نعم وردت كلمة سريان في الكتاب المقدس والسيد المسيح سرياني وليس آرامي «
في: 17:45 04/12/2013 »
قمنا بتاريخ 13-12-2013م بتعديل اسم المقال باضافة (والسيد المسيح سرياني وليس آرامي) الى العنوان في الملف الجديد وهو اسمها الاصلي قبل النشر الذي حذفناه لاسباب معينة، كما اضفنا معلومات قليلة لتكون واضحة أكثر للقارئ الكريم، وقد ذكرنا سبب إرجاع الاسم والتعديلات البسيطية في ردي واجابتي على اسئلة القراء الكرام، في ذيل المقال، بعد نهاية التعليقات، لذلك في حال رغبة القاري قراءة المقال كملف، ارجو اعتماد الملف الثاني الذي هو مطابق لنص المقال المكتوب ادناه، ومع ذلك لم نحذف الملف الاول القديم ليتأكد القارئ انه ليس هناك تعديل جوهري، بل توضيحي،
نعم وردت كلمة سريان في الكتاب المقدَّس والسيد المسيح سرياني وليس آرامي
قبل أيام وردت مقالة للأستاذ أسعد صوما مشكوراً بعنوان: هل وردت كلمة سريان في الكتاب المقدس؟، ولأن كلمة سريان وردت في الترجمة السبعينية وغيرها، فقطعاً الأستاذ اسعد يقصد النص العبري للعهد القديم، وقد رَكَّزَ على هذه النقطة بوضوح، والجواب بكل بساطة، نعم وردت حتى في النص العبري في سفر التثنية (3: 9)، مزمور (29: 6)، ويهودت (3: 1) إضافةً إلى (9) مرات في العهد الجديد باسم سوريا، (للعلم سفر يهودت معترف به من الكاثوليك والسريان)، وانتهت الإجابة على السؤال، وبما أن هدف المقالة هو شيء آخر، وهو ببساطة: أن سوريا كان اسمها القديم آرام دمشق، وتم تغير اسمها من آرام إلى سوريا شأنها شأن أي دولة تبدَّلَ اسمها في التاريخ، وعندما قام اليهود بالترجمة السبعينية للكتاب المقدس من العبرية إلى اليونانية خصيصاً ليهود مصر الذين كانت عبريتهم قد ضَعُفتْ، بحيث أنهم كانوا قد نسوا اسم آرام نتيجة لانتشار اسم سوريا، فتم تغير اسم آرام إلى سوريا، ويريد بعض السريان واغلبهم من موطني الدولة السورية استعادة الاسم الآرامي القديم والتخلي عن الاسم السرياني، وفرض الاسم الآرامي غلى جميع السريان بمن فيهم الآشوريين والكلدان وأن يُسمَّون آراميين. (هذا هو الموضوع).
ولكي لا اُتعبْ القارئ الكريم أقول: إن اسم السريان مرتبط ب (سوريا)، بل أَنكَ إذا قُلتَ باللغة السريانية أنا سرياني، ستقول أنا سوري كما سنرى، والغريب بالأمر أن الأستاذ اسعد نفسهُ أجاب على السؤال مسبقاً بنعم، فلو لاحظتم في بداية مقالتهُ قال: هل وردت كلمة سريان؟، ثم كتبها "سوريايا"، مع ياء النسبة، فإذا حذفتم ياء النسبة، ستكون سوريا.
إن الاسم السرياني بمعناه الحالي جاء بعد المسيحية وليس قبلها، والبحث عن الاسم السرياني في النص العبري كالبحث عن بطرس وبولس في النص العبري، الاسم السرياني بمعنى مسيحي مرتبط بكلمة سوريا التي ترد في العهد الجديد (9) مرات ولا علاقة له بكلمة سريان ما قبل المسيح الواردة في الترجمة السبعينية، ولا في حتى في النص العبري أعلاه، إن كلمة سريان منسوبة إلى سوريا سوءاً كانت قبل أو بعد المسيح، ولكن بمعنيين مختلفين، وإن معنى سريان قبل المسيح لا علاقة له بمعنى سريان بعد المسيح لا من قريب ولا من بعيد سوى ارتباط الاثنين باسم سوريا، سريان ما قبل المسيح هم مواطنو الدولة السورية فقط! منذ القرن الثالث قبل الميلاد والى اليوم، سواءً كانوا مسلمين، مسيحيين، دروز، عرب، أكراد..الخ، وسريان ما بعد المسيح هم مسيحيون فقط! ومن كُل الأجناس والدول، سوريو ما قبل المسيح اسم سياسي لدولة ذات جغرافية محدودة لأجناس متعددة!، وسريان مع بعد المسيح اسم ديني وهوَّية لكل الأجناس من أتباع كنيسة سورية فقط!، وقبل الدخول في الموضوع أعطي فكرة تاريخية فأقول:
