من يُهَمّشْ الكلدان والسريان ؟ « في: 03.10.2016 في 22:12 » يبدو ان بعضاً ممن يُطلَق عليهم نشطاء كلدان وسريان قد أيقنوا مؤخرا بأن لهم حق كالآخرين في أن يقرروا مصيرهم ويشاركوا في السلطة والمناصب المخصصة لأبناء شعبنا بعد ان تم شغل هذه المناصب من قبل الآشوريين أو الكلدان والسريان الذين تنكروا لقومياتهم و تبنوا فكر الأحزاب والتنظيمات الآشورية التي إنضووا تحت لواءها. الغريب في الأمر، أن عددا من أولئك (الناشطين) هم من إنفصلوا، إنقلبوا أو طُرِدوا من تلك التنظيمات ، هذا لايهم كثيراً، المهم انهم اصبحوا خارج حساباتها المستقبلية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا قبلوا بفكر الأحزاب الآشورية عندما كانو اعضاء فيها وانقلبوا عليها عندما أصبحوا خارجها ؟ قد يقول البعض انهم كانوا يأملون بأن ينصفهم الآشوريون ويعترفون بقومياتهم ويساعدونهم في الحصول على حقوقهم للأعتراف بهم وتثبيت اسمهم في دساتير العراق واقليم كردستان. هذا الكلام يعتبر ساذجاً ولاينطلي حتى على هواة السياسة من المبتدئين، فكيف على من هو مستعد للأنخراط في العمل القومي والسياسي، لماذا ؟ لأن فكر الأحزاب والتنظيمات السياسية الآشورية بعد سقوط النظام السابق كان واضحا ويتمثل في أحتواء الكلدان والسريان بأعتبارهم جزء من الأمة الآشورية، وبعد الصحوة الكلدانية المتأخرة ودخول الكنيسة على الخط وتثبيت اسم الكلدان في الدستور، لم يكن ممكنا تهميشهم قانونيا وقبلها كانت قد ظهرت التسميات المركبة لذر الرماد في العيون. لماذا وافق إذاً أولئك (النشطاء) على الأنضمام والعمل ضمن التنظيمات الآشورية التي لم تحد عن فكرها إلا ظاهرياً؟ ببساطة، لأنهم أناس إنتهازيون ، وصوليون لاتهمهم سوى مصالحهم، وجدوا في الأحزاب الآشورية فرصة ذهبية لتحقيق طموحاتهم، وعندما أدركوا بأن أهدافهم صعبة المنال، إنقلبوا عليها وتحولوا الى أشد المعارضين لها متهمين إياها بتهميش قومايتهم. فماذا كنتم تتوقعون ياسادة عكس ذلك ؟ وكيف تحولتم بقدرة قادر الى دعاة مدافعين عن قومياتكم، وأين كنتم من الأول ؟
أنا لن استرسل كثيرا في ما يخص السريان لأن لديهم الكثير من المخلصين ممن يعملون فعلا على تثبيت اسمهم وهويتهم القومية - وهذا حقهم - مثل الكلدان والآشوريين مادمنا غير متفقين على تسمية موحدة، ولكنني ارى بأن سبب تهميشهم هو عدم إهتمامهم ، كالكلدان ايضا، بالشأن القومي إلا مؤخرا .
الملاحظ أن عددا من هؤلاء إنخرط في تنظيمات كلدانية فتية بضمنها الرابطة الكلدانية ايضاً، وإذا اعتبرنا ولادة الرابطة من رحم الكنيسة الكلدانية إنجازا يُحسبُ لها، فأن وجود مثل هؤلاء المتلونين الذين لم يكونوا يوما يعيرون للقومية الكلدانية اي أهتمام ، ويضعون مصلحتهم الشخصية والجري وراء السلطة فوق اي اعتبار اخر، يُعتَبَرْ الحلقة الأضعف في بنيان الرابطة التي تسللوا اليها عبر استغلالهم لعلاقاتهم الشخصية حتى برجال الكنيسة المتنفذين ، ليس هم وحدهم وإنما آخرين وضعتهم الظروف والعلاقات في الطريق المؤدي الى رئاسة الرابطة، وأصبحوا قادة لها في غفلة من الزمن. والعتب هنا، كل العتب يقع على الناشطين الكلدان (المخلصين) لأمتهم ، من الذين إكتفوا بلعب دور المتفرج، أو حتى دوراً سلبيا من الرابطة وفرض شروط مسبقة والتشكيك فيها وبأهدافها وتبعيتها، ولم يستغلوا الفترة الزمنية بين تأسيسها وأنعقاد المؤتمر الأول لها التي أمتدت لأكثر من سنة - للنزول الى الساحة وإثبات جدارتهم للآخرين بأنهم الأولى بقيادتها وسحب البساط من تحت أقدام من يسمونهم بالدخلاء عليها.
نحن مقبلون على مرحلة حرجة ومهمة ستشهد تغييرات كثيرة بعد تحرير الموصل وسهل نينوى، وبما أن الدلائل تشير الى أن تركيبة المكون المسيحي لن تستمر على ماهي عليه منذ سقوط النظام السابق بسبب تدخل الكنائس - كل الكنائس - بشكل مباشر أو غير مباشر - لدعم الأثنية التي تحمل اسمها بعد فشل الجميع من الأتفاق على الحد الأدنى للعمل المشترك ، فإن على الكلدان دعم الرابطة الكلدانية، حتى إن لم يكن حُبّاً بها أو عن قناعة كاملة لسببين رئيسيين :
١- عدم وجود بديل أقوى منها وأكثر تنظيماً ليلتف الكلدان حوله. ٢- إعطاء الفرصة الكاملة لها لتحقيق أهدافها المعلنة والتي تصب في خدمة الكلدان والدفاع عن هويتهم ووجودهم، وهي في الوقت ذاته أختبار حقيقي لمن يقفون على رأسها لأثبات أحقيتهم في قيادة الكلدان الى شاطئ الأمان.
الذي لديه بديل أفضل من الرابطة بأمكانه ان يخدم الكلدان بشكل أحسن في هذه المرحلة، ليتفضل ويعلنه ليقنعهم بمشروعه . عكس ذلك، يُعتَبَر وضع أي معوقات في طريقها بمثابة تهميش للكلدان عن قَصدٍ أو بدونه. لذلك، علينا أن لانتحجّجْ بأننا نُهَمَّشْ من قبل الآخرين كلما فشلنا في تحقيق أهدافنا، وإنما نهمّش أنفسُنا بأنفسِنا. corotal61@hotmail.com
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان