ان المشكلة الرئيسية في الردود والردود المضادة هي خضوعها لتلك " العاطفة المدمرة " التي تتقمّص البعض فتفرز انفعالات تمنع العقول من التفكير الهاديء .... وغالبا ما تكون مصحوبة بـ " فزعات عشائرية " اساسها التعاطف مع الشخص نفسه وليس مع ما قاله ... او على العكس ، تفرز غزوة عشائرية اساسها كره الشخص نفسه وليس لما قاله... اما النوع الثالث ، فإن تأييده للانتقاد لا يكون عن محبة المنتقد ، بل بسبب ان الانتقاد موجه لـ " شخص " يكرهه !!!.. لقد أقسمت " عاطفتنا الشرقية " على نفسها ان يكون التأييد او الانتقاد موقفان ايدولوجيان ثابتان لا يقبلان التغيير في كل الامور وفي جميع الاحوال .... فلا يجوز ، حسب العرف العشائري والحزبي ، أن تنتقد شخصا في موقف ما ، ثم تؤيده في موقف مغاير .... انت إما معه او ضده على طول الخط ، " يا بيض يا سود " ....وإلا سيكون الاتهام جاهزا ، إما خائنا ، او متلوّنا في احسن الحالات !!!! تنقصنا أيضا شجاعة الانتقاد الذاتي لأن " العناد القروي " وكبرياءه المتأصل فينا يمنعنا . مثال رائع... مقتطف مما قاله الاستاذ مايكل سيبي اتناء اجراء المقابلة معه : " بـداية ، لم أكـن أعـرف شخـصا يحـمل إسم لويس ساكـو إطلاقاً ولا كاهـنا بهـذا الإسم ولا أسـقـفاً ...! إلاّ قـبل سنـوات ــ موثـقة في مقال لي ــ عـنـدما سمعـتُ المذيع ولسن يونان ومقابلته في إذاعة ( SBS ) سدني/ استراليا مع المطران لـويس ساكو ، ولما إنـتـبهـتُ إليه ، إستغـربتُ من طروحاته وأنه لا يعـرف إسم قـوميتهِ ولا إسم لغـتهِ وهـو مطران وحامل لشهادة الـدكـتوراه . قـلتُ مع نـفـسي من هـو هـذا المطران .. ومن أين هـو .. وإبن مَن يكـون .. ومَن عـيّـنه مطرانا في الكـنيسة الكـلـدانية ؟... انتهى الاقتباس
مما قاله الاستاذ مايكل في هذه المقابلة ، نستطيع ان نستلخص ما يلي : اولا : ان السيد مايكل لم يكن يعرف المطران ساكو ( في حينه ) ولم يقابله ابدا... وانما سمع به لاول مرة عن طريق مقابلة اذاعية وليس وجها لوجه ... ثانيا : اتخذ موقفا رافضا له ( دون ان يعرفه ) لأن المطران ، حسب رأيه ، غير مؤهل ليكون مطرانا للكنيسة الكلدانية ... والسبب لا علاقة له بالجانب الايماني او العلمي ( المطران يحمل شهادة دكتوراه ) ، بل لأن المطران لا يعرف اسم قوميته او لغته حسب ادعاء السيد مايكل !!... ثالثا : ان السيد مايكل " شماس " ، والشماس في العرف الديني " متديّن وخادم المسيح في المقام الاول ".. وهذا التعريف ينطبق على الشمامسة في كل الطوائف ... فكيف للشمّاس ان يتّخد موقفا عدائيا مع مطران لا يعرفه بسبب اختلاف في التوجهات القومية ؟... والسؤال هنا أيضا : هل السيد مايكل شمّاسا كنسيا ام شمّاسا في حزب قومي ؟؟ ... الكل يعرف اني لا انتمي الى الطائفة.... لكني اشكر السيد مايكل لانه منحني فرصة لـ " افضح " التطرّف القومي لدى البعض من كل الاطياف ( وليس عند الاخ مايكل وحده ) ، واوضّح ما ينشأ عن هذا التطرّف ، وما يفعله في الشأن المسيحي عموما ....