كلٌّ يريدها لنفسه. وهم: افرام مطران جنديسابور(فارس)، وتوما اُسقف كشكر، وطيمثاوس، والراهب العلامة كيوركيس.
يحكى ان طيمثاوس حتى يفوز بالبطريركية، اخترع حيلة. اخذ منافسيه الى احدى الغرف وأراهم أكياساً معبأة بالحصى وكأنها أموال، وقال لهم هذه الاموال سوف اُفرِّقها عليكم اذا اخترتموني. وما أن تم له ما اراد، قال: الكهنوت لا يُباع ولا يُشترى. هذه على الأرجح دعابة لا تُصدق، أوردها عمرو(المجدل ص 64)! الحقيقة هي ان زميله ابو نوح الأنباري، والمقرَّب الى الخليفة المهدي، كانت له اليد الطولى في وصوله الى البطريركيّة.
تم تنصيب طيمثاوس بطريركاً في احتفال رسمي مهيب، في المدائن يوم الأحد 7 آيار سنة 780، وهو يرتدي قبعة بنفسجية.
بعد تولّيه منصب البطريركية، واجه طيمثاوس مشاكل عديدة من منافسيه. فراح بعضهم يرسم أساقفة من دون العودة الى البطريرك، ووصل الآمر بافرام مطران جنديسابور أن جمع بعض الأساقفة لعزل طيمثاوس، ومعهم يوسف مطران مرو من أعمال طبرستان، الذي عندما لم ينل مرامه، رفع شكواه الى الخليفة المهدي، واشهر إسلامه (المجدل لماري ص 72). وبالرغم من كل هذه الصعوبات راح طيمثاوس، بحكمته ودبلوماسيته، ودعم مناصريه، يُكاتب خصومه ويصالحهم، ويحل الاشكالات. وقَبِل ان يُرسم مجدداً من قِبل المطران أفرام (المجدل لعمرو ص 65). أما يوسف الذي أسلمَ، فرَّ الى بلاد الروم، ولا نعرف عنه شيئاً، مما جعل السلامَ يعود الى الكنيسة.
اكرم الخلفاء العباسيون طيمثاوس: نذكر منهم المهدي والأمين والمأمون وخصوصاً هارون الرشيد وكانوا يسمونه: “أبا النصارى”. وقام طيمثاوس منذ السنة الأولى لرئاسته بنقل كرسيّه من ساليق (كنيسة كوخي العظمى) الى بغداد، دار السلام، عاصمة الدولة العباسية في عهد الخليفة هارون الرشيد (763- 809 م)، وسكن أحد القصور الذي أهداه له الخليفة، ليغدوَ بقربه. وبمعاونته أسَّس الخليفة هارون الرشيد بيت الحكمة الذي كان بمثابة “المجمع العلمي”. وكان معظم علمائِه من المسيحيين البارزين، كطيمثاوس نفسه، وإسحق وابنه حُنين العبادي، ويوحنا بن ماسويه، وايشوع برعلي، وآل بختيشوع. وقام هؤلاء العلماء بنقل العلوم اليونانية الى السريانية، ثم الى العربية كالطب والفلسفة والهندسة وعلم الفلك. ومن بغداد انتقلت هذه العلوم الى الاندلس، وعبرها الى الغرب اللاتيني.
أخذ طيمثاوس يُصلِح شؤون الكنيسة، ويُدير دفتها بكل إقتدارٍ وعناية. دأبَ على تهذيب الاكليروس، وتعيين اساقفة مقتدرين. ارسل عدداً كبيراً من الاساقفة والرهبان الى البلاد الآسيوية، والهند لحمل رسالة الانجيل وتقوية حضور كنيسة المشرق. ويقر الجميع بان في عهده، بلغت كنيسة المشرق عصرها الذهبي.
عقد طيمثاوس مَجمَعَين، واقرَّ 99 قانوناً، لكن لم يدرجا في مجموعة قوانين كنيسة المشرق، قد يعود السبب الى ان هذه المجامع تمّ جمعها في زمانه. ما نشر لاحقاً في هذا المجموعة هو موجز بسيط لبعض قرارات اُقتبست من رسائله، تتعلق بمراسيم انتخاب البطريرك الجديد، واختيار اساقفة وفقاً للصفات المطلوبة، وتحديد صلاحية الاُسقف الأبرشي. نشر هذه الخلاصة شابو ص 603-608 وحبي 556-562.
طيمثاوس هو من أمر بان يرتدي افراد الاكليرس الثوب الأبيض. وهو من نظم ثلاثية صلاة “ابانا الذي في السموات” وادخلها في القداس والطقوس الاخرى على النحو التالي:
“أبانا الذي في السماوات، ليتقدّس إسمُك، ليأتِ ملكوتكَ، قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ أنتَ. أبانا الذي في السماوات، السماءُ والأرض مملوءتان من مجدِك العظيم، الملائكة والبشر يهتفونَ لك: قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ أنتَ.
ابانا الذي النص الكامل.. ثم المجد للاب والابن والروح القدس ويعد النص: أبانا الذي في السماوات، ليتقدّس إسمُك، ليأتِ ملكوتكَ، قدوسٌ، قدوسٌ”.
أدار طيمثاوس الكنيسة بحكمة فائقة لمدة 42 سنة، ووافته المنيّة في التاسع من شهر كانون الثاني سنة 823، عن عمر ناهز 95 سنة. وشُيّعَ ودُفن في دير كليليشوع ببغداد.
هذا الرسم وجد في احد قصور مدينة سامراء، يعود الى زمن الخليفة المعتصم بن هارون الرشيد (533-842) الذي اقام سامراء عاصمة له بعد بغداد 835، ويبين حلة أحبار كنيسة المشرق وهو يمسك العكاز. مؤلفاته
لمار طيمثاوس كتب عديدة، اذ يقول عبديشوع الصوباوي “ان طيمثاوس وضع كتاباً في الكواكب، وفي الاحكام الكنسيّة، والاجراءات المجمعية، وكتاباً عن أسئلة تخص التاريخ ورسائل عديدة، ومواعظ الأحاد لمدار السنة، وشرحاً لغريغوريوس النزينزي، وكتب جدالاً مع المنوفيزيين، وحواراً مع الخليفة المهدي ” (الفهرس المؤلفين ص 194). له عدة رسائل راعوية، ورسالة الى رهبان مار مارون2. ومعظم رسائله موجهةٌ الى سرجيوس، وقد يكون شخصية مستعارة، اراد طيمثاوس من خلالها تثقيف الناس في عدد من المسائل اللاهوتية والاخلاقية. يقول في رسالة الى سرجيوس: “لا يوجد شئ أقوى من الحقيقة، ولا أضعف من الكذب”. ثم يعلن موضوع الرسالة وهو الكلام على الله، ويشرح منهجه في الطرح والمعالجة. ويتدرج البحث على النحو التالي: أهمية اختيار الألفاظ (المصطلحات) المستعملة، وهي عموماً نابعة من أفكار وأحداث تعرضها الحواس(تنظير). ثم يناقش السبل المتعددة للكلام على الله وملاءمتها: الكلام العام والكلام الخاص، وطبيعة العام وطبيعة الخاص، والمراقبة المباشرة والمعرفة الحسيّة. ويستنتج بالتالي ان الطريقتين لا تقولان شيئاً عن الله ، فيلجأ الى الجوهر، والجوهر هو إما عام أو مرتبط بنوع واحد. وإذا كان عاماً أو مشتركاً لا يمكن أن يكون غير منقسم. وإذا كان مرتبطاً بنوع واحد، فموجود في أشكال فردية؛ فهو إذاً منقسم ومخلوق. وبما أنه لايمكن إدراك الله بشكل كامل وتام، فلا يمكن التعبير عنه بشكل ايجابي. إذاً لا يبقى أمامنا سوى اسلوب الانكار أو النفي Apophatic، وهو أكثر ملائمةً، وتنزيهاً له عن شبهنا وأعراضنا، فنقول أنه ليس مثلنا، وأنه فوق متناولنا: وهو غير منظور، وغير مُدرك..3. الحوار مع الخليفة المهدي 4 تعد هذه المحاورة أول نموذج مكتوبٍ، شبه كاملٍ، وصل الينا عن أدب الحوار الديني بين المسيحيين والمسلمين، إذا إستثنينا محاولات يوحنا الدمشقي مع الأمويين (توفي عام 749). جرى الحوار في سنة 781-782، وإستغرق يومين. في هذا الحوار يظهر طيمثاوس شخصاً مثقفاً جداً، ومتمرساً بعلم المنطق والفلسفة واللاهوت وبفن المحاورة والتحليل، ومطّلعاً على دقائق اعتراضات المسلمين على العقائد المسيحية التي جاءت على لسان الخليفة المهدي، ويرد عليها بحجة العقل وبشواهد من الإنجيل والقرآن والنقل (التقليد)، مبيناً صحتها ومنطقيتها. اسلوبه دفاعي، ويعرف نهج المعتزَلة وعراكهم مع المذاهب الكلامية المتراوحة: “بين التشبيه والتعطيل”، وصِدام “العقل والإيمان”. ويعرف أفلاطون، لكنه يبني اطروحته على أرسطو، ويحافظ على لاهوته المشرقي الأصيل مجسَّدٍ في ثقافة عربية – اسلامية، يتجلى ذلك من المصطلحات المستخدمة. هذا الكنز بامكاننا الاستفادة منه في تقديم لاهوتٍ معاصر بلغة عربية مفهومة.
مقطع من محاورة
“اننا قد دخلنا قبل هذه الايام الى حضرة ملكنا المظفر. وعندما تكلمنا عن الطبيعة الالهية وازليتها، قال لنا الملك ما لم نسمعه منه قط ، وهو:
– ايها الجاثليق، لا يليق برجل مثلك، عالم وذي خبرة، ان يقول عن الله تعالى “انه اتّخذ امرأة وولد منها ابناً “.
– فجاوبنا قائلين: يا ايها الملك محب الله، من هو ذاك الذي أتى بكذا تجديفٍ عن الله، عز وجل؟
– فحينئذٍ الملك المظفر قال لي: فماذا تقول اذاً عن المسيح؟ من هو؟
– فجاوبنا الملك قائلين: إن المسيح هو كلمة الله، الذي ظهر بالجسد، لأجل خلاص العالم.
– ثم سألني ملكنا المظفر: أتعتقد ان المسيح هو ابن الله؟
– فقلتُ: اننا نعتقد بذلك دون شك. لأن هكذا تعلمنا من المسيح نفسه، اذ هو مسطور عنه في الإنجيل والتوراة والانبياء انه ابن الله. ولكن ولادته ليست كالولادة الجسدانية، بل هي ولادة عجيبة، تفوق ادراك العقل، ووصف اللسان، كما يليق بالولادة الالهية.
– فقال ملكنا المظفر: كيف ذلك؟
– فقلنا: ان المسيح هو ابن ومولود قبل الدهور. فلا نستطيع ان نفحص عن هذه الولادة، ولا ان ندركها. لان الله غير مُدرَك في جميع صفاته. ولكن نأتي بتشبيهٍ ما، مأخوذٍ من الطبيعة: فكما تتّلد ألاشعة من الشمس، والكلمة من النفس، هكذا المسيح، بما انه كلمة الله، ولد من الآب قبل الدهور.
– فقال لي ملكنا المظفر: أما تقولون ان المسيح ولد من مريم البتول؟
– فجاوبنا قائلين: اننا نقول ونعتقد بأن المسيح مولود من الآب بما انه كلمته، ومولود من مريم العذراء بما انه انسان. ولادته من الآب هي ازلية قبل كل الدهور، وولادته من مريم هي زمانية، دون أب ومن غير زواج، وبدون انثلام بتولية امه”.
_____
1 الاب جان موريس فيي، أحوال النصارى في خلافة بني العباس، دار المشرق، بيروت1990 ؛ رفائيل بابو اسحق، احوال نصارى بغداد في عهد الخلافة العباسية، مطبعة الشفيق، بغداد 1960؛ الاب هانس بوتمان، البطريرك طيمثاوس الاول، او الكنيسة والاسلام في العصر العباسي الاول، دار المشرق، بيروت 1975 ؛ Bénédite LANDRON ,Chrétiens et Musulmans en Iraq, Attitudes Nestoriennes vis
à vis de l’islam, Cariscript , Paris 1994
Raphael J.Bidawid,Les lettres du Patriarche Nestorien Timothee I, Studie testi,Citta del Vaticano,1956
3 المرحوم الاب حنا بيوس شيخو،Dialectic of the Language on God, نشرها بالفرنسية عام 1983 عن طريق الاستنساخ.
