على هامش زيارته لفرنسا، وبهدف تسليط الضوء على الرابطة الكلدانية، عقد غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو لقاءً مع الكلدان في باريس مساء يوم الخميس 10/9/2015 في قاعة كنيسة مار توما الرسول في ساغسيل. وحضر اللقاء سيادة المطران مار يوسف توما رئيس أساقفة كركوك والسليمانية والآباء الكهنة الأفاضل صبري أنار، ميخائيل دومان، عزيز يالاب، نرساي والأب موسى يوسف القادم من بلجيكا ورؤساء الجمعيات والمؤسسات الكلدانية وبعض رجال الأعمال وجمهور من ابنائه الكلدان. أداراللقاء الأب صبري أنار الذي رحب في بداية اللقاء بغبطته وشكره على حضوره ومجيئه للقاء ابنائه، بعدها تحدث غبطته عن اهمية قيام الرابطة الكلدانية في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها ابناء شعبنا وذلك بهدف جمع كلمة الكلدان في العراق وبلاد الشتات. وقال بأننا نسعى الى ترتيب البيت الكلداني وجعله منظما بشكل أفضل، لخدمتهم في شتى أرجاء المعمورة ولدعم الكلدان والمسيحيين في العراق بشكل أفضل. وأضاف غبطته باننا سعينا الى الوحدة مع أخوتنا الآشوريين ولكن مساعينا لم تلق آذانا صاغية، ولم نتفق لحد الآن على اسم واحد يجمعنا كما أن الأسم القطاري ليس مقبولا من قبل البرلمان الكوردستاني، عِلما بان اسم كنيسة المشرق يجمعنا، وطرحنا اسم الآراميين أو سورايا فلم يتم الاتفاق عليهما أيضا فسعينا الى توحيد كلمة الكلدان من خلال تأسيس هذه الرابطة، ولكن هذا لايمنعنا من العمل من اجل قيام رابطة واحدة تجمعنا مستقبلا مع اخوتنا الآشوريين أو السريان أيا كان اسمها. واوضح غبطته بأن اعدادنا في العراق بدأت بالتناقص، واخوتنا الآشوريون والسريان والموارنة هم أكثر تنظيما منا ولهم روابطهم ومؤسساتهم واحزابهم الخاصة بهم، ونرغب في ان يصبح صوت الكلدان موحداً واقوى بعد أن وعينا بأهمية تأسيس الرابطة ليقوم عليها نخبة من ابنائنا العلمانيين، حيث سيقتصر دور الكنيسة على التوجيه فقط، فمجال عمل رجال الدين هو ما يتعلق بالأمور الروحية، بينما تهتم الرابطة بالامورالدنيوية. وطلب من الآباء الكهنة توعية المؤمنين بأهمية تعاونهم من اجل انجاح الرابطة. ورداً على مداخلة لأحد مسؤولي الجمعيات الذي كان يأمل ان يتم اعتماد اسم الرابطة الكلدو – آشورية رغم انه لم يتم ذكر اسم الكلدان نهائيا في المؤتمر الآشوري الأخير الذي عُقد مؤخرا في شيكاغو بالولايات المتحدة وكان أحد المشاركين فيه، قال غبطته نحن ككلدان ليس بامكاننا ان نسمي أنفسنا كلدو – آشوريين. اننا سعينا ولا نزال نعمل من أجل الوحدة ولسنا ضد أحد، اننا نريد أن نتعاون مع كافة الرابطات والجمعيات لصالح المسيحيين والكلدان في كل مكان. في عراق اليوم يوجد نظام المحاصصة. الرابطة تسعى للإهتمام بالأمور التي تهم الكلدان كتمثيلهم في الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات، فاذا لم نفعل شيئا خسرنا كل شيء، فاحزاب شعبنا العاملة في العراق لم تقدم شيئا ملموسا لهم. نحن ندعم من يسعى الى خدمتهم. فاذا كانت الرابطة قوية، عندها نستطيع ان نسعى الى الوحدة مع اخوتنا الآخرين، فما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا. واضاف بأن شعبنا المهجر قسرا في العراق يعاني من ظلمٍ كبير لحق به بعد ان فقد كل شيء ونحن نسعى لتقديم ما بوسعنا لهم. إن دور الدولة شبه غائب، والكنيسة قدمت الكثير لهم. وأثنى غبطته على الدور الذي قامت به بلدة عنكاوا في احتضانها للمهجرين وقال ان عنكاوة هي بركة من الرب. ودعا غبطته الكلدانَ ليكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا لاسيما في هذه الأوقات العصيبة، لأن المستقبل غامض بالنسبة لنا ولا نعرف ما الذي ستؤول اليه الأمور غدا. وردا على احد الأسئلة بشأن عَلم الرابطة قال غبطته ان العَلم هو للدولة و نحن لا نعطي أهمية كبيرة للعلم الآن، العَلم ليس مشكلة بالنسبة لنا. الفنانون سيصممون العَلم لاحقا. لكل بطريركية أو ابرشية او جمعية أو نادٍ شعارٌ خاص (لوغو). وأضاف لن أقبل من أحد أن يقول لي أنتَ لست كلدانيا بل أنت آشوري فأنا كلداني. كما اننا نسعى لقيام مركز ثقافي كلداني عالمي يعنى بالتراث والمخطوطات الكلدانية وما يخصهم للتعريف بها. من جهة أخرى قال غبطته اننا نؤسس الرابطة ونترك العمل للعلمانيين، واذا طلبوا منا نصيحة فلن نتردد بإسدائها. نحن منفتحون على الجميع وهنالك 700 كلداني مسلم في جنوب العراق. واضاف ان كل محاولات الوحدة مع اخوتنا الآشوريين باءت بالفشل. ونحن نريد ان نعيد بناء بيتنا الكلداني، وليس لأحد الحق بالتدخل في كيفية بنائه.. وفي مداخلة أخرى، قال أحد رؤساء الجمعيات الكبرى ان مشروع الرابطة الكلدانية هو ضروري جدا رغم انه جاء متأخرا فهو حتما لخير الكلدان أينما كانوا. اما المطران يوسف توما فقد اشار الى ان الخوف في بلاد الشتات هو من الانصهار والتشتت، وان الكنيسة ليس بامكانها ان تقوم بكل شيء. في بداية المسيحية أقام الرُسلُ شمامسة للقيام بأعمال اضافية، فالكهنة كانوا يقومون بالخدمة الروحية أما الشمامسة والعلمانيون فقاموا بالخدمة الانسانية والدنيوية كزيارة المرضى وغيرها. كما أوضح سيادته الفرق بين الهوية والانتماء. وتطرق كذلك الى ضرورة خلق لو بي كلداني علماني قوي يعمل من اجل خدمة ابناء امتنا الكلدانية. أنا أريد أن أبني بيتي كما أشاء ولا يحق لأخي أو زوجته أو أي شخص آخر التدخل في ذلك فهذا شأن خاص بي. وفي نهاية اللقاء شكر الأب صبري غبطة ابينا الطريرك على قدومه وتوضيحاته بشأن الرابطة وزيارته لأبنائه الكلدان في ساغسيل.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان