يسوع وعامة المجتمع الجزء الأول
الشماس سمير كاكوز
يسوع له المجد من خلال حياته العلنية التقى وتكلم مع عدد من الرجال والنساء وعمل المعجزات وشفى أمراضهم ومنهم من تبعوه الى يوم صعوده الى السماء وقابل الفقراء والاغنياء والصغار والكبار ومنهم المريض والشحاذ والاعمى والخائن والحاكم والقائد والمجنون وجابي الضرائب والكثير من مختلف الناس ومن مختلف المهن .
يسوع تكلم في بداية حياته لما أراد الاعتماد عن يد يوحنا المعمدان عندما جاء الى الاردن وهناك كان يعمد يوحنا فلما وصل اليه يسوع في بداية الامر لم يقبل يوحنا يعمد يسوع فجعله يمانعه ويقول له أنا أحتاج الى الأعتماد عن يدك أوانت تاتي إلي ففي الحال رد عليه يسوع دعي الأن وما أريد فهكذا يحسن بنا أن نتم كل بر فتركه وما أراد .
متى 3 : 14 - 15
هذا اللقاء بين يسوع ويوحنا يشير الى أن يسوع يفوق يوحنا والانبياء جميعاً بسبب ان معمودية يوحنا كانت فقط بالماء أما معمودية يسوع كانت بالروح القدس والنار . يسوع في مقابلته مع يوحنا بمثابة الدعم لما يعمل ويفعله يوحنا مع العلم ان يسوع لم يكن يحتاج الى المعمودية لان لم يخطىء ابداً ولم تكن معمودية التي اخذها يسوع للتوبة عن الخطية بل هو الاعتراف والتضامن من الخاطئين لكي يخلصهم بموته وقيامته أو بمعنى أخر يسوع يوحد نفسه مع عامة الشعب ما عدا الفريسيين المتزمتين الذين لا يعترفون يخطاياهم ويراقبون يسوع لقتله .
اللقاء الثاني كان مع التلاميذ الاولين الأربعة بطرس واندراوس ويعقوب ويوحنا عند شاطىء بحيرة الجليل هنا رأى الأخوين الصيادين سمعان بطرس واخوه أندراوس يلقيان الشبكة في البحيرة فكلمهم يسوع قالاً للاخوين اتبعاني أجعلكما صيادي بشر فتركا الشباك وتبعاه حالاً . الكثير منا يمكنه أصطياد البشر مثل الرسل ونجتذبهم الى المسيح لكن كيف أن أتبعنا مثال المسيح تعالميه ووصاياه ومارسناها فعلياً وعملياً لاننا جميعاً للعمل سوية لجذب الناس الى المسيح وتخليصهم من قبضة أبليس وأعوانه .
( متى 4 : 18 - 19 )
مباشرة بعد الاخوين بطرس واندراوس راى اخوين اخرين هما يعقوب ويوحنا أبنا زبدي جالسين في القارب مع أبيهما يصلحان شباكهما فدعاهما يسوع كما دعا الأولين فتركا القارب واباهما وتبعا يسوع حالاً . دعوة يسوع لخدمته ليست سهلة كيف يجب علينا ترك كل شيء من أجله كما ترك التلاميذ الأولين شباكهما وقاربهما وأباهما من أجل خدمة المسيح ولم يعتذر عن أتباعه . الرب يسوع يدعو كل واحد منا أن نتبعه والعمل معه للتبشير وصيد الناس وجلبهم اليه . العمل مع يسوع معناه ترك اعمالنا فوراً وهنا ليس قصدي اجلس في البيت لا عمل ولا شغل لا البشارة تتطلب ان على مثال يسوع في الاخلاق والتواضع والمحبة وعدم الكبرياء على الاخرين مع التبشير بين المجتمع فهذا معناه أن نتبع يسوع . التلاميذ يتبعون يسوع لا كسامعين بل كعاملين ومعاونين وشهود لملكوته السماوي فهكذا نحن أن نقتدي بهؤلاء التلاميذ تركا كل شيء وتبعا يسوع فمن الان فصاعدا اتبع يسوع وأعمل معه وأجلب الاخرين له وخلصهم كما خلصك المسيح أيضاً .