4 المطران لويس ساكو، حوارات مسيحية اسلامية، مقاربات لاهوتية بالعربية في عصر الخلافة العباسية، كركوك 2009، للمؤلف نفسه، الجاثليق طيموتاوس الكبير، دار المشرق، بيروت 2009[/size] | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 13/7/2020, 8:26 am | |
| Ekhlass 12.07.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 154 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 22 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
يشوع برنون (823-828)
من المؤسف ان يأتي بعد طيمثاوس، بطريرك الاصلاح، بطاركة ليسوا بالمستوى المطلوب، ومعظمهم جاء بتأثير أطباء الخليفة العباسي، ومن دون مواصفات، وكان متقدمين بالعمر، لذا لم ينجزوا شيئاً يُذكر، بل على العكس اضرّوا بالكنيسة من خلال قيامهم بتصفية حساباتهم.
ولد يشوع برنون في قرية بيت كباري (بيت الجبابرة) من أعمال نينوى (الموصل). وتلقّى علومه المدنية والكنسية مع سلفه طيمثاوس في مدرسة دير المرج (عقرة)، حيث تعلم على يد الربان مار ابراهام بردشنداد. تعيَّن بعد تخرجه مدرساً في مدرسة ساليق- بقرب بغداد، غير أنه ما لبث أن ترك المدرسة وقصد دير إبراهيم الكشكري (الكبير) في جبل إيزلا حيث ترهَّب. وفي الدير انقلب يشوع برنون على رئيسه وزميله طيمثاوس واخذ يردّ على كتاباته. بعده عاد الى بغداد ليهتم بتدريس جرجيس ابن الصيدلاني يوحنا بن ماسويه أحد مقربي الخليفة العباسي هارون الرشيد. ثم رحل إلى دير مار ايليا السعيد في منطقة البوسيف بقرب الموصل، وأقام فيه ثلاثين عاماً.
بعد وفاة طيمثاوس، كتب زكريا اسقف كشكر، حامي الكرسي البطريركي الى الاساقفة لحضور سينودس اختيار بطريرك جديد، فوقع الاختيار على الراهب يشوع برنون بنفوذ أطباء الخليفة وخصوصاً جبرائيل بختيشوع وميخائيل ووهب.
اسيم في المدائن سنة 823 وعليه قبعة حمراء. يقول عنه المؤرخ عمرو: “كان هذا الأب عالماً، فاضلاً، زكياً، حادّ الطبع” (المجدل ص 66).
حالما تسنم البطريركية قام يشوع برنون بإسقاط اسم طيمثاوس من سفر الآباء (ܕܝܘܦܛܟܝܢ)، لكن الاساقفة إعترضوا عليه وأجبروه على التراجع، وقبل موته أتلف كل المقالات التي كتبها ضد طيمثاوس. لربما ما عمق هذه العلاقة السلبية بين الشخصين هو قيام طيمثاوس بحرم الكاتب الروحاني المشهور يوسف حزايا (710- 790) الذي امتاز بخصوصيته المشرقية الاصيلة.
عقد يشوع برنون مجمعاً وشرع قوانين، لكنها لم تُدرج في مجموعة مجاميع كنيسة المشرق، على الأرجح بسبب موقفه من البطريرك الراحل طيمثاوس. توفي يشوع برنون سنة 828 ودفن في دير كليليشوع الى جانب سلفه طيمثاوس. ودامت رئاسته أربع سنوات. له كتب في اللاهوت وشرح الكتاب المقدس وبعض الرسائل الراعوية. كان أسلوب الرسائل، الجنس الأدبي رائجاً في ذلك العهد.
كوركيس الثاني (828-831) كوركيس وهو الثاني بهذا الاسم. ولد في قرية حانس في منطقة الكرخ، وكان يدعى صرصار بن ميروخ. ترهَّب في دير بيت عابي الشهير (منطقة عقرة)، وصار رئيساً للدير. اسامه البطريرك طيمثاوس مطراناً على جنديسابور حيث دبَّر الكرسي عشرين سنة.
وبعد وفاة يشوع برنون، اُختير بطريركاً بتدخل أطباء الخليفة، وتم تنصيبه في المدائن سنة 828 وارتدى قبعة زرقاء. كان هذا الأب متقدماً بالعمر، ويعاني من أمراض مزمنة في المفاصل وكان يتحرك مستنداً على عصا (عمرو المجدل ص 69). كانت له علاقات طيبة مع الخلفاء. لم يدم عهده إلا ثلاث سنوات. مات سنة 831 ودفن في دير كليليشوع ببغداد.
سبريشوع الثاني (831-835) أصله من بيت نوهدرا (دهوك). ترهَّب في دير مار إبراهيم الكبير في جبل إيزلا. صار اُسقفا على حرّان، ثم نقله البطريرك طيمثاوس الى مطرانية دمشق. يُقال ان سمعته كانت حسنة. اُختير بطريركاً سنة 831 وتم تنصيبه في كنيسة كوخي العظمى في المدائن، وعليه قبعة خضراء.
قضى سبريشوع معظم وقته في دير كليليشوع الذي سمي بسبب إقامته فيه بدير الجاثليق. جدَّدَ هذا الدير ودير مار فثيون في ضواحي بغداد، وفتح مدارس في الديرين المذكورين وفي دير الاعلى (طهرة الكلدان بالموصل). توفي سنة 835 ودفن في دير كليليشوع. واستغرق عهده أربع سنوات وشغر الكرسي بعده سنتان.
إبراهيم الثاني (837-850) ابراهيم هو من مواليد مركا – المرج من منطقة عقرة. ترهَّب في دير بيت عابي القريب من مركا، وترأسه لبضعة سنوات. اُختير اُسقفا لمدينة الحديثة (الأنبار). ولما اجتمع الأساقفة وأعيان بغداد لاختيار خلف للبطريرك المتوفى سبريشوع وقع خلاف بينهم حول من يختارون. فريق منهم أيَّد إختيار آبا مطران جنديسابور وآخر دعم إبراهيم. وحاول كل فريق أن يفرض مرشّحه بالقوة، لكن الفوز كان لمؤيدي إبراهيم الذين بفضل نفوذهم لدى الخليفة نصّبوه في كنيسة كوخي العظمى بالمدائن سنة 837، وارتدى قبعة بنفسجية.
يقول المؤرخ عمرو: “كان هذا الأب عاقلاً، متواضعاً، كثير الرحمة، قليل العلم” (المجدل ص 70). ونظراً لعدم إقتداره على الإدارة، استغلت حاشيته (ومعظمهم من أقربائه)، ذلك لممارسة نفوذهم. اتخذ له كاتماً للأسرار الراهب توما من دير بيت عابي. وهو من كتب معظم رسائله. في زمانه فرض الخليفة المتوكل بالله قيوداً على المسيحيين عكس تسامح أسلافه، واذلَّهم وفرض عليهم إرتداء ثوباً أزرق لتمييزهم، ومنعهم من ركوب الخيل، وفرض عليهم جزية باهضة (عمرو المجدل ص 71) وهو من روّج مصطلح “أهل الذمة”، لكن حكمه لم يدُم طويلاً فتمَّ اغتياله من قبل أفراد القصر. توفي إبراهيم في الحيرة سنة 850 ودفن في دير يزدفان.
اشهار اسلام العلامة علي بن سهل الطبري (838-870). هو ابن سهل بن بشر عالم الطب والفلسفة والهندسة، الذي كان ينتمي الى عائلة مسيحية من مرو أعمال طبرستان (فارس)، اعتنق الاسلام على يد الخليفة المعتصم (توفي 842 في سامراء)، بعد وفاة والده. ولا نعرف السبب قد يكون بضغوط من الخليفة نفسه، أو كردة فعل امام النزاعات في الكنيسة في زمانه! وظف علي ما تلقاه من الثقافة المسيحية للإسهام في إثراء العلوم الاسلامية ونذكر على سبيل المثال كتابه المشهور “فردوس الحكمة”. عاش علي في سامراء، وعمل مع الخليفة الواثق، وضمّه المتوكل الى مجلس ندمائه.
ثيؤدوسيوس (853-858) وفقاً لما يورده المؤرخان ماري (المجدل ص 77) وعمرو (المجدل ص 72) عن تقديم عدة أسماء لمرشَّحي البطريركية، لكنهم ماتوا قبل وصولهم العاصمة بغداد، ومنهم يوحنا مطران دمشق، ميخائيل اُسقف الأهواز واسقف كشكر. اخيراً اُتفِق على إختيار ثيؤدوسيوس، اسقف جنديسابور ليكون بطريركاً، وجاء هذا الاختيار بتأثير بختيشوع طبيب الخليفة، وقَبِل به المتوكل (اغتيل في 11 كانون الأول سنة 861 في سامراء) .
اصل ثيؤدوسيوس من باجرمي (كركوك)، اسامه البطريرك سبريشوع الثاني على الأنبار، ثم نقله الى مطرانية جنديسابور. تم تنصيبه في كنيسة كوخي العظمى بالمدائن، وعليه قبعة وردية. ويبدو أن صروف الزمان وصراعات المسيحيين على المناصب في دار الخلافة لم تساعده على تدبير الكنيسة. ونتيجة لاختلاف الخليفة مع طبيبه بختيشوع، الذي قام بإبعاده من قصر الخلافة، سُجن ثيؤدوسيوس، ولم يطلق سراحه الا عندما مات يوحنا بن ماسويه ليترأس تجنيزه.
توفي ثيؤدوسيوس في الأحد الأول من موسم تقديس الكنيسة سنة 858، ودُفن في دير كليليشوع حيث غدا مقبرة البطاركة.
| |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 18/7/2020, 9:24 am | |
| Ekhlass 18.07.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 1 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 23 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
سركيس (سرجيوس) 860- 872 أصل سركيس من منطقة بيت كرماي (كركوك). سيم مطراناً على نصيبين. وعندما مرَّ الخليفة العباسي المتوكل بنصيبين وهو في طريقه الى دمشق، خرج سركيس لإستقباله باحتفال مهيب وقدَّم له ولحاشيته الطعام والشراب. وبقي هذا في ذاكرة الخليفة. وحالما توفي البطريرك ثيودوسيوس أمر الخليفة بتنصيب سركيس بطريركاً عرفاناً بجميله، وكان ذلك في كنيسة كوخي العظمى بالمدائن في 21 تموز 860 وارتدى قبعة خضراء. وبعد تنصيبه انتقل الى سامراء ليكون قريباً من الخليفة، كما فعل أسلافه.
كان سركيس غيوراً على الكنيسة وحاول الاصلاح، لكن الانقسامات التي سببها اختيار سلفه حالت دون ذلك. كما جرى بينه وبين الطبيب والعالِم حنين بن اسحق خلافات لاهوتية جوهرية. فاتَّهم حنين البطريرك بالاريوسية (تبعية الإبن للأب) واتهم البطريرك حنين بنزع الصور- الايقونات. ووصل الخبر إلى الخليفة فاستدعاهما وأمر ان ينصاع الطبيب للبطريرك. ومن المؤسف ان البطريرك قام بحرم حنين.
توفي سركيس في 21 ايلول سنة 872 بعد ان دبَّر الكنيسة اثنتي عشرة سنة ودفن في دير كليليشوع.
آنوش ( إوانيس- يوحنا الأول) 877-884 بعد وفاة سركيس، تنازَع على الرئاسة كلٌّ من اسرائيل اُسقف كشكر وحامي الكرسي البطريركي، وآنوش (أوانيس – يوحنا) مطران الموصل. وأصله من أطراف كركوك. وحصلت مشادات كلامية غير لائقة بين مناصري المرشَّحَين ووصل بهم الأمر إلى حدّ الضرب بالأيدي. فرض إسرائيل نفسها بطريركاً، لكنه لم يُنَصَّب ويُثبَّت. وتدخل الخليفة العباسي المعتضد بالله (ولد 857- وتوفي 902). والزم اسرائيل بالتنحي، فخَلَت الساحة لآنوش مطران الموصل، ونثصِّبَ بطريركاً في المدائن، بالرغم من عدول ناصريه عن دعمهم له، وكان يرتدي قبعة كحلية. مات سنة 884 ودُفن في دير مار بثيون في بيت الشهداء (المجدل لماري ص 81). دامت رئاسته سبع سنوات.
يوحنا الثاني بن نرساي (884-892) كان يوحنا من كرخ جدان (منطقة كركوك)، صار اُسقفا على الأنبار. وبعد موت انوش، وقع نزاع بين الأساقفة واعيان المسيحيين حول اختيار بطريرك جديد، لكن في النهاية فاز يوحنا وهو الثاني بهذا الاسم. سيم في كنيسة كوخي العظمى يوم 15 تشرين الثاني سنة 884 وارتدى قبعة نفطية. وعاش في زمن الخليفة المعتضد بالله. في عهده هدم دير كليليشوع المعروف بدير الجاثليق ونُهِب. فذهب البطريرك الى واسط (المثنى) واقام في احد الاديرة خمس سنوات. ثم عاد الى بغداد وسكن في كنيسة دار الروم (كنيسة الميدان في الرصافة). ومات سنة 892، ودُفن في بيعة أصبغ.
