اجرت قناة العربية مقابلة فاجأت بها الشعب العراقي تحديدا والناطقين بالعربية عموما، وكان لقاءً تاريخياً ومميزاً اجرته مع السيدة رغد صدام حسين، وقد نشر بعدة حلقات فاق عدد المتحمسين لمشاهدته متابعي المسلسات التركية، وهذا انجاز بحد ذاته كونه كسر الرتابة في التحليل والتفكير السياسي الذي كان ان يكون ممنهجاً، وجعل التنظير في مستقبل الشرق الأوسط عموماً والعراق خصوصاً يأخذ ابعاد جديدة قد تكون مرعبة لحكام الغفلة. باديء ذي بدء حكمت على اللقاء بأنه مع أبنة رئيس شهد حكمه حروب واعدامات ومعتقلات وخوف من حزب حاكم، ولولا الحكومات السيئة جدا التي اعقبت حكم البعث لما شرعت المقارنة بين ما بين وبعد، لكن بعد ان فكرت بشكل حضاري وانساني، وجدت نفسي أما انسانة مهما كانت تحمل من افكار، إلا ان المنطق يرفض ان نسقط عليها احكامنا التي كوناهاعلى ابيها او اخوتها عدي وقصي، وإلا سنكون اسرى لعقلية قبلية وعشائرية تؤمن بالثأر والقاء اللوم من مجموعة على الجميع. السيدة رغد قالت بأنها ليست بعثية، وهذا بحد ذاته اعتراف مسؤوول لا يقبل التحوير والتدليس، والمقابلة كانت من انسانة خرجت من عائلة رئيس قبل اي صفة اخرى، واهم محاور اللقاء عن عائلة حكمت العراق لأكثر من ربع قرن. قالت بصريح العبارة بأنها متعلقة بوالدها وتحبه جداً، واحترم مشاعرها رغم استيائي من فترة حكم والدها. حقيقة لا تخلو المحاور من اسئلة وإجابات تنتقد ةبشدة، لكن كما قال احد الأصدقاء بأنه لم يسمع مسؤول عراقي في كل الحكومات المتعاقبة بعد السقوط بأمكانه ان يتكلم بربع الأسلوب الذي تكلمت به رغد. بالتأكيد عجّت وسائل التواصل الأجتماعي والمواقع بالحديث عن تلك المقابلة، واكثر ما نشعر به هو وجود عقليتين لم ولن يرى العراق خيراً بوجودهما وهما: 1-عقلية طائفية متمثلة في: شيعية معادية لرغد وسنية مؤيدة لها، وهنا يخرج الوطن من المعادلة 2-عقلية سياسية احادية الفكر، ترفض حرية اختيار الفكر الذي يختلفون معه، ولا ترى في البعثيين غير حقبة زمنية قاسية في الوقت الذي به في امس الحاجة إلى الحكم على رغد وغير رغد من خلال علاقة العراقي بوطن اسمه العراق
في نظرة سريعة لما بعد 2003 سنجد من مع العراق ومن ضده الكل متفقين بأن وضع العراق من سيء الى اسوء بسبب الحكومات الثلاث المتعاقبة بعد السقوط، وبعد كل موعد انتخابات يتسلق على الكراسي اشخاص يتجردوا من اي ولاء للعراق، لا بل وجدوا لتقسيمه وتدميره من اي دين او طائفة كانوا، ومن اي قومية ايضاً. في كل الأنتخابات تتكون كتل كبيرة، وهذه الكتل مبنية على اسس طائفية مقيته تحركها أطماع سياسية ومصالح شخصية ومن ليس من تلك الكتل، يعرف جيداً بأنه يدخل سباق الترشيح خاسراً، لذا نرى الطامحون يدخلون تحت كنف اي كتلة كي يحظوا بكرسي او أكثر في مركز الفساد العراقي اي البرلمان، والسؤال: اذا كانت كل الكتل التي تنعم باعداد كبيرة من الكراسي عرفوا بفسادهم وتدمير هم للعراق وهيبته وفي كل دورة انتخابية، افلا يعني هذا بأن كل من تحالف معها لا يقل شراً عنها؟ فهل سنبقى نحكم على حزب البعث ققط، وننسى كل من استلم مهمة دمار العراق من بعدهم؟ وهنا لا استثني اي عضو برلماني من اي شريحة كانت معظم حياتي لم اكره شيئاً بقدر كرهي لكلمة بعث، حتى اصبح لهذا الكره منافسين تفوقوا على كل سيء ومجرم وقبيح ظهر في العراق الحديث، واخص منهم الميليشيات الدينية التي تتبع اي شيء عدا العراق على الأقل البعثي عراقي، وكما في البعث سيئين هناك الطيبين والشرفاء، وهذه حقيقة من المعيب نكرانها، لكن من يقسم العراقي وولاءه لغيره يستحيل ان يكون عراقي شخصياً ضد اهداف حزب البعث، ولا اعتراض على شعاره انا لا اعترف بوجود امة عربية واحدة، واكثر الدول الناطقة بالعربية معربة وليست عربية الأصل وبالأخص العراق، لذا اعتبر تلك الأهداف كذبة كبيرة من اساسها ووجدت لدغدغة مشاعر الموهومين بعروبتهم. وارفض ايضاً الأحتلال الإيراني، واستجهن الحكم على رغد او حزب البعث من خلال الولاء الإيراني وحاجة العراق الآن لكتلة وطنية تؤمن بعراق حر وشعب سعيد كما يقول الشيوعيون الأعزاء، وعليهم ان كانوا صادقين في قولهم، ان يضعوا يدهم بيد اي حزب لا علاقة له بطائفة او قومية، بل العراق والعراقيون اولا وأخيراً لكن من الذي بأمكانه التغيير ويسعى لتضميد جراح العراق وشعبه؟
ومهما قلت لأختم، لن اجد تعبير اجمل من الذي قاله الأصيل احمد البشير: ((كلمتي للشباب اللي ديتعاركون بالفيس صار اسبوع ويكولون: منو احسن قبل لو هسة؟ شوف صديقي ... انت ما مجبر ان تختار واحد من هالأثنين لتحصر نفسك بين قبل وهسة ترى لا كبل زين ولا هسة زين بالنهاية انت تستحق تعيش بوضع احسن من قبل واكيد احسن من هسة)) هذا هو الحس الوطني العراقي الصحيح الذي نتمناه كي يعود لنا وطن اسمه العراق، ولتذهب إلى الجحيم كل الأحزاب الدينية والقومية التي أذاقتنا الأمرين ومن أراد ان يحكم على مقابلة رغد صدام حسين فعليه اولا ان يتجرد من اي انتماء سوى للعراق ومن ثم نسمع
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!