يسوع بعد أن شفى المقعد في مدينة كفرناحوم وفي طريقه رأى جابي ضرائب أسمه متى فقال له يسوع أتبعني فقام وتبعه في الحال وكان جالساً في بيت الجباية ( متى 9 : 9 ) متى في الحال ترك كل شيء وتبعه . متى في أنجيل مرقس يسمى لاوي بن حلفي وفي انجيل لوقا يسمى لاوي وكان يهودياً فعينه الرومان لجمع الضرائب من عامة الشعب ومن التجار وكانوا مكروهين من قبل اليهود بسبب مساندتهم للرومان وأخذ اكثر ما هو المقرر من الضرائب وبمعنى أخر اشتهارهم بالغش والخداع فجمعوا ثروة كثيرة من جمع الضرائب . يسوع كلمة واحدة قالها لمتى اتبعني قام وتبعه وترك كل شيء ما هو يعمل ضد الله والمسيح فهل انت مستعد بان تترك كل شيء وتتبع يسوع وتضحي بحياتك ومالك بالرغم الصعوبات التي سوف تواجهها . يسوع دعا متى وذهب الى بيته وجلس معه على مائدة واحدة للاكل مع عشارين وخاطئين . يسوع تكلم مع هؤلاء الناس الجالسين معه وشفاهم من امراضهم وخطاياهم بالرغم لم يذكرها متى . متى ترك الثروة التي جمعها من اموال الحرام والخداع والخش ليربح مالاً روحياً ويكون بجانب المسيح . يسوع يرغب بان يرجع اليه جميع الخطاة فلا تتاخر بالعودة الى يسوع وسارع من الان واترك كل شيء واتبعه . متى دعا أصدقاءه لمقابلة الرب يسوع فهكذا انت أيضاً دعا أصدقائك لحضور الجلسة مع يسوع وطوبى لمن يجلس على المائدة مع يسوع في ملكوته السماوي .
يسوع وقت محاكمته امام مجلس اليهود التقى وتكلم مع عظيم الكهنة قيافا لما سال يسوع هل انت المسيح أبن الله ( متى 26 : 62 - 68 ) المسيح اجاب قيافا وامام المجلس هو ما تقول أي نعم أما هو المسيح أبن الله الحي وسوف يجلس عن يمين الله . جواب يسوع للحاضرين يعتبر تجديفاً ووضع نفسه بمنزلة الله وعليه العقوبة هي الموت وجريمة كبرى لانه قال أبن الله . عظيم الكهنة وحاشيته قرروا الحكم عليه مجرد سماع جوابه فهل انت عند سماع كلمات يسوع هذه هل تعتبرها تجديفاً أم حقاً . القرار يعود لك واعترافك بيسوع معناه تحديد مصريك الابدي .
يسوع وفي أحدى الليالي ياتي اليه في الليل في الظلام الدامس وفي زيارة مفاجئة شخصية بارزة من رؤساء اليهود الفريسيين أسمه نيقوديمس ليتاكد بنفسه من الرب يسوع هل تعليمه من الله ( يوحنا 3 : 1 - 21 ) كان بامكانه أن يرسل واحد من مرافقيه الى يسوع لكنه جاء ليلتقي بنفسه بالرب يسوع . نيقودميس كان مشوش فكره من الحقيقة والاشاعات التي كانت تطلق ضد يسوع فجاء اليه بعد أن حل الظلام ولكي لا يراه أحداً من مجلس اليهود ويتهموه بايمانه بيسوع . نيقودميس بعد الحوار والنقاش بينه وبين يسوع عرف الحقيقة بانه المسيح المنتظر دافع عنه أمام المجلس بجراءة أتحكم شريعتنا على أحد قبل أن يستمع اليه ويعرف ما فعل ؟ انجيل يوحنا 7 : 51 . هنا نيقوديمس أصبح واحد من المدافعين عن يسوع وواجه الفريسيون في مجلسهم وعليه هكذا نحن أيضاً يجب علينا فحص كلام المسيح ووصاياه هل هي من الله ، فحين نؤمن أنها صحيحة يجب علينا الدفاع عن يسوع كما دافع نيقوديمس عنه . يسوع كلم هذا القائد الديني من ان الملكوت السماوي هو للجميع للعالم باسره وليس لليهود فقط ( فان الله أحب العالم حتى أنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) يوحنا 3 : 16 . الرب يسوع دفع ثمن خطايانا وقدم لنا الحياة الابدية التي اشتراها بدمه من أجلنا على الصليب فلنقدم بشارة يسوع وانجليه للاخرين وناتي بهم الى المسيح لكي يخلصهم ويكسبوا الحياة الابدية . نيقوديمس يدافع عن يسوع ويشارك في دفنه . المعلم اليهودي عرف حقيقة يسوع اكثر ما كان هو متوقع وعرف أنه المسيح مخلص العالم وكما جاء في نبوءات العهد القديم .
يسوع عند الفجر وفي جبل الزيتون كان في الهيكل ( 8 : 1 - 11 ) في هذا الصباح الباكر التقى بعدد من جمهور الشعب يكرز بهم ويعلمهم وكانوا جالسين حوله ، في هذا الوقت جاءوا معلمو الشريعة بأمراة أمسكوها وهي تزني فاوقفوها في الوسط لكي يحكم عليها يسوع لان الشريعة تامر برجم أمثالها حتى الموت فارادوا من يسوع ما هو حكمه لهذه المراة الزانية . رؤساء اليهود كان هدفهم هو ليس المراة بل لكي يصطادوا يسوع بفخ ، فان قال لا ترجم فيعتبر هذا مخالف للشريعة الموسوية وان قال اقتلوها لاشتكوا عليه عند السلطات الرومانية بسبب انه لا يسمح لليهود بتفيذ حكم الاعدام بانفسهم . الشريعة كانت تعاقب الزاني والزانية لكن هؤوء القادة أحضروا فقط المراة وهذا باعتبار انهم مخالفين هم الشريعة كما جاء فيها ( وأي رجل زنى بآمراة رجل الذي يزني بأمراة قريبه فليقتل الزاني والزانية ) الأحبار 20 : 10 . ( وان أخذ رجل يضاجع امراة متزوجة فليموتا كلاهما الرجل المضاجع للمراة والمراة واقلع الشر من اسرائيل ) تثنية الاشتراع 22 : 22 . بعد أن الحوا عليه اجابهم يسوع من منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر . كلام يسوع هذا لليهود ما معناه اولاً فكروا بالرحمة والمغفرة لهذه المراة وللاخرين وان لا ندين أحداً وكانه نحن لسنا خطاة فلا نجعل انفسنا مكان الله لندين الاخرين . معلمين الشريعة سمعوا كلام يسوع فبدوا بالانسحاب الواحد بعد الاخر لانهم أحسوا هم أيضاً خطاة ولم يبقى واحد منهم سوى المراة التي لم يحكم عليها يسوع ولم يدنها بشيء بل قال لها أذهبي ولا تعودي للخطيئة . يسوع غفر خطيئتها ومستعد أن يغفر اي خطيئة كانت لكن الاعتراف والتوبة معناه اننا قد تغيرنا فكريا وقلبياً وروحياً وبمعونة الرب يسوع يقبل غفراننا وتوبتنا .
