دعوة وحدوية برؤية واقعية «
في: 04.02.2020 في 06:11 »
دعوة وحدوية برؤية واقعية
تأتي دعوة غبطة البطريرك مار لويس ساكو لتشكيل مرجعية سياسية عُليا (تحالف للأحزاب السياسية) أو خلية أزمة، لنكونَ أصحابَ هدفٍ واحدٍ، قرارٍ واحدٍ وكذلك لنكونَ مستعدينَ لرسمِ مستقبلِ شعبِنا، بعيدين عن أي انتماءٍ جهوي أو أجندة أجنبية أو طموحٍ شخصيٍ، ومستفيدين مِن مرحلة التحولات الوطنية الجديدة التي يقودها ثوارُ ساحاتِ الاعتصامات في عموم الوطن.
يأملُ غبطته مِن دعوتِه لمَّ شعبنا المسيحي من (الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن)، بهدَ أن استشعرَ مِن موقعِه الديني والوطني حجمَ المخاطر التي تُحدقُ بشعبنا في العراق، نتيجةً للاضطهاد والظلم الكبير والتهجير القسري واغتصاب حقوقه المدنية والشخصية والتجاوز على أملاكه ومصالحه، ناهيك عن التعمد في تغيير تركيبتِه الاجتماعية وإحداث تغيير ديموغرافي في مناطق تواجده.
عندما قدّم غبطة البطريرك مار لويس ساكو رؤيتَه وقراءَتَه، كان يعلمُ عِلمَ اليقين حجمَ أحزابِنا القومية وضعفَها بمختلف تسمياتها، ومقدارَ الفشل الذي أصابَ هذه التنظيمات، والانحراف الكبير عن الأهداف التي كانَ من المفروض أن تحققها لشعبِنا بدلاً من المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، بحيثُ أمست النظرةُ الى الأحزاب والتنظيمات الجماهيرية المؤدلجة والتي تحملُ أجنداتٍ أجنبية وغريبة، نظرةَ عدم ثقة، دونَ الطموح، مما ولَّدَ احباطاً شعبياً. وما غيابُ دورِ النخب السياسية المستقلة أو تبعثرها، التي بإمكانها تقديم الدراسات والتحليلات وقراءةً لواقعِ شعبنا.
كلُّ ذلك كانَ واضحاً وجلياً في دعوتِه لتوحيد الجهود ضمن مؤسسات تجمعُ كلَّ أطيافِ شعبِنا، حتى يتم وضعُ مطالبَ شعبنا في مسارِها الصحيح، والخروج بورقة موحدة تكون بمثابة طوق نجاةٍ لإنقاذِ شعبِ العراق، ولتقوية موقفنا أمامَ بقية الكتل والتجمعات الوطنية العراقية.
ستبقى دعوة البطريرك مار لويس ساكو قائمةً ومِن خلالِها يمكنُ تحقيق طموحاتِ شعبنا، لأنها تجاوزت الحزبية والقومية الضيقة والمصالح الشخصية. انها دعوةٌ أقضّت مضاجع النفعيين والمتمسكين بالمناصب أو المجد الشخصي. انها دعوة وطنية جامعة لكل الشعب المسيحي في العراق.
لستُ مُستغربا أو متشائما على الاطلاق من عدم وجود أية ردود أفعال لحدِّ الآن، الّا ما أعلنتْهُ الرابطة الكلدانية العالمية بكلِّ شفافية وذلك مِن خلال بيانِها، مُوَضحةً وقوفها ومساندتها للفكرة واستعدادها للتعاون مِن أجلِ تحقيقها. نتطلع الى انَّ شعبنا سيتحركُ باتجاه المشروع في الأيام القادمة.
انها ليست دعوة عادية أو بسيطة، بل هي مشروع وجود لكيان وطني عظيم، انها الحبل الذي سيجمعُ أعضاءَ جسدِ شعبنا في بودقة واحدة، وهي ستقوّينا بالداخل وتدعم حضورَنا في الخارج. انها مشروعٌ عابرٌ للتطرف والمصالح، وأيضاً (ملاحظة مهمة جداً)، إنّ قُربَ غبطته من المشهد السياسي بحكمِ موقعِه ومنصبِه واطلاعِه عن كثب على متغيرات المشهد السياسي، يدفعُ بالمتبصرين أن يحترموا هذا الطرح وهذه الفكرة. بقيَ أن نقولَ انّ فُربَ غبطتِه مِن نبض الشارع العراقي ومعايشتَه اليومية له، وتفهُّمَه بأن الثوارَ في مختلف الساحات، يقودونَ تحولاً سياسياً واجتماعيا للنسيج الوطني العراقي، واستحداث نُظم اجتماعية واعدة، وتنقية للذاكرة الوطنية العراقية. كل ذلك يدفعنا للتحضير والاستعداد للجلوس والتحاور حولَ تشكيل تجمع أو اتحاد أو تحالف سياسي يجمع مختلفَ أطيافِ شعبنِا للخروج برؤية شمولية واضحة، وورقة عمل موحدة للدخول في الانتخابات المقبلة مِن دون تبعية أو انتماء لكتل أجنبية أو أجندات لأحزاب متسلطة.
بوحدِتِنا سنساهمُ في المشاركة بصياغة الدستور والقوانين وتشكيل الحكومة، وبالتالي سنصبح مساهمين فاعلين في نهضة العراق الجديد يتم فيه احترام المواطن.
ختاماً ندعو النُخب المسيحية بكل مُسمياتها للمساهمة في إنضاج وإنجاح هذه الفكرة (المشروع).
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!