لن نحتكم الى كنيسة روما حول التسمية القومية, ولكن.. «
في: 25.08.2015في 02:34 »
لن نحتكم الى كنيسة روما حول التسمية القومية, ولكن..
كما نعلم, كان المسيحيون في بلاد النهرين يمثلون اغلبية السكان قبل دخول الاسلام, مع مرور الوقت بعد دخول الاسلام, اصبحوا اقلية ضئيلة جدا نتيجة التحول من المسيحية الى الاسلام. وهذا التحول لم يؤدي فقط الى تغير في الدين وانما ايضا الى التغير الاثني والديموغرافي, ان التحول الاغلبية المسيحية, لم يتم عن طريق اعتناق المسيحين الدين الاسلامي بشكل فردي كاشخاص فقط وانما على شكل جماعات واثنيات كاملة , وهذا الذي سبب تناقص كبير ومفاجيْ في عدد سكان المسيحين في البلاد في فترة زمنية لا تتناسب مع اعداد المتحولة الى الاسلام. والحقيقة ان التحول الجماعي لا يحصل الا اذا تحول رئيس عشيرة او جماعة اثنية او رجل دين مسيحي كبير الى الاسلام ليلتحق به اتباعه ومناصريه.
تاريخ شعبنا هو تاريخ كنسي بالدرجة الاساس, وكنائسنا تعاني من شحة في المصادر والوثائق القديمة التي يمكن الارتكان عليها في كتابة تاريخنا, وذلك نتيجة الاضطهادات والهجرات المستمرة عبر التاريخ, وهنا تكمن اهمية جمع وتوثيق تاريخنا. في حين كنيسة روم الكاثوليك كانت مستقرة الى حد ما, على الاقل من خلال مؤسستها الادارية والسياسية الفاتيكان, ولا شك لديها كم هائل من الوثائق التي تخص شعبنا بسبب تاريخها الطويل في التعامل مع الشعوب وخاصة شعبنا. قد نجد في خزائن الفاتيكان كثير من الوثائق التي ممكن ان تربط الحلقات المفقودة من تاريخنا ببعضها. هذه دعوة للمختصين بتاريخ شعبنا والاكاديميين للتواصل مع الفاتيكان للاطلاع على الوثائق التي تخص شعبنا في مخازنها رغم القيود المفروضة.
تعتبر مكتبة ارشيف الوثائق السرية في سراديب الفاتيكان اكبر مكتبة في العالم, طول رفوفها يقدر ب 84 كيلومترا, تحوي على وثائق ومخطوطات تعود الى القرن الثامن الميلادي, منها الدينية والتاريخية والسياسية والمالية, مسؤول المباشر عليها هو البابا نفسه. الاطلاع على هذا الارشيف لا يتم الا تحت قيود مشددة ومن قبل اشخاص موثوقين جدا بهم, من رجال الدين بموافقات خاصة للدارسين والباحثين والاكاديميين. يقوم الفاتيكان بفتح بعض الملفات والوثائق كل75 عاما وهي بشكل عام ما يتعلق بالايمان الكاثوليكي وسيرة البابوات السابقين ولكن ليس ما يخص الشعوب ودور روما فيها.
بين حين واخر يخرج بعض الاشخاص بتسريب بعض الوثائق السرية, كما حصل مؤخرا في ايطاليا من تسريب من قبل خادم قداسة البابا فرنسيس, اما الاخرين من الباحثين والمؤرخين فيستعينون بمكتبة الفاتيكان وخاصة رجال الدين الكاثوليك حيث ما يكتبونه عن الكنيسة لا بد من اخذ موافقة الكنيسة لنشره.
اطلعت على كتاب "الكنائس الشرقية المسيحيية, مسح مختصر", (Eastern Christian Churches, Brief Survey) لأحد رجال الدين الكاثوليك الباحثين, هو رونالد ج روبرسون, والكتاب منشور بموافقة كنيسة الروم الكاثوليك الذي دعاني الى الاعتقاد بانه لا بد ان يكون قد اطلع على وثائق مهمة عن الكنائس الشرقية والا لما وافقت الكنيسة على نشره.
والاب رونالد جي روبرسونRonald G Roberson حاصل على شهادة الدكتوراه من المعهد الشرقي البابوي, هو من الاباء البولسين (نسبة الى القديس بولس ) كان عضو في المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية من 1988-1992 , ويعيش حاليا في واشنطن دي سي في كلية سان بولس, وهو مدير أمانة الشؤون المسكونية والأديان لمؤتمر اساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة .
في كتابه الموسوم الكنائس الشرقية المسيحيية, مسح مختصر, (Eastern Christian Churches, Brief Survey) يكتب عن تاريخ الكنائس الشرقية عامة وكنائس شعبنا خاصة من الكلدانية والسريانية والاشورية, نشاْتها وانقسامتها وعلاقاتها ببعضها والاضطهاد الذي وقع عليها الى عصرنا الحالي.
الكتاب طبع بموافقة الكنيسة الكاثوليكية, يمكن قراءته على موقع CNEWA CANADA وهو موقع لمنظمة بابوية انسانية ورعوية.
http://www.cnewa.ca/default.aspx?ID=32&pagetypeID=1&sitecode=CA&pageno=1او cnewa.ca
ادناه ترجمة بعض الفقرات عن تاريخ نشوء الكنيسة الكلدانية, وللمختصين بالترجمة استنسخت الفقرات الاصلية باللغة الانكليزية.
كنيسة الكاثوليكية الكلدانية
}في القرن الثالث عشر, الارساليات الكاثوليكية - وفي المقام الاول الدمنيكان والفرانسسكان- كانوا ينشطون بين مؤمني كنيسة المشرق الاشورية (Assyrian Church of the East ). ونتج عن ذلك سلسلة من التحويلات الفردية من الأساقفة واتحادات لفترات وجيزة، ولكن لم يتم تشكيل أي مجتمع دائم.