بَرَزتْ في الآونة الأخيرة كتابات تقول إن كل السريان هم آراميون وإن الاسم السرياني مرادف للآرامي..الخ، وهذا خطأ تاريخي كبير، لأن السيد المسيح سرياني وليس آرامي كما سنرى، فبدأتُ ابحث عن هذه العلاقة فتوصَّلتُ إلى أن كلمة آرام نفسها في العهد القديم غير واضحة المقاصد، خاصة عندما قرأتُ ما قاله الأب ألبير أبونا (أدب اللغة الآرامية ص12) من أن اسم آرام اسم جغرافي أطلقه الآشوريين على أحد قبائلهم ثم عَمَّ الاسم على القبائل الأخرى، وبكل ثقة وتواضع أقول إني أول من أشار إلى هذا الموضوع في كتابي السريان الاسم الحقيقي للآراميين والآشوريين والكلدان، ولم ينتبه إليه أحد قبلي على حد علمي، فأثناء ذكري للآراميين اقتبستُ جملة من كتاب أحد المطارنة يقول فيها: إن إبراهيم كان آرامياً، مستنداً على آية سفر التثنية 26: 5 التي تقول: " آرامياً تائهاً كان أبي"، فذكرتُ أنا أيضاً العبارة كما هي، ثم ذكرتُ بتوئيل ولابان الآراميان، وبعد توغلي في الموضوع، انتبهتُ أن إبراهيم لم يكن من نسل آرام وإنما من نسل أرفكشاد بن سام، لذلك فإن إبراهيم ليس آرامياً، وعليه فإن السيد المسيح ليس آرامياً أيضا لأنه من نسل إبراهيم، وتجنباً للإحراج بين الدقة التاريخية وبين ما كتبه نيافة المطران الذي أجلُّهُ، وكذلك لإقناع نفسي، اضطررتُ لوضع هامش في أسفل الصفحة يقول إن إبراهيم كان آراميا نسبة إلى عمه البعيد آرام بن سام، لعلني أحل الموضوع، ولأني مستمر في البحث، انتبهتُ إلى أن بتؤئيل الآرامي هو ابن كاسد اخو إبراهيم، إذن هذا وذرِّيتهُ أيضاً ليسوا آراميين، وقبل ثلاثة أشهر اكتشفتُ ما هو أهم وهو: إن عبارة "آراميا تائهاً كان أبي"، ترجمتها العربية خطأ، وعندما قارنتُها بالعبرية واليونانية والسريانية والإنكليزية، تَبيَّن لي أن ترجمتها الصحيحة هي: أن بلاد آرام أذلَّت أو قهرت أبي، وإن هذا كان نشيداً يُرددهُ أبناء يعقوب في مصر عند تقديهم بواكير الزرع، قائلين إن الآراميين أردوا إذلال أبي يعقوب لكنه استطاع أن يدخل مصر ويغتني، وذلك في إشارة إلى لابان الذي أذلَّ يعقوب عشرين سنة وخدعه بتزويجه ليَّة قبل راحيل..الخ. ويقول المطران اسحق ساكا إن اسم آرام جذر سامي معناه المرتفع وهو نسبة إلى آرام بن سام أو إلى آرام بن قموئيل أو آرام من نسل آشير (1اخ7: 34) والمهم أن آرام كان سامياً، وأقدم ذكر للآراميين في عهد الملك الأكدي نارم سين (2254–2218 ق.م.) بصيغة Am–Ara، ولكن الاسم الآرامي لم يكن شائعاً حيث كانت القبائل الآرامية سابقاً تُسمَّى أحلامو وسوتي وعبيرو، وبرز اسم آرام مقترناً بأحلامو في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.، وفي القرن الحادي عشر قبل الميلاد تَغلَّبت التسمية الآرامية على القبائل الأخرى، وللآراميين شأن هام في التاريخ وخاصة لغتهم التي غزت العالم القديم، ويقول الباحث الآرامي هنري بدريوس إن النصوص المكتشفة في مملكلة سمأل الآرامية تُثبت أن الآراميين استخدموا أولا اللغة الكنعانية، ثم لغة آرامية– كنعانية أصطلح العلماء على تسميتها سمألية، وأخيرا اللغة الآرامية المتطورة، ولدى سؤلنا الأستاذ هنري بدريوس ماذا كانت لغة آباء آرام وهل كانوا خُرسْ مثلاً؟، أجابنا مشكوراً: إن آباء آرام شخصيات وهمية وأسطورية، وكأن التاريخ بدأ بآرام وهو شخصية حقيقة لكنهُ من سلالة وهمية، وجوابنا المنطقي هو: قطعاً إن آرام لم يخترع اللغة وأنها نفس اللغة التي تكلم بها آرام مع أبوهُ سام وإخوته أرفكشاد وآشور وعيلام ولود، وكذلك لغة آباء آرام إلى آدم لكنها نُسبتْ إلى آرام فسميت الآرامية، وبعد المسيحية صار اسمها السريانية.
وقبل الدخول في موضوع السريان ومعناها الحقيقي لدي ملاحظتين: (1) إني أقصد بسرياني (الآشوريين والكلدان والموارنة والروم أيضاً)، وسأبُيِّنْ ذلك بمقالات منفصلة مستقبلاً لأنه موضوع طويل، (2) إني اكتب كما قَرأتُ أنا وليس كما قراء غيري.
