وداعا للسلاح « في: 10.02.2020 في 04:40 » وداعا للسلاح
“وداعا للسلاح “هي رائعة الروائي الامريكي آرنست همنغواي التي تتحدث عن الملازم الامريكي الشاب ( فردريك هنري ) الذي تطوع للعمل في مجال الإسعاف والإنقاذ لحساب احدى المستشفيات الميدانية في شمال ايطاليا خلال الحرب العالمية الاولى .. تُصوّر لنا الرواية أجواء الحرب والقسوة والقتل التي أحبطت الملازم الشاب ، لكنها عجزت عن قتل روح العشق والحب ورغبة الإنسان في الحياة وسط ذلك الدمار.... وسط تلك الاجواء ، قرر الملازم فريدرك ان يعلن ايقاف الحرب من جانب شخصي واحد ، فقذف بسلاحه الى الجحيم وفرّمن الجيش ..ثم استطاع بمشقّة ، الفرار من محكمة الاعدامات بحق الهاربين من الجيش .. لأول وهلة ، قد يبدو الامر غريبا اذا ما حاولنا ان نشبّه وضعنا ، نحن المسيحيون ، بوضع تلك الامم التي قاتلت بعضها البعض... اعتقد اننا ، على نحو ما ، مثلهم... إلا ان الوسائل والامكانيات والظروف تختلف... ففي وسط الدمار والقتل والتهجير التي طالت شعبنا المسيحي ، والخوف المسيطر على عوائلهم الى الان والذي يمنعهم من العودة الى بلداتهم وبيوتهم ، الخوف الذي له مبرراته الملموسة على ارض الواقع... والمصير المبهم لمستقبلهم في العراق ، نكون قد وضعنا انفسنا في حالة حرب غير مُعلنة مع بعضنا البعض باصرارنا على رفض اي مقترح يوحدنا " سياسيــــــا " ومهاجمة من يحاول اقتراحه ... نبرع في اختراع الذرائع كي نرفض بشدة ، ثم نلقي اللوم على الكنائس ... ربما لانها ( الكنائس ) الحلقة الاضعف ولا تستطيع الرد علينا ... نحن طائفيون حد النخاع ، شئنا ذلك ام أبينا ، فمثقفينا حريصون على انتقاء الكلمات التي يصفون بها انفسهم ، إذ لا تعجبهم إلا و " نا " تزيّن مؤخراتها... طائفتنا ... كنيستنا ... قوميتنا... المسيحية هي التي فرقّتنا ( هكذا قالوا ) ... ورجال الدين الخائفون على كراسيهم ( هكذا ادّعوا ) ، هم السبب في مصائبنا .. ثم ، وفي حالة اشبه ما تكون باللاوعي ، نشن حربا على رجال الدين لانهم لا يعملون على توحيدنا...... يا رجال الدين ، وحدونا .... لكن اياكم اياكم ان " تتنازلوا " للكنائس الاخرى على حسابنا !!! .. خاصة بعد ان أخذت كنيستنا بُعدها القومي، وغدت بحلّتها القومية ، اكسير حياتنا ، وان عودة المسيح ثانية لن يثنينا ....قوموا بالمحاولة وفي جعبة افكاركم " غُلب البدوي " ، ، وسنكون بالمرصاد لافشالها ان لم يكن طرحها يتناغم ومقاساتنا ....فحذار . ان " مكرالبدوي " في هذه الحالة مطلوب ... نعم ، قد نُدين الفكر البدوي من حين الى آخر ، لكن ذلك لا يعني انه غير متأصل فينا... ادواته ضرورية لتنفيذ كلّ او بعض من مآربنا .. البدوي يعرف جيدا كيف يدافع عن مكره ... فالصحراء لا تعينه كثيرا على المناورة ، لذا وجب عليه ان ينا ور بالمتيسّر ، وأولها الغدر ... ويستمر البدوي في دفاعه فيقول : وهل لُقّب القائد رومل بثعلب الصحراء عبثا ... ها قد جعلتُ " مكري " مقدسا بعد ان وصفتُ الهي بـ " خير الماكرين " ... كلنا سمعنا بما حدث بعد محاولة توحيد " عيد الميلاد " ... اسرع البعض من الغيارى المؤمنين بـ " يوم الاجداد المقدس " الى رفض هذه الهرطقة وسموا من وافق عليها بـ " قليبايي " ... اجابهم الموحّدون بـ " جماعة 7up “... لا استبعد ان يكون من بين هؤلاء الاخوة اليوم من يهاجم الكنيسة التي فرّقتهم ، وتعاليمها التي ضيّعتهم !! لكن ، ليس من العدل ان نلوم اولئك الاخوة فقط ، فإن من بين الذين أيّدوا ، وبفرح عارم ، توحيد يوم عيد الميلاد كان بسبب ان " الصفقة " كانت في صالحهم !! ... نعم ، اصفها بـ " الصفقة " وبكل ما تعني الكلمة من فجاجة ...فنحن سياسيون قبل ان نكون مؤمنين ، ولا بأس ان نسمي ما نفعله بالسياسة الايمانية ... الرئيس ترامب هو الوحيد الذي قذف بمصطلح " الصفقة " بوجه كل اولئك السياسيين المنافقين الذين صدعوا رؤوسنا بالمباديء وبالدبلوماسية كاذبين ... عشرون سنة والارهاب الاسلامي يقضّ مضاجعهم وهم يخافون من تسميته بأسمه ... جلس ترامب في السعودية ، وبحضور كبير من الدول الاسلامية يطالبهم بمعالجة " الايدولوجية " التي تفرّخ الارهاب الاسلامي ...طالبهم قبل ان يوقّعوا على صفقته !! نعم ، فرح البعض بتوحيد عيد الميلاد لأن " غُلب البدوي " تهلّل في قلوبهم ... خاصة بعد إبقاء عيد القامة على وضعه !!! لقد عرف اولئك المؤمنون بأن المسيح الرب سيغضب علينا إن لم نكن دقيقين جدا في تحديد يوم قيامته !!!... المسألة خارجة عن ايدينا ... المسيح نفسه يرفض ... مسيحنا الآن لا يشبه ذاك المسيح الذي انتهر نفاق اليهود عندما ارادوا جعل يوم السبت أعظم من الانسان ومن ابن الانسان .... بماذا نختلف عنهم ؟ " والله لا يوجد أطيب من قلبي " .. كالببغاوات نردد ذلك ...و يردده حتى بعض السّيئين منا ... نقول ذلك لاننا نرفض ان نغوص في اعماقنا كي نتعرّف جيدا على ذواتنا ... اني مذهبي معتدل ... لا بل اني قومي معتدل ... تماما كالاسلامي المعتدل الذي يقدمه الاخواني وابتسامته البشوشة على وجهه !!! نحن نتقاتل بدون اسلحة ...يكفينا الحرص على الاسلوب الدبلوماسي ( من النوع الغربي الجيد ) كي نخدع فيه انفسنا... يا له من " مضخّم " الامور صاحب المقال هذا ، عن اي قتال يتحدّث ؟ ... ألم يسمع بأن الاختلاف حالة صحية ...انها مجرد خلافات بسيطة تحدث في " احسن العوائل " ... وماذا لو اخذت خلافاتنا عشرين سنة اخرى ؟ ...نحن متأكدون من اننا سنتغلب على مثل هذه الخلافات في نهاية المطاف ..نستطيع ان نقسم ونؤكد بأن كل خلافاتنا ستنتهي حال انتهاء وجودنا في العراق ... فكفاك تضخيما للامور . اعلن عن القاء سلاح الطائفية بكل اشكالها الى الجحيم ، وداع غير مأسوف عليه لمثل هكذا سلاح ....سأعيش هاربا من هذا الوباء... لكن ليس مع نفسي ... اشكر الله على هذا التصالح الرائع مع نفسي ... اني بلا مذهب ، وبلا قومية سياسية..... مذهبي هو كل المذاهب ، وقوميتي هي كل القوميات .... تكفيني ترنيمة : Christ is sufficient على هذا الرابط
متي اسو
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!