يوحنا الثالث (893-899) يوحنا هو ابن أخ البطريرك ثيودوسيوس، من اهالي منطقة كركوك. رسم أسقفا على أبرشية خانيجار، على ضفة نهر العظيم، ثم نقله آنوش الى مطرانية الموصل. بالرغم من صراع بعض الأساقفة على الكرسي البطريركي، الا ان الفوز كان من نصيب يوحنا الذي تم تنصيبه في كنيسة كوخي العظمى في 15 تموز سنة 893 وارتدى قبعة بنفسجية. ومن الملفت للنظر ان عدداً كبيراً من الأساقفة اشتركوا في رتبة تنصيبه.
أقام يوحنا وهو الثالث بهذا الاسم في كنيسة دار الروم في محلة الميدان- الرصافة. وذكر عمرو انه دبَّر الكنيسة تدبيراً حَسَناً بالرغم من ميله الشديد لجمع المال (المجدل ص 80). توفي مفلوجاً في 8 أيلول سنة 899، ودُفن في بيعة العذراء في دار الروم. دامت رئاسته ست سنوات.
يذكر ابن ابي اصيبعة ان بعض غلمان الخليفة أرادوا الايقاع بطبيبه المسيحي غالب، فادعوا انه اهان نبي الإسلام، لكن الخليفة لم يعر اهتماماً لذلك قائلاً: “ان العرب يكذبون” (عيون الأنباء في طبقة الأطباء، طبعة دار الكلمة، بيروت 1965 ص 311).
يوحنا الرابع بن مرتا (900-905) بعد موت البطريرك يوحنا الثالث، كَثُرَ المنافسون على الكرسي البطريركي. يذكر عمرو من بينهم، يوحنا بن بختيشوع مطران الموصل، ويوحنا بن مرتا الملقب بالأعرج، وثيودوسيوس مطران جنديسابور وآخرون. وبدأت التحركات والوساطات مما استدعى تدخل الخليفة المعتضد بالله، فأرسل ممثله لحضور المداولات وحل الاشكال والتوصل لإنتخاب بطريرك جديد. انتهى الامر باختيار يوحنا وهو الرابع بهذا الاسم، وسيمَ بطريركاً في 11 ايلول (وكان شهر رمضان للمسلمين)، ولبس قبعة خلقية! وحضر المراسيم عدد من الأساقفة.
يقول عنه عمرو: “كان شيخاً طاهراً وقديساً، لم يلمس بيده درهماً ولا ديناراً، ساعد المعوزين. وهو من اهالي بغداد” (المجدل ص 81). تعهَّد البطريرك الجديد بأن يلتزم بقوانين الكنيسة ومجامعها.
توفي يوم الخميس الموافق 16 أيار سنة 905، ودُفن في بيعة دار الروم الى جانب سَلَفِه يوحنا الثالث. كانت مدة رئاسته نحو خمس سنوات.
| |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 28/7/2020, 8:37 am | |
| Ekhlass 25.07.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 260 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 24 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
من المؤسف ان العديد من البطاركة استخدم الوساطة والحيلة والرشوة للوصول الى الرئاسة، بدل ان ينعقد السينودس الاُسقفي ليختار من هو الأنسب. هذا الصراع من أجل الرئاسة يتقاطع مع روحية الانجيل وخَلقَ إنقسامات وأعاق تقدم الكنيسة.
إبراهيم الثالث (906-937) إبراهيم من أهالي بيت كرماي (كركوك). اُختير اُسقفاً على المرج (عقرة) وكان يُلقّب بالأبرص! إثر سوء فهم حصل مع رئيسه، يوحنا بن بختيشوع مطران الموصل، قصد إبراهيم السفر الى بغداد لرفع شكواه الى البطريرك. يقال أن شخصاً التقاه في الطريق، ومعه مبلغ من المال قال له: هذا المال لك لقاء مسعاك لإطلاق سراح إبن عمي ببغداد، وحتى إن لم تفلح في مسعاك، فليبق لك (عمرو المجدل ص84).
ولما وصل الى بغداد لقي البطريرك مريضاً، فاعتنى به مدة عشرين يوماً بعدها توفي البطريرك. طمَعَ إبراهيم بالرئاسة وتحرَّكَ للتأثير على عليَّة القوم، خصوصاً لدى عبدالله بن شمعون، كاتم أسرار الخليفة المكتفي بالله (902-908). فكتبوا له بالرضى. ثم سيم بالمدائن سنة 906 وارتدى قبعة صفراء. ويبدو أنه دبَّر الكنيسة تدبيراً حسناً رغم وصفه بالطماع.
توفي ابراهيم في بغداد ودُفن في بيعة دار الروم في الصحن الصغير. ودامت رئاسته 32 سنة. كان قد كثُر عدد الروم الملكيين السوريين ببغداد لوجود فرص العمل فيها، إذ نال العديد منهم وظائف في دار الخلافة بسبب معرفتهم العربية واليونانية. لذلك طلبوا من بطريركهم يوحنا الإنطاكي أن يُرسل لهم اُسقفاً، فارسل رجلاً اسمه يوحنا مدّعياً انه جاثليق، فشقَّ ذلك على البطريرك إبراهيم ونال من الخليفة فرماناً بألّا يقيم مطران الروم ببغداد، أي ألا يكون له كرسي فيها، بل يأتي بين فترة واخرى ثم يغادر.
قرر إبراهيم أن يحتفل بالقداس أيام الآحاد والسبوت مساءً (قبل الإفطار، سوباعا) وهذا يعد تجديداً مهماً، اذ كانت الكنيسة تحتفل بالقداس صباحاً!
عمانوئيل الأول (937-960) كان إيليا اُسقف الأنبار معروفاً بالعلم والفضيلة، بايعه الآباء بالرئاسة بعد موت البطريرك إبراهيم. وعندما زار ابن سنجلة أمين سرّ الخليفة، ليشكره على مساعيه في الفوز بالرئاسة، عرض ان يفسح له امكانية اتخاذ إمرأة ثانية على الأولى العاقر (من اين يعرف ان السبب هو في زوجته وليس زوجها؟)، فغضب ابن سنجلة وطلب من الآباء رفضه، فتشاور أطباء الخليفة وأعيان المسيحيين لإختيار بديلاً له لعدم احترامه اللشرع الكنسي. فاتفقوا على راهب من دير أبي يوسف، اسمه عمانوئيل، مشهور بعلمه وزهده، والذي سيم في كنيسة كوخي العُظمى، بالمدائن يوم الجمعة 23 شباط 937، ولبس قبعة نارنجية.
وقد التقى عمانوئيل الخليفة الراضي بالله (934-940) الذي طرح عليه سؤالاً عن محبة الأعداء، فأجاب: المغفرة للعدو تُزيل البغضة، وتجلب المصالحة والسلام، فاستساغ الخليفة جوابه وأكرمه (عمرو المجدل ص90).
توفي في 8 نيسان 960 ودُفن في بيعة دار الروم ودامت رئاسته 22 سنة، ويُقال أنه كان بخيلاً، والبخل لا يتناسب مع التجرد الرهباني والاستعداد للخدمة من دون شروط.
اسرائيل الاول (961) اسرائيل من اهالي كرخ جدان (في نواحي خانقين). كان معلماً في مدرسة ماري، وترهَّب في دير سبريشوع في واسط. اختاره البطريرك عمانوئيل ليكون اُسقفا على كشكر وحامياً للكرسي البطريركي.
بعد وفاة عمانوئيل، تنافس على الرئاسة كوركيس مطران جنديسابور وكوركيس مطران حدياب والموصل وجبرائيل مطران فارس، لكن في النهاية غدت لاسرائيل بتدخل الفريق المسيحي العامل في دار الخلافة. سيم في كنيسة كوخي العظمى بالمدائن، في 29 آيار سنىة 961 في أيام الخليفة المطيع لله (914-974) وارتدى قبعة حمراء. لم تطل رئاسة اسرائيل الا بضعة أشهر، اذ مات في 17 ايلول من نفس السنة ودفن في بيعة دار الروم.
| |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 2/8/2020, 8:21 am | |
| Ekhlass 01.08.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 208 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 25 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
عبد يشوع الأول (963-986) عبد يشوع من أهالي كرخ جدان، من ناحية بانيسا (منطقة خانقين)، هربت عائلته الى الموصل بسبب تهديدات عرب المنطقة. وفي الموصل مات والداه وتبنته خالته. تلقّى علومه في مدرسة الدير الأعلى (كنيسة الطهرة-الموصل). ترهَّب فيه ورسم كاهناً، وخدم في قرية بعويرة، بقرب دير مار كوركيس بالموصل. بعده سيم اُسقفاً على معلثايا ودهوك. وبوفاة البطريرك اسرائيل كان أحد المرشحين ليخلفه، فوضع الآباء اسم المرشحين في علبة وعند سحب القرعة ظهر اسم عبديشوع. نُصِّب في كنيسة كوخي العُظمى في 22 نيسان 963 في أيام مُعز الدولة (915-967) ولبس قبعة خضراء. عبديشوع هو الأول بهذا الاسم، وأقام في دير مار فثيون ببغداد. وهو بنى مقرا في الشماسية الحي الذي كان البطريرك يوحنا بن نرساي قد انتقل الى دار الروم بعد نهب مقره في دير كليليشوع ببغداد.
يذكر ماري: “كان كثير الحرم، ورسم أن توضع منابرالكهنة والشمامسة بباب المذبح دون دكة الصليب حسب إبتداء درجاتهم… ورسم عمل جلسة الصلاة (ܡܘܬܒܐ) في ثوالث (ثالث يوم) الدفن” (المجدل ص 102). يقال أنه رسم 134 اُسقفاً ومطراناً (عمرو المجدل ص 93).
ولعبديشوع تفسير للأناجيل وأصدار عدة أحكام.
توفي في 2 حزيران 986 عن عمر 88 عام، ودفن في بيعة دار الروم. وخلا الكرسي سنة ونصف.
كتاب بارزون في عهده
1. ابو الحسن بن بهلول، معلمٌ في مدارس بغداد، وصاحب معجم سرياني – عربي (نشره شابو في جزئين سنة 1886 و1903)، وكتاب في تفسير الاحلام. وكان له دورٌ مؤثر لصالح انتخاب البطريرك عبديشوع. عمانوئيل بر شهاري، المعلم في الدير الأعلى (كنيسة الطهرة – الموصل)، له كتاب عن الايام الستة (هكساميرون)، هو الآخر لعب دوراً لصالح انتخاب عبديشوع. توفي سنة 980. يوحنا بن كلدون، اصله من اطراف قرية تنا في قضاء العمادية، ترهَّب في دير مار ميخائيل (حاوي الكنيسة – الموصل) وهو تلميذ الكاتب المشهور يوسف بوسنايا. كتب يوحنا سيرة معلمه (نشرها شابو في مجلدين، وترجمها الى العربية الاب يوحنان جولاغ، بغداد 1983). ثم غادر الى دير مار يعقوب الحبيس في سعرد (تركيا) حيث أمضى بقية سني حياته.
ماري الثاتي (987-999) ماري بن طوبى، ولد في الموصل ومن عائلة شريفة. كان كاتباً فقيهاً في ديوان ناصر الدولة الحمداني (919-969). ثم زهد في الدنيا وترهب في دير مار إيليا السعيد (البوسيف – الموصل)، ورُسِم قسيساً فيه. وتولّى رئاسته، ثم اُختير مطراناً لفارس بسبب مناقبه الحميدة.
بعد موت البطريرك عبديشوع، تنافس الأساقفة فيما بينهم على الرئاسة، وتدخل الخليفة شرف الدولة البويهي (982-989) لحسم الموضوع لصالح ماري بن طوبى، بالرغم من معارضة الأساقفة له. ونصب في العاشر من نيسان 987 وعليه قبعة زرقاء، خلعة من الخليفة (ماري ص 105) وبحضور 22 اُسقفاً.
خلال بطريركيته رسم عدداً من الأساقفة، واقتنى أملاكاً للوقف الكنسي واواني مقدسة. توفي في 28 كانون الاول سنة 999 ودفن في دار الروم في الكنيسة الصغيرة لبيعة الجاثليق. وشغر الكرسي بعده سنة كاملة.
لم يكن البطريرك ماري، مطلعاً على العلوم الكنسية والطقوس (ماري 107). وفي زمانه كان المسلمون يشتركون في عيد السعانين بأعلام وأغصان زيتون ونخيل (ماري 108).
يوحنا الخامس بن عيسى (1000-1011) يوحنا (إوانيس) من مواليد كرخ جدان (منطقة خانقين). تيَتَّمَ وهو طفل فتبنّاهُ خالهُ. وترهَّب في دير كشكر، وأسامه ماري اُسقفاً على السن، ثم نقله الى كرسي فارس. وبموت البطريرك ماري اخذ يتردد الى دار الخلافة بغية الحصول على البطريركية. وفُرِضَ بالرغم من معارضة الأساقفة له، وسيم في 26 تشرين الأول سنة 1000 في كنيسة كوخي العُظمى وعليه قبعة صفراء. وحصل على البراءة السلطانية من الخليفة القادر بالله (947-1031).
في زمانه حاول (اليعاقبة) السريان الارثوذكس ومقرَّهم في تكريت بناء كنيسة لهم ببغداد، فحاول البطريرك يوحنا منع ذلك، وحصل على براءة من الخليفة تقضي ببقاء كرسي (النساطرة) وحده ببغداد.
يقول المؤرّخ ماري أن يوحنا “ظهر فيه كبر وعجب” (المجدل ص112). اما عمرو يقول عنه” كان سئي الخلق، عجولاً ومحباً للمال” (المجدل ص 95).
وفي عهده تنصَّرَ عدد من التتر القاطنين في تركستان. توفي يوحنا سنة 1011، ودُفن في بيعة الكرسي بدار االروم.
يوحنا السادس بن نازوك (1012-1016) ولد يوحنا (إوانيس) في بلدة معلثايا (دهوك)، وترهَّب في دير ايشوعياب القريب، ثم غدا رئيسا عليه. أسامه البطريرك ماري بن طوبى اسقفا على الحيرة. ولدى وفاة يوحنا الخامس صار الاجماع عليه ليكون بطريركاً لكنيسة المشرق، ونال البراءة (التولية) من الخليفة العباسي.
سيم بطريركاً في 19 تشرين الثاني 1012 في كنيسة كوخي العظمى، وعليه قبعة بنفسجية.
واجه البطريرك الجديد صعوبات اجتماعية وسياسية قاسية، منها. ان زوجة أحد اُمناء الخليفة المسيحيين توفيت، فاقام لها تشييعاً مهيباً في الشارع مما أثار غضب بعض المسلمين المتعصبين فانهالوا على المُشييعين المسيحيين بالشتائم والضرب. وتطور الأمر فهجموا على مقر البطريركية وبيوت المسيحيين المجاورة فنهبوها وهدموها. واضطر الخليفة ان يطبق اجراءات قاسية ضد المسيحيين (التمييز العنصري) ليهديء الوضع كما حصل في زمن البطريرك إبراهيم الثاني 850-837)). واستدعى الخليفة البطريرك والزمه بالتعهد بتطبيق بالأوامر. كما حصل موقف آخر مؤسف وهو أن مطران تكريت الارثوذكسي اغناطيوس برقيقي أشهر إسلامه وتزوج بسبب خلاف داخلي، وانقلب على المسيحيين (ميخائيل الكبير، التاريخ السرياني، جزء 3 ص 134).
بالرغم من هذين الحادثين المحزنين، وجد المسيحيون بعض التحسن في عهد الخليفة القادر بالله ووزيره ابن سهلان اللذين تعاطفا مع المسيحيين. واستقبل الخليفة البطريرك يوحنا ومنع وقوع مظالم على المسيحيين. توفي يوحنا في 21 تموز سنة 1016 ودُفن في بيعة دار الروم.
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 11/8/2020, 9:46 pm | |
| Ekhlass 08.08.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 204 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 26 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
ايشوعياب الرابع بن حزقيال (1020-1025) ايشوعياب من تلاميذ دير قني الشهير بقرب بغداد. تلقَّى علومه في مدرسة مار ماري، ورُسِمَ كاهناً. ولحسن سيرته اقامه البطريرك عبديشوع اُسقفاً على أبرشية القصر والنهروات. عند وفاة يوحنا السادس، بذل ايشوعياب مالاً كثير من أجل ان يصير بطريركاً. وهذا يُعَد سيمونية (رشوة)، ومخالفاً للشرع الأخلاقي والكنسي. نُصِّب بطريركاً في 11 كانون الأول 1020 ولبس قبعة نارنجية، لكن واجه معارضة شديدة من قِبل عدد من الأساقفة الذين رفضوا ذكر اسمه في الصلاة. ومن أبرز معارضيه البارزين إيليا برشينايا، مطران نصيبين المعروف، والذي نَعَته بالسيمونية. لم يدم عهد ايشوعياب سوى أربع سنوات، توفي في 4 ايار 1025 ودُفن في بيعة دار الروم. بعده تحسَّن الوضع بقدوم جلال الدين ابن بهاء في 7 تشرين الثاني 1027. ايليا برشينايا أوالنصيبيني ايليا بن عيسى من مواليد 11 شباط سنة 977 في مدينة السن القريبة من كركوك وليس السن – سنندج الايرانيّة. يذكر في رسائله بعض تفاصيل عن سيرته: ترهّبه في دير مار ميخائيل على ضفة نهر دجلة الشرقية بجوار الموصل، ودراسته على يد الملفان يوحنا الأعرج: “كان في عمر مار ميخائيل بالموصل راهب شيخ زاهد اسمه يوحنا ويعرف بالأعرج. وكنت من بعض تلاميذه والمختصين به ” (المجالس ورقة 67). رُسم كاهناً ثم رئيس كهنة في العام 994. وصار اُسقفاً على بيت نوهدرا (دهوك الحاليّة) عام 1002، ثم مطراناً على أبرشية نصيبين مركز مقاطعة بيت عرباي، سنة 1008. توفي في 18 تموز 1046 ودُفن في كنيسة ميافرقين الى جانب قبر شقيقه الطبيب أبي سعيد منصور. كتب ايليا في العلوم والتاريخ والفقه واللاهوت والحوار. نذكر من كتبه على سبيل المثال، كتاب المجالس1 الذي يتناول العلاقة مع المسلمين، وقد اسهم في تقارب وجهات النظر في مسائل دينية حساسة، دافع عنها بجرأة كل من ايليا ومحاوِره أبو قاسم المغربي وزير أحمد بن مروان الكردي الحميدي. هناك حادثة حصلت له تكشف عن هذه الصفات النبيلة. ففي إحدى رحلاته تعب أبو القاسم وفقد الشهيّة، فنزل في ديرللرهبان بقرب ميافرقين، وطلب من راهب في الدير ان ياتيه بقليل من الشراب، لكن معدته لم تقبله، فبادر الراهب الى اعطائه شيئا من عصير الرمان ودعاه الى تناوله كبركة. فتناوله الامير وطاب، فاعد هذا الشفاء معجزة يتحدث عنها اينما حلّ. فاحتاركيف يكون النصارى مشركين وتحدث مثل هذه الآيات في أديارهم؟ فلابد ان هناك لبس في الفهم2!
إيليا ألأول (1028-1049) ولد في كرخ جدان (نواحي خانقين الحالية)، وتلقَّى علومه الكنسية في مدرسة المدائن، ورُسِم كاهناً. نظراً لثقافته الواسعة وحسن سيرته، أقامه البطريرك يوحنا الخامس اُسقفا على أبرشية طيرهان. وبوفاة عبديشوع الرابع، إجتمع الآباء والأعيان ووضعت أسماء المرشَّحين في علبة، ثم سُحِبت القرعة فكانت لصالح ايليا. سِيم بطريركاً في 16 حزيران سنة 1028 في كنيسة كوخي العظمى. وارتدى قبعة بنفسجية. وكان ذلك في خلافة القادر بالله (947-1031). وسكن في دار الروم. في زمانه حدثت ببغداد عمليات سلب ونهب، وتوفي الخليفة في 1031، عن عمر ناهز السبعة والثمانين. حاول البطريرك الجديد أن يُصلح الامور في كنيسة المشرق. فأضاف الى مجموعة سينودسات كنيسة المشرق المجامع التي عُقدت من زمن طيمثاوس الى عهده والحقها بأحكام جديدة أصدرها هو. اما كتاب “اصول الدين” الذي يشير اليه عمرو (المجدل ص 98) والأب البير أبونا (ادآب اللغة الآرامية ص 379) فهو لايليا الثاني، (†1131)، وليس له، وقد حقّقه عن المخطوطات وقدَّم له الأب جان ماريا جانَتْسا Gianmaria Gianazza، مركز التراث العربي المسيحي، 17-1بيروت، 2015. ليتورجيا: هو نظم رتبة السجود (ܛܟܣܐ ܕܣܓܕܬܐ ) لعيد حلول الروح القدس (حوذرا جزء 3 ص 81-82) والَّف ملحق الكاروزوثا (لنصلِ السلام معنا. لنصل ونطلب من الله رب الكل) التي تُتلى أيام الصوم الكبير. توفي إيليا في 6 آيار 1029 ودُفن في بيعة العذراء في دار الروم. ابو الفرج ، عبد الله ابن الطيب هو أمين سر البطريرك إيليا وهو من عاوَنه على ضبط قوانين الكنيسة. كان أديباً وفقيهاً وطبيباً ماهراً عمل في بيمارستان (المستشفى) العضدي الذي أسَّسه نصر بن هارون، أحد أبناء الكنيسة في بغداد. لابي الفرج كتاب مشهور سمَّاهُ “فقه النصرانية”3 تناول فيه أحكام كنيسة المشرق في كل شؤونها، وله كتاب آخر سمَّاه “فردوس النصرانية” وهو كتاب لاهوتي. توفي أبو الفرج ببغداد سنة 1043 ودفن في كنيسة العذراء في دار الروم. يقول ابن الطيب عن أولوية اُسقف روما: ” قانون البيعة يامر بان يطيع الأدون الأعلى وتنتهي الطاعة من الكل الى فطرك رومية، فهو القائم مقام شمعون الصفا” (فقه النصرانية النص العربي ص 119) دار الروم منطقة تقع في شمال شرق بغداد بين حي الكاظمية والصليخ. سمّي بدار الروم بسبب الأسرى الروم المسيحيين الذين أتى بهم هارون الرشيد عام 780 وأسكنهم في هذه المنطقة. وسميت أيضاً بالشماسية لربما لكثرة الشمامسة فيها. نَقَل البطريرك يوحنا الثاني بن نرساي في آخر سنيه مقرَّه اليها. كان العديد من مسيحيي الحيرة قد انتقلوا اليها بعد احتلال العرب المسلمين لامارتهم. وبنى فيها ابن اصبغ العبادي كنيسة صغيرة سميت باسمه. وفيها اُعيدت رسامة البطريرك طيمثاوس الكبير سنة 823. وصارت دار الروم مقراً لبطريركية المشرق بعد حرق دير كليليشوع – المقر البطريركي في بغداد وظل الى عهد يهبالاها الثالث حيث غادر دار الروم الى مراغا- ايران بسبب حصار بغداد وسقوطها على يد المغول بقيادة هولاكو خان سنة 1258. و قام البطريرك عمانوئيل الاول (937-960) بتجديد الكنيسة وتوسيعها وسماها كنيسة العذراء وفتح فيها مدرسة لاهوتية وعلمية لتنشئة الاكليروس ومن يرغب من الناس. ونهبت دار الروم عدة مرات. وكان في دار الروم كنيستان صغيرتان الاولى للسريان الارثوذكس، مزينة بايقونات، والثانية للروم4. يقول المؤرخ العربي ياقوت الحموي عن دار الروم: “دير الروم بيعة كبيرة حسن البناء مُحكمَة الصنع للنسطورية خاصة. وهي ببغداد في الجانب الشرقي منها. وللجاثليق قلاية (مقر) الى جانبها، وبينه وبينها باب يخرج منها واليها في اوقات صلاتهم وقربانهم” (معجم البلدان، جزء 2، ص 662). ______________________________ 1- عمانوئيل دلي (البطريرك) مجلة بين النهرين، العدد43 السنة 1983 ص 167-، لويس ساكو، ايليا النصيبيني، دار المشرق، بيروت، 2009 2- طالع عنه مقال أ.د. محمد كريم ابراهيم الشمري، مجالس مار ايليا (برشينايا) مطران نصيبين مع الوزير ابي القاسم حسين، مجلة بين النهرين العدد 145-146، السنة 37، 2009 ص23 3- نشر الكتاب بالعربية والالمانية المستشرقان Hoenerbach un O. Spies في سلسلة جمهرة الكتبة المسيحيين الشرقيين CSCO رقم 167و168 في لوفان 1957 . 4- راجع احوال نصارى بغداد، روفائيل بابو اسحق ص 85-89 وكنائس بغداد وديلاراتها للاب 5- بطرس حداد ص 102-105.
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 15/8/2020, 7:11 pm | |
| Ekhlass 15.08.2020 المقالات اضف تعليق 35 زيارة
سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 27 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
يوحنا السابع (1049-1057) يوحنا من مواليد بغداد، ويلقب بابن الطرغال، وهو السابع بهذا الاسم، وليس الخامس كما ذكر الأب بطرس نصري (ذخيرة الاذهان جزء ص 457). اشتغل في حداثته كاتباً على النهروات، ثم ترك وظيفته وانخرط في السلك الرهباني. رسمه البطريرك إيليا الأول اُسقفاً على أبرشية القصر والنهروات، وظلَّ فيها إحدى وعشرين سنة. وعندما توفي البطريرك إيليا اُختير يوحنا بطريركاً، وسيم في 17 كانون الأول سنة 1049 وعليه قبعة زنجارية.