فإن كانت المواقف بهذا التشنج داخل الطائفة الواحدة بسبب " التوجهات القومية " ، فما بالك مع بقية الطوائف الاخرى ؟ !! كيف سيقبل هؤلاء القوميون ان يشدّوا ايادي بعضهم على بعض لتشكيل تجمّع او جبهة مسيحية واحدة وهم بهذا المنطق ؟ ... ألا يكشف ذلك السر في رفضهم القاطع لاي مقترح بهذا الخصوص ؟ لا ادري .. كيف لشخص ان يؤيد السيد مايكل هنا ؟؟ نعم ، هنا ، في هذه الحالة ؟ ... ارجو ان لا تهربوا الى التعميم ومن ثم وضعه في خانة " انتقاد الكنيسة واجب " والتطرّق الى اشياء حدثت بعد ذلك !!!,,, لأن النيّة على محاربة البطريرك ساكو كانت معقودة منذ البدأ ، منذ ان كان مطرانا ... السبب ؟ ... قضايا قومية !!!... الغريب بالامر هو ان البعض وصف موقف السيد مايكل بـ " الموقف الشجاع "....من أية زاية ميته نظروا وقالوا هذه شجاعة ؟ لم يجد الاخ مايكل ما يرد به سوى " فيديو السيد محسن " ليجيبنا عليه !!!...استمعتّ دقائق قليلة فقط بعد ان عرفتُ ان السيد المذكور يحدثنا...عن "صناعة الدكتاتور " !!! ... ولا ادري ما علاقة هذا بذاك .... يذكرني السيد مايكل هنا بأحد الاخوة من شهود يهوة ، كانت مهمته الرئيسية هي البدأ بسرد آيات من الكتاب المقدّس ليقول لنا بعدها هذه الايات تنطبق عليكم وعلى كهنتكم ... ما ارخص الكلام وما أسهله ! ... وما طلاقة اللسان " بدون عظم " !!... اخي مايكل ، انت رفضتَ بشدة مطرانا لا تعرفه لانه غير قومي كفاية حسب سماعك منه... انت من تدين نفسك ... واني ادين القوميين المتطرفين لانهم الاساس في بث التفرقة بين المسيحيين ، وانت لست الوحيد في هذا الشأن ..... رفضتَ المطران منذ البدأ ... لم يكن قد أصبح بطريركا دكتاتورا ( حسب ادعائك ) بعد .. فكيف تريد ان نصدقك في ادعاءاتك وانت تريد ان تحكم على اهلية مطران لا تعرفه من خلال توجهاته القومية ؟؟ انت لم تقل هنا بأن المطران كان ديكتاتورا ، لانك لم تكن تعرفه انذاك .... فما علاقة صناعة الدكتاتور في فيديو السيد محسن بحديثنا هنا ؟؟.. أليس هذا تهرّبا ؟ غايتي كانت ولا زالت هي فضح تلك " الممارسات القومية " عندما تزيد عن حدها .... لقد سمعنا من اجدادنا ان الحكم " العصملّي " ( العثماني ) كان يشترط ان تكون مواصفات الشخص الذي يريدون تعيينه في دوائرهم " قلافطي وحسن خطّي " ... اي ان يكون ضخما ( هيبة ) وخطه جيدا .. هذه كانت المواصفات المرجوة في ذلك الحين من دولة لم تشتهر إلا بتخلفّها ومجازرها ... يبدو ان الامر لم يتغيّر كثيرا عند البعض ...فبعض المؤمنين الآن ( خاصة من كان بدرجة شماس ) يشترط ان يكون رجل الدين قوميا وحريص على اللغة في المقام الاول ( سمعت نفس الكلام من شمامسة آخرين قبلك ) ... اما المؤهلات الاخرى كالايمان والشهادة العلمية فلن تنفعه !!! ... ايها القوميون .... الى اين ؟؟؟
متي اسو
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!