كل الاخبار الواردة من الوطن تبعث على القلق لتصاعد التشدد الاسلامي في الحياة العامة حيث اعلن اقوى رجل في السلطة والمتنفذ في العراق عى مشروع اسلامي جرى و يجري تنفيذه وهناك اشارات كثيرة تؤكد ما قاله حيث يظهر بجلاء ترجمات عملية على الحياة العامة في البلاد.
*بدءا بسد كل مجالات الرزق امام غير المسلمين بما فيها التعيين في مؤسسات الدولة التي هي حكرا للاحزاب الاسلامية.
*الاستيلاء على عقارات المسيحيين من قبل جهات متنفدة بجانب التهديدات بالخطف والفدية او القتل او ما شابه ذلك من وسائل اجرامية.
*تلا ذلك ما يسمى الهوية الوطنية وقانونها القاضي باسلمت ااقاصرين من الابناء كنتيجة لاسلمت احد الوالدين.
*توزيع ملصقات في الاماكن العامة والدوائر الرسمية منشورات تطالب فرض الحجاب على المسيحييات.
*مؤخرا ضاهرة ارتداء شباب احذية على صدرها صورة كبيرة لعلامة الصليب الذي هواقدس اقداس المسيحيين في العالم كله مقابل صمت وقبول اجتماعي ورسمي.
ان ضاهرة كهذه ليست امراعفويا او طارءا اوتصرف انسان مختل بل انها صادرة من جهات متنفذة ورائها اهداف ورسائل الى من يهمه الامر.
ان هذه الاساليب تصاعدت كما ونوعا في كل البلاد العربية والاسلامية كنتيجة لما كني بالصحوة الاسلامية ومن كل المذاهب وبدرجات واساليب مختلفة.
فالضاهرة اقل ما يقال فيها انها مخلة بالذوق العام هذا ان كان قد بقي له اثر في البلاد التي عمها تدمير ثقافي شامل على كل الاصعدة في ظل المشروع الاسلامي الذي كشف عنه مؤخرا السيد نوري المالكي الذي يتحكم بكل مفاصل الدولة.
كل هذا مصاحب بصمت من الحكومة والمرجعيات الدينية مما يؤشر على ارتياحها على ما يجري، كل هذه هي رسائل لها اتجاه وهدف واحد هو ارعاب الاقليات لتفكر بالرحيل.
هذا ما يتعلق بالمنطقة العريبية في الوطن.
ويبدو ان الحال ليس بافضل منه في الافليم الكردي الذي توسمنا به خيرا بزعاماته العلمانية المظهرعلى الاقل.
لكن يبدو ان الحال لم يكن بالوردية التي تاملناها فيهم، حيث تتوارد الاخبارعن تجاوزات على القرى المسيحية والاستيلاء على العقارات او القيام باعمال استفزازية تجاه الامنين في قراهم كما حصل مؤخرا في منطقة نالا التي يسكنها المسيحيين بقيام بعض الاكراد كمسلمين بمحاولة بناء دار في وسط القرية وهل ضاقت كل ارض كردستان بهؤلاء ولم يبقى شيرا واحدا الا داخل هذه القرية لبناء دارهم؟؟؟؟ مجرد سؤال.
الم تمنح كل الاراضي الاميرية حول القرى المسيحية في الاقليم لهم؟؟؟
اليس هذا استفزازا او تهديدا واقلاقا لامنهم؟؟؟
والا ما معنى هذا؟
فالمؤسف وما يبعث الى القلق هو طريقة تعامل المسؤولين مع القضية حيث لم يكن بما كان ينتظر منهم لردع القائمين بهكذا تجاوزات وغيرها.
بل ربما كان مشجعا ولا اعتقد ان هذا يشرف الادارة الكردية التي سجلت نقاط كثيرة لصالحها امام العالم في صورة التعايش التي ظهرت خاصة بعد التحولات الثقافية والاجتماعية التي افرزتها الثورة الكردية، ومواقف وتصريحات اعلى مراجعها وقادتها وثمنا عاليا موقفها المشرف في استقبال المهجرين من المناطق العربية بصدر رحب وهذا يسجل لها.
اعتقد ان العقلاء من الاخوة الاكراد يعلمون ان استنساخ النموذج الاسلامي الذي دمر المناطق العربية في الجنوب لا يخدم لا الاكراد ولا قضيتهم ويدركون ايضا ان خلو الاقليم من المسيحيين ليس بصالحهم، هذه حالة غير مشجعة اطلاقا ولم يقتصر الامر على التعامل غيرالسليم مع القضية بل تعدى الى ما هو اسوا من القضية نفسها.
*حيث اراد اهالي القرية ايصال صوتهم الى المسؤلين يالتضاهرالسلمي فلم يحصلوا على الرخصة المطلوبة ومنعوا من دخول اربيل من قبل الاسايش
خلافا للقانون.
الكل يعلم ان من ابسط معايير الديمقراطية هو حق الشكوى وايصال الصوت
الى الجهات المعنية بالتضاهرالسلمي وهذا ما كانوا عازمين على فعله.
مما اضطر الغيارى من ابناء شعبنا من سكنة اربيل بالتضاهر لكن الطامة الكبرى جاءت من ذوي القربى اي الاحزاب القومية الاشورية من الحركة الديمقراطية، و بيث نهرين، وابناء النهرين من طعنهم في الظهر، بمقاطعة التضاهرة من جميعهم بحجج واهية من كل منهم، لان كل همهم هو الحفاض على مكانهم الدافيء في دهاليز السلطة العفنة كما فعلوا في 13 سنة الاخيرة
اذ كل ما سمعناه من شيخهم كان تبريرالاعتداءات والتجاوزات التي كانت
تحصل على من يدعون تمثيلهم.
كل ما قدموه من انجازات خلال العقود الاخيرة كان تسميم عقول اتباعهم بكراهية وتكفير كل من يتجرا ويعلن انه كلداني تماما كما تفعل داعش رغم الاخوة المسيحية التي لم تشفع لهم، علما ان المصيرالاسود ينتظر الجميع، ان كان اشوريا او كلدانيا.
الساعة السوداء لا تستثني احدا هذا هو المنجز المشؤوم لقيادات الاحزاب الاشورية مما ادى الى ردة فعل وخلق مناخ غير صحي بين ابناء المكون المسيحي رغم وضعهم الذي لا يحسدون عليه بعد الغزو الامريكي بنكهته الاسلامية المباركة.
لكن ما يشكرون عليه انهم ايقضوا الكلدان من غفوتهم وتطرفهم في اللبرالية واصبحوا يعلنون اعتزازهم بهويتهم القومية وهم في طريقهم لبناء هياكل واحزاب سياسية التي لم تكن سابقا من اهتماماتهم كما كان الحال عند الاخوة الاشوريين.
بالرغم من اليد الممدودة لهم لدرجة التوسل من بطرك الكلدان رفضوا مصافحتها سياسييهم وكنسييهم على السواء، هذه هي الحقيقة على مرارتها لان صفة اللاعقلانية وانعدام الرشد هو سلوك مزمن وحالة ادمان عند هؤلاء الاخوة
ومن المؤشرات الخطيرة التي برزت موخرا في الاقليم قضية ومحاولة تسويق بيع احذية اسفلها علامة الصليب هذا حصل في اربيل ثم تبعتها بغداد وهذا ليس بالامر الغريب او حالة عفوية او تصرف فردي من معتوه، ورغم اعلان الاعتذار عن الامر فالضرر قد حصل والرسالة قد وصلت للطرفين معا.
امر كهذا ورائه قوى متمكنة وعمل مدروس بعناية فائقة يستهدف ويهدد السلم والامن الاجتماعي في البلاد كلها.
لانها سيف ذوحدين انها من جانب ترهب الاقلية المسيحية الشبه اسيرة وشبه رهائن في المجتمعات الاسلامية هذا من جانب، ومن جانب اخر يقرؤها مرضى النفوس من الاسلاميين بانها الضوء الاخضر للانقضاض على هؤلاء البؤساء ويصعد عندهم الحنين الى ايام الغزو الاسلامي المبارك من قتل وسلب وسبي.
لا يسرني صمت القيادات الكنسية على هكذا محاولات تخريبية كان شيءا لم يكن لكن ليعلم الجميع ان العاصفة ستقتلع الجميع من جذورهم حتى لو كان عمرهم 7000 سنة ونيف.
هناك امر اخر جدير بالملاحظة ليعلم الجميع بان ليس في العالم كله من حكومة سيهمها امركم او تريد ان تعلم بوجودكم هذا ما يشهد له كل التاريخ الاسلامي في اجراءاته في التخلص من وجودنا, لا بل الغرب كان في اكثر الاحوال مشجعا ان لم يكن شريكا في امر المذابح التي نفذت بحق مسيحيي الشرق كله.
لا زلت آمل خيرا في القيادات الكردية الحكيمة بان تقطع الطريق على القوى الاسلامية بمنعها من تدمير امل ومستقبل الجميع المسيحيين والاكراد معا، لان الظلام لا يتحمل اية حزمة ضوء من اي مصدر اتت.
كنت قد كتبت مقالا محذرا من ان الافعى الاسلامية تلتف على عنق علمانية الاحزاب الكردية وها هي بين الحين والاخر تحرك رأسها مراقبة ردة الفعل الحكومية والقيادات الدينية والمجتمع معا، فان رات الصمت تزيد من راديكالية نشاطاتها التخريبية.. فحذار من هذا المستنقع الذي سيلتهم الجميع...تحياتي البائسة للجميع.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان