في ذكرى رحيل اغا بطرس ( ويسرني جدا ان ارى مزيدا من الاشوريين والكلدان نحو تحقيق الهدف في الوحدة القومية والحكم الذاتي ) «
في: 02.02.2016 في 22:31 »
[size=32]في ذكرى رحيل اغا بطرس ( ويسرني جدا ان ارى مزيدا من الاشوريين والكلدان نحو تحقيق الهدف في الوحدة القومية والحكم الذاتي )[/size]
ابو سنحاريب تمر اليوم (2 شباط ) الذكرى 74 عاما على رحيل القائد الاشوري الملقب سنحاريب القرن العشرين ( توفي 2-شباط 1932 في منفاه فرنسا ) .
واذا كانت كل الشعوب والامم تفتخر برموزها الوطنية او القومية او الدينية الاخرى فان اهم ما تفتخر به الاجيال الاشورية الحديثة والقادمة هو الرمز القومي اغا بطرس لما بذله من جهود جبارة لخدمة القضية الاشورية في اشد واتعس الظروف و الاوضاع السياسية التي مرت بها شعوب المنطقة عامة والشعب الاشوري خاصة اثناء الحرب الكونية الاولى حيث وقعت العشائر الاشورية في منطقة حكاري واورميا في فخ سياسي شاركت في صنعه واقامته قوى خارجية متضاربة المصالح السياسية في تلك المنطقة مما اوقع شعوب تلك المنطقة في معارك كثيرة فيما بينهم ادت بدورها الى استنزاف القابليات والموارد المادية والنفسية لتلك الشعوب وخاصة الاشوريين الذين اصبحوا بين فكي الاضطهاد الديني والقومي للقوات التركية والفارسية وبعض العشائر المسلمة الاخرى في المنطقة .
وهنا في هذا المقال القصير سوف انقل للقراء مقتطفات من حياه وكفاح اغا بطرس -( نقلا من كتاب اغا بطرس -سنحاريب القرن العشرين - من تاليف الشاعر الكبير نينوس نيراري وترجمه فاضل بولا )
ولد بطرس في الاول من نيسان سنة 1880 م من ابوين اشوريين في القرية السفلى من منطقة باز في جبال حكاري التركية
ودرس بطرس في مدارس المبشرين الاوربيين المنتشرة في منطقة الباز مسقط راسه ولما انهى المرحلة الابتدائية رحل الى مدينة اورميا لاكمال الدراسة في مدرسة المبشرين هناك
ثم سافر الى امريكا ومكث ثلاث سنين في نيويورك ثم عاد الى اورميا بعد ان اصبح بمعيته مبلغا من المال حيث انفقه في شراء السلاح وتعبيره الى اورميا مخفيا تحت شحنات الاحذية في صناديق خشبية كبيرة
في سنة 1907 ابرمت معاهدة ما بين الاطراف الثلاثة - روسيا وانكلترا وحكومة ايران ونصت هذة المعاهدة على تمركز القوات الروسية شمال ايران حتى منطقة اذربيجان والقوات الانكليزية في الجنوب لحماية حكومة ايران من التجاوزات التركية ولقمع الاصطرابات الداخلية
وفي سنة 1909 اخمد الروس الاحداث الدامية التي نشبت في تبريز وفي سنة 1911 احكم الروس السيطرة على اورميا
في مايس 1909 صدرت ارادة السلطان في اسطنبول بتعينه قنصلا لتركيا في مدينة اورميا وتم تخويله بمسؤوليات وصلاحيات كثيرة
ومن ثم قام الحاكم العام لاذربيجان بمنح اغا بطرس رتبة عسكرية تعادل الكولونيل نتيجة الخدمات التي قدمها لروسيا وايران
وعن العشائر الاشورية في حكاري : الذي يقع في جنوب شرقي تركيا في منطقة وان وهو وطن العشائر الاشورية الخمسة وهي كما يلي
اولا - عشيرة تياري - تتوزع على اربعين قرية وهي على قسمين تيار العليا وتيار السفلى
ثانيا - عشيرة تخوما - سبع قرى الى الشرق من تيارى
ثالثا عشيرة باز - الى الشرق من تخوما وتتوزع على ثمان قرى
رابعا - عشيرة جيلو - الى الشرق من باز تتوزع على ستة عشرة قرية
خامسا عشيرة ديز الى الشمال من باز وجيلو وتتوزع عاى عشرة قرى
وهناك اشوريون اخرون يقطنون هذا الاقليم في منطقة طال وكون ويعتبرون رعايا للعشائر المذكورة ويتوزعون على سبع قرى الى الشمال من تخوما
وكان يقطن في جبال حكارى ما يقارب المائة الف اشوري وكل عشيرة كان يدير شؤونها احد ابنائها يكون بمثابة رئيس لها يدعي ملك
وهذا بدوره يرتبط بمرجع ديني هو الكرسي البطريركي الذي يجلس عليه غبطة مار شمعون بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة وكان مقره في قوجانس
وبعد قيام تركيا الفتاة - جاء في اجتماعات حزب تركيا الفتاة على لسان مسؤول تركي اسمه ناظم الذي قال بالحرف الواحد - نحن نريد ان يعيش على هذة الارض اتراك فقط واما القوميات الاخرى فالى حيث القت رحيلها ام قشعم اي ليتركوا الارض لكي تتطهر منهم -
وقال اخر - من الواجب تطهير البلد من بقية القوميات واستئصال شافاها كنبتة ضارة وهذا هو هدفنا )
كما جاء في تصريح احد القادة الثلاثة في تركيا انور باشا قائلا - انا لم اعد قادرا على تحمل وجود المسيحين على ارض تركيا
وفي صيف 1915 اعلن طلعت باشا عن هدف السلطات التركية باتخاذ من الحرب الاولى ذريعة للتخلص من الاعداء في الداخل وقد ورد على لسانه حرفيا بان اولئك الاعداء هم المسيحيين في تركيا )ص55
- ان اغا بطرس كان يحمل صليبا درجة رابعة منح له في معركة باش قلعة وكذلك كان يحمل وساما اخر من نوع صليب سانت جورج منح له في قتال اوشنو
- في الثامن من تموز 1918 هبطت طائرة انكليزية في اورميا وقال قائد الطائرة للاشوريين - (بان كل الوعود التي اعطوها الحلفاء للاشوريين سوف تنفذ بعد الحرب وان فكرة اقامة وطن للاشوريين ستوضع موضع التنفيذ بعد تحقيق النصر )(
- وترك الاتراك رسالة الى اغا بطرس بعد انسحابهم من احد الجبال المحيطة باورمي جاء فيها ( الى بطرس باشا الموقر قائد القوات الاشورية صدرت الينا الاوامر بالانسحاب من هذة المواقع بوصول القوات الانكليزية الى الموصل والان ستكون كردستان تحت رحمتك وان الحرب لا بد ان تضع اوزارها وانتم لا زلتم ابناء تركيا وسوف تعودون الى دياركم معززين مكرمين ويجب ان يكون افتخاركم دائما بتركيا )ص156
- وبدا الاجلاء من مدينة أورمي في 18 تموز 1918 - ثمانون الف ونيف من الناس طرقوا السبيل منهم على العربات ومنهم سيرا على الاقدام واخرون على ضهور الحيوانات وبشكل عشوائي ) ص158
واستمرت هذة المسيرة 13-30 يوما وبلغت الخسائر بالارواح بين 10-15 الف نسمة
-وقد تمت محاصرة 14000 اشوري من قبل العدو في اورمي فتم اسرهم وقتلهم جميعا ما عدا 600 نسمة انقذهم الامريكان واخذوهم الى تبريز
-في تشرين الاول 1918 وبالضبط في الثلاثين منه صدر عن ممثلي الانكليز والاترك قرارا بابرام اتفاقية السلام فيما بينهم وازاء هذا عالج رؤساء الاشوريين تجديد طلبهم للرجوع الى وطنهم في اورمي وحكاري
- في نهاية سنه 1918 ابعدت السلطات العسكرية الانكليزية اغا بطرس واخيه اغا مرزا الى بغداد وفرضت عليهما الاقامة الجبرية في منطقة الصالحية
- وقد اعجب السفير الفرنسي بشخصيته وشجاعته وقلده نوطا فرنسيا من نوع فارس فرقة الشرف سنة 1919
-وكان اغا بطرس قد وجه رسالة اخرى الى نفس الجنرال الفرنسي في بيروت باللغة العربية وقد سرقت من السفارة الفرنسية من قبل صديقة الجنرال نفسه وهي فتاة آشورية من ولادة روسيا كانت تعمل جاسوسة لصالح الانكليز وارسلت نسخة من الرسالة المسروقة الى المسؤولين الانكليز في بغداد وكان في هذا سببا لطرد اغا بطرس من العر اق
- في شباط 1920 عاد اغا بطرس الى بعقوبة بمعيته اثنين من الضباط الانكليز واستقبل بحفاوة بالغة من قبل ابناء قومه وامر باقامة نصب تذكاري يخلد الشهداء الاشوريين الذين سقطوا في الحرب )
- الخطوة التوحيدية لاغا بطرس
( لدى وصول اغا بطرس الى وادي الرافدين استقبل استقبالا حار ا يليق بالملوك من قبل ابناء قومه من اشوريي نينوى وقد وضع نصب عينية توحيد الاشوريين والكلدان واليزيدية ولهذا السبب راح يطوف في قرى الموصل واستقبله اهالي تلكيف والقوش وباعذرا بالاهازيج والافراح واكرموا مثواه )ص176
- وعن الوطن الجديد الذي كان يتطلع اليه اغا بطرس كبديل هو :
( زاخو - جزيرة ابن عمر - بوتان - عقرة - راوندوز عمادية مع حدودهم الطويلة ويطلق على هذا الوطن مناطق الاستيطان الاشورية وكل منطقة من هذة المناطق يمثلها وكيل في الحكومة ويكون الوطن تحت وصاية وحماية احدى الدول التحالف --- اما الاكراد يمثلون قسما من سكان هذا الوطن ويعيشون معنا اخوة نعمل معا لمصلحة بلد واحد بعيدا عن احقاد وضغائن الماضي ) وفي نهاية رسالته هذة وقع هكذا المحب المخلص دائما بطرس ايليا
قائد القوات الاشورية - الكلدانية في اورمي
-في اذار من سنة 1921 تم وضع اول تشكيل عسكري اشوري في خدمة الانكليز وبقيادتهم تحت اسم عسكر ليفي يحل محل القوات البريطانية في العراق
-لقد طلب الجنرال الاشوري من جماعته عدم المشاركة في القوة الموسسة من قبل الانكليز واوعدهم بانه سيبذل قصارى جهوده بتاسيس وطن اشوري يمتد من اورمي حتى اسكندرية على البحر الابيض المتوسط تحت حماية فرنسا ) ص197
-في رسالة سرية صادرة من فرع الخدمات في الموصل في 6 اذار 1922 وبطيها رسالة من اغا بطرس يبيبن فيها الخطوات التي يجب اتخاذها من اجل اقامة اقليم كلدواشوري داخل الحدود المؤشر عليها بالاحمر على الخارطة بموازرة فرنسا لتقديم الدعم المادي والعسكري لهذا الغرض )ص203
- وقامت بعد ذلك القوات البريطانية بطرده من العراق الى فرنسا منفيا الى مرسيليا في جنوب فرنسا في اب 1921 وحل في مدينة طولوز
وعن وحدة الكنائس ذكر ما يلي ( قام مار طيماثاوس اسقف الملبار مع سرما خانم بزيارة مار عمانؤيل بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في بعذاد سنة 1919 وعرضوا عليه الاتحاد رحب مار عمانويل بهذة الفكرة واجابهم اذا اردتم توحيد الطقوس الكنسية فما علينا الا ان ناتي بالطقس النسطوري وطقسنا ونحاول ان نوحد بينهما مع الزيادة و النقصان واذا قصدتم توحيد الامة فهذا من واجب العامة فعلى الرؤساء من كل الطرفين ان يجتمعوا وينجزوا هذة المهمة التاريخية وانها لخطوة هامة جدا في هذا الظرف واما نحن مسؤوليتنا تقتصر على القضايا المذهبية )
-و( كل الرؤساء الروحانيين - البطريركية - ومن يعملون باسمهم في هذة الامة الصغيرة ان ينحوا منحى الاتحاد بعيدا عن رئاسة شخص واحد لان الرؤساء الروحانيين احدهم لا يرضى بالاخر ---- ولعنة الله على كل من لا يقبل راي المجموع واللعنة على الدجالين والافاكين وعلى كل من افترى على اخيه ---- وعلى الذي يقاضي الزين بالشين وعلى الذي كان مبعث التشتت والذي يبخل بجهده من اجل توحيد الامة )ص233
- ونحن هنا شكلنا لجنة نعمل من خلالها من اجل الحصول على الحكم الذاتي للاشوريين والكلدان يكون موقعه من بحيرة اورمي شرقا الى جزيرة بوتان ومن باش قلعة شمالا حتى الزابين ودجلة جنوبا ) تفس الصفحة اعلاه
ونختم اقتباساتنا من هذا الكتاب الممتلئ بمعلومات تاريخية مهمة - بالعبارة الختامية لرسالة اغا بطرس ص 234
( ويسرني جدا ان ارى مزيدا من الاشوريين والكلدان يحتلون مكانا في هذا التجمع والسير جنبا الى جنب نحو تحقيق الهدف في الوحدة القومية والحكم الذاتي --) بطرس ايليا
ومن جانبا نسال يا ترى هل سيبعث لشعبنا اغا بطرس - جديد |؟