ترتيلة القيامة واحدة من الروائع الفنية والأدبية والشعرية والموسيقية لكنيسة المشرق المجيدة التي سبقت زمانها بقرون «
في: 08:42 27/08/2016 »
ترتيلة القيامة واحدة من الروائع الفنية والأدبية والشعرية والموسيقية لكنيسة المشرق المجيدة التي سبقت زمانها بقرون
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد
كان لي شرف المشاركة في الكونسرت (الحفلة الموسيقية) التي نظمها الأسقف عوديشو اوراهم من كنيسة المشرق الأشورية في السويد في 14 اب احتفاء بتذكار العذراء مريم.
والمطران عوديشو غني عن التعريف. كأسقف مسؤول عن كنيسة المشرق في أوروبا، له نشاطات كثيرة في التأليف والتدريس وإعادة طبع مؤلفات ومخطوطات كنيسة المشرق الطقسية وغيرها. خورنات وكنائس أسقفيته في السويد شعلة من النشاط من حيث التدريس الخاص بكنيسة المشرق بتعليمها المسيحي ولغتها وطقسها وليتورجيتها وفنونها وموسيقاها. وهو منشد من الطراز الأول وله تسجيلات وصل عدد مشاهديها الى مئات الالاف.
وقد قدمتُ عدة مقطوعات طقسية في الحفل ومنها ترتيلة القيامة، وهي واحدة من روائع القطع الفنية والأدبية والشعرية التي تركها لنا اجدادنا العظام.
وهذا تسجيل لهذه المقطوعة اديته على الة الكمان وأمل ان تروق لكلم وان تستمتعوا بسماعها:
https://youtu.be/1sJuINWvJNEوقمت بترجمتها نثرا الى العربية رغم ان الترجمة لا ترقى ابدا ولا حتى تقترب من روعة النص الأصلي.
اما اللحن فهو من الروعة بمكان ومؤشر مع النص الى الرقي والسمو الأدبي والفني الذي كان قد وصله اجدادنا في القرون الأولى للميلاد، الأمر الذي لا نشاهد قربا منه الا في العصور الحديثة وفقط لدى كبار شعراء الأدب الحديث.
وتيمنا بكنيسة المشرق المقدسة الرسولية الجامعة، اضفت بيتا واحدا للتغني بهذه الكنيسة المجيدة لأن لولاها لكنا قد اضعنا أنفسنا واندثرنا منذ أمد بعيد.
اما اللحن فحافظت قدر الإمكان على رونقه وروعته. المقام بيات من أروع ما يمكن سماعه وسلمه الموسيقي بديع قلما نرى مثيلا له لدى الشعوب الأخرى. وإن كان هناك شبه له فإنه لا بد وأن تمت إعارته (سرقته) من تراثنا لأننا الأقدم من حيث الثقافة والفنون ومعرفة الكتابة والقراءة والشعر والموسيقى وإنشاء المدارس والجامعات من الأمم برمتها.
وأناشد أبناء وبنات هذه الكنيسة المجيدة من الكلدان والأشوريين بصورة خاصة ومعهم الاشقاء السريان المحافظة على هذا الفن والأدب الرفيع.
الأمة او المؤسسة التي تمثلها، كنسية كانت ام مدنية، التي لا لغة ولا فنون ولا أدب ولا طقوس لها امة ومؤسسة ميته.
والأمة او المؤسسة التي تمثلها، كنسية كانت ام مدنية، التي تستبدل فنونها وآدابها وطقوسها ولغتها بالدخيل والأجنبي او تهمشها تقتل نفسها بنفسها.
ولا علاقة للتدين او المذهب من حيث التشبث بهذا التراث الرائع. السويديون لا دينيون (ملحدون) في أغلبيتهم الساحقة ولكنهم لتراث وأناشيد وفنون وآداب ولغة كنيستهم محبون ومحافظون.
هذا التراث الذي بدونه نفقد شرعيتنا كأمة وكذلك ككنيسة مشرقية ذات خصوصية وهوية، نملكه كلنا سوية بغض النظر عن المذهب الذي ننتمي اليه وبغض النظر عن التسمية وبغض النظر إن كنا متدينين ام لا.
والقصيدة هذه تعد أيقونة من أيقونات كنيسة المشرق لخصب خيال مؤلفها الذي يبدع في تأويل وتأوين النص الإنجيلي بشعر حر موزون بإحكام وبعض الأبيات فيها قافية نونية تظهر مكانة الكاتب من حيث التمكن من ناصية اللغة السريانية الساحرة بتفاعيلها وشعرها في فترة كانت أغلب الشعوب الأخرى في ظلام.
وما هو مدعاة فخر هي الحوارية المذهلة بين الملاك والنسوة ومريم المجدلية ومن ثم التسبحة والشكر في خاتمة القصيدة.
ويستخدم مؤلف هذه القصيدة المجهول أسماء حسنى للإشارة الى الله الأب ومنها "علّايا" (العلي) و"حنّنانا" (الحنان).
ولله الأب والمسيح ابنه والعذراء مريم أسماء حسنى كثيرة اخذها منا الأخوة المسلمون وصارت تراثا وثقافة وجزاء لا يتجزأ من كيانهم وفنونهم الموسيقية والأدبية والعمرانية وغيرها.
نحن مع الأسف لم نقم بجمعها او ربما – وحسب علمي – دراستها أيضا.
في الإمكان كتابة بحث من الاف الكلمات عن رائعتنا هذه وهي ليست الا واحدة من مئات او ربما الاف الروائع التي يجب ان نحيها بلغتها ولحنها ووزنها.
وأسهل طريقة هي كتابتها بخطها السرياني الساحر او بالكرشوني للذين لا يعرفون قراءة هذا الخط حسب الابجديات السائدة مع تقديم ترجمة لها باللغات الدارجة، وهذا ما سعيت القيام به رغم عدم مهنيته لكون معلوماتي وممارستي للتكنولوجيا الرقمية محدودة.
وقد تلاحظون انني اضع لقب "الدكتور" امام الأداء والترجمة وذلك تبجيلا وتثمينا لما تركه لنا اجدادنا العظام وربما هذه اول مرة استخدم فيها هذا اللقب وذلك عرفانا وبرهانا على اننا لا شيء امام عظمة كنيستنا المشرقية المجيدة وتراثها وفنونها وثقافتها وفكرها ولاهوتها وفلسفتها ولغتها الساحرة المقدسة مهما علا شأننا ومقامنا ومركزنا ولقبنا وعلمنا.
اترككم مع الترتيلة مرة أخرى ومن ثم ترجمتها:
https://youtu.be/1sJuINWvJNEترتيلة القيامة حسب طقس كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية
Resurrection Hymn according to the holy liturgy of the Church of the East
المؤلف: مجهول
اللغة: السريانية
أداء وترجمة: الدكتور ليون برخو
طار وهبط رئيس الملائكة من أعالي السماوات وهو مكسو بالوقار والتبجيل الملائكي
ودحرج الحجر من القبر بخشوع كبير وأدخل الخوف والاضطراب في قلوب الحراس
وردّ على النسوة وقال لهن: "لا تخفن" لقد قام ربنا من القبر كما وعدنا"
"وأرتقى بحمد وثناء كبيرين الى العلي تعالى تعالي وأنظرن المكان الذي كان مسجى فيه جسده البهي"
هلّلويا، اهللّ هللويا لكنيسة المشرق اهللّ هلّلويا
"ها هو الكتان الذي لف فيه متروك هنا كي يكون شاهدا لقيامته للشعب وكل الأمم"
وظهر لمريم المجدلية بمثابة البستاني واجابت هي وقالت له حسب عقلها:
"أيها البستاني أرني الذي انا في طلبه فإن نار حبه تتقد في وتحرق احشائي"
وأجابها ربنا وقال لها في ذات الوقت "مريم، مريم انا ابن الحنّان"
هلّلويا، اهللّ هللويا لكنيسة المشرق اهللّ هلّلويا
مبارك الرب الذي راق له هذا العمل وأنجز وأكمل بعمله هذا سر الخلاص
مبارك الذي قام بسلطان من بين الأموات ومنح الظفر لجنس ادم
له التسبحة من كل الأفواه وكل الألسنة ولتحل رحمته وحنانه علينا في كل أوان
هلّلويا، اهللّ هللويا لكنيسة المشرق اهللّ هلّلويا