منتديات كلداني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كلداني

ثقافي ,سياسي , أجتماعي, ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسيةالكتابة بالعربيةالكتابة بالكلدانيةبحـثمركز  لتحميل الصورالمواقع الصديقةالتسجيلدخول
 رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة  رأي الموقع ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة
رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةقصة النسخة المزورة لكتاب الصلاة الطقسية للكنيسة الكلدانية ( الحوذرا ) والتي روّج لها المدعو المتأشور مسعود هرمز النوفليالى الكلدان الشرفاء ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةملف تزوير كتاب - ألقوش عبر التاريخ  ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةمن مغالطات الصعلوگ اپرم الغير شپيرا,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةدار المشرق الغير ثقافية تبث التعصب القومي الاشوري,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة

 

 اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كلداني
(داينمو الموقع)
(داينمو الموقع)
كلداني


اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Uouuuo10
اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Awsema200x50_gif

اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Tyuiouyاضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Ikhlaas2اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Goldاضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Bronzy1اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Shoker1

البلد : العراق
مزاجي : احب المنتدى
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8413
تاريخ التسجيل : 16/06/2010
الموقع : في قلب بلدي المُحتَل
<b>العمل/الترفيه</b> العمل/الترفيه : طالب جامعي

اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Empty
مُساهمةموضوع: اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة   اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Alarm-clock-icon9/7/2015, 7:21 am

اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة

ملاحقة مسيحيي ميدِيات الهاربين الى قريتي عين ورد وأنحل

نختصر قدر الإمكان مُواصلة المطران اسرائيل اودو الحديث عن الذين سنحت لهم فرصة الهروب قبل بداية مجزرة ميدِيات في كتابه (ص 89 -  91) بأنَّ الكثير من مسيحيي ميدِيات غادروها ليلاً قبل هجوم قوات القائممقام بدري بيك، والتجأوا الى قريتي عين ورد وأنحل. ولما علم هذا المجرم السفاح بذلك امتلأ غيظاً وشعر بأن الهوان قد أصاب كرامته بإفلات قسمٍ من مسيحيي ميدِيات من قبضته، فأرسل في استدعاء رؤساء القبائل الكردية المحيطة بالقريتين، وأمرهم بأن يجمعوا رجالهم ويُهاجموا القريتين لإستئصال شأفة أهاليها بحد السيف، فلما تلقّى اؤلئك الأوباش تلك الأوامر ثار لديهم نار حقدهم الديني المكبوت ضِدَّ المسيحيين، فعادوا الى قراهم، وجمعوا كافة رجالهم القادرين على القتال، وحاصروا القريتين ناوين تدميرهما والقضاء على أهاليهما، ولكنَّ الأهالي صمَّموا على الدفاع عن أنفسهم، فحصَّنوا المداخل لصدِّ الأعداء، ونازلوهم بكُلِّ ما كان لديهم من أسلحةٍ نارية حتى نفذ لديهم العِتاد، فلجأوا الى صهر أواني الطبخ النحاسية، وصبوا من المصهورعتاداً ورموا به الأعداء، فكان تصديهم بطولياً أدى الى طرد اولئك الأعداء الذين شعروا بعجزهم عن قهر المسيحيين البواسل، قفلوا راجعين بعد شهرين من الحصار والقتال الشرس يصحبهم الفشل والخيبة، وتاركين وراءَهم العديد من جثث قتلاهم.

والمرءُ ليعجب من غباء القائمقام بدري، إذ لما سمع بتخاذل أشقيائه الأكراد أمام بسالة المسيحيين وصمودهم، وقبيل أن ينسحبوا، أرسل مَن يستدعي حنا اوسي المونوفيزي، ليقوم بإقناع جماعته أهالي القريتين بتسليم سلاحهم للسلطات، لكي يسلموا على حياتهم، بيدَ أنَّ مسعاه هذا لم يكن أفضل من المسعى الأول الذي بذله في إقناع أهالي ميدِيات، فخزي مرَّتين أمام القائممَقام ذي الرغبة الشريرة والدنيئة.

أما ما كان من أمر القس كوركيس بهلوان الذي استطاع الهرب مع الهاربين باذلاً في سبيل ذلك جهداً كبيراً، فقد نال منه الجوع والعطش والعري، ومن جراء ذلك اشتدَّ عليه المرض، ورغم ذلك أمضى سنتين تحت ثقل تلك المصائب العاتية، وبتوقف مآسي القتل والذبح عاد مع العائدين الى ميدِيات، ولكنَّ المصائب لاحقته والتجارب فأجأته، وبسبب زجره لبعض النسوة الساقطات، إتَّهمنه لدى العساكر ظلماً بالتجسُّس، وبسبب هذه التهمة اودع السجن، ونقل الى سجن ماردين في 23  آذار 1918م وبعد 3 ايام سُلِّم بعهدة مأمور ليأخذه الى آمد ليُحاكم أمام محكمةٍ عسكرية هناك، فالتمسنا المأمور أن يبقيه عندنا ليلة ما قبل السفر الى آمد، استجاب المأمور فوعدناه بمكافأة على معروفه فيما لو حمل إلينا رسالة من الكاهن لدى عودته، فوفى بوعده وبدورنا وفينا بوعدنا، وما كنا لنفعل ذلك لولا حرصنا على حياة الكاهن  المُعرَّضة للخطر. وفور أن وصل الى آمد، أُلقي في السجن، وقبع فيه سبعة أشهر، عُذَّبَ خلالها وأهين كثيراً وشُتم وضُرب من قبل مسؤولي السجن الأكراد الأثمة.

وبعد مثوله مراراً أمام المحكمة للإستجواب، تمَّ أخيراً إطلاق سراحه بوساطة مطران آمد مار سليمان صباغ المُكرَّم بأعماله الجليلة وأتعابه الكثيرة. لم يتوانَ عن إرسال الطعام يومياً للقس كوركيس طوال فترة احتجازه في السجن.  وفي أواخر تشرين الأول 1918م عاد الى ماردين بسلام. وما لبث أن داهمه مرض شديد كنتيجةٍ حتمية لِما قاساه من ضيقات وآلام كاد يؤدي به الى الموت. واستمر على تلك الحال زهاء شهر، وبفضل العناية الإلهية وجهود الأطباء الكبيرة الذين استقدمناهم لعلاجه، تمَّ شفاؤه باكامل! فعاد الى ميدِيات وبقي فيها حتى شهر نيسان 1919م، ونزولاً عند رغبة والديه المُلحة، ألزمناه بالذهاب الى حلب لزيارتهما ليطمئنَّا عليه وبدوره يطمئنَّ هو عليهما. وبعد مكوثه لديهما مدة شهرين، عاد بأمرنا الى ماردين ليخدم في كنيستنا. فشمَّرَ عن ساعده في خدمة الفقراء معتنياً بهم ومتفقداً المرضى ومقدما الرعاية للأيتام والأرامل، ولكن الشرير لا يبقَ متفرجاً على فاعل الخير، فأثار عليه شكري بيك رئيس فرع الجيش، فقرَّر إلقاء القبض عليه، وما إن شعرنا بهذا الأمر الظالم، حتى طلبنا من القس كوركيس بهلوان مغادرة ماردين في الحال والفرار الى حلب عند والديه وذويه، فترك ماردين متخفياً ليلة 11/11/1922م، ووصل الى حلب بسلام بعد إفلاته من تفتيش حرس الحدود.

مقتل مسيحيي القرى المحيطة بماردين

وفي الصفحات (92 – 101) من كتابه يروي المطران اسرائيل اودو قسوة الإضطهاد والقتل الذي شمل المسيحيين من سكان القرى العديدة المحيطة بماردين وهم من المذهب المونوفيزي اليعقوبي، إلا أنَّ بعضاً من سكان قرية "مراة" القريبة جداً من ماردين حيث تقع الى الشرق منها على مسير نصف ساعة فقط. ترك بعض سكانها المونوفيزية واعتنقوا الكثلكة ومنهم مَن تحوَّل الى البروتستانتية. أما قرية "بنيبيل" فتقع أيضاً الى الشرق من ماردين ولكنَّها تبعد عنها مسيرة ثلاث ساعات، وهنالك قرية "المنصورية" تقع الى الغرب من ماردين وتبعد عنها مسيرة نصف ساعة،  وتبعد عنها " قلعة ماردين" بمسيرة نصف ساعة أيضاً. وهناك الى الشمال من ماردين وعلى مسيرة ثلاث ساعات تقع قرية "كوليا أو القصور"، والى الغرب الجنوبي من ماردين تقع قرية "الإبراهمية"، أما قرية "تل الأرمَن" فتقع الى الجنوب الغربي ويسكنها 300 بيت جُلَّهم من الأرمن الكاثوليك، من ضمنهم 15 عشر بيتاً من الكلدان. وفي خِضمِّ الأحداث الحثيثة التي كان من خلالها يُجلى ويُقتل مسيحيو ماردين، ما كان سكان هذه القرى في منجىً من سفك الدماء والسلب والسبي ومختلف أنواع الظلم.

كان عددُ سكان قرية قلعة "مراة" مائتا بيتٍ، لم يبقَ منها إلا سبعة بيوت، والذين لم يطلهم الموت، فقد أُبعِدوا الى خارج الحدود باتجاه الجنوب. أما قرية "المنصورية" فكانت تسكنها مائتا عائلة، يعود أبناؤها بجذورهم الى اسلافهم القدماء الذين سكنوا هذه القرية منذ زمن قديم جداً، قُضيَ على معظمهم، والناجون منهم التجأوا الى مدينة ماردين، ولكنَّ غالبيتهم فضلوا النزوح عنها  والهروب الى الى خارج حدوده الدولة التركية. ولا يسكنها اليوم إلا بضعة من العوائل الكردية تنتمي الى عشيرة واشيات. كان يسكن قرية "كوليا أو القصور" ما يزيد عن (300 بيت) تعرَّضَ للقتل ثلثُ سكانها، وهرب ثلثُهم الآخر خارج الحدود، والباقي فيها ما يُقدَّر بالثلث. وكانت تعيش ضمن سكانها جماعة كاثوليكية مكونة من (25 بيتاً) لديهم كنيسة كبيرة مبنية من الحجر، يُقدِّم لهم الخدمات الكنسية  كاهن من الرهبنة الأفرامية، لم يبقَ منهم سوى اربعة بيوت بدون كاهن، حيث عبر الباقون الى خارج الحدود.

أما قرية "تل الأرمن" فكان جميع سكانها من الأرمن الكاثوليك يتبعون كُرسيَّ مطرانية ماردين، وكانت تُشاركهم العيش خمس عشرة عائلة كلدانية، بدأ اضطهادهم في البداية باعتقال وجهائهم بضمنهم كاهنين هما القس انطون احمراني والقس ميناس، اقتادهم القتلة المجرمون نحو قرية شيخان التي تحوي رفاة شهداء المجموعة الأولى، وفي تلك البراري قتلوا اكثر من مِئتي شخص. والتجأ الرجال الباقون والنسوة والفتية والصبايا والأطفال الى الكنيسة المُشيدة على اسم مار كوركيس منحشرين قيها وقد ضاقت بهم لكثرتهم. وهناك اجتاحتهم عساكر الإضطهاديين القادمة من ماردين، وأعملوا فيهم السيف والسكاكين، ذبحاً وتقطيعاً وبمنتهى العصبية والحقد الدفين دون أن يأبهوا بصراخ وعويل الضحايا الذي طال عنان السماء واهتزَّت له اسس الكنيسة، فكانت مجزرة مُرعبة تفنَّن بها السفاحون حتى كَلَّت ايديهم الآثمة، وتدفقت دماء الشهداء الأبرياء كالنهر الجارف عابراً من باب الكنيسة وغامراً ساحتها، وتكدَّست الجثث والأشلاء بعضها فوق بعض، وبعد أخذ القتلة قسطاً من الإستراحة، عادوا الى داخل الكنيسة وسحلوا الجثث الى خارجها وجعلوها أكداساً، ثمَّ صبّوا عليها النفط وأوقدوا فيها النار، فصعد دخان احتراق الجثث كعمود كثيف يشكو العمل الإجرامي أمام العدل الإلهي الذي نفذته الوحوش البشرية، وبعد انتهاء المُحرقة، قام المجرمون بجمع الرماد والعظام التي خلفتها النار ورموها في مكان قريب من القرية.

لقد دوَّنا هذه الأحداث كما رواها لنا بعض أهالي قرية "تل ارمن" الذين كُتب لهم البقاء على قيد الحياة، فنجوا من هذه المجزرة الرهيبة البشعة، وعادوا إلى قريتهم بعد هدوء العاصفة وتبدد الغيوم القاتمة ببزوغ نور السلام على المعمورة. ومن جملة العائدين عدد قليل من الرجال والنساء والأطفال والأرامل والأيتام، حيث تمكَّنوا حينها الهرب الى مناطق يسكنها العرب، فاحتموا بين ظهرانيهم، كما احتمى آخرون لدى الشركس. لم يتجاوز عدد هؤلاء العائدين على ستٍّ وعشرين عائلة، باشروا من جديد فلاحة اراضيهم وزراعتها، ومكثوا فيها حتى عام 1929م، إذ في هذه السنة استولت السلطات التركية على حقولهم وعقاراتهم ومنازلهم، ونفتهم خارج البلاد باتجاه الجنوب.

مقتل مسيحيي الجزيرة والقرى التابعة لها

ويستطرد مار اودو بسرد احداث الإضطهاد العثماني حيث يقول: الجزيرة"بيث زبداى" مدينة صغيرة بناها العرب من أتباع معاوية (ويقصد به الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان 661 – 680م) وذلك في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي. تقع بين الجبال على ساحل دجلة الغربي. في موسم الربيع كثيراً ما يفيض نهر دجلة فتتدفق مياهه هائجة خارج مجراه باتجاه ناحيته الغربية، محيطة بالمدينة من كُلِّ جهاتها مشكلة ما يُشبه الجزرة، ولذلك سُمِّيَت بـ"الجزيرة" تتميَّز بمناخ حار جداً في الصيف، ويُقال بأنَّ سفينة نوح كانت قد رست على قمة الجبل بجانبها من ناحيتها الغربية. غالبية سكانها من الأكراد يتكلمون العربية الى جانب لغتهم الكردية، يبلغ تعداد سكانها زهاء الألف عائلة، من ضمنهم مائتا عائلة مسيحية من الكلدان واليعاقبة وعدد قليل من الطوائف الأخرى.

في السنوات الأخيرة كانت جماعة من المونوفيزيين اليعاقبة قد تحوَّلت الى الكثلكة، فتطلَّب ذلك أن يكون لهم اسقف، ففي عام 1913م رسم لهم اسقف باسم مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، أصلُه من قرية "قلعة مراة" المجاورة لمدينة ماردين. وكانت تُحيط بمدنة الجزيرة ما يربو على (18 قرية) يبلغ عدد سكانها بما يزيد عن ستة آلاف واربعمائة نسمة، وهم جميعاً من أبناء امتنا الكلدانية. في داخل مدينة الجزيرة كنيسة قديمة مشيَّدة على اسم الشهيد مار كيوركيس، وبالقرب من المدينة دير باسم الأخوين مار أحّا ويوحنا. وارتأى اسقف الجزيرة آنذاك السعيد الذكر مار يعقوب اوراهم مَنّي بناء كنيسة جديدة على انقاض تلك القديمة، وباشر بوضع الأسس وارتفعت الجدران، غير أنَّ الإضطهاد الذي نحن بصدده حال دون اكتمالها، لا بل أدى الى زوالها واندثارها هي وتلك القديمة التي أريد إقامة الجديدة على انقاضها.

كانت نعرة اضطهاد المسيحيين لم تبقِ ذرة من الشهامة والرحمة في قلوب مُسيِّري الإضطهاد ومنفذيه، فقد قام خِدِر كوميري رئيس حامية ماردين في منتصف شهر آب 1915م بإرسال أخيه سِلـّو مبعوثاً عنه، الى رؤساء الجزيرة ليؤنبهم وفي الوقت ذاته ليُثير فيهم الحمية للقيام بقتل النصارى الساكنين بين ظهرانيهم حيث بدأ يقول لهم: ما بالكم لحد الآن لم تُقدِموا على قتل التصارى المقيمين حواليكم وبينكم  كما فعلنا نحن والآخرون غيرنا وفي كُلِّ المناطق؟ أسرعوا إذاً ولا تتهاونوا، فإنَّها فرصتنا للإنتقام من أعدائنا ولإبادة مُبغضي ديانتنا. فلنجتثَّ جذورهم من أرضنا ووطننا. (إنَّه منطق الإسلام والمُسلمين الأهوج، نزع الإسلامُ عن معتنقيه والمُبتلين به قسراً كُلَّ الصفات الإنسانية، وجعل منهم وحوشاً بأشكال بشرية، استولوا على بلدان الغير بالسيف! وبالسيف فرضوا عليهم الإسلام، والرافض يُجبر على دفع الجزية، وإن امتنع يُقتل! إنَّ ديناً هذه مبادئه لا يمكن أن يدوم في عصر النور، ولا بدَّ له أن يزول ولكن متى...؟)

فلما سمع  رؤساء الجزيرة ما نطق به مبعوث رئيس حامية ماردين، هبّوا مسرعين وكأنهم استفاقوا من سبات طويل عميق، فبادروا فورا بالذهاب الى القائممقام وأطلعوه على الأمر، فلم يُخفِ القائممقام ابتهاجه به، وكأنَّه كان بانتظار ذلك منذ زمن بعيد. فأرسل وعلى الفور مستدعياً طغاة الأكراد، وأمرهم بضرب اهالي القرى المسيحية كُلِّها بحد السيف، ولا يستثنوا من ذكورها أحداً ايّاً كان. وكان أمر سيران ايقاد نارالإضطهاد ضِدَّ مسيحيي الجزيرة والقرى التابعة لها كسيران النار في الهشيم، وما إن انتشر الخبر الجائر بين مسيحيي المدينة والقرى، وما سينتج عنتطبيقه من مآسي، حتى سارع مَن تمكَّن منهم الى الفرار ليلاً نحو أماكن بعيدة عن الخطر، وقد وصل الكثيرون الى الموصل  وقراها بحالةٍ يُرثى لها جوعى وعطشى ومتعبين. أما الذين لم يسعفهم الهرب ليلاً، فقد طالهم سيف الشرِّ والعِدوان، وكان صراخ المُضطهَدين من اجل اسم المسيح يُمزِّق أجواء الفضاء، واكدسَّت المدينة والقرى بجثثهم العارية، ذُبِح الصبيان فوق الصخور وانتزع الأطفال والرضع عن صدور امهاتهم وذبحوا، انتُهِكت البتولات في وضح النهار، واغتُصِبت الشابات عنوةً! ولم يسلم من المجزرة الرهيبة إلا مَن سنحت لهم فرصة الهروب واللجوء الى المغاور والكهوف، ولدى خروجهم منها بعد حين، كان منظرهم كعيدان نال منها الإحتراق ومتكسِّرة كتكسُّر الزروع والكروم عند تعرُّضها لسقوط حبّات البرد.  ولم تصل نيران هذا الإضطهاد البشع الى قرى الهوز، هربول، مير، وآزخ.

( بينما نشرت مجلة "حمورابي" التي تُصدرها الجمعية الكلدانية الآشورية في فرنسا بعددها 21 – 22 لعام 1999م سيرة القس يوسف عدلوني الهربولي، حيث ذكرت ضِمنها: بأن والد القس يوسف المذكور وعشرة رجال آخرين من قريته هربول قد طالتهم ايدي القتلة وكان استشهادُهم في الثاني عشر من تموز 1915م، وإنَّ اسماءَهم وردت في السيرة. وعلى إثر ذلك اضطرَّ اهالي هربول للهرب واللجوء الى بعض القرى الآمنة ومن ضمنها قرى عراقية. وعندما استقرَّت الأوضاع عادوا الى قريتهم.)

شرع المُضطهِدون الأشراربإلقاء القبض على الأساقفة، وهم مار يعقوب اوراهم منّي مطران الجزيرة على الكلدان ومار ميخائيل ملكي  مطران السريان الكاثوليك، أما مطران المونوفيزيين اليعاقبة مار بهنام عقراوي، فقد سنحت له فرصة الهروب الى آزخ ليلاً. وشمل إلقاء القبض على كهنة الكلدان والسريان وهم كُلُّ من: القس حنا والقس مرقس والقس ايليا من كهنة الكلدان. ( بيد أنَّ الخوري يونان بيداويذ نظم مرثاة وثق فيها قساوة المضطهِدين تتألف من 259 بيتاً، وكُلُّ بيت منها بأربعة مقاطع، أشار فيها بأنَّ عدد الكهنة الكلدان كا إثني عشر كاهناً دون أن يذكر اسم أيِّ واحد منهم، إلا أنَّ المعمرين من أهالي قرية اشي يذكرون بأنَّ القس يوسف يلاب من أهل قريتهم، كان احد الكهنة الإثني عشر الذين استشهدوا). أما القس شمعون والقس بولس فكانا من السريان الكاثوليك.

القوهم جميعاً في السجن، وفيه استشهد الأسقفان على يد المارديني المجرم المدعو عبدالعزيز جاويش، حيث طعن بخنجره الأسقف الكلداني مار يعقوب اوراهام منّي إحدى عشرة طعنة، أما مطران السريان الكاثوليك مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، فقد أطلق عليه رصاصتين بقط فأرداه قتيلاً، وهكذا فاضت روحاهما الطاهرتان الى الرب خالقهما ومخلصهما. وإنَّ جماعة من اليهود المعروفين ببغضهما وكُرههما الشديدين للكاثوليك، جاءوا واستلموا جثتي المطرانين الشهيدين، ربطوا رجلي كُلٍّ منهما بالحبل وسحلوهما في شوارع وساحات المدينة، ثمَّ أخرجوهما من المدينة ورموهما على شاطيء دجلة وتركوهما عريانين، طعماً للكلاب السائبة وأبناء آوى والغربان الجارحة.

يقول المؤلف المطران اسرائيل اودو، بأنَّه كتب ما جرى للمطرانين الجليلين في نهاية المطاف نقلاً عن لسان عبدالله سليمان الموصلي فقد روى لي لدى لقائي به في الموصل حادث استشهادهما حيث قال: بأنَّه قد شاهد الحادث بام عينه أثناء مروره بالجزيرة عام 1915م كان مشهداً بشعاً يعجز البرابرة عن فعله. وبعد هذا الفعل المُقرف بحق المطرانين الطاهرين، عاد المُجرمون القتلة، فتلقَّفوا الكهنة الأفاضل، وأساموهم أصناف الإهانات والعذاب من بصقٍ بوجوههم ونتف شعر لحاهم وركل بطونهم بأرجلهم، وكسر عظامهم وتهشيم جماجمهم حتى قضواعليهم، فسحلوهم الى خارج المدينة وكأنَّ غليلهم لم يشفَ، إذ كانت المسبات والشتائم وكلمات السخرية والإستهزاء تخرج من شفاههم القذرة، ثمَّ القوهم عراة في القفر طعاماً للكلاب السائبة والطيور الجارحة. تُرى، الى هذا الحد يبلغ ظلم الإنسان الى نظيره الإنسان لمجرَّد اختلافه عنه بالدين؟ كيف يتشدَّق المسلمون بقولهم أن دينهم دين تسامح ورحمة؟ هل التسامح والرحمة يتجسدان بالقتل على الهوية الدينية؟ ما ابشع البربرية في طغيانها واستعلائها الفارغ وكبريائها الكاذب!

وفي نهاية آب لعام 1915م قام السفاحون ثانية بمداهمة دور المسيحيين، وألقوا القبض على الرجال الذين لم يحظوا بهم في المداهمات السابقة، وزجوهم بالسجن وشرعوا بتعذيبهم، وبعد يومين اقتادوهم الى خارج المدينة وذبحوهم للآخر ورموا بجثثهم في القفر. وإذ لم يشفى غليل القتلة بهؤلاء، أعادوا الكرَّة في بداية ايلول 1915م وراحوا يُلقون القبض على النساء، فأخرجوهنَّ من بيوتهنَّ وطوردنَ كما تُطارد من أعشاشها، وللمزيد من السخرية قاموا بعرضهنَّ في الأسواق والطرقات وهنَّ منزوعات الملابس فرجة للملأ، كان البكاء يخنق العفيفات وعلى صدورهنَّ أطفالهنَّ، وبشجاعةٍ مدهشة يهرعن لإستقبال الموت، وهنَّ يقدِّمن أعناقهنَّ لسيوف الجلادين الأثمة،  في سباق للفوز باكليل الشهادة عنوان العبور الى فردوس السعادة الأبدية. وعند منصات الذبح كان السفاحون السفلة من الأكراد وأبناء المدينة الأوغاد مجتمعين وفي ايديهم مختلف الأسلحة من سيوفٍ وحِرابٍ وخناجر وسكاكين وقضبان حديدية، وحال وصول النسوة من كُلِّ الفئات العمرية، هجموا عليهنَّ كالكلاب المسعورة، فجرَّدوهنَّ من ملابسهنَّ، واخذوا بذبح ذلك الجنس الناعم واللطيف، والتنكيل به بتفننٍ شيطاني، حتى شُلَّت ايدي الجزارين وكَلَّت سيوفهم، ولكنَّ قلوبهم ظلَّت أقسى من الحجر الصوان، وبهذا الشكل المُهين والمُشين معاً هوت أجساد الحرائر الشهيدات وتكدَّست جثثاً هامدة مضرَّجة بالدماء الزكية التي ارتوت الأرض من فيضها، أما أرواحهنَّ العفيفة فقد صعدت الى السماء مكلّلة بأكاليل الغار والشهادة. والى الحلقة السابعة قريباً.

الشماس د. كوركيس مردو



اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Kawmiya2
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان

يونادم كنّا وآغاجان كفتا ميزان لضرب مصالح مسيحيي العراق ولاسيما الكلدان

من يتعاون مع كنّا وآغجان فكأنه يطلق النار على الكلدان

To Yonadam Kanna & Sarkis Aghajan

You can put lipstick on a pig but it is still a pig

To Kanna & Aghajan

IF YOU WANT TO REPRESENT YOUR OWN PEOPLE,
YOU HAVE TO GO BACK TO HAKKARI,
TURKEY & URMIA, IRAN


اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة 7ayaa350x100
اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة Images


ياوطني يسعد صباحك
متى الحزن يطلق سراحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام الحلقة السادسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كلداني :: مَقَالَاتٌ لِلْكِتَابِ الْكَلْدَانَ :: مقالات الكاتب الكلداني/د.كوركيس مردو-
انتقل الى: