في 7/1/ 2017م التقى غبطة البطريرك ساكو مع رئيس وزراء تركيا، ومع أن الأتراك قاموا بمذابح ضد الأرمن والسريان (بطوائفهم الآشوريين والكلدان) ولا يزالون لا يعترفون بهذه المجازر، لكن ليس لدي اعتراض على لقاء بطريرك أو رجل دين أو سياسي مسيحي مع مسوؤل تركي، فهذا الأمر يخضع لعلاقة الدولة والكنسية والعلاقات والإقليمية وما شابه ذلك، بل العكس ربما هذه اللقاءات تعود بالفائدة للمسيحيين إذا استطاع الشخص استغلال هذه اللقاءات بشكل جيد لخدمة المسيحيين وقضاياهم الشائكة في المنطقة.
أولاً: الاعتراض على البطريرك ساكو هو: هل طرح البطريرك على رئيس الوزراء التركي قضية المطرانين المختطفين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي؟، ورغم أن كل الشكوك تحوم حول تركيا في مسالة اختطاف المطرانين، ولكن نحن نعرف إن البطريرك ساكو لا يستطيع أن يقول لرئيس الوزراء هذا الكلام لثلاث أسباب:
الأول معقول ومنطقي: ليس للبطريرك دليل قطعي على أن تركيا اختطفتهم.
الثاني: حتى لو كان للبطريرك ساكو دليل قطعي أو اشتباه على إن تركيا اختطفتهم، فلا اعتقد أن البطريرك لديه الشجاعة لقول ذلك، فهذه تحتاج لشجاعة المطران يوحنا إبراهيم.
هذا المطران الذي قبل أشهر من اختطافه حذرته من الأوضاع في عندما زاراني في بيتي، قائلاً له: سيدنا ألا تشعر بالخطر، ولماذا لا تنتقل مؤقتاً إلى دمشق، فقال لي: يا ملفونو شهيداً ولا شريداً.
ومع إني أقول وأطبق القول الخاص بي: إن على المسيحي أن يكون شجاعاً لا شقياً، ومتواضعاً لا خوَّفاً
ولكن على الأقل: ألم يكن باستطاعة البطريرك القول لرئيس الوزراء التركي جملة صغيرة: يا سيادة رئيس الوزراء المبُجَّل نريد مساعدتكم لمعرفة مصير المطرانين المفقودين.
أليس البطريرك ساكو من يدعي انه بالمكون المسيحي الواحد؟، ألم يتذكر البطريرك ساكو أن المطرانين هما مسيحيان ومن آباء كنيسته وجزء من أمته الواحدة؟، ومع إن المطران اليازجي لا يقل قيمةً عن المطران يوحنا، ولكن ألم يتذكر البطريرك ساكو على الأقل أن المطران يوحنا ربىَّ جيلاً سريانياً كاملاً عندما كان سكرتيراً لمطرانية الموصل لسنوات؟، ألا يعرف البطريرك ساكو أن كثيرين من أبناء وطلبة المطران يوحنا إبراهيم هم ممن يضعون النقاط على الحروف اليوم في تصديهم للمؤامرات والتزوير والتهميش التي يقوم بها الآشوريين وبعض الكلدان للسريان.
الثالث: ماذا ننتظر من بطريرك ذهب إلى تركيا وحاول تبرئة الأتراك من دم المسيحيين بحجة تبرئة الفاتيكان اليهود من دم المسيح، والتي أثبتُ أنا لغبطة البطريرك خطأه وبوثيقة دامغة، ولم يستطيع أن يجيبني على اعتبار أنه بطريرك وأنا علماني، ويبدو أن غبطة البطريرك ساكو لا يعلم أن تلاميذ وعلمانيَّ المطران يوحنا إبرهيم، يعرفون الوثائق والتاريخ أكثر من غيرهم من الاكليريوس.
ثانياً: طلب البطريرك ساكو من رئيس الوزراء التركي التصدي للخطاب التحريضي الديني المتطرف ضد المسيحيين، وهو أمر جميل جداً وصائب، ولكن:
1: أليس الأجدر بالبطريرك ساكو إيقاف الخطاب التحريضي الكلداني ضد آبائه السريان؟، وكيف يسمح بنشر مقالة في موقع البطريركية للمطران ابراهيم ابراهيم يستخف بإبائه السريان؟.
2: مع أن موقع البطريركية نشر مقالة المطران ابراهيم ابراهيم المهوس بالكلدانية الجديدة، وهو أمر استفزازي للسريان، ومع ذلك فالسريان يرحبون بهكذا مقالات، فهم آهل للرد على عن أحلام المطران وغيره وبالوثائق وبكل احترام وأدب ولياقة أدبية وثقافية وتاريخية تعلموها من فيلكسنوس المنبجي وشمعون الارشيمي (داروشا فارسايا، أي مُجادل الفرس) لأن كنيسة البطريرك ساكو أحد أسمائها في التاريخ هو الفارسية (لويس ساكو، مختصر تاريخ الكنيسة الكلدانية ص4، ويوسف حبي تاريخ كنيسة المشرق ص196)، وغيرهما كثيرون.
3: لماذا لم ينشر موقع البطريركية (ردي المبين على كلام المطران ابراهيم المُشين)؟، علماً إني أرفقت 17 وثيقة تاريخية للرد على أحلام المطران الانترنيتية، أليس هذه ابسط حق لإنسان مسيحي على من يدعي المكون المسيحي الواحد؟
4: إن جميع مقالاتي أرسلها لموقع البطريركية ولم تنشر إلا واحدة أو اثنين، وسأرسل كل مقالاتي أيضاً للموقع مستقبلاً، (ليس من أجل النشر، بل لغاية معينة سيأتي يومها)، فكوكل وتويتر فيس بوك وغيره موجودون، والسريان يعرفون كيف يوعوا أمتهم وشعبهم، علماً أنه ليس لدي اعتراض قيد شعرة واحدة على عدم نشر مقالاتي، وهذا من حق موقع البطريركية، باستثناء الرد على المطران ابراهيم ابراهيم، فتلك نكسة واضحة، طالما أنه نشر مقالة المطران ابراهيم، فمن حقي أن أرد عليه، علماً أنه كان الرد الوحيد عليه، ولكن يبدو أن غبطة البطريرك يقيس موقع البطريركية مع (بعض) المواقع التي يديرها أشخاص لا يعلم إلا الله أجنداتهم، فينشرون ما يحلو لهم ولا ينشرون الرد، علماً أن هناك بعض المواقع الكلدانية المحترمة مشكورة نشرت الرد وبكل شفافية، ولم يستطيع المطران ابراهيم أن ينطق ببنت شفاه على ما كتبته، لأني فندته من فمه.