في منتصف القرن الخامس عشر, تقليد تولي البطريركية الوراثي (من العم لابن الاخ) كان قد شرع في الكنيسة الاشورية (the Assyrian church ). ونتيجة ذلك, عائلة واحدة سيطرت على الكنيسة, ومن غير المتدربين من الصغار كانوا يختارون لمنصب البطريرك.
عندما تم اختيار البطريرك في 1552, مجموعة من اساقفة الاشوريين (Assyrian bishops) رفضوا قبول به وقرروا البحث للاتحاد مع روما. فانتخبوا رئيس الدير, يوحانان سولاقا, ليكون بطريركهم وارسلوه الى روما لترتيب الوحدة مع الكنيسة الكاثوليكية. في بداية 1553 قام البابا جوليوس الثالث بتسميته بطريرك شمعون الثامن " للكلدان " ( of the Chaldeans) ورسمه اسقفا في سانت بيتر بسيليكا في التاسع من نيسان عام 1553 .
البطريرك الجديد رجع الى وطنه في نهاية 1553 وبداْ بسلسلة من الاصلاحات, ولكن المعارضة من قبل البطريرك الاشوري المنافس كانت قوية. تم القبض على شمعون من قبل باشا العمادية, وتعذيبه, وقتله في كانون الثاني 1555 . وفي النهاية رجعت جماعة سولاقا الى كنيسة المشرق الاشورية, كان هناك اضطرابات وتغيير في المواقف خلال الصراع بين اطراف الذين مع الكاثوليك والذين ضد الكاثوليك. الوضع استقر اخيرا في تموز 1830 , عندما اكد البابا بيوس الثامن الميتروبوليط حنا هورمزياس كرئيس الكلدان الكاثوليك, بلقب بطريرك بابل للكلدان (Patriarch of Babylon of the Chaldeans ) ومقره في الموصل.{
براْي ان ما ورد في الكتاب المذكور صحيح ليس فقط لكون المؤلف رجل دين كاثوليكي بمركز مرموق ومعتمد من كنيسة روما الكاثوليكية, وانما ايضا التحليل العقلاني يؤيد ذلك
- ان الكنيسة المشرق كانت كنيسة اشورية وان الشعب كان ذو اثنية اشورية في منطقة اشورية تاريخيا
- ان محاولات روما لفترة منذ مطلع القرن الثالث عشر حتى منتصف السادس عشر فشلت لجعل تبعيتها لروما
- بعد تسميتها (للكلدان) في 1552 لم تستقربل رجعت جماعة سولاقا الى احضان الكنيسة الاشورية
- الكنيسة الكلدانية لم تستقر بشكلها النهائي الا في عام 1830 بعد تسمية (بطريرك بابل للكلدان)
لماذا؟!
كما اسلفنا في الفقرة الاولى, ان التحولات الجماعية بين الاديان لا تتم الا بتحول رؤساء الجماعات من رجال الدين والعشائر والاثنيات, وكنيسة روما تدرك جيدا هذه الحقيقة وتاريخها بالتعامل مع شعوب العالم يشهد عليها, وبما ان الكنيسة كانت اشورية ترفض الانتماء لروما, كان لا بد من خلق اثنية اخرى تنافسها لغرض التحول الجماعي بقيادة الاساقفة المؤيدين لها.
التسمية (للكلدان) لم تنجح في البداية, لان اتباع الكنيسة الاشورية لم يكونوا بمستوى الثقافي ليعرفوا من هم الكلدان, ولكن عندما تم اضافة (بابل) في عام 1830 وهي مدينة معروفة في تاريخ الاشوريين, تم قبولها من قبل اتباع الكنيسة الاشورية المؤيدين للانظمام الى كنيسة روما.
الهدف بالنسبة لكنيسة روما كان هو تحويل كنيسة المشرق الاشورية لكنيسة كاثوليكية تابعة لروما والوسيلة هي خلق جماعة اثنية داخل الاثنية الاشورية لمنافستها وبالتالى القضاء عليها بقيادة دينية لتسهيل عملية التحول الجماعي نحو الروما.
ميخائيل ديشو
The Chaldean Catholic Church
As early as the 13th century, Catholic missionaries – primarily Dominicans and Franciscans – had been active among the faithful of the Assyrian Church of the East. This resulted in a series of individual conversions of bishops and brief unions, but no permanent community was formed.
In the mid-15th century a tradition of hereditary patriarchal succession (passing from uncle to nephew) took effect in the Assyrian church. As a result, one family dominated the church, and untrained minors were being elected to the patriarchal throne.
When such a patriarch was elected in 1552, a group of Assyrian bishops refused to accept him and decided to seek union with Rome. They elected the reluctant abbot of a monastery, Yuhannan Sulaka, as their own patriarch and sent him to Rome to arrange a union with the Catholic Church. In early 1553 Pope Julius III proclaimed him Patriarch Simon VIII “of the Chaldeans” and ordained him a bishop in St. Peter’s Basilica on April 9, 1553.
The new Patriarch returned to his homeland in late 1553 and began to initiate a series of reforms. But opposition, led by the rival Assyrian Patriarch, was strong. Simon was soon captured by the pasha of Amadya, tortured and executed in January 1555. Eventually Sulaka’s group returned to the Assyrian Church of the East, but for over 200 years, there was much turmoil and changing of sides as the pro- and anti-Catholic parties struggled with one another. The situation finally stabilized only on July 5, 1830, when Pope Pius VIII confirmed Metropolitan John Hormizdas as head of all Chaldean Catholics, with the title of the Patriarch of Babylon of Chaldeans, with his see in Mosul.