أجاد وأبدع، وأوفى التاريخ حقه، كما أثبت بهذه المقالة أنه رَجُل دين يستطيع أن يميّز ما بين هويته الوطنية والقومية وما بين وظيفته الدينية دون خلط أو إدماج( كما كنا نؤكد ذلك في أغلب مقالاتنا)، فلكل حقل مجاله ووقته وشروطه، شكرنا وتقديرنا العالي لسيادته ونأمل من جميع رجال الدين أن يحذو حذو هذا الكاهن في مستواه العلمي والثقافي وشعوره القومي الصحيح. نعم أبونا نحن معك ونردد أيضاً بكل قوة " نرفض رفضاً قاطعاً إطلاق تسمية (السريانية) على لغتنا الكلدانية" فلغتنا الكلدانية أصولها أكدية، وكما وضحتم في مقالتكم، ولكن هناك خلاف بسيط نلمسه نحن ويراه جنابكم الكريم في مقطع من مقالكم حيث تقولون فيه " الرابطة الكلدانية هي مصدر إلهام لكل مَن له الغيرة الحقيقية لكي يعمل على إعلاء شأن أمته الكلدانية" ومن ثم تدعو الكلدان جميعاً أن يعملوا مع الرابطة من خلال هذا النص " هلموا معاً كلكم أيها الكلدان أسُود عشتار، أنهضوا وتأهبوا فأنتم العلمانيون وهذه الرابطة لكم ومنكم" . أبتي العزيز، حسب مفهومي المتواضع وفهمي لهذه الكلمات، أي إلهام يمكنني أن أستمده من هذه الرابطة وقيادتها تتلعثم في الكلام عن تاريخ الكلدان وأسم هويتهم القومية وحتى أسم لغتهم؟ قادة بالأمس القريب كانوا يعملون (لا نقول ضد الكلدان) ولكن لنكن دقيقين ضد الأسم الكلداني منفرداً، وعملوا تحت أو ضمن تنظيمات كانت أجندتها تنص على أن تنهي دور الكلدان بشكل كامل وتام سواء كانت الحركة الديمقراطية الآشورية أم المجلس الشعبي الأغاجاني، وإثنين من القادة الرئيسين للرابطة كانوا وإلى وقت قصير من ضمن هذين التنظيمين، فأي إلهام استطيع أنا المختص بتاريخ الكلدان أن أستلهمه من الرابطة ؟ ثم ألا ترى بأن هناك عدم توافق وإختلاف بين المفاهيم المذكورة ؟ 1.عدم التوفيق في إختيار أو تعيين قادة الرابطة الكلدانية، لكون القادة الحاليين غير كفوئين عدا شخص أو شخصين ويمكنني أن أذكرهم بالأسماء، وما عداهم من الرئيس نزولا لا يعرفون عن تاريخ الكلدان الأف باء، تعيين هؤلاء الكلدان في موقع قيادي كهذا وإصرار البطريركية على تسميتهم بقادة الكلدان في العراق والعالم ولّد رد فعل قوي جداً لدى بقية الكلدان، مما تسبب في زيادة الفجوة بين النخبة الكلدانية التي ضحّت عشرات السنين وأسست وبجهود كثيرين تنظيمات قومية وثقافية وهندسية كلدانية رفعت أسم الكلدان عالياً في المحافل الوطنية والدولية باذلة كل شئ من مال ووقت وجهد وغير ذلك، سواء بتصاميم تقاويم كلدانية أو إحياء مناسبات قومية كلدانية أو إقامة المؤتمرات الثقافية أو المهرجانات القومية الكلدانية وأغلبية هذه الجهود كانت من الجيب الخاص حيث لم تتلق هذه التنظيمات أية مساعدة من اية جهة كانت، مثل إتحاد المهندسين الكلدان والمركز الثقافي الكلداني والإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان والمهرجانات الكلدانية المقامة في الدنمارك وغيرها من دول المهجر والندوات الثقافية التعريفية لدول العالم للتعريف بالشعب الكلداني وغير ذلك، وأقصد بالنخبة الكلدانية هؤلاء الجنود المعلومين والحمد لله مثل المرحوم الأب يعقوب يسو وسيادة المطران مار سرهد يوسب جمو( أطال الله بعمره) والأب نوئيل والأستاذ المناضل أبلحد أفرام ساوا والمؤرخ القدير الأستاذ عامر حنا فتوحي والشماس الدكتور گورگيس مردو وألاستاذ قرداغ كندلان والأستاذ ناصر عجمايا وألاستاذ مايكل سيبي والأستاذ غسان شذايا والأستاذ المهندس حبيب حنونا والأب حنا شيخو والمرحوم الدكتور حبيب تومي وكاتب هذه السطور وغيرهم الكثيرين ممن لا تسعفني الذاكرة بذكر أسمائهم، فقد تم إبعادهم، لا بل إهمال وتجاوز ذكر تاريخهم النضالي بجرة قلم بسيطة من لدن غبطته بسبب العلاقات الشخصية، هذا التصرف الخاطئ أدى إلى شق الصف الكلداني وزيادة الفجوة بين الجانبين، لا بل عمل على أن يكون الكلدان على طرفين طرف يسند هذا وطرف يدعم ذاك، والحقيقة هي بأننا يدين أثنتين في جسد واحد. قادة رابطتنا وتصرف غبطته يذكّرني بتصرف سابق لأحد القادة عندما أختلف مع شيوخ العشائر الأصليين وأستقدم اشخاص ورسمهم شيوخ متصوراً أن المشيخة هي تعيين(كما هي رابطة البطريرك) ويحضرني في هذا قول لأحد الإخوة وليسمح لي الأخ الزبيدي أن أقتبس ما ذكره عندما حضر أحد الأشخاص للملك وطلب منه أن يعيّنه شيخاً لقبيلة، فقال الملك : ــ " أطلب ما تريد، فقال أريد أن تجعلني شيخاً، فرد الملك بأنه يستطيع أن يعينه وزيرا أو محافظاً أو عضواً في مجلس ٍ ما أما أن يجعله شيخاً فذلك خارج إرادته، لأن الشيخ لا يتم تعيينه بل هي نعمة من الله تمنح للشخص، وهي متكونة من ثلاثة أحرف : ــ ش / تعني الشهامة. ، ي / تعني بأن ينهي بالمعروف،،، خ / تعني خادم قومه، طيب كيف تكون الرابطة مصدر إلهام لي ولغيري من الكلدان وهم ينادون بفتح دورات لتعليم اللغة السريانية ؟ وأنا هنا لا أتبلى عليهم بل بيانهم هو الذي فضحهم، لماذا هذا الخطأ ؟ لأنهم بعيدين عن تاريخ الكلدان، أو عن الشعور بأنهم أصلاً كلدان. أليس هذا تناقضاً مع ما ذكرتموه في مقالكم لا سيما وأنتم بدرجة المرشد الروحي للرابطة؟ يعني لا ترى بأن هناك بَوناً شاسعاً في هذه المفاهيم ؟ ولا ننسى نحن من ضمن التراث العراقي وجزء من نسيجه المجتمعي فكيف أقبل بقائد كان بالأمس القريب ضدي وضد هويتي !!! يقول المثل الموصلّي القديم " جا العصر بنالو – بنى له - قصر" ، رأيي الشخصي أنه يجب تشذيب الرابطة من كل أدران الماضي وما يتعلق بفكر قادتها وتوعيتهم وتثقيفهم وإطلاعهم على تاريخ شعبنا وأصول الكلدان المتجذرة في عمق تاريخ العراق لأكثر من سبعة ألاف عام وليس لخمسمائة سنة خلت، وإن رغبتم بإقامة دورات تثقيفية لقادة الرابطة فأنا مستعد لإعطاء المحاضرات مجاناً ولوجه الله تعالى، وغايتي من ذلك نشر الوعي الثقافي الصحيح بين ربوع قادة الرابطة. 2. مناقشة مسألة تأسيس الرابطة ووضع الموضوع في الإهتمام الكبير في السينودس كان خطأ كبير، فالكل يعرف جيداً ما هو السينودس، وما هي مهماته وواجباته، السينودس إجتماع خاص بالسادة المطارنة لمناقشة أمور تخص الكنيسة، وبرأيي المتواضع أو التصرف الصحيح في مثل هذه الحالة إن رغبت الكنيسة بذلك، أن يدعو غبطته قادة التنظيمات القومية والسياسية الكلدان ومَن له إندفاع في العمل في المجال القومي الكلداني ويناقشوا الأمر فيما بينهم، وليس من الضروري أن يحضر الجميع إلى العراق ليكتسب الإجتماع الدستورية والقانونية، وليس من الضروري أن يكونوا مجتمعين وجهاً لوجه، في قاعة يتم تأجيرها لهذا الغرض تُصرف عليها مبالغ طائلة تثقل كاهن أي منظمة، وتتحمل مصاؤيف السفر والسكن والمنام والطعام والتنقل والأمسيات وغيرها الكثير الكثير والتي تقف عائقاً أمام تهيئة الإجتماع عدا ما تجعل المؤتمرين بحالة شد أو توتر من الوضع الأمني وغيره، الدنيا اليوم وبفضل الأنترنت أصبح قرية صغيرة، يعني يمكن أن يتحقق لقاء أو إجتماع بالصورة والصوت عبر وسائل الإتصال المعتادة ووفق برامج متعددة معروفة للجميع وبمتناول يد الجميع( سكايب، بال