من هو العلماني المؤهل للمشاركة في السينهودس الكلداني؟؟ «
في: 11.06.2019في 16:56 »
من هو العلماني المؤهل
للمشاركة في السينهودس الكلداني ؟؟
د. عبدالله مرقس رابي
سبق وان ذكرت في مناسبات أخرى، لنا كل الامل بغبطة الكاردينال البطريرك ساكو لاجراء التغييرات في المجالات المتعددة تخص الكنيسة الكلدانية ،سواء على المستوى الطقسي أو الاداري ومنها دور العلمانيين في الكنيسة. من متابعة اعلامية لما يطرحه ، تعد تلك الطروحات والتأكيدات مؤشرات استجابة لما يكتبُ المهتمون في الشؤون الكنسية من مقترحات ومقالات. وهي دليل على مدى اهتمامه وحرصه وتفاعله مع الاراء التي تخدم المسيرة الكنسية .ومن جملة ما لاحظته، تلك المواضيع المتنوعة والهامة التي يؤكد عليها في سلسلته الاعلامية "موضوع السبت" ومنها التي تخص مقالنا هذا، ماجاء في الحلقة الموسومة" السينودس البطريركي" . حيث التأكيد والاقرار بمشاركة العلمانيين في السينهودس القادم الذي سيُعقد في شهر آب المُقبل.
يدل بوضوح تفعيل دور العلمانيين وهذا هو أملنا لاسباب ذكرتها في مقالتين اخيرتين لي عن الموضوع. ولان الموضوع مطروح اعلامياً فلابد من ابداء الرأي عن حيثيات الحدث المهم الذي يعد اول من نوعه في تاريخ الكنيسة الكلدانية أن لم يكن الاول في تاريخ الكنائس الرسولية كافة، وبعض التساؤلات عن الموضوع طالما لم يحدد غبطته اسس الترشيح وطبيعة المشاركة .اذ ان الاعلان عن اسس المشاركة المعتمدة سيقطع الطريق للاعتراض على المشاركين.
جاء في المقال "سيشارك وللمرة الاولى في اليومين الاولين علمانيون من كلا الجنسين مندوبين عن أبرشياتهم يشاركون في مناقشة المواضيع :وضع الكلدان وخصوصاً في العراق، ،الرابطة ،الادارة المالية في الابرشيات ،مشاركة العلمانيين في حياة الكنيسة، الشؤون الخاصة بجالياتنا في بلدان الانتشار،سبل التعامل مع الكنيسة في الوطن،الاعلام، الزواج والمحاكم الكنسية ،حماية القاصرين في الكنيسة."
تعد هذه المواضيع مهمة جداً وفعلا لابد ان يكون للعلمانيين دوراً في مناقشتها وأقرارها والمساهمة في تشريع القوانين لمعالجتها .ومما تجدر الاشارة هنا ،موضوع الرابطة ،هل جاء سهوا؟ لان غبطة البطريرك ساكو سبق وأكد على فك ارتباط الكنيسة بالرابطة الكلدانية !!
ما هي القياسات والاسس التي ستُعتمد في فترة قصيرة قبل انعقاد السينهودس لاختيار العلماني المناسب للمشاركة؟لم يحدد غبطته في المقال المذكور شيئاً عن ما الذي يُعتمد عليه من خصائص ذاتية وموضوعية في الشخص المدعو للمشاركة ،ولم نسمع أو نقرأ من البطريركية شيء من هذا القبيل.فما هي طبيعة العوامل التي ستؤثر في عملية الاختيار ولابد وضع بعض التساؤلات امام البطريكية وغبطته والاساقفة والكهنة.
هل ستتوقف طريقة الاختيار على طبيعة العلاقة بين البطريرك أو الاسقف أو الكاهن مع الشخص المُختار؟ أي بمعنى مدى معرفته للشخص ,ومدى دور المزاج والانطباع الشخصي والتقديرات التي قد تكون خاطئة للاسقف والكاهن نحو المرشح للمشاركة.وعليه سيكون هناك تاويلات وتفسيرات ما الذي حدث من وراء الكواليس.
هل سيكون المرشح من المقربين للاكليروس؟كأن يكون من ذوي المال والجاه ؟بغض النظر عن مؤهلاته وخبراته الفكرية والميدانية. انما مجاملة وارضاءاً له سيكون هو المرشح.
هل سيكون تحديد التحصيل الدراسي للمرشح عاملا مهما في عملية الترشيح ليُعد مؤهلا للمشاركة الفعالة ؟
وهل يتناسب أختصاصه مع أمكانياته وخبرته عن المواضيع المطروحة،حيث أن مثل هذه المواضيع بحاجة الى اختصاصيين ،فمثلاً موضوع القاصرين ومحاكم الكنيسة بحاجة الى علماني مؤهل وذو خبرة في القانون وبالذات قانون الاحوال الشخصية.وموضوع وضع الكلدان بحاجة الى من له كتابات واهتمامات ومتابعات لشؤون الكلدان ،الادارة المالية بحاجة الى اختصاصيين في ادارة الاموال.والاعلام بحاجة الى المختصين في الاعلام وهكذا. وماذا لوكان صدفة جميع المرشحين للمشاركة لهم مواقف سلبية من الرابطة؟كيف سيناقشون بموضوعية عنها؟
هل سيكون لعامل وجود المرشح في مجلس الخورنة او المجلس الابرشي دورا في الترشيح ؟ام سيتجاوز ذلك الى عموم المؤمنين؟.
وماذا لوحد ث صدفة ان جميع المرشحين لا المام لهم بالقانون او وضع الكلدان او الاعلام ،كيف ستعالج هذه الامور؟
لدووما المقصود مشاركتهم باليومين الاولين ،وماذا عن الايام الاخرى.؟
الدور كما لعملية الاختيار أهمية ليتم ترشيح من هم مؤهلون فعلا ،وليس بحسب تقديرات وامزجة شخصية،هناك أهمية لتحديد دورهم بوضوح وصراحة،علما لم نقرأ او نلاحظ وجود قوانين مشرعة حديثاً بهذا الشأن لكي تعالج التناقضات الواردة في القوانين الكنسية ،او تحديد واضح لدور العلمانين ليتجاوز الاستشارة.فاذا هناك تساؤلات عن ما هية طبيعة المشاركة .
هل سيقتصر دور المشارك ليكون استشارياً وفقاً للقوانين الحالية المرقمة،15 بند3 ،408 بند 1 .والاستشارة كما هو معروف لا تُلزم الا بالاستماع.
هل سيشارك في اتخاذ القرار والتشريع من خلال ان يكون له صوتاً كما للاسقف؟
ام سيتعامل معه وفقاً للقوانين الحالية التي تؤكد على السلطة المطلقة للبطريرك والاسقف والكهنة،191 بند1 ،55،178، 273 بند1 ،237 بند1 ؟
هل ستكون مشاركته من أجل الحضور اعلامياً والترضية؟ حيث لو أقتصرت مشاركتهم لابداء مشورة في المواضيع المطروحة دون ان يكون له دوراً وصوتا كما للاساقفة ،ذلك اعتبره شخصياً ووفق المعطيات الادارية المؤسساتية مشاركة شكلية وهامشية لاغيرها .
اتمنى أن لا يُفاجىء العلمانيون المشاركون بتزويدهم منذ اللحظة الاولى في جلستهم بنسخة من قانون 237
وشرحه الذي يمنح السلطة المطلقة للبطريرك والاسقف والكاهن او قوانين اخرى من المرقمة اعلاه ،كما فعل سيادة المطران ،عمانوئيل شليطا" قبل سنتين اثناء خدمته في ابرشية مار أدي ، حيث طلب ودعى بعض من العلمانيين للمشاركة كأعضاء في المجلس الابرشي،ولاول وهلة ونحن ننتظر قدومه ،والا دخل ومعه نسخ من القانون المذكور ووزعه على الحضور وطلب قراءته، وهذا يعد عملا مهما ليعرف المشارك بدوره لكي لا يتفاجىء .شخصياً كنت مطلعاً عليه،بل المفاجأة كانت للمشاركين الاخرين،حيث لفت نحوي من كان بجانبي وهمس في اذني قائلا" وما معنى وجودنا هنا وما هودورنا" أ ليس من حقه؟ لان دورنا كان استشارياً والحل والربط والتعليق والراي الاخير هو للاسقف بحسب القانون.
هذه الخطوة المهمة والتاريخية في المشاركة للعلمانيين ودورهم أن تبدأ من وجهة نظري:اولا: تشريع قوانين كنسية واضحة عن دور العلمانيين وحدوده في المجالس الكنسية ،السيهنودسية، الابرشية، الخورنية،ووضع نظام داخلي في ضوئها للعمل، يحدد فيه دورهم التشريعي وحقهم في التصويت اسوة بالكهنة والاساقفة.
ثانياً :ارى ان هذه الخطوة للمشاركة في السيهنودس هي مبكرة ،فلابد من تفعيل دور العلمانيين في مجالس الخورنة والابرشيات ،ووضع قياسات تعتمد على اسس منطقية مدروسة في عملية الاختيار وتعمم على الكنائس والابرشيات لكي لا تتدخل الحالة المزاجية والتقديرية للاسقف او الكاهن او تتاثر عملية الترشيح بالمؤثرات التي ذكرتها في البدء.بل تقيس الكفاءة والخبرة والقدرات الفكرية والاهتمامات للمشارك ليكون مناسباً.
ثالثاُ: اعلان مُسبق لاسماء المشاركين ليكون للمؤمنين علم بما حدث ومعرفة بمن سيمثلونهم في السيهنودس البطريركي،وقد تكون هناك مؤشرات ومواقف قد لا تؤهل البعض يتغاضى عنها الاسقف او الكاهن ،بل تكون معروفة لدى المؤمنين.
رابعاً :لابد ان تكون هناك فترة زمنية كافية للمشاركين للتحضير والاستعداد والتهيئة لبناء منظومة فكرية ومنتظمة عن المواضيع المطروحة ،لان مثل هذه المواضيع المتعددة لا يمكن ان يلم بمعلومات كافية عنها مشارك واحد.فهي تحتاج الى دراسات لتبني مقترحات في ضوء نتائجها ،لو اردنا ان يكون الحدث جدي. ويمكن أن توزع المهام للبحث والدراسة بحسب الابرشيات وأختصاص واهتمام المشارك ،فمثلا ابرشيات العراق يبحث مندوبيها في مسالة القاصرين،ومندوبين اخرين مهتمين بالنشاط الاثني يبحثون في احوال الكلدان ، واخرين مختصين يبحثون في الزواج والشباب ،ومندوب من الرابطة يبحث عن الرابطة وهكذا. والا في مثل هكذا سرعة ستكون مشاركتهم شكلية ولتسجيل الحضور والاستهلاك الاعلامي ولا قيمة لها اضافة الى ما تكلف الكنيسة من اموال لجمعهم من بلدان الانتشار.
خامساً: في كل الاحوال ،اذا اقتصر دورالمشاركين كأستشاريين ،ارى عدم ضرورة التوجه الى بغداد ،بل الاستعانة بوسائل الاتصال المتطورة لابداء ارائهم ، ومنها "السكايب" او مراسلات داخلية .طالما لا صوت لهم يُذكر في الاقرار والتشريع.
سادسا: فتح باب الترشيح للمؤمنين وفقاً للاسس المعتمدة التي سيعلن عنها ،وعليه ستتحقق العدالة الاجتماعية والركون النفسي لهم.
تمنياتي بالتوفيق للسيهنودس الكلداني العام ولكافة المشاركين العلمانيين المؤهلين لهذا الحدث الكبير.مع تمنياتي أن يأتي اليوم الذي يكون من بين سفراء الفاتيكان العلمانيين المؤهلين.
كندا
في 10 حزيران 2019