يقول عنه عمرو: “كان شيخاً كبيراً غزير العقل، جميل الصورة، خبيراً بأحوال الناس ومداراتهم” (المجدل ص99). بعيد التنصيب قام بزيارة تقليدية لدير قني، لكنه لم يتمكن من زيارة دير مار فثيون القريب بسبب حدوث فتنة بين شيعة بغداد وسنتها (ماري المجدل ص119). سكن البطريرك يوحنا كأسلافه في مقر البطريركية بدار الروم.
في عهده تفاقم نفوذ السلجوقيين (الاتراك)، وتعرَّض المسيحيون للأذى. ونهب المقر البطريركي في دار الروم سنة 1054، وبيوت المسيحيين. وفرضت عليهم من جديد الشارات المتميزة. فاضطر البطريرك الى مغادرة دار الروم للسكن في دير قني.
وبتدخل الخاتون زوجة طغرل بك السلجوقي منَعَت الإعتداء على المسيحيين، وسهَّلت عودة البطريرك الى مقره في دار الروم بعد ان رمّمه. توفي يوحنا في صيف سنة 1057 ودُفن في مقبرة دار الروم. وشَغَر الكرسي بعده سبع سنوات.
سبريشوع الثالث زنبور (1064-1072) بعد وفاة يوحنا السابع، أدار شؤون الكنيسة في فترة شغور الكرسي، عدة أساقفة، لأن حامي الكرسي اسقف كشكر كان قد توفي. وفي هذه الفترة استولى السلجوقيون على الحكم، وساءت الأوضاع، ونُهِبت البطريركية في دار الروم من جديد، وتأذَّى المسيحيون.
اثناء شغور الكرسي البطريركي بذل عمانوئيل مطران بيت كرماي جهوداً جبارة من أجل الحصول على البطريركية. وسافر الى بغداد للتأثير على ذوي النفوذ، لكنه فشل. استحصل أعيان المسيحيين في النهاية، أمراً من الخليفة بتنصيب سبريشوع مطران جنديسابور الملقب بالزنبور.
اصله من بيت كرماي، وتلقى علومه في مدرسة مار ماري بدير قني في بغداد حيث رُسِم كاهناً. وبعد بضع سنوات سِيمَ مطراناً على أبرشية جنديسابور. يقول عنه عمرو: “كان شيخاً طاهراً وعالماً خبيراً، خيّراً، صالحَ التدبير” (المجدل ص100).
تمت مراسيم تنصيبه بطريركاً في 3 آب 1064 بالمدائن، أيام الخليفة عبد الله القائم بالله (1001-1075)، وعليه قبعة حمراء. وفي نفس اليوم قام البطريرك الجديد برسامة مكيخا بن سليمان الفنكاني اُسقفاً على الطيرهان، ورقّى يهبالاها اُسقف معلثاي ودهوك الى مطرانية الموصل.
رَسَم سبريشوع عدة أساقفة للأبرشيات الشاغرة، وأجرى تغييرات بين موظفي الدائرة البطريركية. ويذكر ان كنيسة المشرق عرفت شيئاً من الازدهار في عهده.
عندما أراد الخليفة تشييد قبّةٍ جديدةٍ فوق ضريح ابي حنيفة النعمان، أتَوا بأخشاب وأبواب كنائس سامراء1 .
حصل خلاف بين البطريرك سبريشوع وتوما مطران السريان الارثوذكس بسبب اقتران شاب ارثوذكسي بابنة ابي غالب الطبيب من كنيسة المشرق. رفض البطريرك هذا الاقتران، وحشد كُتّاب الخليفة المسيحيين باستحصال مرسوم من الخليفة القادر بالله، يقضي بان تشمل رئاسة سبريشوع على كل المسيحيين في بلاد ما بين النهرين، وحصل على المرسوم (ماري المجدل 125).
اصيب سبريشوع بالفالج، وتوفي في 17 نيسان 1072، ودُفن في كنيسة دار الروم، الى جانب سلفه يوحنا السابع.
عبديشوع الثاني بن العارض (1074-1090) عبديشوع بن العارض من مواليد الموصل، وهو الثاني بهذا الاسم. اُختير بطريركاً بعد وفاة سبريشوع. يقول عنه عمرو: “كان متشيّباً، حسن الخلق والخليقة، عالماً من أهالي الموصل” (المجدل ص101). تم اختياره باتفاق الآباء والجماعة، وسِيم في 28 تشرين الثاني سنة 1074 في المدائن، وعليه قبعة صفراء. زار البطريرك الجديد الخليفة القائم بالله الذي منحه البراءة الشاملة على المسيحيين.
من أعماله الليتورجية. أمرَ أن تُتلى صلاة “أبانا الذي في السموات..” بين كل صلاتَين في الصلوات الطقسية ببغداد. يبدو أن طيمثاوس الكبير كان قد أدرجها في القداس فقط، وهو الذي الفَّ قانون “ابانا الذي في السموات”.
توفي عبديشوع في 2 كانون الاول سنة 1090، ودُفِن في بيعة دار الروم. وشَغَر الكرسي بعده سنتين. دامت بطريركية عبديشوع ست عشرة سنة.
مكيخا الاول الفنكاني (1092-1110) مكيخا من مواليد بغداد في دار الروم ويلقب بالفنكاني. تلقَّى علومه الكنسية والمدنية في مدرسة مار ماري بدير قني. رُسم كاهناً ومارس الطبَّ طوعاً.
رسَمَه سبريشوع الثالث اُسقفاً على أبرشية الطيرهان، في يوم تنصيبه بطريركاً، في 3 آب 1064، وليس البطريرك عبديشوع الثاني كما يذكر الأب ألبير أبونا (تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، جزء 2 ص 236). ثم رقّاه عبديشوع الى مطرانية الموصل وحدياب (ماري المجدل ص 137).
بعد وفاة البطريرك عبديشوع، تم إختيار مكيخا بطريركاً بمساعي أطباء وكُتّاب الخليفة ونُصِّبَ بالمدائن، في الأحد الرابع من موسم القيامة سنة 1092، وعليه قبعة بنفسجية. واستحصل البراءة (التولية من الخليفة المقتدر، 1057-1094).
يقول عنه عمرو: “كان قديساً فاضلاً وزاهداً عفيفاً” (المجدل ص 102). ونُسِبَت اليه بعض الشفاءات العجائبية.
كان البطريرك عبديشوع الثاني قد ادخل تلاوة صلاة “ابانا الذي” مع ردَّاتها بين كل صلاتين، فالغى مكيخا هذا الإجراء وأمر ان تُتلى في بداية الصلاة. خلق هذا الإجراء خلافاً بين البطريرك وفريق من الجماعة بزعامة الراهب أبو الفرج سعيد ابن ابراهيم الواسطي طبيب المستظهر (1094-1118)، الذي على أثره تراجع عن دعم البطريرك. استدعى الخليفة البطريرك واحتجزه في دار بدران بجوار البلاط، لكنه تركه يعود الى مقره في دار الروم، مفضلاً عدم إقحام نفسه في شؤون المسيحيين الداخلية.
يذكر المؤرخ ماري ان الوزير عميد الدولة استدعى بعد ذلك البطريرك وابن الواسطي عنده، وصالحهما وطلب من ابن الواسطي ان ينهض ويقبل يد البطريرك. وفعل. فعاد البطريرك الى مقره وابن الواسطي استمر في خدمة الكنيسة في سوق الثلاثاء (المجدل ص 142).
حدث خلاف آخر بين البطريرك مكيخا والجماعة، وعلى إثره غادر بغداد الى الحلة حيث مكث فترة، ثم عاد الى بغداد، حيث توفي في 17 آذار سنة 1110، ودُفن في بيعة دار الروم.
ينسب عمرو الى مكيخا رسالة راعوية يشرح فيها الايمان بحسب معتقد المشارقة (المجدل 102).
إيليا الثاني ابن المقلي (1111-1134) إيليا من مواليد الموصل، ويُلقَّب بابن المقلي. وهو الثاني بهذا الاسم. كان مطران الموصل وحدياب. اُختير بطريركاً في خلافة المستظهر بالله (1078-1118). ونُصِّب في 16 نيسان سنة 1111 في المدائن، وعليه قبعة نفطية. يقول عمرو: “كان يوماً مشهوراً” (المجدل 103). حضر المراسيم عدد كبير من الأساقفة وأعيان الجماعة ووزراء وفي مقدمتهم أمين الدولة موفق الملك. وزار البطريرك دير قني جرياً وراء التقليد، للتبرّك حيث اُقيم له استقبال لائق من قبل القسس والتلاميذ. ثم سار الى مقره في دار الروم.
يقول عنه عمرو: “كان شيخاً فاضلاً وعالماً ماهراً” (المجدل ص102).
ساعده كثيراً طبيب الخليفة ابو الحسن ابن التلميذ وعائلته مادياً ومعنوياً.
في هذه الفترة حصلت حوادث مؤسفة للسريان الارثوذكس في تكريت فهُدمت بعض كنائسهم، فاستفاد المفريان ديونيسيوس موسى من عطف الخليفة لترميم ما تهدم، لكن المسيحيين لم يقتنعوا بالبقاء، بل غادروا الى الموصل وبلدات سهل نينوى وبقي في تكريت جماعة صغيرة (ابن العبري، تاريخ الكنيسة جزء 2، ص 318).
تمتعت الكنيسة في عهد ايليا بشيء من الهدوء والاستقرار ورَسَم عدداً من الأساقفة وتوفي في شهر تشرين الأول سنة 1134 ودُفن في كنيسة دار الروم في بيت الصلاة “باصلوتا” الى جانب البطريرك مكيخا.
ترك ايليا كتاباً سماه “اُصول الدين”، حقّقه عن المخطوطات وقدَّم له الأب جان ماريا جانَتْسا Gianmaria Gianazza، مركز التراث العربي المسيحي، 17-18، بيروت، 2015.
برصوما الأول (1134-1136) كان برصوما من مواليد مدينة جزيرة ابن عمر بقرب نصيبين ومن أشراف المدينة ويلقبه ابن العبري بـِ “بر كبَّاري” اي ابن الجبابرة (التاريخ السرياني ص 293). رسمه البطريرك إيليا اُسقفاً على بلدة “ثمانون” من اعمال جزيرة ابن عمر (تركيا)، وأحسن تدبير أبرشيته الصغيرة. ولدى شغور الكرسي البطريركي بموت ايليا الثاني وقع الاختيار على برصوما بتاثير الطبيب أبو الفرج سعيد ابن ابراهيم الواسطي المار ذكره. تم تنصيبه في 5 آب سنة 1134 بالمدائن، في زمن الخليفة المسترشد بالله (1118-1135)، وعليه قبعة خضراء. وحضر المراسيم عدد من الأساقفة. يقول عنه عمرو: “هذا الأب كان حسن الصورة، مليح الهيئة، ظاهر القداسة، فاعل آيات وعجائب” (المجدل ص 104). بعد الرسامة سار البطريرك الجديد الى بيعة سوق الثلاثاء ومنها توجه الى مقره في دار الروم.
رَسَم برصوما عدداً من الأساقفة ومن بينهم اُسقف لخراسان (ايران) لإزدياد عدد المسيحيين فيها. لم تتح الظروف لبرصوما ان يفعل شيئاً كبيراً، فتعرضت البطريركية وكنيسة دار الروم الى النهب، فذهب الى كنيسة سوق الثلاثاء للسكن. وتضايق بسبب الجزية الباهضة التي فرضت على رعيته. وتوفي بعد سنتين من بطريركيته في 11 كانون الثاني سنة 1136 ودُفن في بيعة سوق الثلاثاء حيث صورة البطريرك سبريشوع، وهو أول بطريرك يدفن فيها وبعده شغر الكرسي سنتين.
________________________
1. ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والامم، حيدر اباد 1359 هجرية ص 245-246.
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 28/8/2020, 10:15 pm | |
| Ekhlass23.08.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 175 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 28 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
عبديشوع الثالث بن المقلي (1138-1148) هو من مواليد الموصل، وابن أخي البطريريرك ايليا بن المقلي، وكان اُسقفاً على بيت كرماي. بعد موت البطريرك برصوما إجتمع الآباء ووجوه المسيحيين لاختيار بطريرك جديد، فقرَّ رأيهم على عبديشوع وهو الثالث بهذا الاسم. تمت مراسيم التنصيب في 13 تشرين الثاني سنة 1138 بالمدائن وترأس الاحتفال ابن عمه يوحنا، مطران نصيبين، وارتدى قبعة زرقاء. وحضر المراسيم عدد مهم من الاساقفة. بعد الرسامة توجه البطريرك الى دير قني حيث ضريح مار ماري، للزيارة التقليدية.
يقول عنه عمرو: “كان شيخاً تامّ القامة، حسن الصورة، مشكور السيرة وهادئاً” (المجدل ص 105). بينما يصفه المؤرخ ماري بن سليمان بالبخيل ومحب المال (المجدل ص 158).
اُعدَّ للبطريرك الجديد استقبال رسمي في دار الخلافة ونال اكراماً من الخليفة المقتفي بالله (1069-1160). الذي منحه البراءة.
واستفاد عبديشوع من هذه العلاقة الطيبة، ومن الظروف المستقرة نسبيّاً للقيام بترميم وتوسيع دار الروم. توفي عبديشوع بالفالج في 25 تشرين الثاني سنة 1148 ودُفن في بيعة دار الروم. ودام عهده تسع سنوات.
ايشوعياب الخامس ابن الحائك ( 1149-1175) هو من مواليد بلد (اسكي موصل). ويلقبه ماري بابن الحائك (المجدل ص 158). كان اُسقفاً على أبرشية جزيرة ابن عمر.
اُختير بطريركاً بمساعي أطباء بغداد، لاسيما الطبيب المتنفذ ابو منصو ابن الكاتب. وصارت مراسيم تنصيبه في الأحد الثاني من موسم تقديس الكنيسة سنة 1149 بالمدائن، وكانت عليه قبعة كحلية اللون. يقول عنه عمرو: “كان شيخاً، مربوع القامة، تقيّاً، طاهراً، قديساً” (المجدل ص 106).
حدثت في عهده أوبئه، وايضاً صراعات بين الامراء السلاجقة الذين كانوا يتبعون المذهب السُّني الحنبلي. انتهزها الخليفة المقتفي فرصة للتحرر من هؤلاء الدخلاء، ولفرض هيبة الدولة ، فافلح في اخضاع الحلة وواسط ، لكنه اخفق في تكريت. أما المسيحيون فلم يتعرضوا للأذى بفضل نفوذهم العلمي، وخصوصاً وجود الاطباء في البلاط. توفي ايشوعياب في 25 ايار سنة 1175 عن عمر ناهز التسعين، ودُفن في كنيسة سوق الثلاثاء ببغداد. ودامت حبريته ستا وعشرين سنة. ويذكر عمرو ان في أيامه استشهد بعض الافرنج، قد يكونون رهبانا مرسلين او أفرادا من الصليبيين لجأوا الى بغداد، وتم دفنهم في كنيسة سوق الثلاثاء (المجدل ص 106-107),
يَنسب عمرو الى أيشوعياب بعض العجائب، منها ان شخصا من كرمليس شاهده في حلمه فشفي، وعلى اثره سار الى دير مار ايليا السعيد بقرب الموصل وترهّب فيه (ص 106-107).
ايليا الثالث أبو حليم (1176-1190) اشتهر ايليا بكتاباته واشعاره العربية والتي لا يزال بعضها يستعمل في الطقوس الدينية الى اليوم. ولد في مدينة ميافرقين نحو سنة 1108 ويلقَّب بابي حليم، وبايليا الحديثي، قد يكون أصل عائلته من مدينة حديثة على ضفاف الفرات. رُسِم مطراناً على أبرشية نصيبين، ثم اُختير بطريركاً ونُصِّب في 24 كانون الثاني سنة 1176 بالمدائن، في زمن الخليفة المستضيء بأمر الله (1142-1180)، وهو الثالث بهذا الاسم وارتدى قبعة فستقية اللون.
يقول عنه عمرو كلاماً جميلاً: “كان كهلاً حسن الخلقة، تامّ القامة، حبيباً، كريماً، عالماً فاضلاً.. اتفق عليه الجمهور لان الآباء الواردين كلهم لم يكن فيهم من بمثاله علماً وحكماً وكرماً وحسناً وبلاغةً وفصاحةً” (المجدل ص 110).
استقر في دار الروم حيث جدد المقر البطريركي والكنيسة اللذين كانا قد تأذّيا بسبب أعمال السلب والنهب في زمن أسلافه. كما جدد مدرسة مار ماري في دير قني وأسام عدداً من الأساقفة للأبرشيات الشاغرة. وعُرِفَ عنه كرمه ومساعدته الفقراء من كل الملل. ووطد العلاقة مع دار الخلافة.
دبَّر الكنيسة أربع عشرة سنة وتوفي في 2 نيسان 11901 ودُفن في كنيسة سوق الثلاثاء، في بيت الصلاة “باصلوثا” الى جانب سلفه ايشوعياب الخامس.
ويبدو انه ابَّنَ نفسه قبيل أن يموت ببيتين من الشعر نقلهما عمرو (المجدل ص 111-112):
أروني من يقوم مقامـــــــــــــي اذا ما الأمر جَلَّ عن الخِطاب
ومن تستصرخون اذا حَثيتُم بأنملِكم عليَّ من التُــــــــراب.
مؤلفاته: معظم كتابات ايليا جاءت بالعربية، ما عدا بعض الصلوات الطويلة التي تقال في صلاة الصبح للاعياد بعد الكاروزوتا ويستعمل فيها عبارات يونانية معقدة. اذكرمثلاً صلاة صباح عيد الميلاد (حوذرا جزء 1، ص346-349). وله أيضاً طقس “ܐܢܐ ܫܟܒܬ ܘܕܡܟ. ܘܐܬܥܝܪܬ̣: “أضجع أنا وأنام، وأستيقظ لان الرب يسندني” (مزمور 3-6)، لصلاة الصبح للاسبوع الأول والرابع من صلاة الصوم الكبير (حوذرا الجزء 2 ص 66)، لكن كتابه الأهم هو التراجيم السَنيّة للأعياد المارانية، كتبها باسلوب السجع، وقد نشره المطران ميخائيل نعمو في مطبعة الآباء الدومنيكان بالموصل سنة 1873.
اتذكر وانا صغير في كنيسة مسكنتة كان يُرتَّل قبل قراءة الرسالة ميمراً له في عيد الدنح : طهروا الاذهان لعيد الدنح” و “اسمعوا الأمثال” لعيد الصليب. اتّبَع ايليا في هذه المقالات اسلوب مقامات الحريري والوصف الخيالي. وبعض هذه التراجم تستعمل في التعازي وقد سجَّل بعضها المرحوم الخوري افرام رسام بصوته الشجي على كاسيتات.
عبديشوع بن بهريز: قانوني وطقسي. رئيس دير مار ايليا (الموصل) وأحد منافسي ايليا الاول (1028-1049) ورسمه البطريرك الجديد مطراناً على الموصل. له كتاب في تقسيم الارث وشرح للطقوس الدينية المشرقية.
والى هذه الفترة تعود “اسطورة الراهب بحيرا” وعلاقته برسول المسلمين.
يهبالاها الثاني ابن قيوما (1190-1222) اسمه الاصلي ايليا وهو من مواليد الموصل. دعي يهبالاها ولُقِّب بـ “بن قيوما”. سيم اُسقفاً على ميافرقين ثم رُقيَّ الى رئاسة أسقفية نصيبين.
في اجتماع الآباء ووجهاء بغداد لاختيار بطريرك جديد، شعر يهبالاها انهم لا يدعمونه، فلجأ الى الرشوة. يقول ابن العبري انه اعطى والي بغداد 7000 دينار لكي يفرضه بطريركاً (التاريخ الكنسي، جزء2، ص 270-272).
نُصِّب في الاحد الثالث من موسم الرسل سنة 1190 ببغداد، وعليه قبعة بنفسجية. يهبالاها هو الثاني بهذا الاسم. فضل البطريرك الجديد السكن في كنيسة العذراء في حي العتيقة على الجانب الغربي من المدينة، وليس في دار الروم.
يذكر عمرو ان المسيحيين نعموا بشيء من الامان في زمانه (المجدل ص 115). لكن يذكر ان بعض مسلمي بغدا لم يروا بعين الرضى وجود عدد من العلماء المسيحيين المتنفذين في دار الخلافة، فعبروا عن عدم رضاهم للخليفة الناصر لدين الله (1158-1225)، لكن الخليفة لم يعر لهم اي إهتمام، بل على العكس عيَّن عبديشوع ابو الغنائم بن ساوا على ادارة واسط ثم نقله الى ادارة الدجيل وداقوق. اتهم بعض المسلمين عبديشوع بقتل الامير علاء الدين الناصري، واُعدِم على اثره.
رسم يهبالاها خلال حبريته عدداً كبيراً من الأساقفة. وتوفي في 31 كانون الثاني سنة 1222 ودُفن في كنيسة ” العتيقة” في بيت الصلاة “باصلوتا”. ودامت بطريركيته احدى وثلاثين سنة.
وفي هذا الزمان توفي صلاح الدين الايوبي في 4 اذار سنة 1193 في دمشق وخلَّف 17 ولدا وابنة واحدة. ويوصف بالكرم والتجرد. وعند وفاته لم يجدوا في الخزينة سوى دينار واحد و36 درهما!!
كُتَّابٌ بارزون العلامة الربان يقيرا المعروف بابي العزّ الحضيري، راهب وكاهن من دير مار ميخائيل (الموصل). وضع الربّان يقيرا صلوات آحاد تقديس البيعة الأربعة، ونظَّم قراءات ميامر مار أفرام ومار نرساي لصوم الباعوثا.
شمعون الشقلاوي، هو معلم يوحنا بن زعبي من دير مار سبريشوع بيت قوقا، في منطقة حدياب له مقالة عن خمير العماد! وخمير القداس، وكتاب الآباء ويشرح فيه التراتبية الكنسية مقارنة بطبقات السماء واصناف الملائكة، وهو من نظم جدول كتاب الصلوات الطقسية (حوذرا).
يوحنا بن زعبي، راهب وكاهن من دير مار سبريشوع وتلميذ للمعلم شمعون الشقلاوي. له كتب في النحو وشرح لصلاة “الأبانا” وشرح لأسرار الكنيسة، ومقال في التمييز بين مصطلحي الاقنوم والطبيعة، ومقال في خمير القداس والعماد.
___________
1 يذكر الاب البير تاريخين مختلفين عن وفاته 12 نيسان (تاريخ الكنيسة الشرقية ، جزء 2 ص 255 و15 نيسان (ادب اللغة ص 389).
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 28/8/2020, 10:25 pm | |
| Ekhlass 28.08.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 76 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 29 الكاردينال لويس روفائيل ساكوسبريشوع الرابع ابن قيوما(1222-1224) من مواليد الموصل، وهو ابن أخي البطريرك يهبالاها الثاني، وحامل لقبه “ابن قيوما”. رسمه عمه اسقفاً على أبرشية نوهدرا (دهوك)، ثم رقّاه الى رئاسة اُسقفية اربيل.
بعد موت عمِّه انقسم الناخبون الى فريقين: الاول انحاز الى سبريشوع ابن المسيحي، والثاني الى سبريشوع ابن قيوما الذي فاز بالكرسي، ونال تأييد الخليفة الناصر لدين الدولة.
وجرت مراسيم التنصيب في 31 تموز سنة 1222 بالمدائن، وعليه قبعة نفطية. قام بعد التنصيب بزيارة ضريح مار ماري بدير قني وفقاً لما جرت عليه العادة.
يقول عنه عمرو: “كان كهلاً، صغيرَ الرأس والوجه، كبيرَ اللحيّة، حسنَ الصورة، عالماً، له معرفة بالتسابيح” (المجدل ص 115).
دبَّر سبريشوع الكنيسة تدبيراً حسناً. وتوفي في 15 حزيران سنة 1224، ودُفن الى جانب عمِّه في كنيسة العذراء في العتيقة.
في هذه الفترة شيَّد الخليفة المستنصر منصور بن محمد الظاهر(1192- 1243) المدرسة المستنصرية الشهيرة.
سبريشوع الخامس ابن المسيحي (1226-1265)
كان منافساً قويًّا لسبريشوع الرابع، وهو من مواليد بغداد. ترهب في دير قني، وتلقى علومَه في مدرسة مار ماري. أقيم مطراناً على بيت كرماي.
بعد شغور الكرسي عدة اشهر، اتفق عليه الاباء والمؤمنون، ووافق الخليفة الظاهر. تمت مراسيم التنصيب في 26 نيسان سنة 1226 بالمدائن، وارتدى قبعة بيضاء.
يقول عنه عمرو: “كان كهلاً، حسنَ الخلق، عالماً، عابداً، كثيرَ المحاسن، صبوراً، محتملاً وهيوبا” (المجدل ص117). وهو الخامس بهذا الاسم ، وليس الرابع كما يشير الاب بطرس نصري (ذخيرة الاذهان جزء 1 ص5).
قام البطريرك الجديد بالزيارة التقليدية الى ضريح مارماري دير قني.
اهتم بادارة المدارس، وايجاد معلمين أكفّاء لها. رسم خلال حبريَّته الطويلة، خمسة وسبعين اُسقفاً، وعدداً كبيراً من الكهنة والشمامسة. وكانت له علاقات طيبة مع الخلفاء الثلاثة: الظاهر والمستنصر والمعتصم، وذلك بفضل الاطباء والكتاب المسيحيين العاملين في البلاط.
توفي في 20 آيار سنة 1265، أي قبل سقوط بغداد بيد المغول بسنتين. ودُفن في بيم (خورس) كنيسة الكرخ. ويسرد عمرو باسهاب خطوات مراسيم الدفن (المجدل ص 117).
في زمانه قَدِمَت إرسالية للرهبان الفرنسيسكان واُخرى للرهبان الدومنيكان الى العراق، على الأرجح من ضمن الذين رافقوا الصليبيين. وانهم وجدوا ان إيمان كنيسة المشرق مطابق لايمان الكنيسة الكاثوليكية. هولاء المرسلين الافرنج نراهم ايضا في عهد ايشوعياب الخامس (1149-1175).
مكيخا الثاني (1257-1265)
ساءت الظروف بوفاة البطريرك سبريشوع ابن المسيحي، ولقي المسيحيون مصائب عدة بسبب تحركات المغول في المنطقة، واستيلائهم على مقاطعات مهمة من مساحة الخلافة العباسية. وحدث ان أمين خزانة الخلافة، سار الى مقر البطريركية وكسر الاقفال واستولى على الاموال والكتب وقبعات البطاركة، لكن الخليفة رفض هذا الفعل، وأمر ان تُعاد الكتب والقبعات، الا ان البطريركية اشترتها بثمن باهض (عمرو المجدل ص 119).
في هذه الظروف ووسط تنافس الاساقفة على الرئاسة جرى انتخاب البطريرك الجديد. استدعى الخليفة المتنافسين وهم: ايليا مطران جنديسابور، ومكيخا مطران نصيبين، ودنحا مطران اربيل، وعبديشوع مطران الموصل، ففضَّل الخليفة مكيخا على منافسيه، وأمر بتنصيبه.
اصله من بلدة جوغباز في مقاطعة نصيبين، وتمت مراسيم التنصيب في ربيع سنة 1257 بالمدائن، وعليه قبعة بنفسجية، ومنحه الخليفة البراءة. بعدها زار البطريرك دير قني كجاري العادة، ثم عاد الى مقره ببغداد. يقول عنه عمرو: “كان هذا الاب شيخاً، طويلَ اللحية، ظاهرَ القدس، عفيفاً، ذا حدة” (المجدل ص 119).
سقوط بغداد على يد هولاكو خان. فشلت محاولة الخليفة المستعصم في صد هجوم هولاكو على بغداد سنة 1258، وسعى لحل سلمي للمدينة المحاصرة، فاوفد البطريرك مكيخا والعالم يوسف بن عبدالله المعروف سبط ابن الجوزي وهو اشهر علماء المسلمين، والوزير ابن العُلقُمي للتفاوض، وفكر ان البطريرك سينجح في مهمته لكون زوجة هولاكو دقوز خاتون مسيحية، وانها لن تُخيب أمل البطريرك، لكن هولاكو رفض استقبالهما. وزحفت جيوشه الى المدينة التي سقطت في العاشر من شهر شباط من نفس العام.
في هذه الظروف المخيفة، جمع البطريرك المسيحيين في كنيسة سوق الثلاثاء لحمايتهم كما ان بعض المسلمين وضعوا اموالهم عنده كامانة. يذكر عمرو ان هولاكو احترم البطريرك ووهب له احد قصور الخليفة المعروف بدار الدوادار، وكان ملكاً لوزير الخليفة المستعصم، مجاهد الدين ايبك الدوادار، وانتقل اليه وبنى فيه كنيسة. توفي مكيخا في 18 نيسان سنة 1265 ودُفن في الكنيسة التي بناها. اما هولاكو فاستمر في زحفه نحو المدن الاخرى واستولى على تكريت وقتل عدداً من المسيحيين السريان وأسر آخرين بحسب ابن العبري (التاريخ السرياني ص 506-507) وسار الى اربيل.
دنحا الاول (1265-1281)
توفي هولاكو سنة 1265 وخلَّفه نجله أباقا خان. يقال انه كان منفتحاً وطيباً، لكن الأوضاع ظلت مضطربةً، والناس بقوا خائفين وقلقين.
في هذه الاثناء، انتخب الاباء دنحا، مطران اربيل بطريركاً، وايد الملك أباقا الاختيار ومنحه الفرمان وخلع عليه الهدايا. وجرت مراسيم التنصيب في 15 نيسان سنة 1265 بالمدائن، في جو من الاحتفال والفرح، حضرها عدد من الاساقفة والمسؤولين والجمهور، وارتدى قبعة وردية.
يقول عنه عمرو: “هذا الأب كان حسنَ الشيبة، تامَّ القامة، تقياّ، طاهراً، كثيرَ العالم، عارفاً باصول اللغة السريانية، محبًّا للعلم والتعليم وهو من الرستاق” (المجدل ص 121). قام البطريرك دنحا بزيارة تقليدية الى ضريح مار ماري بدير قني، ثم ذهب فسكن في دار دوادار التي اعطاها أباقا خان لسلفه مكيخا.
فتح البطريرك عدة مدارس لتثقيف أبناء رعيته وعمَّر الكنائس والاديرة.
زاره سنة 1277 غريغوريوس ابو الفرج بن هارون المعروف بابن العبري، مفريان السريان الارثوذكس، واستقبله البطريرك دنحا بحفاوة بالغة.
عرف دنحا مصائب متنوعة بسبب استمرار الصراعات، وعدم استقرار البلد. وقد اتهم بقتل شخص مسيحي من تكريت كان قد أسلم، فترك بغداد وذهب الى أربيل وبنى في قلعتها كنيسة وسكن هناك، لكنه عاد سنة 1281 الى مقره ببغداد منهكاًّ. وتوفي في 24 شباط من السنة نفسها، ودُفن في بيعة دار دوادار. دامت رئاسته ستّ عشرة سنة.
بعد موته استولى المسلمون على دار دوادار، وطردوا قاطنيها من رجال الدين المسيحي، فخرجوا ومعهم رُفات البطريركين مكيخا ودنحا المدفونين فيها ونقلوهما الى كنيسة سوق الثلاثاء. الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| |
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 15/9/2020, 12:50 pm | |
| Ekhlass 11.09.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 194 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 31 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
أربيل
طيمثاوس الثاني (1318-1332) تكبدت كنيسة المشرق في القرون الرابع عشر والخامس عشروالسادس عشر خسائر فادحة بشرياً ومادياً بسبب التقلبات السياسية وسوء معاملة الحكام للمسيحيين والتضييق والاقسار. وتراجعت هذه الكنيسة العالمية بسبب صعوبة الاتصالات، وتنقل الكرسي البطريركي من مكان الى مكان، وفرض نظام توريث البطريرك اللاشرعي!
لا نعرف الشيء الكثير عن حياة طيمثاوس الثاني. اسمه يوسف، على الأرجح سامه يهبالاها الثالث مطراناً على الموصل، ثم نقله الى رئاسة اُسقفية اربيل سنة 1310.
طيمثاوس، شاهد عيان للمذبحة التي تعرض لها المسيحيون في قلعة أربيل، حيث قتل عدد من المسيحيين وتشرد الاخرون. وفي سيرة مار يهبالاها والربان صوما نجدُ فصلاً طويلاً يسرد تفاصيل المأسىاة. بذل المطران يوسف جهوداً كبيرة باشراف البطريرك يهبالاها الموجود في القلعة للذود عن الرعية ، لكنهما فشلا.
لدى وفاة يهبالاها الثالث في 15 تشرين الثاني سنة 1317، توجهت الانظار الى المطران يوسف لثقافته وعلاقاته وحكمته ومعرفته لعدة لغات. نُصب في أربيل سنة 1318، واتخذ اسم طيمثاوس، تيمناً بالبطريرك طيمثاوس الكبير. وهو الثاني بهذا الاسم.
اعتقد ان البطريرك الجديدة تخلى عن القبعة التقليدية، وارتدى العمامة التي كان المسؤولون الروحيون والمدنيون يرتدونها في زمانه، وهكذا فعل خلفاؤه.
وضع طيمثاوس كتاباً لاهوتياً وقانونياً مهماً في الاسرار السبعة، واظهر فيه عمق التفكير وبراعة التعبير. اسماء هذه الاسرار هي: الكهنوت، المعمودية، القربان المقدس، الزواج، النذور الرهبانية، تكريس المذبح الجديد، التوبة، الدفن. هذه القائمة1 تختلف عن قائمة عبديشوع الصوباوي وقائمة كيوركيس مطران اربيل (+960).
بعد انتخابه، جمع الأساقفة الموجودين في مراسيم التنصيب، وعقد مجمعاً بطريركيّاً، هو آخر مجمع نعرفه في تاريخ كنيسة المشرق، بعده يوجد فراغ كبير وغموض.
سَنَّ فيه 13 قانوناً. وكرَّس الآباء ما كان معاصرهم عبديشوع الصوباوي (+ 1318)، مطران نصيبين قد ألفه في كتابين: 1- مجموعة القوانين المجمعية. 2 نظام الاحكام الكنسية. ينبغي التقيّد بها.
هذه أهم القرارات التي اتخذت:
1- وجوب التمسك بقوانين الرسل والآباء ، اي ما يسمى بالتواتر الرسولي. 2- اهمية الاهتمام بالتثقيف الديني. 3- الالتزام بالصلاة الطقسية واحترام فريضة الآحاد والأعياد والأصوام. اعتقد انه يشير الى الاحتفال بالقداس في هذه الايام، لان لا يوجد تقليد عن ممارسة القداس اليومي في كنيسة المشرق الى اليوم. 4- الحفاظ على أموال الكنائس والاديرة. 5- الصفات الضرورية التي ينبغي توفرها في المقدمين للرسامات، ولمن يود الانخراط في الرهبانية. 6- عدم التعامل مع الموفدين (اي المرسلين) من الغرب او ارسال موفدين من كنيسة المشرق الى هناك ، حفاظاً على تقليد كنيسة المشرق واصالة تراثها.
كان بعض المبشّرين الغربيين قد قدم إلى الشرق مع استيلاء الصليبيين على الأراضي المقدسة. وأول لقاء تمّ بينهم وبين المشرقيين كان عندما جاء رهبان فرنسيسكان وكبوشيون ودومنيكان إلى هذه المناطق: البصرة وبغداد والموصل وآمد، واستمال إليهم الناس بواسطة ممارستهم مهنة الطبّ. من بين هؤلاء المرسلين البارزين نذكر: وليم أوف ربروك (William of Rubruk +1270) وريكوردو دي مونتي كروجي (Ricordo da Monte Croce +1320) وجيوفانيي دي مونتيكورفينو (Giovanni da Montecorvino +1328)، من هنا جاء تحذير سينودس طيمثاوس الثاني.
7- عدم السماح باللجوء الى المحاكم غير الكنسية. 8- الخضوع لسلطة البطريرك.
نشر الاب حبي اعمال هذا المجمع في كتابه المجماع (ص 565-576).
بقي طيمثاوس في أربيل حتى وفاته سنة 1332.
خريطة انتشار كنيسة المشرق يشهد التاريخ نشاطًا تبشيريًّا منقطعَ النظير، قامت به كنيسة المشرق. إمتد إلى الشرق الأقصى من جزيرة سومطرة وسريلانكا، وسواحل الملابار الهندية والصين إلى جانب الجزيرة العربية. هذه الكنيسة انتشرت في الألف الأول الميلادي في جزء واسع من المعمورة. وضمت أقواما مختلفة جغرافيا وقوميا ولغويا كالكلدان والاشوريين والعرب والفرس والترك والافغان والهنود والمغول والصينيين. كنيسة المشرق لم تنحصر في قومية واحدة وجغرافية واحدة. يذكر عبديشوع الصوباوي (+1318) في مجموعته القانونية 220 ابرشية لكنيسة المشرق في ايامه. وذكرها ايضاً معاصره عمرو الطيرهاني في كتاب المجدل. اسم بعض هذه المدن تغير ولا نعرفها.
من المؤسف ان هذه الكنيسة العالمية العظيمة تراجعت قوتها ومساحة انتشارها وانحصرت في القرن الرابع عشر والقرون اللاحقة في بلاد ما بين النهرين (بين بحيرتي وان واورمية)، وملبار ودمشق والقدس.
1- الابرشية البطريركية (ساليق) مع اسقفيات: رادان، الطيرهان، البوازيج وكشكر. 2- عيلام ومركزها جنديسابور ومطرانها يسيم البطريرك واسقفياتها 3- بيت عربايي ومركزها نصيبين وأسقفياتها 4- البصرة وميشان، واسقفياتها 5- الموصل وآثور واسقفياتها 6- اربيل واسقفياتها 7- كركوك واسقفياتها 8- حلوان (همدان) واسقفياتها 9- اورسام واسقفياتها 10- الرها واسقفياتها 11- فارس مركزها رواردشير واسقفياتها 12-مرو في خراسان واسقفياتها 13- هراة (افغانستان) واسقفياتها 14- فطره واسقفياتها 15- الصين (بكين- خان باليق) واسقفياتها 16- الهند واسقفياتها 17- بوذغ واسقفياتها 18- دمشق واسقفياتها 19- الري وارمينيا (بقرب طهران) واسقفياتها 20- طبرستان واسقفياتها 21- الديلم واسقفياتها 22- حليح واسقفياتها 23- سمرقند واسقفياتها 24- تركستان واسقفياتها 25- سجستان واسقفياتها 26- تنكت واسقفياتها 27- كاشغر ونواكث واسقفياتها
ويقول عمرو” وكل من هؤلاء الأساقفة له اساقفة، فمنهم من له اثنا عشر، ومنهم من له ستة، ومنهم من لهم سبعة..” (المجدل ص 126).
عن كتاب الاب البير أبونا ، تاريخ الكنيسة ص331
____________
1 المطران لويس ساكو، الأسرار في كنيسة المشرق الاشورية- الكلدانية، كركوك 2008 ص 20-
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 21/9/2020, 8:27 am | |
| Ekhlass 19.09.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 229 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 32 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
كنيسة نحو الافول! كرمليس
دنحا الثاني (1332-1364) لا توجد مدوّنات تاريخية لهذه الفترة بسبب تقلبات الحكم والحروب المتواصلة بين الشعوب العربية والتركية والمغولية. لما جاء تيمورلنك إلى بغداد (في ايار – تموز سنة 1401) واعتنق معظم المغول الإسلام، تعرَّض المسيحيون للاضطهاد ودُمِّرت الكنائس بشكل منظم مما دفعهم للهجرة الى الأماكن الآمنة في الداخل حفاظاً على حياتهم.
شهد القرنان الرابع عشر والخامس عشر سلسلة تقلبات وحروب متتالية وعدداً من الحكام كالجلائريين واصلهم من شرق منغوليا، والقره قوينلو والآق قوينلو وتيمورلنك. لهذه الأسباب لا نجد مصادر عن تاريخ كنيستنا كما في السابق ككتاب ماري وعمرو- صليبا وآخرين تزودنا بمعلومات عن أحوال الكنيسة التي عاشت في نوع من العزلة. هجر البطاركة بغداد بسبب هذه الغوائل (المشقَّات)، فمار يهبالاها انتقل الى مراغا، وطيمثاوس الى أربيل، ودنحا الى كرمليس وثلاثة من خلفائه الى الموصل، وشمعون باصيدي الى جزيرة ابن عمر وخلفاؤه الى دير الربان هرمزد في القوش والى قوجانس في جبال هكاري. الخ.
توفي البطريرك طيمثاوس الثاني في سنة 1332، واُختير خلفاً له دنحا الثاني. وجرت مراسيم التنصيب في أربيل، لكن حالما نُصِّب، نقل مقره الى بلدة كرمليس في سهل نينوى، التي يبدو كانت عامرة لربما بسبب الهجرة اليها من مناطق الصراعات وشعر فيها بالأمان. وقد يكون اتخذ دير الشهيدة بربارة على التل المقابل للبلدة مقراً له، وكان يستقبل المسؤولين فيه.
كانت لدنحا علاقات طيبة مع حكام المنطقة ومع السريان الارثوذكس في برطلة ومع دير مار متى كرسي مفريانهم، بعد التهجير من تكريت.
خدم دنحا الثاني الكرسي البطريركي بكل تفان حتى وفاته سنة 1364.
الموصل
فترة غموض
شمعون الثاني (1365-1392) لا نعرف عنه شيئاً بسبب ما يكتنف عهده وعهد خَلَفه من غموض. نقل كرسيّه الى الموصل. يقال ان حِبريَّته دامت عشرين سنة، وشغر الكرسي بعده نحو عشر سنوات. بصراحة حتى تواريخ سلسلة بطاركة الموصل الثلاثة غير دقيقة.
تبدأ مع شمعون الثاني سلسلة طويلة من البطاركة يلقبون بشمعون تنتهي بشمعون ايشاي الذي قُتل في 6 تشرين الثاني 1975. استندوا في تَبنّي هذا اللقب الى ما ورد في رسالة القديس بطرس الاولى “ان كنيسة بابل تسلم عليكم” (5-13)، واعتبروا ان الرسول بطرس أسَّس كرسيهم البطريركي1. كما استندوا الى تقليد محلي يشير الى أن كنيسة شمعون الصفاء في الموصل (حي المياسة) هو مؤسسها، بينما يذكر الأب حبي في كرّاسه أنها شيدت في القرن السابع2. هذا الاسناد ضعيف جداً لان كلمة بابل مقصود بها روما، وان بطرس لم يأتِ الى بلاد ما بين النهرين على الاطلاق.
في عهد شمعون الثاني ظهر ايشوعياب ابن مقدم، مطران أربيل الذي ألَّف كتاباً في قواعد النحو السرياني، وقصائد عن القديسين والتوبة، ومداريش وتراتيل لعدة مناسبات3.
باب كنيسة شمعون الصفا بالموصل داخل كنيسة شمعون الصفا
شمعون الثالث (1403-1407)
خلف شمعون الثاني وأقام أيضاً في الموصل ولا توجد أية معطيات عنه.
ايليا الرابع (+ 1437)
لا نعرف عنه سوى الاسم وأقام ايضاً في الموصل __________ 1- راجع كتاب الجوهرة( مركانيثا) طبعة تريشور- الهند 1955 حيث يرد جدول اسماء البطاركة ويبدأ بماربطرس، ص 72
2- الاب حبي، كرّاس كنائس الموصل، بغداد 1981، ص19.
3- البير ابونا، ادب اللغة.. ص 461-462.
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: رد: سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو 27/9/2020, 8:33 pm | |
| Ekhlass 27.09.2020 اخبار البطريركية, المقالات اضف تعليق 19 زيارة سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 33 الكاردينال لويس روفائيل ساكو
التوريث نظام “وليّ العهد” شمعون الرابع برصيّادي أو الباصيدي (1437-1497)
(جزيرة ابن عمر- دير مار اوجين) هو شمعون ابن فرج ابن الشماس اسحق، ابن القس حنا. ولد شمعون في قرية بيت صيدا القريبة من أربيل. يقال ان أصله من دهوك. هاجرت عائلته بسبب الظروف الى هذه البلدة.
كان له حسٌّ قوي في “البيزنس”، فاشترى املاكاً ودكاكين وحمامات وطواحين وبيوتا واملاكا للوقف. نجد قائمة طويلة بهذه الاملاك موجودة في ارشيف البطريركية الكلدانية1، لكن يسجل له تجردّه الشخصي، فله كتاب اقرار نفي مُلك بكل ما ينسب اليه، حتى يذهب الى البطريركية2.
التوريث، اي حصر البطريركية وكبار الاساقفة في عائلة واحدة، من أخ لأخيه أو للابن الاكبر للأخ. قد يكون سبب سن هذا القانون ليس حبًّا بالتوريث، انما السبب هو غياب المؤسسات كالمدارس والاديرة والمراكز الثقافية، فكان أسهل للسلف ان يعدّ خليفه ويربيه بنفسه!
سنّ شمعون قانون الوراثة بشكل غير شرعيّ، واسام ابن اخيه (شمعون الخامس) أسقفا ليخلفه، وحذا حذوه البطاركة الذين خلفوه.
عملياً بدأ التوريث من طيمثاوس الثاني (1317-1332)، لكن الذي سن قانون التوريث هو شمعون الرابع. تبنوا لقب مار شمعون، لكن تخلى أحدهم عنه واتخذ لقب ايليا، بسبب قبول البطريرك شمعون التاسع (1580-1600) المذهب الكاثوليكي. دام التوريث سبعة قرون. أقامت هذه العائلة في بلدة ألقوش بقرب الموصل، وسميت ببيت عمون “العمومية” أو برماما “ابن العم” والذي غلب عليها فيما بعد لقب “ابونا” وبالسورث أبوني اي عائلة البطريرك3. قام فيها عشرون بطريركاً.
غدا حامي الكرسي- ܢܛܘܼܪ ܟܘܼܪܣܝܐܵ، عمليا “وليَّ العهد”، ويطلق عليه منذ صغره “حامي الكرسي”، في حين كانت تقتصر وظيفته في الماضي على تنظيم عملية انتخاب البطريرك الجديد، وترتيب مراسيم التنصيب. استقر معظم هؤلاء البطاركة في دير الربان هرمزد بجوار القوش، حيث شواهد قبورهم.
كان لهذه القاعدة الوراثية نتائج وخيمة على الكنيسة، لاسيّما عندما كان يتولّى الكرسيّ صبيّ صغير. وخلقت نزاعات مريرة على الممتلكات بين العائلة الابوية، واُهملت الابرشيات، وتمت رسامة أشخاص قاصرين، وشغرت عدة كراس أسقفية لعدم وجود عدد كاف من الشباب للاُسقفية. في سنة 1653 حدث نزاع دموي بين افراد العائلة على الممتلكات، فنزح فرع منها الى سلامس في ايران، ونقل شمعون الثالث عشر دنحا (1662-1700) مقره الى قوجانس (جبال هكاري) المحصنة، مركز القبائل الاشورية التي عاشت حالة من الحكم الذاتي، وسكن في دير مار شليطا الذي شيده. أعتقد ان هناك سببا آخر لنقل الكرسي، هو وجود بطريرك كاثوليكي وانتشار الكثلكة في سهل نينوى ومدن عديدة بجهود المرسلين الغربين الذين كان قد بدأوا يتوافدون الى المنطقة.
استقبل شمعون وفداً من كنيسة ملابار، اتى يطلب كهنة واساقفة، فاختار راهبين من دير مار اوجين حيث كان يُقيم ورسم أحدهما للهند والآخر للصين. في عهده اتحدت كنيسة المشرق في قبرص مع الكنيسة الكاثوليكية.
استمر التوريث حتى البطريرك مار شمعون الحادي والعشرين “ايشاي” الذي اعتلى الكرسي البطريركي في سنة 1920، وعمره 11 سنة، والذي اغتيل في 6 تشرين الثاني سنة 1975 في مدينة سان خوزيه- كاليفورنيا. اما خليفته مار دنحا الرابع (لا نعلم لماذا تسلسله الرابع بينما لا يوجد قبله الثالث)، جاء عن طريق الانتخاب، وكسر قاعدة التوريث، وتخلى عن حمل لقب مار شمعون.
كنيسة كلدانية تولد في قبرص سنة 1445 كانت تحكم جزيرة قبرص سلالة من أصل فرنسي من 1193-1489، وارتبطت بعلاقات وطيدة مع الغرب. اليها التجأ الهاربون من اضطهاد بلدانهم، لأنهم وجدوا فيها ملاذا آمنا. كان لكنيسة المشرق ابرشية عامرة في نيقوسيا. في عام 1340 حصل إتصال مباشر بايليا اُسقفها الذي اُعلن ايمانه الكاثوليكية واتحد مع كنيسة روما، وسُمّوا كلدانًا. وتجدد هذا الإتحاد مع كنيسة روما عام 1445، عندما أعلن المطران طيمثاوس أسقف طرسوس أيام البابا أوجين الرابع (1431-1447)، إتحاده مع الكنيسة الكاثوليكية إثر إنعقاد مجمع فلورنسا – فيرارا – تريدانتيني (1438-1445). حمل طيمثاوس لقب رئيس أساقفة الكلدان المقيمين في قبرص “Archiepiscoporum Chaldeorum, qui in Cypro-sunt”. هذا الإتحاد لم يدم طويلاً بعد وفاة طيمثاوس 1489، اذ انصهر المشرقيون في الجماعات المسيحية المحلية كالكنيسة اللاتينية والمارونية.
فترة مظلمة شمعون الخامس (1497-1501) اتخذ مقرا له في جزيرة ابن عمر (تركيا حاليا). لا نعرف عنه شيئا ثمة خلل في تسلسل البطاركة عند الاب بطرس نصري (ذخيرة الاذهان جزء 2 ص 79-91).
ايليا الخامس (1502-1503) هو ايليا بن جلو من عائلة ابونا، تولى شؤون كنيسة المشرق بعد شمعون الخامس. كان ايليا حامي الكرسي. خلف عمه على قاعدة الوراثة، اي من دون انتخاب الاساقفة. رسم ثلاثة اساقفة، اختارهم من دير مار احا ومار يوحنا واوفدهم الى الهند. جعل يهبالاها مطرانا على الملابار وكوركيس ودنحا اسقفين معاونين له. في زمانه دخل البرتغاليون الى الهند ومعهم المرسلون. توفي ايليا سنة 1503 ودفن في كنيسة مسكنته.
___________________________________
1.ارشيف البطريركية الكلدانية (2)، وثائق تاريخية كلدانية، تحقيق ونشر الاب د. بطرس حداد، بغداد 2010 ص 35-48.
(2) نفس المرجع ص 49
2. مقالة المطران ايليا أبونا (1956) نقلها الاستاذ بنيامين حداد الى العرية ونرها في مجلة بين النهرين عدد75-76 لسنة 1992، ص 41-25. وثمة فصل عن هذه العائلة في كتاب المطران يوسف بابانا، القوش عبر التاريخ، ط2 دهوك 2012 ص 168-171.5
3. الاب بطرس حداد الأرشيف 2 ص
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|
| |
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9550 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| |
| |
| سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق -الحلقة 1-الى- الحلقة 34- /الكاردينال لويس روفائيل ساكو | |
|