نص كلمة المطران مار أبراهيم أبراهيم في أفتتاح المؤتمر القومي الكلداني العام
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
maria عضو متألق
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 1300تاريخ التسجيل : 07/05/2009
موضوع: نص كلمة المطران مار أبراهيم أبراهيم في أفتتاح المؤتمر القومي الكلداني العام 23/1/2015, 8:45 am
Jun 03, 2013
نص كلمة المطران مار أبراهيم أبراهيم في أفتتاح المؤتمر القومي الكلداني العام
شكرا عدي، شكراً شوقي
انني اواجه مشكلة اليوم وذلك لكوني لا اعرف بأية لغة من اللغات الثلاث أتكلم (الكلدانية، العربية، الانكليزية) هي مناسبة لكم للتحدث بها، حيث انني لو اتحدث بها جميعا ستكون كلمتي طويلة جدا. انا اعرف ان اللغة هي وسيلة للتفاهم، وعليه سوف اتحدث معكم باللغة التي هي اكثر فهما واستيعابا من قبل الاكثرية منكم. سوف احاول ان اتحدث باللغة العربية ثم انتقل الى اللغة الكلدانية، وعندما تكون الوثيقة التي امامي مدونة باللغة العربية سوف اقوم بقرائتها باللغة العربية كما هي.
اولا: وقبل كل شيء، انني ونيابة عنكم احب ان اشكر كل اعضاء المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد لما قاموا به من جهود استثنائية في سبيل التهيئة والتحضير لهذا المؤتمر، وكذلك للدعوة التي وجهوها لنا جميعا من اجل حضور هذه الامسية والمشاركة فيها، وعليه اشكركم جميعا احبائي اعضاء المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد.
ثانيا: ان الحقوق الوطنية والقومية لكل واحد هي حقوق اساسية، وهذه الحقوق هي ليست سياسية لكنها اساسية بالنسبة لكل انسان، وعليه عندما نتكلم عن الحقوق الوطنية والقومية فأننا نجدها كحقوق اساسية بالنسبة لنا، فنحن لا نريد ان نطالب الان بالحقوق السياسية، ما نريد ان نطالب به هي حقوقنا الوطنية التي هي اساسية لكل انسان.
لا نريد ان نعمل لنا بلد، وطن، لدينا وطن، كل العالم وطننا، عندنا العراق وعندنا امريكا تكفي لنا. فاذن الغاية الأساسية من انعقاد هذا المؤتمر هي لتوحيد كل القوى والجهود لرجال ونساء الكلدان من الذين يعملون في هذا الحفل او الاتجاه، فعندما يكون الكلدان واحدا، فكل المسيحيين، الاثوريين والسريان يكونون واحدا معهم ايضا. فاذن اجتماعنا ليس ضد اي شخص ولا اي منظمة ولا اي حزب. ان اجتماعنا هو لكي نكثف جهودنا ونتحد لكي نتكلم بفم واحد ونتكلم خطاب واحد، هذه هي غايتنا.
من أجل المعلومات فقط
ان أخر امبراطورية حكمت العراق (بلاد مابين النهرين) كانت الامبراطوريه الكلدانيه والتي قامت سنه 620 قبل الميلاد وسقطت سنه 538 قبل الميلاد. ان جميع الاقوام والشعوب التي دخلت بلاد مابين النهرين بعد سقوط الامبراطوريه الكلدانيه هي اقوام غازيه. ان الحكومة الكلدانية وحدها كانت من البلد وان ابنائها كانوا عراقيين وابناء بلاد مابين النهرين وكلدان.
الحقوق القومية هي مجرد شعور الانسان بانه ينتمي الى قوم ما، له روح الانتماء الى جماعة ما، ومع هذه الجماعة، يعمل من اجل الحفاظ على اسمه، اعلى تاريخه، على حضارته، على لغته، و على تقاليده، مثلما نحن نعمله الان في هذا المؤتمر للقيام بهذا الدور وان نحافظ على اسمنا، لغتنا، تقاليدنا، عاداتنا وان نأخذ حقوقنا الوطنية، الحقوق الاساسية.
ما هو الموقف الكنيسة من هذا الشي، القومية؟
نحن جميعا نعرف بان للكنيسة رسالة الدفاع عن الانسان وهي لخدمة الانسان والتبشير بالايمان من اجل خلاصه، لكن الكنيسة لها ايضا التزام بحماية المظلومين والفقراء والدفاع عن العدالة، اذا لا يكون هنالك عدالة سيكون هنالك ظلم وعليه فان الكنيسة سيكون لها دور وتتدخل من لمنفعة الانسان.
سوف اقرأ لكم بعض التفاصيل عن الموضوع خلال المئة والخمسين سنة الماضية من تاريخ الكلدان:
البطريرك يوسف اودو (1848-1878) يؤكد وبكل قوة ويدافع عن حقوق الكلدان تجاه اي شخص كان يقوم ضد حقوق الكلدان ودافع حتى النهاية الى اخر رمق من حياته، وما قضية الندايي واليباسي والنوبردي الا نتيجة دفاع عن حقوق.
البطريريك اودو كان يقول لكنيسته بان "الاساقفة يجتمعون من كل ابرشيات الأمة الكلدانية"، وهذه موثقة في كتاب رسائله، التي شخصيا اشتغلت فيها.
البطريرك الذي جاء بعد اودو كان بطرس الثاني عشر (عبو اليونان) (1878- 1894)، وفي مقدمة كتاب (Chaldean Previary)، كتاب الصلاة الطقسية (حذرا)، يكتب ويقول: "ان جميع ابرشيات وكنائس امتنا الكلدانية، لا زالت تلتزم بهذا الطقس، ولهذا السبب نحن سوف نأمر جميع الكنائس ان تلتزم به الأن كما كانت العادة عندنا نحن الكلدان".
البطريرك عمانوئيل الثاني توما كتب في (1900- 1947) ويقول: "أن القاصد الرسولي المرسل من قيل روما كان يريد دوما ان يدمج سيمنير الكلدان وسيمنير الأباء الدومنيكان، اي كان يوجد في الموصل معهدين لتحضير الكهنة، فروما والقاصد الرسولي الممثل كانوا دائما يريدون دمج هذين المعهدين في معهد واحد ويعطى للأباء الدومنيكان، المرسلين الأجانب، ولكن القضية لم يكتب لها النجاح، وعليه يكتب القاصد الرسولي الى روما سنة 1925، ويقول: "مسألة السيمنير البطريركي ومسألة تسليم ادارته الى اللأباء الدومنيكان او دمجه مع سيمنيرهم كانت رغبة روما ورغبة القاصد الرسولي في العراق ورغبة المرسلين، لكن هذه لم تكن رغبة البطريرك الكلداني"، اذ يقول: "في تشرين الأول (1926) "لقد تم التوقيع على اتفاقيتين بين البطريرك وبين القاصد الرسولي في دمج المعهدين، لكن الاتفاقية صارت حبر على ورق". ويشرح القاصد الرسولي السبب ويقول: "لأن البطريرك الكلداني يرغب رغبة شديدة في أن يتربى شبابه بحسب الثقافة الطقسية والثقافة القومية الكلدانية".
يكتب البطريرك ذاته في رسالة اخرى ويقول: "ان شباب المعهد الكهنوتي هم فرح الامة الكلدانية".
بعده، اجتمع السينودس الكلداني في بغداد بعد وفاة البطريرك روفائيل الأول بيداويذ في 3 ايلول 2003 لانتخاب بطريرك جديد خلفا له، وقد وقع ثمانية عشر اسقف كلداني على رسالة ارسلت الى بول بريمر (مسؤول سلطة الائتلاف في العراق)، ماذا جاء في الرسالة: " الكلدان هم احفاد سكان العراق الأصليين ويشكلون اليوم ثالث قومية في العراق بعد القومية العربية والقومية الكردية، وكان بطريرك الكلدان عضوا في مجلس الأعيان العراقي حتى سنة 1958، والكلدان يشكلون نسبة 75 -80 % من المسيحيين، وقد تشكل مجلس الحكم ولم يكن للكلدان فيه حضور ولا في الحكومة المؤقتة وهذا ظلم واجحاف واضح بحقوق شعبنا نحّتج عليه بصراحة وبالحاح. اننا هنا نطلب من ادارتكم الجليلة احترام القومية الكلدانية وموقعها وثقلها بين القوميات الاخرى ونود ان توضع القومية الكلدانية وحقوقها في الدستور العراقي الجديد".
في 25 حزيران 2009، ارسل البطريرك عمانوئيل الثالث دلي رسالة الى رئيس حكومة اقليم كردستان، يقول غبطته: "في اجتماع اساقفة الكلدان في عنكاوة بتاريخ 5/5/2003 أكدنا على هويتنا القومية الكلدانية الى جانب القوميات الاخرى، لذلك نذكّر فخامتكم بمطلبنا العادل وهو ادراج التسمية القومية الكلدانية قائمة بذاتها وبهويتها وبحقوقها المشروعة الى جانب القوميات الاخرى". وطلب منه ان يكون دستور اقليم كردستان منسجما مع دستور العراق الفدرالي، المادة 125.
أخيرا، البطريرك ساكو، اي البطريرك الحالي الذي صار موضوع جدال ونقاش الكثير (بينكم) بين الكتاب، يجب ان نكون صريحين وواضحين، البطريرك ساكو يحدد دور الكنيسة في مجال القومية هكذا: في ايضاح خاص للبطريركية الكلدانية في 20 / نيسان/2013، قال: "يقوم دور الكنيسة في مجال القومية في الحفاظ على التاريخ والتراث واللغة والطقوس والوجود والتواصل والتطور". هذا التعريف ينقصه كلمة واحدة فقط، الاسم، الحفاظ على الاسم الكلداني، لكن سوء الفهم بدأ عندما اضاف غبطته: "هذا لا يمكن أن يكون على حساب رسالة الكنيسة"، طبعا لا يمكن ان يكون على حساب رسالة الكنيسة، من يقول ان من يحب وطنه، من يحب قوميته، من يحب شعبه يخون رسالته؟. لا يوجد هكذا شئ.
الرسالة الروحية موجودة لدى الكنيسة، لكن محبة الشعب والدفاع عن حقوقه واجب اساسي في الكنيسة، فلا نخلط بين الشيئين، وهذا يعني انه اذا نحب قوميتنا يجب ان ننسى رسالتنا. لا، الكنيسة تبشر، تكمل رسالتها، وتدافع عن قوميتها. فهذا هو الخلل الذي صار في الايضاح، ولو ان غبطته جعل القضية قليلا اكثر مرتبكة وأكثر غامضة حيث قال: "ان موضوع التسميات (كلدان، اثوريين، سريان) شائك ويحتاج الى دراسة وافية وعلمية يقوم بها مختصون". وهذا لا يمكن أن نقبل به، نحن لا نحتاج الى متخصصين أن يقولوا اننا كلدان، نحن كلدان بدون أن يعلمنا المتخصصون، فالاشوريين اشوريين، والسريان سريان، والعرب عرب، والأكراد أكراد. لا نحتاج الى اختصاصيين في هذا الحقل، فكل شعب يعرف قوميته ولا يحتاج أن يعلمه أيا كان ما هي قوميته.
اذن أيها الاخوة أترككم بهذا الشيء وأتمنى للمؤتمرين كل النجاح، وأن يحققوا هدفهم، وأن يتوحدوا. اذا كان الكلدان متحدين في العراق وبصوت واحد حينذاك ارادوا ام ابوا، الاشوريين والسريان وغيرهم يأتون الى الكلدان. شكرا وأعتذر على الاطالة.
القى سيادة المطران ابراهيم ابراهيم كلمة قيمة في حفل افتتاح المؤتمر القومي الكلداني العام والذي ينعقد حاليا في ديترويت، بداية شكر المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد على الجهود التي بذلها في سبيل انجاح المؤتمر، واكد في كلمته باننا نطالب فقط بحقوقنا الاساسية وهي حقوقنا القومية والوطنية وان هدفنا هو توحيد كلمة الكلدان ، ثم التحاور مع اخوتنا ال صنم وثنييين والسريان. وتطرق سيادته الى حقيقة تاريخية بان الامبراطورية الكلدانية كانت اخر دولة وطنية عراقية سقطت وان كافة الاقوام الذين استوطنوا العراق جاؤا من خارج حدود الوطن، ثم عبر عن وجهة نظره بان الانسان يعتز بانتمائه القومي ليحافظ على اسمه وهويته وتاريخه وحضارته ولغته وتقاليده. بعدها تطرق الى موقف الكنيسة من الاحداث الاخيرة بان رسالتها هي التبشير بالايمان والدفاع عن ابنائها عند تعرضهم للظلم لتحقيق العدالة لشعبنا . ثم سرد احداث تاريخية ل 150 سنة ماضية قائلا بان المرحوم البطريرك اودو كان يدافع عن حقوق الكلدان لاخر رمق من حياته وكان يقول في كتاب رسائله بان " الاساقفة يجتمعون من ابرشيات الامة الكلدانية ".
وفي كتاب الحضرا للبطريرك بطرس الثاني عشر عبو اليونان ذكر بان طقسنا التزمت به كل ابرشيات امتنا الكلدانية , فعليه يجب ان تلتزم به كافة الكنائس، ثم وضح كيف رفض البطريرك عمانؤئيل الثاني توما دمج المعهد الكهنوتي للكلدان مع الاباء الدمومنيكان وابلغ القاصد الرسولي بذلك في حينه لينقل رسالته الى قداسة البابا. بعدها تطرق الى الوثيقة التي وقعها 18 اسقفا للمطالبة بتثبيت التسمية الكلدانية في الدستور العراقي كوننا ثالث قومية بعد العرب والكرد. وعن تشكيل لجنة متخصصة لبحث تسمية لهويتنا قال سيادته: "ان اي شعب لا يحتاج من ليقول له ما هي قوميته ويحدد هويته فبالنسبة لنا نحن كلدان"
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان