7/6/2012
جـوابنا إلى زميلـنا الأخ جـورج بابانا الموقـر
الحـلقة الثانية حـول كـتاب : ( ألقـوش عـبر التأريخ )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني ت 7 حـزيران 2012إطلعـتُ عـلى ردّك الذي تأخـرتَ به بعـض الشيء وهـو أمرٌ جـميل أن تـردّ ولـكـن الأجـمل أن نـتجـنب الإنـفعال ولا بأس أن نـعـتـذر إن أخـطأنا ، أما أنت فـحُـر التـصرّف إن أخطأتَ .
إن إعادة طبع الكـتاب التأريخي المشار إليه كان أمراً ضرورياً ، أما إنـتـقادنا له فـليس بالأمر الشاذ ولا الخـفي فـهـناك من ينـتـقـد كـتاب الله ( نـقـد الفـكـر الديني ، الإنجـيل ) ، ثم ماذا يا أخي ؟ أرجـو أن لا تـنـفـعـل هـكـذا ، إنـنا قـد نخـطىء وقـد نـصيب . أما عـن الأقلام الصفـراء فإن الكـتابة بها صعـبة الرؤية بسبب الألوان لذلك فإنـنا نكـتب أحـياناً بقـلم أحـمر ومرات بقـلم أزرق كي تسهـل رؤيته للجـميع .
أخي العـزيز :
لا شك بمعـرفـتي بكـم زملاءاً وأبناء البـلـدة والمحـلة والعائـلة بما يـدعـو إلى الإفـتخار وأعـتـرف أنكـم تـتـصفـون بالهـدوء ، ولكـنك أدرى بأمور كـثيرة قـد تـغـيَّـرتْ يا أخي مما يجـعـل كـل الإحـتـمالات واردة ( إقـرأ تأريخ قادة ذوي رتب دينية رفـيعة سوف تـنـدهـش بما لا تـصـدّقه ) وبالمقابل هـناك مَن سَـلــَّـمَ رقـبته ولم يفـرّط بإيمانه ، أما الإستـنـتاجات فلا تأتي إعـتـباطاً وإنما إستـناداً ، إستـناداً إلى معـطيات وظـواهـر مفاجـئة وطارئة لم تكـن في الحـسبان وهـذا الذي قادنا إلى الإستغـراب والكـتابة التي أزعـجـتـكم .
أنا لستُ ألومك عـلى أسلوب ردّك فـهـذا أحـد حـقـوقـك المصانة ، ولكـن لي الحـق أيضاً في النـقـد الذي أتيتُ به ، والمسألة ليستْ طعـناً وإنما حـرصاً عـلى تـراث ، حـتى وإنْ كان قـد سُـلــِّـمَ بأيـديكم إلاّ أنه مُـلك الجـميع يا أخي . أما ماكـو شي بّـلاش فـهـذه تأتي إستـناتاجات من الوقائع الغـريـبة التي ليس لها تـفـسير إلاّ إذا إفـتـرضـنا مثل هـذا الإفـتـراض . نعـم أنـتـم دمـثـوا الأخلاق ولكـن مغـريات الزمن كـثيرة بما يجـعـل القـدم تـنـزلق ، ولستم بحاجة إلى ذكـر الأمثـلة عـلى ذلك فأنـتم تـعـرفـون كـل شيء ، ومَن يـدري ! فـقـد أنجرف أنا يوماً بما يجعـلك تستغرب وأتعـرّض إلى إنـتقادك أيضاً .
أما المشاركة في الإنـتـرنيت فهي تكـنولوجـيا العـصر أتاحـت الفـرص للجـميع وإنك ترى بأم عـينيك ذلك فـليست حلال للبعـض وحـرام عـلى الغـير ، ثم ماذا بها إنْ تـكـلمنا يوماً بالدين ، وأخـر بالعـلم ، ثم بالقـومية ورابعاً بالسياسة ، وقـد نـتـكلم عـن القـصيدة والمسرح بما تسمح به معـرفـتـنا ولا نـدّعي أكـثر من إمكانياتـنا . أكـتب أنت أيضاُ بكـل الإخـتـصاصات فـمن يمنعـك ؟ بل قـد نستـفـيد من خـبرتـك الطـويلة في الحـقـل التربـوي أو غـيره .
نحـن ليس لدينا مشروع تجاري ولا محـل لبـيع أشياء ولا نطمح أو نطمع بمنصب أو تكـريم أو ما شابه ذلك ، ولو كان هـذا ديدنـنا ، كانت أمامنا فـرص في فـتـرة الوظيفة ولم نـقـدّم أنـفـسنا رخـيصة للحـصول عـلى واحـدة منها كـما فـعـل الكـثيرون ، وإن كان لـديك مأخـذ عـليّ بهـذا الإتجاه أرجـو أن تـذكـره عـلى الملأ أمام القـراء عـن الغـنائم التي حـصلتُ عـليها ، أو التي تـظـن أنـني اليوم سـوف أحـصل عـليها في العـراق الجـديـد .
أما أن تـقـول أن شيئاً حـدث بـدون قـصـد ، فـهـذه مقـبولة منـكم ، بل وأيضاً تــُـحـمَـدون عـلى هـذا الكلام ولكـن أكـرّر أن المسألة يمكـن أن تـسَـوّى بـدون إنـفـعال والدنيا ما تـسوى يا أخي .
لا أعـتـقـد أنك تريد الخـوض في نـقاشات القـومية الرائجة في هـذه الأيام ، ولـكـن إنْ أردتَ فـستـضيف للقارى الكـثير الكـثير من خـبرتك وأنـتم تحـملون تراثاً مهـماً من المرحـوم عـمكـم المطران ، ونحـن بـدورنا سـنساهم معـكم بما تـعـلمناه من هـنا وهـناك بدون إجـتهاد منا ( إلاّ إذا أغـلقـتْ الطرق أمامنا ولم يـبقَ غـير المنـطق والإجـتهاد ) .
دمت أخاً عـزيزاً ــ وهاذي تـصير بـين الإخـوان ــ ولا يهـمـّـك ، وأعِـدك أن إنـتـقادنا عـلى الطبعة الجـديـدة للكـتاب سـيأخـذ مجـراه إبتـداءاً من الغـلاف فلا تـؤاخـذني عـلى ذلك ودمتَ بخـير.