تالك، تانگو ، ماسنجر، وغير ذلك)، ويطرح الكل أراؤهم وأفكارهم للوصول إلى صيغة أفضل تخدم وحدة شعبنا أولاً ومن ثم تهيئة الأجواء للإنطلاق نحو تحقيق الأهداف المستقبلية ورسم المخطط للمرحلة المقبلة، سواء كانت هذه المرحلة مرحلة تأسيس حزب أو تجمع أو تنظيم، أم مرحلة دخول الإنتخابات، أو تمثيل الكلدان في المحافل الدولية والرسمية وغير ذلك. 3. ما زالت قيادة الرابطة تسير في الطريق الخطأ ولهذا نحكم على مسيرتها بالفشل، والسبب هو محدودية التفكير لعدم إمكانية التحديث، لا يجوز منع أي شخص من المشاركة في إجتماع يسمونه مؤتمر كلداني عام يمثل كل الكلدان في العالم، لذا يجب فتح باب المشاركة، ومَن يقول باب المشاركة مفتوح فهو مخطئ وأستطيع أن أثبت ذلك بالوقائع التي من جملتها إعادة مبلغ بطاقة الطائرة لشخص اراد حضور الإجتماع وعدم الرضوخ لشروطهم 4. غبطة البطريرك هو الذي فتح نيران أسلحته علينا بمجرد أن أبتدأت النخبة بإنتقاد بعض التصرفات التي لا علاقة لها بعمله كرئيس ديني، وأبتدأ بإصدار البيانات النارية التي عادة ما تتضمن عبارات غير لائقة ومفاهيم خاطئة ومعلومات غير صحيحة أوردها الأستاذ القدير مايكل سيبي، والمؤرخ المعروف الأستاذ عامر حنا فتوحي في أكثر من مقال وأكثر من مسلسل، ومن ضمن تلك العبارات ما ورد عن لسان غبطته( القومچية وغيرها من العبارات التي لا تليق بمكانة غبطته وموقعه الديني).وتبعه في التصرف نفسه بعض السادة المطارنة. 5. تقول في كلمتك ( تعالوا أيها العلمانيون فهذه الرابطة لكم) كيف تكون الرابطة علمانية ومشرفوها أو مرشدوها الروحانيين من الكهنة ؟ وهل الرابطة بحاجة إلى مرشد روحي ؟ هل نحن في زمن ولاية الفقيه ؟ بالمناسبة فإن ولاية الفقيه كما أفهمها أنها بدعة من أجل إحتكار السلطة، والسلطة هنا بمفهومي تعني السلطة الدينية والسلطة المدنية، وإن اردنا التوضيح قليلاً نقول أن يكون غبطته ماسكاً بزمام الأمور الدينية والمدنية يعني هو يفتي ومن ثم يصدر أمراً بالتنفيذ، الخلاصة تكون الرابطة لجميع الكلدان عندما تكون عامة لا يتم تعيين قادتها عن طريق الحكام، بل بالإنتخاب الحر المباشر العلني، وأن لا يستثنى أحداً من الإجتماع كاهنا كان أم علمانياً، وتكون الرابطة للجميع عندما يتم إستبعاد الكهنة ورفع اياديهم عن الرابطة، فرَجُل الدين ( ايّاً كان منصبه ودرجته الدينية) عند حضوره إجتماع الرابطة يتساوى مع اي كلداني آخر، وتكون الرابطة لجميع الكلدان عندما يتم فك إرتباطها بالأعياد والمناسبات الدينية المسيحية، وتكون الرابطة لكل الكلدان عندما يشارك فيها الكلداني المسيحي إلى جانب الكلداني المسلم، لأننا نحن أمام حالة تجربة قومية وليست تجربة او إحتفال ديني مذهبي خاص بطائفة معينة، تكون الرابطة كلدانية ولجميع الكلدان عندما لا يستثنى اي اسم من الأسماء، وعندما يتم الإلتزام بالثوابت الكلدانية وعندما ترفع العَلَم الكلداني في مناسباتها وعندما يقف أعضاءها إحتراماً للنشيد القومي الكلداني وعندما تحتفل بيوم بابل ويوم الشهيد الكلداني وبقية المناسبات القومية الكلدانية، عندما تكتب السنة الميلادية وإلى جانبها السنة الكلدانية( لأن اليوم والشهر هو نفسه)، تكون الرابطة كلدانية ولجميع الكلدان عندما تعتبر نفسها أو جزءاً مكملاً للمؤتمرات القومية الكلدانية التي أنعقدت قبلها، مع العلم أن هناك أعضاء في الرابطة حضروا جميع تلك المؤتمرات الكلدانية وكانوا قادة أو منضمين لها. الخاتمة أبتي الفاضل لربما أطلت قليلا ولكنها الحقيقة التي يجب أن تُقال، خاتمة مقالتي هذه تكمن في كلمة واحدة وهي المصالحة!!!!!! فهل نمتلك شجاعة العفو والمغفرة ونسيان الماضي وأن نبدأ صفحة جديدة من العلاقات بين الجيلين، جيل الآباء وجيل الأبناء ؟ كل رَجُل دين يعرف ما تعنيه المصالحة، لأنها من صُلْب عملِهِ، ولأنها رسالته، والكاهن يعرف أن سر التوبة وسر الإعتراف، بالحقيقة هو سر مصالحة الخاطئ مع الله، ولهذا أقول قبل كل شئ أنه يجب أن تتم المصالحة بين جميع الأطراف قبل البدء بالعمل، ونحن لسنا بعيدين عنها، إن ارادت القيادة الدينية أن نكون صفاً واحداً ويداً واحدة بعيدة عن روح التعصب والتمسك بالماضي فبالتأكيد سنصل إلى نتيجة، أما إذا بقي الحال كما هو عليه الآن أنتم تقررون ما تشاؤون ونحن نكتب وننتقد لأننا نرى بأن النقد هو جزء من علاج لتقويم الإعوجاج، فلن يرى اي مشروع النجاح أو النور، ما لم يقبل أحدنا الآخر، وما لم نلتقي مع الآخر بروح المحبة التي أوصى بها جميع البشر سيدنا يسوع المسيح، فلن تكون هناك نتيجة مُرضية، في مقال منشور على موقع البطريركية http://saint-adday.com/?p=14300
بعنوان " يعقوب ويسو ، حبل الكذب قصير" بقلم غبطة البطريرك مار لويس ساكو يقول في مقطع منه ما يلي " التصالح من أجل المصالح لا ينفع، إنما ينفع التصالح والتصافح" كلام جميل ولا أجمل منه، وأنا أستند إلى هذا القول لأقول : هل تتوفر لدينا الشجاعة لكي نثبت هذا القول من خلال شجاعة التصالح؟ إن المسامحة وكما تعرفون هي من شيَم الرِّجال، ولا يستطيع أحدأً أن يستخدم المصالحة والتصالح الإستخدام الأمثل إن لم يمتلك الشجاعة، القيادة الدينية يقع عليها الفعل الأكبر في هذه المقولة، لأنها هي القدوة، ومنكم نستفيد ونتعلم، يعني ما معناه وبالعربي الفصيح : هل بإمكانكم توجيه دعوة بحجم أكبر من كل الرابطة ودعواتها إلى كل من أختلف معكم بالفكر والراي والقول والفعل ؟ هل تبادرون بمد يد التسامح وقبول الآخر ؟ هل تستطيعون كقيادة دينية عليا أن تبادرون وتركبون أول طائرة (غبطته ومساعديه) وتتوجهون إلى مقر إقامة سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو لتفتحوا قلوبكم له وتعلنوا المسامحة بشكلها العام والكبير وبحجمها الحقيقي لتكونوا قدوة لنا نقتدي بأفعالكم ؟ وهذه ليست ببعيدة عن غبطته فقبل وقت غير طويل توجه وبمرافقة وفد كبير متكون من عدة مطارنة وزاروا غبطة بطريرك الآثوريين بالرغم من عدم تقبلهم للوضع بحيث لم يكلف نفسه( رحمه الله) أن يستقبل الوفد الكنسي الكبير بل أستقبلهم كاهن بسيط غير آبه بمقامهم، ومع كل هذا تواضع غبطة البطريرك ساكو وقام بتقبيل يد البطريرك الآثوري، لا بل قال البطريرك ساكو بأنه مستعد أن يقبل قدميه ايضاً دلالة على المسامحة والتواضع، وهنا أنا لا أريد منه كل ذلك، بل فقط زيارة وسوف تقلب كل الموازين لصالح سيادته ولصالح الأمة الكلدانية والرابطة الكلدانية ومستقبل العمل القومي الكلداني برمته، ومن ثم المصالحة الثانية أن يعفو عن الأب نوئيل الراهب ويبقيه في كنيسته ويدير ظهره لكل آلام وتجاوزات الماضي إن كانت هناك مثل ذلك، ومن ثم يسامح ويصالح القادة الكلدانيين من مختلف الأسماء فهو الأب وهو الغافر بأسم سيدنا يسوع المسيح، فهل يستطيع أن يستخدم هذا الأسم وهذه السُلطة ( سُلطة غفران الخطايا) ليفتح قلبه قبل ذراعيه ويستقبل كل أولاده.... إلى أن يحين عمل ذلك الفعل الشجاع نحن بالإنتظار 3/9/2016
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان