رد: نيمتولوجية كنيسة المشرق الاشورية في ضوء ما قاله المطران مار مليس زيا جزيل الاحترام الأخ العزيز جورج ايشو المحترم
كتبتَ لي سابقاً كثير من النقاط، وكان في كلامك كثيراً من الأخطاء وخلط المواضيع الروحية بالتاريخية، ولأني التزمتُ سابقاً بكلامي بعدم الرد، وكذلك لأني في الجزء الثاني والثالث رديتُ على نقاط كثيرة من تعليقاتك، فاني سأحاول أن أرد على النقاط المهمة التي بقيت عالقة والتي أرى أن لموضعك هذا علاقة بتلك النقاط، باعتباره موضوعاً فكرياً عقائدياً، وهذه قسم من ردودك عليَّ.
لقد قلتُ أنا: والى اليوم كنيستك لا تملك شْركه كنسية مع أية كنيسة رسولية في العالم على الإطلاق فمن الناحية الرسمية لا تستطيع جنابك أن تشترك في عمل الذبيحة الإلهية وقراءة الكلام الجوهري (كسر الخبز والخمر) مع أي كاهن آخر من كنيسة كاثوليكية أو أرثوذكسية خلقيدونية (اليونان، روسيا، رومانيا، صربيا، بلغاريا، السريان الملكيين (الروم الأرثوذكس).الخ، أو أرثوذكسية لاخلقيدونية (سريان، أقباط، أرمن، أحباش)، ولا حتى مع الانكليكانية.
وكان ردك عليَّ: رابي العزيز (موفق)، إن لم أكن متوهمًا، فأنت تنتمي إلى الكنيسة السريانية الارثوذكسية والتي تـُعرف بالمنوفيزية، او اليعقوبية. فان كان ذلك صحيحًا، فهل تستطيع كنيستك أن تشترك في عمل الذبيحة الإلهية وقراءة الكلام الجوهري (كسر الخبز والخمر) مع أي كاهن آخر من كنيسة كاثوليكية أو أرثوذكسية خلقيدونية (اليونان، روسيا، رومانيا، صربيا، بلغاريا، السريان الملكيين (الروم الأرثوذكس)؟ رابي الحبيب، الى حد هذه الساعة، انت تـُعتبر هرطوقي في عين هذه الكناس ولا تستطيع المشاركة في أي الاسرار الكنسية السبعة. لهذا اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة.
اقباس 1-1 إن لم أكن متوهمًا، فأنت تنتمي إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والتي تـُعرف بالمنوفيزية، او اليعقوبية
الجواب: الأخ العزيز إن هذا الكلام ليس له أي معنى عندي سوى إطالة الرد وإتعاب القارئ، فعندما تريد أن تناقش بأسلوب أكاديمي، عليك الابتعاد عن الشخصنة، وبالنسبة لي أي تعليق يشخصن الآخر ما لم يكن الآخر قد تبناه، هو نقطة ضعف للذي يريد أن يرد، وبما إني شخصياً لم اذكر يوماً إلى أية كنيسة انتمي، ولم اقل إني سرياني لأني كاتب حر مستقل أبتعد عن الشخصنة، كما إني لستُ كاهناً في كنيسة لكي تدلل على انتمائي، ولذلك مستقبلاً إذا أردت التواصل معي بإمكانك أن تكتب عندما تريد أن تقارن كنيسة المشرق بالكنيسة السريانية الأرثوذكسية مثلاً، (إن كنيسة المشرق في الأمر الفلاني تشبه أو لا تشبه ...الخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية) أي بدون كاف النسبة (فهل تستطيع كنيستك)، وبدون ضمير الاشارة (أنت هرطوقي) بل أن السريان الأرثوذكس هراطقة). ولذلك سأصحح لك ذلك في الاقتباس التالي ليكون بهذه الصيغة.
اقتباس 1-2: فهل تستطيع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أن تشترك في عمل الذبيحة الإلهية وقراءة الكلام الجوهري (كسر الخبز والخمر) مع أي كاهن آخر من كنيسة كاثوليكية أو أرثوذكسية خلقيدونية (اليونان، روسيا، رومانيا، صربيا، بلغاريا، السريان الملكيين (الروم الأرثوذكس)؟ رابي الحبيب، إلى حد هذه الساعة، وأن السريان الأرثوذكس يعتبرون هراطقة في عين هذه الكناس ولا تستطيع المشاركة في أي الأسرار الكنسية السبعة.
الجواب: أولاً أنت أجبت قبلي بنعم على ذلك والدليل انه في كلامي مذكور (لا خلقيدونية ، سريان، أقباط، أرمن، أحباش)، وفي ردك حذفتها ولم تذكرها، وهذا يعني انك تعرف تماماً أن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية لها شركة مع هذه الكنائس.
إلى هنا انتهى الجواب أصلاً، لأن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية لها شركة مع الأقباط والأرمن والأحباش، وتعليقك غير صحيح وأنت قمت بتمويه القارئ.
أمَّا الآن وهو المهم: فإذا كنت أنت أو إنسان له إطلاع بسيط بالأمور الكنسية يعرف أن كنائس السريان والأقباط والأرمن والحبشة في شركة تامة،ولكن ما لا تعرفه يا عزيزي جورج هو التالي:
1: إن كنيسة السريان الأرثوذكس لها شركة كنسية مع كنيسة السريان الملكيين الخلقيدونية (الروم الأرثوذكس)، بعد أن وجه بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس اغناطيوس هزيم الرابع 12/ 10/ 1985م رسالة إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية واليك نص رسالة البطريرك
وتم الاتفاق على النقاط قبل المجمع السرياني الأرثوذكسي في 13 / 11/ 1985م، ب 14 نقطة أهمها وما يعنينا
وما لا تعرفه أيضاً يا عزيزي أن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تملك بيان مشترك مع كنيسة روما الكاثوليكية قبل الروم، وموقع من قبل البابا يوحنا والبطريرك عيواص في 13 حزيران 1984م، تنفرد فيه عن باقي الكنائس اللاخلقيدونية بشركة رعوية مع الرعية الكاثوليكية، أي يستطيع رعايا الكنيستين تناول الأسرار بما في ذلك القربان كل من الآخر في الحالات التي لا يوجد فيها كاهن من كنيسة أخرى.
وما لا تعرفه أيضاً عزيزي جورج هو إني قلتُ في ردي أن الكنيسة النسطورية لا تملك أي شركة كنسية مع أي كنيسة في العالم على الإطلاق.
وما لم اقله في ردي أقوله الآن، وهو: إن رعية الكنيسة النسطورية لا يُسمح لهم بتناول القربان من يد أي كاهن كنيسة تقليدية في العالم، والعكس صحيح، وأنا هنا لا أتكلم عن عواطف، فأنا شخصياً أتمنى أن يُعطى جسد المسيح حتى للمسلم إذا اشتهى أن يتناول جسد المسيح، ولكن أنا أتحدث عن قانون كنسي وأنت تعلم كم هذه القوانين صارمة، كما تعلم أن البيانات المشتركة بين الكنائس فيها دبلوماسية ومجاملة..الخ، لا يفهمها الناس البسطاء ويعتقدون أن مجرد لقاء بطريركين أو مطرانين حُلت المشكلة، ولكن نحن ندرسها بدقة، والعبارات الدبلوماسية والمجاملات لا تقدم ولا تؤخر لأن سر الإسرار هو حجر الأساس لأية شْركه كنسية هو سر القربان، ولذلك فالبيان الموقع مع قداسة البطريرك دنحا الرابع يأسف بالاحتفال بالقداس سوياً مع اكليروس الكنيسة النسطورية، ويمنع السماح للرعية بتناول القربان، ولم يشير البيان إلى ذلك، فهو يختلف عن البيان الموقع مع الكنائس الأخرى لان كنيسة المشرق نسطورية وهذا بيان سنة 1994م
إن سر التجسد الذي نشترك فى الاعتراف به ليس حقيقة مجردة ومنعزلة، إنه يشير إلى ابن الله الذي أرسل لأجل خلاصنا. وتدبير الخلاص الذى ترجع أصوله إلى الشركة السرية للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس يبلغ تمامه خلال المشاركة فى هذه الشركة...الخ، وإذ نحيا هذا الإيمان وهذه الأسرار، فإنه يتبع ذلك بالتالى أن الكنائس الكاثوليكية المعينة والكنائس الأشورية المعينة يمكنها أن تعترف ببعضها البعض ككنائس شقيقة. أن نكون فى شركة كاملة وشاملة، فإن هذا يستلزم إجماعاً على مضمون الإيمان والأسرار وقوام الكنيسة. حيث أن هذا الاجماع الذى نتمناه لم يتحقق بعد فإننا مع الاسف لا يمكننا أن نحتفل معاً بالافخارستيا التى هى علامة الاستعادة الكاملة للشركة الكنسية (توقيع البابا يوحنا بولس الثانى/الكاثوليكوس مار دنخا الرابع/كاتدرائية القديس بطرس فى11 نوفمبر1994م
لذلك فإن الكنيسة الكاثوليكية لم ولن ولا تقبل أن تدخل بشركة مع الكنيسة النسطورية ما لم تقبل الأخيرة بتحريم عقيدة نسطور، أسوةً بالاتفاقية المشتركة بين الكاثوليك والأقباط في10/5/1973م والتي تقول: (نومن أن ربنا وإلهنا وخلصنا يسوع المسيح الكلمة (اللوجس) المتجسد، هو كامل في لاهوته، وكامل في ناسوته، وانه جعل ناسوته واحداً مع لاهوته، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير، وان لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وفي نفس الوقت نحرم تعاليم كل من نسطور واطاخي. (البابا شنودة، طبيعة المسيح ص31).
اقتباس 1-3: لهذا إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة.
الجواب: نفس الحالة السابقة (تشخيص)، وأريد أن أقول لك وبدون مجاملة باني أتابع أحياناً ما تكتب، وبغض النظر حتى لو عندك اخطأ، لكنها بداية جيدة ومشجعة بهذا العمر، وقد أردتُ أن اعلق لك في مواضيع سابقة لاغني موضوعك بمصادر كثيرة، وأنصحك كطالب أن لا تستعمل هذه الأساليب لأنها تضعف من قوة حجتك.
اقتباس (قلتُ انا): أرجو أن تذكر اسم جاثليق أو بطريرك واحد لكنيستك الذي شارك في مجمع (نيقية 325، قسطنطنية 381، افسس الأول431، افسس الثاني449، خلقيدونية451)، أو أي مجمع آخر مسكوني مع كنائس أُخرى منذ بداية المسيحية والى اليوم.
وكان ردك عليَّ: وهل تستطيع حضرتك أن تذكر أسماء الاكليريكين الغربين الذين شاركوا في المجمع برتبة البطريرك أو على الأقل البطريرك الأنطاكي؟ سيدي الكريم جميع الذي شاركوا في المجمع كانوا أساقفة ليس إلا، وهذا بالتحديد ما طرحتُ شخصيًا في هذا العام خلال دراستنا الجامعية للمفهوم الكرستولوجي.
الجواب: نعم استطيع، ولكن الحقيقة أنا هنا لم أريد أن أجيبك أصلاً، فلو كان غيرك لقلنا حقهُ، أمّا أنت تقول هكذا كلام فهو أمر أكثر من مستغرب، والسبب: وهل يوجد كتاب واحد في العالم كله يتحدث عن المجامع المسكونية لا يعرف أن مجمع نيقية الاول325م والقسطنطنية الثاني381م كان ليس بحضور بطريرك أنطاكية فحسب، بل أن المجمعين كانا برئاسة بطريرك أنطاكية، وأن مار ملاطيوس توفي أثناء انعقاد المجمع الثاني وله صورة جميلة تُزيّن كثير من الكتب التي تتحدث عن مجمع 381م، ولأني كما ذكرت هذه موجودة كل كتب العالم على الإطلاق، ولكن بما إني لاحظت انه عندك نسخة من التاريخ السعردي فراجع ذلك في (ذكر مجمع نيقية ج1ص67 أو277 لأنه هناك ترقيمان، وعن ملاطيوس ج2ص159 أو271، علماً أن مار اسطثاوس السرياني هو أول من فكَّر بعقد مجمع مسكوني ضد آريوس (الاب د. كاميللو بالين، تاريخ المسيحية ص 158)، وقد عقد مجمعاً في أنطاكية سنة 324م بحضور56 أسقف للغرض (ر. المؤرخ اليوناني الشهير خريسوستمس مع نص الرسالة ص113)، وان القديس اسطثاوس استقبل الإمبراطور قسطنطين الكبير بخطبة رائعة وجلس عن يمين الإمبراطور في المجمع بشهادة المؤرخ تيودوريطس ك1 فصل21، ورسالة البابا فيلكس الثالث.
وما لا تعرفه يا عزيزي أن قانون الإيمان النيقاوي الجزء الأول (نومن باله واحد إلى وليس لملكه انقضاء)، هو من وضع بطريرك أنطاكية مار اسطثاوس السرياني وكان يتلوه في أنطاكية سابقاً، وفي مجمع نيقية فقط تم تغير بعض الكلمات لغرض الضبط والإيضاح، وأن مجمع نيقية يُسمَّى في بعض المصادر بمجمع أنطاكية لأن 256 أسقف من مجموع الأساقفة الحاضرين 318 كانوا من أنطاكية وأسماء اغلبهم موجودة، والجزء الثاني من قانون الإيمان (ونومن بالروح القدس إلى الأخير) وضع في مجمع 381، وان مار ملاطيوس الأنطاكي السرياني هو أول من عمل إشارة الصليب باليد (رج. التاريخ السعردي ج2 171 أو 283)، وإذا أردت إن تعرف المزيد فلدي كتابان من تأليفي (مار اسطثاوس السرياني العظيم نجم مجمع نيقية المسكوني 325، ومار ملاطيوس السرياني العظيم شهيد مجمع القسطنطينية 381، وإذا تحب أرسلي عنوانك وسأهديك نسخة.
أمَّا المجمع الثالث سنة 431م الذي حرم فيه نسطور، فعقد يوم22حزيران، وقد تعمَّد بطريرك أنطاكية التأخر يومين لئلا يضطر على توقيع حرم نسطور لأنه كان سريانياً من جنسه فضلاً عن كونه زميله في الدراسة، وعندما دعا المجمع نسطور للحضور، رفض قائلا: إني لن احضر إلا إذا حضر بطريرك أنطاكية، وقد ابلغ ممثل الإمبراطور ثيوديوسيوس الثاني المجمع بان ينتظروا وفد أنطاكية، ولكنهم لم يصغوا له، وعندما وصل يوحنا بطريرك أنطاكية بعد يومين ابلغوه إننا حرمنا نسطور فاعترض على كيرلس الاسكندري ولماذا لم ينتظروه، وكتب يوحنا إلى الإمبراطور بذلك يسانده ممثل الإمبراطور أيضاً، وبقيت المسالة معلقة بينهما وتدخل كثير من الأساقفة إلى أن قام الإمبراطور بإرسال ممثله ارسطولاوس ليعقد صلحاً بين بطريرك أنطاكية يوحنا وكيرلس الاسكندري، فوافق فيه يوحنا على حرم نسطور وعلى قرارات المجمع، وأرسلت رسائل سلام إلى الإمبراطور تنبئهُ بهذا الحادث السعيد، أمَّا مجمعي افسس الثاني 449م فقد حضره بطريرك أنطاكية دومنوس الثاني، ومجمع وخلقيدونية451م حضره بطريرك أنطاكية مكسيموس.
ولذلك ما قلته بأن رسولية كنيسة المشرق هي من أنطاكية ولا توجد في كل تاريخ العالم بالأصل سوى ثلاث كراسي رسولية فقط هي أنطاكية وروما والإسكندرية، ثم اعتبر كرسي القسطنطينية الرسولي هو نظير كرسي روما وسُمِّى روما الجديدة، وأسقف القدس كان يخضع لبطريرك أنطاكية إلى سنة 451م، وسٌميَّ فيما بعد بالبطريرك الخامس، وأن مجمع ساليق410م عُقد بهمة البطريرك الأنطاكي، وكان ماروثا مبعوثاً من أساقفة الغرب الأنطاكيين برئاسة البطريرك فرفريوس (الأب يوسف حبي، المجامع الشرقية، فقرة4 من قرارات المجمع ص60)، وكان آباء أنطاكية السريان قد وجهوا رسالة إلى آباء كنيسة المشرق السريانية يمنحوهم بعض الصلاحيات بسبب إعدام قاميشوع في أنطاكية وفرار آحادبويه لأنهما ذهبا لاقتتال الرسامة في أنطاكية، حيث هناك ترتيله خاصة تقول: (ܘܐܚܐ ܕܐܒܘܗܝ ܒܫܪܪܐ يܗܒ ܠܡܕܢܚܐ ܚܘܪܪܐ)، ومعناها "بالحقيقة أن آحادآبوي وهَبَ الحرية للشرقيين. (بطرس الكلداني ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان ج1ص55) راجع أيضاً المجدل/ماري ص6، وعمروص5.
وهنا أود أن أضيف بأنه ليس أن جاثليق كنيسة المشرق لم يحضر أي مجمع مسكوني فحسب، بل أنه لا توجد أية إشارة في مجمع مسكوني إلى كنيسة المشرق، لأن كرسي المشرق يعد رسولياً بإنطاكية فقط، فقد نص القانون السادس من مجمع نيقية سنة325م على أن التقدم والامتياز هو لكرسي الإسكندرية وروما وأنطاكية فقط)، وتأكيداً لذلك فإن مجمع قسطنطينية 381م نص في قانونه الثاني على: (المحافظة على التقدم الذي في قوانين نيقية للأنطاكيين)، كما لا توجد أية رسالة من أسقف كرسي رسولي (روما، القسطنطنية أو القبطية) إلى جاثليق كنيسة المشرق في التاريخ أسوة بأسقف أنطاكية، حيث يوجد كثير من الرسائل، وهذا كتاب النحلة لمؤلفه سليمان البصري من القرن 13.
وأرجو مراجعة أخبار بطاركة كرسي المشرق، من كتاب المجدل، لماري ص7 الذي يؤكد أيضاً أن مار شمعون برصابعي راجعَ بطريك أنطاكية لبعض الأمور، كما أرجو مراجعة (الفونس منكانا، فاتحة انتشار المسيحية في أواسط آسيا والشرق الأقصى ص102 ، بأن فافا من رسامة أنطاكية وأن الكنيسة السريانية الشرقية بقيت خاضعة لأنطاكية إلى أيام الجاثليق آقاق 486-496م عند قدوم عدد من الرهبان وسألوه لماذا أنت متمرد على بطريرك أنطاكية..الخ، أجاب ليس بسبب العقيدة بل بسبب الحروب ص103، ولكي تتأكد أكثر فإن الأب بطرس نصري الكلداني يقول بالحرف الواحد: إن فافا هو أول جاثليق للمدائن بعد أن أخذ الشرقيين الرخصة من المغاربة، اعني بطريرك أنطاكية وأساقفته (ذخيرة الأذهان ج1ص54-56). كما حضر أحد أساقفة كرسي ساليق بيسوس في مجمع أنطاكية سنة 383م (ص92).
اقتباس: (قلتُ أنا): وحتى نسطور نفسه الذي كان قومياً سريانياً أنطاكيّاً بامتياز (وكلامي هنا هو عن حسه القومي فقط وليس العقائدي!)، فعندما رشقه البابا كيرلس الاسكندري بالحرومات صرخ نسطور من على منبر الكنيسة بحَسرة قائلاً: انظروا إن هذا المصري إنه يحاربني بين كهنتي، حتى في وسط شعبي، أليس المصري هو العدو الدائم للقسطنطينية وأنطاكية؟.(الأب يوسف الشماس المخلصي، خلاصة تاريخ الكنيسة الملكية ص 125).
(وكان ردك عليَّ): أنا عن نفسي افتخر بان يكون مار نسطورس سرياني (اشوري)، لكن أين الدليل الذي يثبت صحة ما تقول؟ جميع المصادر تثبت بان مار نسطورس يوناني الجنسية، فأرجو منك أن تعطينا الدليل الدامغ الذي يثبت صحة ما تدعي، ولا تقتبس لنا من كتب نفسها لا تملك الدليل، فهذا هو الأسلوب الحكيم الذي يتبعه الجميع في النقد المنهجي.
الجواب: الدليل بالمصادر وتدلل واختار بكيفيك، علماً أن جميع المصادر أدناه موجودة (ليست من الانترنيت) وإني على استعداد لرفع أيَّاً منها إذا أردتَ.
المؤرخ اليوناني خريسوستمس ببادوبولس ص243، أسد رستم، تاريخ كنيسة أنطاكية ج1ص307، القس بطرس الكلداني، ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان ج1 ص132، ألبير أبونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ج1 ص60، الأب يوسف حبي، تواريخ سريانية ص335، اندرو ملر، مختصر تاريخ الكنيسة من البداية إلى القرن العشرين ج1 ص،338، مجموعة الشرع الكنسي الكاثوليكية جمع وتنسيق الارشمندرنت حنانيا كساب (قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة ص331). المطران كيرلس سليم بسترس والأب حنا فاخور والأب جوزيف العبسي، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة ص 631، افغارف سمنوف الروسي، تاريخ الكنيسة المسيحية، ترجمة الكسندوس ص254، نينا بيغولفسكايا، ثقافة السريان في القرون الوسطى ص29 و31، المطران ميشيل يتيم، تاريخ الكنيسة الشرقية ص97، الأنبا يوسقورس، موجز تاريخ المسيحية ص244، الأب جان كمبي، دليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة مج1 ص124،الأسقف ايسوذورس، الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة ص214، دي لاسي اوليري، علوم اليونان وسبل انتقالها إلى العرب ص69،الأرشمندريت اغناطيوس ديك، المسيحية في سوريا تاريخ وإشعاع ج1 ص 193، اسحق أرملة، تاريخ الكنيسة السريانية ص134، المطران يوسف الدبس، تاريخ سوريا الديني والدنيوي ج4ص333، عزيز برخو عزيز الآشوريون ص67، ج. ويتلر، الهرطقة في المسيحية ص92، نيقولا زيادة ، الأعمال الكاملة ج23 المسيحية والعرب ص103، فكتور سحاب، من يحمي المسيحيين العرب ص86، الأب سهيل قاشا، صفحات من تاريخ المسيحيين العرب قبل الإسلام ص22، ميخائيل الشبابي، موسوعة تاريخ الموارنة ص7، الدكتور عبد المنعم حنفي، موسوعة الفلسفة والفلاسفة ج2ص1419، عبد العزيز جمال الدين، تاريخ مصر من خلال مخطوطة تاريخ البطاركة لساويرس ابن المقفع ج1ص435، جورج فيليب، موسوعة الحضارة المسيحية مج2ص125، الأب متري هاجي اثناسيو، موسوعة أنطاكية التاريخية والأثرية ج1ص314، الموسوعة العربية (أضخم وآخر موسوعة في العالم مج20ص650، حسين العواد، العرب النصارى29، د. الأب جورج قنواتي، المسيحية والحضارة العربية ص40، فليب حتي، تاريخ سورية ولبنان وفلسطين ج1 ص411، د. أدمون رباط، المسيحيون العرب ص18، الأب منصور المخلصي، الكنيسة عبر التاريخ ص79، الأب يوسف المقدسي، خلاصة تاريخ الكنيسة الملكية ص 116، اوبيري فان، الكنائس النسطورية لمحة تاريخية من المسيحية في آسية من الانشقاق الفارسي إلى الآشورية الحديثة ص27 (انكليزي).
علماً إني أشكرك لأني عملتُ جولة في مكتبتي وفتشتُ قدر المستطاع، وهنا أريد أن أقول لك:
1: أود أن الفت نظرك بأني كنتً متعمّداً ولم أفتش في تاريخ ميخائيل السرياني الكبير، وكتب دائرة معارف القرن الثالث عشر العلامة ابن العبري، ديونسيوس التلمحري، الرهاوي المجهول، الزوقنيني، العلامة البطريرك اغناطيوس افرام برصوم، العلامة البطريرك يعقوب الثالث، المطران بولس بهنام، المطران اسحق ساكا، المطران حنا ابراهيم، المطران صليبا شمعون، والمطران جورج صليبا وغيرهم، والسبب في ذلك إني أخشى أن أجد في كتبهم أن نسطور هو آشوري، ويضيع تعبي!!!!!!، فأرجو منك أن تفتش في كتبهم لعلك تجد ذلك!!!!!.
2: إني أود أن الفت انتباهك إني ذكرتُ هذه المصادر الكثيرة لأختصر الموضوع واقول لك: إن المدائن، سليق، قطسيفون، والتي تُسمى بابل أحياناً لأنها كانت مقر الملوك الساسانيين الفرس، وأن النساطرة هم سريان شرقيون والأرثوذكس هم سريان غربيون، (شرق وغرب الفرات)، واستطيع أن اذكر أضعاف أضعاف تلك المصادر، فإذا كان اسم نسطور قد ورد مرة واحدة مقرون بسوري أو سرياني أو أنطاكي في تلك المصادر، فمصدر واحد فقط وهو الكتاب الأخير لكنيسة المشرق والموقَّع من البطريرك قداسة دنحا لمؤلفه كريستوفر ورد فيه أن النساطرة هم السريان الشرقيون، وكذلك أن كرسي المدائن، ساليق، قطسيفون، عشرات وقد يكون مئات المرات.
والآن بما أنك تعد نفسك على معرفة بالتاريخ وتريد أدلة مني، لذلك أقول عليك أن تلبي طلبي:
3: بما انك وضعت كلمة نسطور آشوري بين قوسين رجاءً، اذكر مصادر معروفة تقول أن نسطور آشوري؟، ويجب أن تكون مصادرك لا اقول عشرة اضعاف ولكن على الاقل خمسة أضعاف مصادري لانك قلت أن جميع المصادر،وعندما تذكر المصادر تكتب رقم الصفحة وليس كما فعلتَ في ردك عليَّ وقُلتَ (ويؤكد المؤرخ يوسابيوس أيضاً بان مار بولس الرسول قد زار بلاد ما بين النهرين)، بدون ذكر صفحة، لأن كلامك غير صحيح وفتشت كل كتاب يوسابيوس القيصري ولم أجدها، فعليك أما ذكر الصفحة أو الاعتذار للقراء.
4: بعد أن تذكر تلك المصادر رجاءً فسر لي كيف أن نسطور هو يوناني كما ذكرتَ انت؟ أرجو أن تفهمني هذه جديدة عليَّ وللم استوعبها، هل الآشوريين يونان أم العكس أن اليونان آشوريين؟.
الأخ العزيز جورج المحترم: إن علم التاريخ قد تطور بالاكتشافات الجديدة للكتب والآثار والدراسات، لذلك يجب على من يكتب التاريخ أن يعتمد أسلوب فتّش ثم قمّش، أي ابحث ثم خيّط القماش، لذلك عندما تريد أن تكتب تاريخ عليك البحث في كل الروايات ومقارنتها وتدقيقها مع التاريخ المكتشف والمنطق، وأقول لك باختصار، إن تاريخ كنيسة المشرق السريانية الأنطاكية، كان مشوهاً ومتضارباً إلى حد فافا السرياني أو الآرامي +328 تقريباً، أمَّا من بعد فافا فكان ولا يزال واضح عدا بعض الأمور البسيطة، ومنذ القرن العشرين بدأ واضحاً جداً، وان الأساقفة قبل فافا كانوا أساقفة أربيل وليس ساليق- قطسيفون المدائن، وأن كرسي المشرق يبدأ من فافا (راجع البطريرك عمانويل دلي إذ يقول في الموسسة البطريركية في كنيسة المشرق: علينا أن نعترف منذ الآن وعلى حد علمنا بأنه ليست ثمة معطيات تاريخية من الآن تخولنا أن نستنتج بالتأكيد إن تاريخ تأسيس جثلقة سالبق وقطسيفون قبل مجمع فافا سنة 317م في المدائن الملكية ص33، وأن هذا التقليد يعتبر فافا أول أسقف لساليق -قطسيفون، وهو يتفق مع قول ماري المؤرخ وتاريخ مشيحا زخا ص41، وأن فافا أول أسقف لساليق وقطسيفون ص43)، وراجع أيضا الأب يوسف حبي كنيسة المشرق الكلدانية الاثورية ص55 إذ يقول: يضع المؤرخون القدامى مثل ماري وعمرو وصليبا في المجدل وايليا برشنايا وغيرهم جزئياً، مار توما وادي وآجي كأوائل، لكنهم يعتبرون ماري أول السلسلة ويضعون بعده ابريس، ابراهيم، يعقوب، احادابوي وشحلوفا، لكننا ما نزال مع هؤلاء في عداد أشخاص لا نعتقد أن الرئاسة العليا دانت لهم بشكل رسمي معترف به، لذلك نرجح البداية الرئاسية مع فافا، ويُسمي أدي شير (كلدو واثورج2 ص8) الأساقفة من سنة 100-300م بأساقفة اربيل، ويبدأ بكرسي المدائن وفافا ص52، كذلك يبدأ الأب ألبير أبونا بجثالقة الكنيسة السريانية الشرقية بكرسي ساليق مع الجاثليق فافا ج1ص29، وكذلك أرجو مراجعة جدول الكاردينال أوجين تيسران أﻣﻴﻦ ﺳﺮ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﺸﺮﻗي اﻟﻤﻘﺪس، سلسلة البطاركة في ساليق وقطسيفون، وغيرهم.
وقبل أن انهي اقول: إنه من المفروض من تعليقاتك أن توجه تعليقاتك أصلاً إليَّ والى إلى الأب الفاضل الارخدياقون خوشابا كوركيس الذي قال واعترف أن كنيسة المشرق هي إنطاكية إلى سنة 410م، كما أنه قال أن كنيسة المشرق لم تكن يوماً خاضعة لروما، وأنا أيدتهُ بذلك، فكيف تقول أنت أن المقصود بالآباء الغربين هو روما؟، ولذك أنا أجبتُ بما يخصني وأرجو منك إن كُنتَ تتناقش بمصداقية توجيه رسالة بهاتين النقطتين إلى الأب الفاضل خوشابا أيضاً.
اتمنى لك الموفقية والنجاح في دراستك يوم نقول لك بارخمور
وشكراً
موفق نيسكو