لقد عانى شعبنا العراقي بصورة عامة وشعبنا المسيحي بمختلف تسمياته بصورة خاصة من سياسة اعادة كتابة التاريخ وتحريفه وتزويره خدمةً لأجندات انتهى مفعولها وناله نصيب كبير من الظلم والتهميش وثخنت جراحه جراء هذه السياسة، حتى شاءت الأقدار (او هكذا ظن) ان يتنفس الصعداء، فحاول بكل امكاناته البسيطة ان يعيد مجد أجداده ويكشف صفحات التاريخ الحقيقية ويزيل عنها الغبار كي يتباهى على الأقل هو وأجياله القادمة بهذا الأرث العظيم. ولـــكــــن.. ما كل ما يتمناه المرء يدركه فمع شديد الأسف برزت من لحمنا ودمنا حركات وأحزاب ومجالس إدعت حملها لهموم أبناء شعبنا وادعت وما تزال ان جل همها هو توحيد هذا الشعب البائس من الكلدان والاثوريون والسريان من خلال تسمية هجينة ذات ايقاع نشاز زادت من التفريق والتقسيم بين ابناء هذا الشعب البائس، كما تدعي بسعيها الدؤوب بتثبيت حقوقه على ارض الأباء والأجداد. لقد اتضح ان هنالك هدف أساسي يختلف عن ما يظهرونه من وينادون به من شعارات الوحدة الرنانة التي يؤثرون بها على ابناء شعبنا البسيط، هذا الهدف هو (سياسة التأشور) وتقليل شأن ومحو كل ما هو كلداني أصيل واتهامه بالانقسام والانفصال زوراً وكتعبير عن ما في دواخلهم، فعلى هذه الحركات والأحزاب والمجالس ينطبق المثل القائل (من بره هالله هالله.. ومن جوه يعلم الله). وما إعادة طبع كتاب (القوش عبر التاريخ) للمؤلف المطران يوسف بابانا مطران زاخو ونوهدرا (دهوك) إلا دليل على اعادة كتابة التاريخ وتزويره وتطبيق (سياسة التأشور) خدمةً لأجندات فقط ربنا يعلم بها وذلك في محاولة لغسل أدمغة شبابنا وأجيالنا. هذا الكتاب التي طبعت طبعته الأولى في بغداد عام 1979 قد تم اعادة طبع 1500 نسخة محرفة في دار المشرق الثقافية في دهوك هذه السنة 2012 وبحجة نفاذ الطبعة الأولى من الكتاب. ومن الجدير بالذكر قراءة العبارات التالية (صاحب الأمتياز: سركيس آغاجان) و (شكر خاص وامتنان الى الاستاذ سركيس آغاجان) في العديد من صفحات الطبعة الجديدة من الكتاب.
هنا سأحاول ان أوضح للقارئ الكريم وللأمانة التاريخية أسباب اعادة طبع الكتاب وأماكن التحوير والتحريف بعمل مقارنة بين النسخة الجديدة والطبعة الأصلية للكتاب: 1- في مقدمة المؤلف المطران يوسف بابانا للطبعة الأصلية هناك عبارة (كلمة القوش لها وقعها البليغ في قلوب أبناء كلدو وأثور) بينما تم في النسخة الجديدة دمج الكلمتين لتصبح (كلدوأثور) بصيغة الدمج لربما سهواً كتبت بسبب التعود على دمج الاسماء!! ولكنني أعتبرها محاولة لترويج هذه التسمية واعطائها نوعاً من الشرعية لعلم أبناء شعبنا بأمانة المؤلف المطران.
2- يفترض عند اعادة طبع أي كتاب وكأمانة تأريخية أن لا يتم حذف أي جزء من النصوص الاصلية للمؤلف وأنما فقط إضافة مسبوقة بإشارة لمكان الإضافة وبسبب الاضافة كي يتعرف القارئ على النص الأصلي للمؤلف، والمثال حذف عدة أجزاء فقرات من مقدمة المؤلف تحوي كلمة (الكلدانية) موجودة في الطبعة الأصلية ومقللة او محذوفة في النسخة الجديدة. 3- يبدو أن هناك شعوراً بعقدة نقص من كلمتي (كلدان وبابل) حيث في مقدمة الكاتب الأصلية تم ذكر عبارة (أديرتها البابلية) وفي مقدمة النسخة الجديدة تم حذف كلمة البابلية. 4- هناك في النسخة الجديدة تقديم وتأخير غير مفهوم في كثير من النصوص الأصلية وهناك أيضاً تحريف وتحوير للنصوص بما لا يخدش شعور الأخوة المنادين بالآشورية كقومية، والحكم للقارئ:
5- (في فقرة ألقوش حسب رأي لايارد) من الطبعة الأصلية كتب (القوش بلدة صغيرة مسيحية سكانها كانوا سابقاً كلدان نساطرة، اهتدوا الى الكثلكة) ولكن في النسخة الجديدة حذفت كلمة كلدان وتركت كلمة (نساطرة) وحيدة، في محاولة لدعم وتأييد ما نادى به قبلهم قائدهم الأوحد (كل آشوري يتبع روما يسموه كلداني):
6- فقرة القومية في النسخة الجديدة دون فيها (قوميتهم الأصلية الكلدان او الآشوريون وعرفوا بالسريان) بينما في الطبعة الأصلية مكتوب (قوميتهم الأصلية - كلــدان - وعرفوا بالسريان):
7- في الطبعة الأصلية من الكتاب مكتوب (حيث لم يعرف اسمنا وتاريخنا إلا بأسم الكلدان وهذا شرفنا وفخرنا ولكن صار غريباً علينا من جراء هذه التسمية نظراً لمرور خمسة عشر قرناً تقريباً بأسم السريان او السريان الشرقيين وأباؤنا وتاريخنا ومؤلفونا مع مؤلفاتهم تعرف بأسم السريان والحق إنهم كـلـــــدان) كل هذا النص قد تم حذفه ولا يوجد ذكره في النسخة الجديدة:
8- في فصل محلات القوش (محلة سيما) في الطبعة الأصلية للكتاب تم ذكر شرح مفصل عن هذه المحلة وتاريخ تسميتها قد حذف أغلبها في النسخة الجديدة وغير اسم المحلة ليصبح (محلة سينا) وأضيف نص مفاده (يذكر أن التسمية جائت لكون هذه المحلة تقع قرب موقع الإله سين اله القمر الآشوري...) بينما في الطبعة الأصلية يذكر المطران المرحوم ان تسمية (سينا) هي تسمية جديدة محورة وان الأصل هو (سيما):
9- في الصفحة (86) من النسخة الجديدة أضيف نص مفاده ان سكان القوش هم من الأصل الآشوري قبل الميلاد وبعدها اعتنق الآشوريون الديانة الجديدة وهذا غير مذكور أبداً في الطبعة الأصلية من كتاب المؤلف (فإنتبهوا أيها الألاقشة):
جزء كبير من العتب يوجه إلى ورثة المؤلف الذين يعتبرون أصحاب حقوق الطبع للكتاب، حيث لم يراعوا ويصونوا الأمانة التي اودعت لديهم في إعادة طبع هذا السفر التاريخي بعكس ما كتبوه في تقدمة الكتاب في الصفحة 7 و 8
لذا أرجو من أخواننا الكتاب مراعاة توجيه تهمة الانقساميين والانفصاليين والمشتتين إلى أصحابها الأصليين، والله ومصلحة شعبنا من وراء القصد.