توما أحد تلاميذ يسوع الاثني عشر ويقال له التوأم ( يوحنا 20 : 24 ) كان يشك في بعض الحالات بيسوع ومنها وقت صعود يسوع الى السماء أتى يسوع الى التلاميذ لما كانوا مجتمعين والتقى معهم في البيت ولكن توما ما كان معهم فاخبره بانهم قد شاهده الرب وجه لوجه فكان جواب توما لا يؤمن أن لم يرى أثر المسامير في يدي يسوع ويضع اصبعه في المسامير ويضع يديه في جنبه بعدها يؤمن بيسوع . يسوع أتى مرة ثانية بعد ثمانية أيام وتوما كان موجود معهم فسلم عليهم جميعاً بعدها قال لتلميذه توما تعال وأنظر كل ما تريد يدي ورجلي وأثر المسامير التي هي في جسدي ولا تكون بعدها غير مؤمن بل مؤمناً . توما أصبح امام أمر الواقع وشاهد وراى كل شيء فصاح وأجاب يسوع ربي والهي ، كان جواب يسوع له لانك رأتيني آمنت ؟ فطوبى للذين يؤمنون ولم يروا . توما اراد الجلوس شخصياً مع يسوع الجسدي لكنه نسى ان يسوع هو معنا دائما بالروح القدس وفي داخلنا . يسوع يريد منا أن يكون في كل لحظة في حياتنا وقريب منا . يسوع لم يكن قاسياً على توما بعدم ايمانه بل بقى أمناً ووفياً له والكثير منا يشك بلاهوت يسوع ويظن البعض أنهم اذا رأوا يسوع يؤمنون به ولا يؤمنون أن لم يروا معجزة امامهم فلا تكون مثل توما الشكاك بل أمن بيسوع قلبياً وروحياً وفكرياً وابعد الشك عنك ولا تعطي مكان للشيطان يسيطر عليك ويجعلك تشك بيسوع . الايمان هو الاتحاد بيسوع وبلاهوته امين .
ورد في سفر اعمال الرسل 9 : 1 - 9 من لقاء يسوع مع شاول الطرسوسي بطريق رحلته وسفره الى دمشق لكي يسوق الى السجن كل من يؤمن بيسوع . وفي ذهابه حدث أنه اقترب إلى دمشق فبغتةً أبرق حوله نور من السماء في أحلك لحظات شرّه أشرق نور القدّوس البار عليه ليفضحه أمام نفسه فيرجع ويتمتّع بنور البرّ اللَّه في حبّه للإنسان لا يكف عن الاشتياق للالتقاء مع الإنسان الذي جاء لا للأصحّاء بل للمرضى . بولس ظن أنه قادر على تدمير المسيحيين وايمانهم ويمنع أنتشارها في دمشق ومناطق أخرى لكن الرب يسوع بعد قيامته من بين الاموات تقابل مع بولس في الطريق ويوقف أضطهاده ليسوع والمسيحيين المؤمنين ، لا يعرف بالضبط أين تم ذلك فالبعض يرى أنه خارج الباب الشرقي للمدينة والبعض يرى أنه على بعد ميلٍ واحدٍ من المدينةرالنور الذي أبرق على وجه شاول كان بلا شك هو بهاء مجد السيد المسيح . كل الذين يضطهدون المؤمنون المسيحيين يجعلون انفسهم مجرمين ويصيرون اعداء الله . واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا ( قورنتس الاولى 15 : 8 ) بولس بعد ان راى نور يسوع سقط على الارض وتغير من وقتها من مجرم الى مؤمن يبشر بكلمة المسيح وانجيله . بولس اعترف بيسوع رباً والهاً وسلم حياته كلها له وأمن أيماناً حقيقياً من خلال لقاءه مع معلمه وسيده يسوع . فاخذه برنابا واحضره الى الرسل وحدثهم كيف ابصر الرب في الطريق وانه كلمه وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع ( اعمال الرسل 9 : 27 ) اقترب الى يسوع ولا تعمل ضده وتبعد عنه الناس بل حثهم على المجيء ليسوع ويؤمنوا به .
والمجد لله دائما
الشماس سمير كاكوز