أقول: إن كلمة سرياني جاءت في بداية المسيحية، ولم يكن لها مدلول قومي أو سياسي، بل مدلول ديني فقط، ومعناها مسيحي، ولكن ليس كل مسيحي، المسيحيون الذين تبعوا كنيسة أنطاكية السريانية (السورية) فقط، بغض النضر عن جنسهم أو قوميتهم أو ديانتهم السابقة، وبكل اختصار وبساطة معناها: إن كل آرامي، فارسي، كلداني، عربي، وثني، يهودي، زرادشتي، آشوري، يوناني..الخ سابقاً، غَطَسَ في جرن معمودية الكنيسة السريانية، خَرجَ سرياني، ولهذا فإن كل سرياني هو مسيحي، وليس كل مسيحي سرياني، لذلك من الخطأ إطلاق كلمة (سورايا) على المسيحي الفرنسي، بل يجب إطلاق عليه كلمة (مشيحايا) أي مسيحي، إلاّ إذا انتمى هذا الفرنسي إلى كنيسة أنطاكية السريانية، عندئذ يُسمَّى سرياني، فالسريان اسم علم وهوَّية ولقب معناه مسيحي، وطالما إن كلمة سرياني تعني مسيحي فقط، فهي مرتبطة بالسيد المسيح حصراً، لذلك يجب البحث عن هوية شخص اسمه المسيح وكيف ارتبطت هذه الكلمة على قسماً من أتباعه وسُمُّوا سرياناً، فأقول:
رغم أن الكتاب المقدس هو ليس كتاباً تاريخاً بحتاً لأن بعض الكلمات والتسميات التاريخية فيه تحتاج إلى تفسير ومطابقتها مع العلم أو الآثار أحياناً، لكنه يُعدُّ أهم مرجع تاريخي للمؤرخين والباحثين والآثاريين، ويجب أن أُذكِّر القارئ بأن العهد القديم كان يُعدُّ مرجعاً وحيداً للمؤرخين سابقاً، لأن أقدم مؤرخ تقريباً هو هيردتس (+425 ق.م.)، ولولا العهد القديم لما عَرَف أحد شيئاً كثيراً عن الآشوريين والكلدان والآراميين قبل اكتشاف الآثار في القرن التاسع عشر، لدرجة أن قال أحد المُنقَّبين، "إنني امسك المعول بيد والكتاب المقدس باليد الأخرى عندما أُنقِّب"، وبالنسبة للعهد الجديد فَعليَّ أن أذكر معلومة مهمة جداً اعتقد أن الكثيرين لا يعرفوها وهي: إن السيد المسيح نفسه باستثناء ما ورد عنه في العهد الجديد، فإن المؤرخين لم يذكروه إلاَّ نادراً جداً، لدرجة أن قسماً كبيراً من المؤرخين يقولون إذا استثنينا العهد الجديد فإننا يجب أن نشكُّ بوجود السيد المسيح أصلاً، ويقف علماء التاريخ حائرين أمام هذا الأمر، وخاصة أمام عملاق التاريخ يوسيفوس اليهودي الذي كتب (20) مجلداً في تاريخ اليهود وكان سياسياً، ومع ذلك لم يذكر السيد المسيح إلاَّ مرتين فقط وبعبارات قليلة، ومن حسن حظي إن إحدى هذه العبارات تخدم مقالتي هذه، وبرغم أن الكتاب المقدس له مكانتهُ، لكنه قابل للنقد عندما يوجد كتاب آخر أو آثار مادية أو ما شابه ذلك يناقض ما جاء فيه، حيث يجب أن يؤخذ بها على قدم المساواة مع الكتاب المقدس، أمَّا إذا لا يوجد ما يناقضه من روايات أو آثار، فيعَّدُ ما جاء به حقيقة مطلقة للمؤرخين، إلى أن يظهر ما يناقضه مستقبلاً، فمثلاً: إن مريم هي أم المسيح، تبقى مريم هي أم المسيح كحقيقة مطلقة لحين ظهور كتاب أو أثر آخر يقول إن المسيح ليس ابن مريم وإنما ابن (فلانة)، عند ذاك يُدرس ويُدقق الموضوع، لذلك عندما استشهد من الكتاب المقدس كمصدر تاريخي، ليس لاستمالة عاطفية، لأن مقالتي تاريخية بحتة ومن زاوية مستقلة، ولهذا لن استعمل كلمات دينية مثل مار وقديس والشهيد..الخ، وسأقول إن السيد المسيح ذَكرهُ ثمانية مؤرخين هم: متى، مرقس، لوقا، يوحنا، بطرس، يهوذا، يعقوب، بولس، وهؤلاء كانوا شهود عيان وكتبوا حياته بكل تفاصيلها، لذلك أقول:
1سقطت آخر دولة آرامية وأكبرها وهي آرام دمشق على يد الملك الآشوري تغلاث فلصَّر سنة 732 ق.م.
2:: سقطة الدولة الآشورية على يد نابو بلاصر أبو نبوخذ نصر سنة 612ق.م. .
3: سقطت الدولة الكلدانية على يد كورش الفارسي الأخميني سنة 539 ق.م.
4: ليس صحيحاً أن اليونان سَمَّوا سوريا أو اخترعوا اسمها، بل أن اليونان اخذوا اسم سوريا كما سمعوه يُنطق من سكان سوريا، فقد وردت كلمة shryn)) في النصوص التي عُثر عليها في غرانيت (رأس شمرة) التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وسَمَّى البابليون أحد أقاليم الفرات الأعلى باسم su-ri "سو – ري" ، وفي نشيد اخناتون (1380–1362 ق.م.) عندما يمدح أتون الشمس يرد اسم سوريا ، ويقول أدلف إرمان إن اسم سوريا يرد في كثير من المصادر التاريخية منذ الألف الثاني قبل الميلاد ، كما ذكر المؤرخ هيرودتس سوريا بالاسم عدة مرات، بل أنه أطلق اسم سوريا على كل قارة آسيا، ومنذ القرن الخامس قبل الميلاد بداء اسم سوريا يعمَّ بلاد الشام بدأً من منطقة جبل حمرون التي سُمَّيت سيريون siryon في المصادر العبرية، وهو الاسم كان أهل صيدا يطلقونه على جبل حرمون، وورد هذا الاسم في تثنية (3: 9)، مزمور (29: 6)، ويهودت (3: 1)، ومن الملاحظ أن الاسم يدل على سوريا وجاء مقترناً باسم لبنان في مزمور 29، وفي القرن الثالث قبل الميلاد عَمَّ الاسم جميع بلاد الشام، ولقوَّة الاسم وانتشاره، تُرجم العهد القديم من العبرية إلى اليونانية سنة280. ق. م، وتم استبدال كلمة آرامي إلى سوري، وبلاد آرام إلى سوريا، باستثناء أسم العلم (آرام)، مثل آرام بن سام وآرام بن حصرون، ولم يشترك في الترجمة يوناني واحد، وهذا يعني أن اليهود لم يكن همهم تبديل اسم آرام أو مشكلة معه، وإنما تأكيد على أن اسم سوريا كان قد أصبح واقعاً موجوداً على الأرض، شأنه شان ايطاليا اليوم التي كانت تُسمَّى الإمبراطورية الرومانية سابقاً وفرنسا بلاد الغال وتركيا الدولة العثمانية، وغيرها من الأمم التي تَبدَّلت أسمائها عبر التاريخ، لذلك فإن مؤرخي العهد الجديد عندما كتبوا اسم سوريا لم يعودوا إلى الترجمة السبعينية لينظروا ما هو اسم بلدهم، ولم يَسألوا أحد الجغرافيين عن اسم بلدهم، بل كتبوا اسم بلدهم كما يعرفونهُ، إي أنه حتى لو لم يُبدَّل اسم آرام في السبعينية، فإن كُتَّاب العهد الجديد كانوا سيكتبونها سوريا لأنه هكذا كان اسمها.
5: إن كلمة سوري وسرياني هي كلمة واحدة مئة بالمئة، لأن كلمة سرياني هي باللغة العربية وفيها نون وياء النسبة، وبعيداً عن قواميس اللغة وكتب التاريخ وقال فلان، وللتأكد مما أقول، فإني لن اُتعب القارئ الكريم، إذ بإمكان أي شخص يتكلم السريانية ولو قليلاً أن يتأكد بنفسه بأن كلمة (سورييا) التي يلفظها السريان الشرقيون باللهجة العامية سورايا والتي تعني مسيحي هي نفس كلمة سوري مئة بالمئة، وسوف نستعمل كلمة (سورايا) باللهجة الشرقية لتكون المقارنة سهلة لأنها معروفة لدى الجميع، فالمعروف أنه بالسريانية تضاف ياء النسبة إلى الشخص فنقول: فلان (عراقيا) أي عراقي، أو (قردايا) أي كردي أو (دسنايا) أي يزيدي، وهكذا، والآن نطبِّق ذلك على شخص اسمه سعد، فإذا كان:
سعد عراقي: سنقول: سعد (عراقيا)، وإذا كان سعد مسيحي عراقي سنقول: سعد (سورايا عراقيا).
أمَّا الآن وهو المهم!، فإذا كان سعد سوري: فيجب أن نقول حرفيا: سعد (سورايا) حتى لو كان سعد مسلماً.
وإذا كان سعد مسيحي سوري، وهو المهم جداً!، فيجب أن نقول حرفيا: سعد (سورايا سورايا).
ولذلك عندما يريد السريان للتعبير عن شخص سوري مُسلم يضطر، إمَّا أن يقول: سعد (مُشلمانا سورايا) أي مسلم سوري، أو أن يقول (سعد من سوريا) بإضافة كلمة (من) لكي يُميَّز بأن سعد سوري لكنه ليس مسيحي، والتعبير الأول من الناحية اللغوية هو الأصح أي بعدم إضافة (من) أسوة (سعد عراقيا)، والتعبير الثاني عملي وأسهل وأوضح وهو المستعمل دائماً ويفي بالغرض.
إذن كلمة سرياني وسوري متطابقة مئة بالمئة، لكن كيف ارتبطت بالمسيح وأصبحت تعني مسيحي وكيف أن المسيح سرياني؟
1: عندما ولد السيد المسيح كانت بلاد الشام خاضعة للإمبراطورية الرومانية، وكانت بلاد الشام تُسمَّى ولاية سوريا وليس بلاد آرام، وكان مركز الوالي الروماني في أنطاكية عاصمة سوريا، وعندما صعد يوسف من الناصرة إلى بيت لحم ليكتتب في الإحصاء، صعد أيام والي سوريا كيرينيوس.
(وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سوريا. لوقا 2:2). وعليه:
2: إن السيد المسيح وُلدَ مواطناً سورياً جنساً من الناحية الرسمية الإدارية.
3: إن كلمة آرامي هي أصلاً كلمة عرقية تعود على الأغلب لآرام بن سام، وإن نسب السيد المسيح عرقياً بالجسد واضح من متى ولوقا ولا يقبل أي تأويل إطلاقاً، فهو من نسل أرفكشاد بن سام وليس من نسل آرام بن سام.
فالسيد المسيح وحسب شهادة ميلادهُ الصادرة من العهد الجديد والموقَّعة من قِبَل لوقا أنه ولد مواطناً سورياً (سرياني) وليس آرامي، لا من ناحية اسم العرق ولا اسم البلد، مثلما مُسجَّلة شهادة ولادة برلسكوني أنه ايطالي وليس روماني،وشارل ديغول فرنسي وليس غالي واردوغان تركي وليس عثماني، ولذلك فإن البطريرك زكا الأول عيواص عندما قال أن المسيح سوري، كان مصيباً تماماً وكان يعرف ما يقصد استناداً إلى التاريخ المُثبَّتْ، وجميع السريان وبدون أن ينتبهوا يقولون ذلك بالسريانية (سورايا)، وليس كما قالها البطريرك بالعربية.
4: إن أول كرسي رسولي في المسيحية هو كرسي أنطاكية عاصمة سوريا تأسس سنة 34م، وسُمَّيتْ كنيسة أنطاكيا السورية (السريانية)، وإن ثالث بطاركتها أغناطيوس النوراني +107 عندما توجَّه إلى روما ليُعدَم وجَّه رسائلهُ إلى المؤمنين طالباً منهم أن يُصلُّوا (لكنيسة سوريا)، ومن هنا شَملَ الاسم السرياني كل تابعي كنيسة سورية بغض النضر عن جنسهم أو عرقهم وأصبحوا سورييّ الكنيسة (سريان)، وإلى يومنا فإن كثيراً من المؤرخين يُسمُّون الكنيسة السريانية (كنيسة سوريا)، ومن المعروف إن جميع المسيحيين الأوائل في أورشليم بمن فيهم رسل المسيح وأوائل الأساقفة كانوا يهود، ويقول أوسابيوس القيصري في تاريخه ص153، إن مؤمني كنيسة أورشليم بأكملها كانوا عبرانيين، ناهيك عن كثير من آباء الكنيسة والمؤمنين الأوائل كانوا يونان، ولكن الجميع قبلوا الاسم السرياني بمعنى مسيحي وليس بمعنى آرامي لأن أكثرهم لم يكونوا آراميين أصلاً.
ولهذا فإن الاسم السرياني هو اسم ديني (هوَّية) أتى بعد الميلاد ومرتبط بالمسيح، وإن السريان لم يأخذوا اسمهم من النص العبري والسبعينية ونعمان الوثني، بل من سوريا العهد الجديد (إن كلامي من باب تاريخي وليس ديني بهدف استمالة مشاعر القُرَّاء!)، لذلك أنا اتفق مع الأستاذ اسعد تماماً بأن يُعتمد النص العبري للعهد القديم والذي يذكر سوريا باسم آرام، وأن يُرَدْ للرجل نعمان لقبه الحقيقي الآرامي لأن نعمان لم يكن مسيحياً وليس له علاقة بالسريان، ولهذا قلتُ إن كلمة السريان وردت في العهد الجديد( 9) مرات ولم أقُلْ (10) لأني استثنيتُ نعمان، وحتى لو قامت الدولة السورية بتبديل اسمها إلى آرام، ثم قام الآراميون بتبديل اسم سورية في العهد الجديد إلى آرام، فستجد أن السريان أيضاً سيقولون نحن اسمنا منسوب إلى سوريا وليس إلى آرام، وكما أراد الآراميون أن يكون اسمهم حسب النص العبر ي وردَّوا لنعمان اسمهُ الحقيقي، فنحن أيضاً نريد اسمنا الحقيقي المنسوب إلى سوريا وليس إلى آرام، وإن مؤرخي العهد الجديد كتبوا مباشرةً اسم سوريا، أي أنه اسم أصيل بدون ترجمة أو تبديل، ولهذا فإن المطران عبد الأحد شابو عندما قال نحن السريان أخذنا اسمنا من سورية، كان تعبيره سليماً، أي أن السريان ليسوا مواطنين سوريين، ولكنهم أخذوا اسمهم من سوريا، وإذا كان سكان سوريا من الآراميين القدماء قد اعتنقوا المسيحية فإنهم أصبحوا سريان شانهم شان الآخرين، فكل آرامي مسيحي هو سرياني، ولا تعكس، إي ليس كل سرياني آرامي.
5: الدليل الأخر والمهم هو: إن أول مدينة تم تبشير المسيحية فيها خارج سوريا هي حدياب (أربيل) التي وصلها أدّي وآجاي وماري، وصحيح أن الآراميين كانوا موجدين بكثافة في حدياب، لكنها كانت إمارة يهودية، وأول من اعتنق المسيحية فيها هم اليهود الذين سباهم الآشوريين سابقاً، والذين كانوا بعشرات الآلاف، وأوائل أساقفة أربيل من فقيدا سنة 104م إلى سنة300م تقريباً كانوا يهود، ناهيك عن الأقوام الأخرى غير الآراميين، وعندما وصل المبشرون، وصلوا كسريان (سوريين) تابعين لكنيسة سوريا، فقبل الجميع الاسم السرياني بمعنى مسيحي تابع لكنيسة سوريا، وليس كآرامي، لأن اليهود أصلاً كانوا عبرانيين، وكانت علاقتهم مع القدس قوية وشاركوا في ثورات اليهود ضد الرومان، ودُفنت الملكة هيلانة في القدس، والأهم أن هؤلاء لم يكونوا من مواطني بلاد سوريا التي كانت سابقا اسمها آرام، بل هم مواطنو حدياب التي تقع في قلب دولة آشور والتي كانت أشهر من آرام بكثير، بل أن سريان العراق فيما بعد كانوا متمسكين بالاسم السرياني بحيث أطلقوهُ على بعض المناطق التي يسكنها السريان وسَمَّوها بسورستان، وحددوا منطقتها من الموصل إلى آخر الكوفة (أبو زيد البلخي، البدء والتاريخ ج2 ص15).
6: لم يكن في زمن السيد المسيح ذكر لقوم باسم آراميين أو كلدان أو آشوريين، لأن هذه الأسماء انتهت بسقوط دولها السياسية، (أسماء دول سادت ثم بادت) وأصبح اسمهم جزءً من التاريخ شانهم شأن السومريين والأكديين والكاسيين والأموريين وغيرهم، وقطعاً إن الشعب يبقى ولكن يأخذ أسماء أخرى، وهذا أمر طبيعي في تاريخ الشعوب، فالشعوب تتحارب وتتعانق، تهاجر وتسقبل، تختلط وتفترق، تتزواج وتتصاهر، فتموت وتولد أسماء وأجناس وأمم وأديان ولغات، والمهم إن بلاد الشام كانت تُسمَّى سورية وسكانها سوريين، والعراق الحالي كان يُسمَّى بلاد ما بين النهرين وسكانه الفرثيين، لأنه كان خاضعاً للدولة الفرثية، ولذلك في يوم العنصرة ذُكرت أقوام عديدة لم يكن بينهم آشوريين أو كلدان أو آراميين، (فرتيون وماديون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا، وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء،كريتيون وعرب) اع2: 9–12، ولو كان أيَّاً من تلك الأقوام موجودة لذُكرت أو على الأقل إحداها، لأنه لم يكن الفرثين والعيلاميين والماديين والكرتيين والعرب أشهر من الآشوريين والكلدان والآراميين خاصة أنه قد ذُكر اسم بلاد ما بين النهرين، كما لم تكن مدن مثل فريجية وبمفيلية والقيروان أشهر من نينوى وبابل، علماً أن العهد الجديد لم يذكر مطلقاً اسم الآشوريين والآراميين والكلدان سوى مرة واحدة عندما أشار إلى إبراهيم سابقاً، مع العلم أنه ذكر ملوك الفرس الذين جاءوا من بابل أو بين النهرين باسم المجوس، كما ذَكر أقوما مثل اليونان والرومان، والملاحظة المهمة في هذا الشأن هو أنه ذكر امرأة (فينيقة سورية) مركَّبَة، وكانت المرأة وثنية فينيقة سورية (مر7: 26 النص من اليونانية أوالبوليسية)، وهذا دليل واضح جداً على أن اسم سورية كان موجوداً أولاً، وثانياً وهو الأهم، أنه لم تذكر آية أخرى لقوم أو شخص آرامي مقروناً بسوريا، وهذا يعني أن اسم الآراميين كان قد انتهى، لأنه إن كان الآراميين موجودين لكان ذكرهم أولى ولو مرة واحدة بهذه الصيغة، على الأقل من قبل متى الذي كتب إنجيله بالسريانية (الآرامية سابقاً).
7: حتى في رسالة يعقوب التي كانت موجَّهة خصيصاً إلى اليهود الذين سباهم الآشوريين سابقاً وبقوا هناك، لم يَذكر بعقوب بلاد آشور بل سَمَّاهم الأسباط العشرة في الشتات،(راجع رسالة يعقوب1).
8: نعم قد تبقى بعض الألقاب القديمة لأشخاص هنا وهناك بصورة فردية مثل آرامي، آشوري، كلداني، أو أسماء بعض المدن التي تَسمَّت بأسماء دولها القديمة مثل نينوى أو نمرود التي تُسمَّى أحياناً آثور..الخ، لكن لا يوجد لدينا أي نص تاريخي يذكر أخبار آراميون أو كلدان أو آشوريين ككيانات مستقلة معروفة وقوم موجدين على الأرض باسمهم ويذكر تفاصيل حياتهم، مثل معاركهم، تتويج ملك، موت، معاملات تجارية.. الخ، أسوة بالعهد القديم الذي ذكرهم حوالي 500 مرة، وذكر تفاصيل حياتهم، وكل ما يُذكر هذه الأقوام بعد سقوطها، يُذكر أنها كانت موجودة في الماضي فقط وهذا أمر طبيعي، مثلما نقول اليوم إن الايطاليين أو الفرنسيين هم الرومان أو الغاليين القدماء، ولذلك عندما ذكر يوسيفوس وغيره أن اليونان يُسمُّون الآراميين سوريا، فإن يوسيفوس لم يكن يتحدث عما كان في زمانهِ موجوداً بل عن الأقوام القديمة، فيوسيفوس تحدث عن الماضي وذكر أولاد سام الخمسة فرداً فرداً، ثم عَرجَ على أولادهم فقال إن بلاد الآراميين سابقا هي التي يدعوها اليونان سوريا، إي في زمنه كان اسمها سوريا، وهذا هو النص حرفياً الذي يستشهد البعض به بالعربية دون التحقق منه أو يجتزئه من سياق النص التاريخي لأغراض معينة Aram had the Aramites which the Greeks call Syrians وينطبق هذا على بوسيدونيوس وغيره، علماً أن يوسيفوس ذكر في أحد نصيه اليتيمين أن المسيح تبعه عدد كبير من اليهود والأمم، ولم يذكر اسم أي قوم. (تاريخ اليهود ك 18 ص303).
9: الدليل القوي الآخر: يبلغ عدد بطاركة الكنيسة السريانية (121)، وحوالي (130) بطريرك للكلدان والآشوريين، والمئات من رجال الكنيسة، وهناك كثيرون كان لقبهم السرياني مثل أفرام، اسحق، ميخائيل، لوقيانوس، برديصان (القيصري ص191)، ولا يوجد لقب واحد آرامي أو كلداني أو آشوري، علماً أن هناك من لُقِّبوا بالفارسي مثل، أفرهاط وهرمز وأيوب وحنانيا، أو الكردي (القورطوايني) مثل المطران كليل يشوع وداود وعود يشوع، أو الداسني مثل فثيون، أو العربي مثل يوحنا (من الحيرة) أو القُريشي مثل أنطونا (احتمال أنه ابن أخو هارون الرشيد)، ومئات الآباء الذين لُقِّبوا حسب منطقتهم الجغرافية مثل، المارديني، المنبجي، الرهاوي، النصيبيني، الكشكري، الباجرمي، الحديابي، البازي، النوهدري، الحيري، ناهيك عمن لُقِّبوا بأسماء أسرهم ومهنهم وغيرها، والسؤال: هل يعقل من آلاف الأسماء في تاريخ الكنسية لا يكون من يحمل لقب آرامي أو كلداني أو آشوري، بينما نجد من كان لقبه الفارسي والكردي والعربي والقُريشي والداسني؟. (بالنسبة للكلدان إلى سنة1830م).
10: قام الفرس بين (241–362م) بأخذ آلاف الأسرى السريان من الشام إلى بلاد فارس ولما لاحظ خسرو الأول اعتزاز الأسرى بكنيستهم السريانية الأنطاكية شَيَّد لهم مدينة قرب المدائن سُمِّيت (أنطيا خسرو)، ولم تُسمى آرام.
(معلومات عامة عن الموضوع)
1: إذا كان المراد بتسمية السرياني الآرامي هو اسم قومي، يكفي القول بأني آرامي أسوة بأني كلداني أو آشوري أو سويدي، وعندما يُسأل الآرامي ما هو دينك؟ يستطيع الإجابة بأني سرياني، أمَّا إذ كان الاسم السرياني الآرامي يشمل المسيحيين فقط ليعني مسيحي، فكلمة سرياني وحدها تعني مسيحي، وذاك يكفي.
وهنا يبرز سؤال مهم جداً: إذا كان القصد من الاسم الآرامي هو استعادة الأسماء والأمجاد القديمة، فإن جميع الكُتَّاب والمثقفين الآراميين يقولون إن الدولة الكلدانية كانت دولة آرامية، وأنا أقرُّ واعترف بذلك، وبكل ثقة وتواضع أقول إني أول من أشرتُ إلى أن عائلة نبوخذ نصَّر هي من بيث ياكيني الآرامية، والسؤال هو: لماذا لا يكون الاسم الكلداني الذي هَزَّ العالم بدل الاسم الآرامي؟، أليست الدولة الكلدانية آرامية؟، أليس الاسم الكلداني الذي لا يوجد طالب متوسطة في العالم لم يسمع به أولى من الاسم الآرامي الذي ليس معروفاً مثلهُ؟، ثم أن اسم الكلدانية بسيط وغير مُركَّبْ مثل الممالك الآرامية التي يأتي اسم آرام فيها مضافاً دائماً، آرام دمشق، آرام صوبا، فدان آرام، آرام معكة.الخ، ومن ناحية أخرى فإن الاسم الكلداني سوف يَحلُّ مشكلة أخرى وهي: إن بعض المثقفين الآراميين يَدَّعون أنهم يريدون تبديل الاسم السرياني بالآرامي لأنه يختلط مع الاسم السوري في الغرب ولا يمكن التمييز بين سوري وسرياني، وينسون أن الاسم الآرامي سوف يختلط بالأرمني، وأن نون النسبة ستجعلهما متطابقان (aramen،armenen)، ولهذا فإن اختيار الاسم الكلداني سيحلُّ هذه المشكلة أيضاً.
2: من المعروف أن الحيرة العربية كانت تابعة للكنيسة السريانية الشرقية، وكان للكنيسة السريانية الشرقية رعايا في قطر، وقد عقدت مجمعاً كنسياً في دارين (قطر) سنة 676م، سنَّت فيه تسعة وعشرون قانوناً، ووصلت الكنيسة السريانية الشرقية إلى الهند والصين ومنغوليا وأذربيجان، وكذلك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية التي تتبعها كنيسة الهند، وكان لها رعايا في اليمن، وأن دولة الغساسنة كانت تابعة لها، بل أنه لولا الملك الغساني الحارث بن جبلة الذي ساند يعقوب البرادعي +578م، لا نعرف إن كانت ستبقى هناك كنيسة سريانية أرثوذكسية أم لا، ناهيك عن بني تغلب وأهل تكريت وغيرهم، وكان هناك أساقفة يُسمَّون أساقفة الخيام، وكان جرجس أسقف العرب، فهل هؤلاء أيضاً كانوا آراميين؟. وأين الآرامية فيهم؟، وإذا كان للعرب أسقف، فهل للآراميين أسقف في التاريخ؟.
3: إن قرى معلولا، بخعا، نجعة، وجبعدين المجاورة لدمشق والتي سكانها من المسلمين يقولون أنهم يتكلمون الآرامية، لكنهم لا يقبلوا أن يقولوا أنهم آراميين، بل عرب لأن اسم العرب مرتبط بالإسلام، وسبب قولهم أنهم يتكلمون الآرامية هو أنهم اعتنقوا الإسلام قبل 400سنة، وقبلها كانوا تابعين لفروع الكنيسة السريانية فكانوا سريان يتكلمون اللغة السريانية، لكن الآن إن قالوا نتكلم السريانية سوف يُحسبون على المسيحية، لأن اسم السريان مرتبط بالمسيحية كما أن اسم العرب مرتبط بالإسلام.
4: كلمة آرام في قواميس اللغة السريانية القديمة تعني أهل حرَّان، ولأن أهل حران غالباً يعرفون بالوثنية، فإن كلمة آرامي في قاموس منا الكلداني تأتي بمعنى وثني، ويؤكد ذلك المطران ساكا بعنوان (انتصار السريانية على الآرامية)، وترد أحياناً في بعض النسخ العربية كلمة الارميين ومعناها أُممي (يوناني)، وليس الآراميين، لأن كلمة الآراميين لم ترد في العهد الجديد إطلاقاً.
5: إن السريان أول من حاول أن يتخذ من اسمهم اسم قومي ديني (مثل الهند) إبان الدولة العثمانية حينما صدر نظام الملّة في 1 كانون الثاني 1454م، لكن هذا النظام لم يسمح لهم، لأنه بُني على أُسس إسلامية مستنبطة من المذهب الحنفي الرسمي للدولة العثمانية، وكان ضعيفاً في كثير من الأمور ومهيناً أحياناً أخرى، إن أسم السريان Syrian باللغة الإنكليزية يُشير إلى جميع الشعوب التي تتكلم السريانية ومنهم في العراق وإيران (فيليب حتي تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ص63). ووردت كلمة syriac لتدل على اللغة السريانية وعلى السريان كشعب وأُمة قومية في قاموس longman، لندن 1968م، ص1124، المورد، بيروت 1996م، ص941، وبستر الأمريكي 2000م، سبستيان بروك، اللؤلؤة المخفية في تطور اللغة السريانية. ايطاليا 2001م، ج1 ص38.
نعم وردت كلمة سريان في الكتاب المقدَّس.pdf (161.68 كيلو بايت - حمل 368 مرات.)
نعم وردت كلمة سريان في الكتاب المقدَّس والسيد المسيح سرياني وليس آرامي.pdf (138.95 كيلو بايت - حمل 108 مرات.)