نيسان سمو الهوزي
أغرب رسالة شخصية ( جداً ) في تاريخ البشرية ! «
في: 02.05.2020 في 08:54 »
أغرب رسالة شخصية ( جداً ) في تاريخ البشرية !
حصلت مراسلات متبادلة عديدة في التاريخ البشرية ، إن كانت رسائل شخصية او عامة او بين شخصين او مجموعات . طبعاً لا يمكن لنا هنا حصر انواع واهداف تلك الرسائل ( بَس موقع عنكاوا له الإحصائيات الصحيحة ) . ولكن بصورة عامة كانت جميعها مراسلات بين طرفين او حتى أحياناً من طرف واحد . لكن كل تلك الرسائل كان لها هدف واضح وإن كانت من جانب واحد ( وصلت كلها ام لم تصل ما اعرف ) ! هذا هو تاريخ الرسائل المتعارف عليه .
اما اغرب رسالة في التاريخ ( حسب رأي الشخصي ) هي الرسالة التي طار بها هيس الى جزر السكوتلاند إبان الحرب العالمية الثانية . وهنا نبذة قصيرة عن هيس للذين لا يعلمون به .
رودولف والتر ريتشارد هيس ( Heß بالألمانية؛ 26 أبريل 1894 - 17 أغسطس 1987) كان سياسيًا ألمانيًا وعضوًا بارزًا في الحزب النازي في ألمانيا النازية. عُيّن كنائب للفوهرر أدولف هتلر في عام 1933، وشغل هيس هذا المنصب حتى عام 1941، في بداية الحرب مع الاتحاد السوفيتى في الحرب العالمية الثانية، في 10 أيار / مايو 1941، قام هيس برحلة فردية إلى اسكتلندا، حيث كان يأمل في ترتيب محادثات سلام مع دوق هاملتون، الذي يعتقد أنه معارض بارز لسياسة الحرب التي تنتهجها الحكومة البريطانية. اعتقلت السلطات البريطانية هيس فور وصوله واحتجزته حتى نهاية الحرب، عندما أُعيد إلى ألمانيا لمحاكمته في محاكمات نورمبرغ لكبار مجرمي الحرب في عام 1946. خلال جزء كبير من المحاكمة، ادعى أنه يعاني من فقدان الذاكرة، لكنه اعترف لاحقًا أن هذه خدعة. أدانته المحكمة بارتكاب جرائم ضد السلام وبالتآمر مع قادة ألمان آخرين لارتكاب جرائم. قضى عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن سبانداو؛ منع الاتحاد السوفيتي الإفراج المبكر عنه رغم محاولات أفراد أسرته وسياسيين بارزين. بينما لا يزال في الحجز في سبانداو، توفي شنقا في عام 1987 عن عمر يناهز 93. بعد وفاته .انتهى الاقتباس .
هذا وفِي خَضم المعارك الطاحنة بين دول المحور والتي ضمت العديد من الدول مثل ألمانيا وإيطاليا واليابان وغيرها ، ولحقت معها الدول التي احتلتها وبين قوات التحالف ( الحلفاء) والتي شملت كل من فرنسا وبريطانيا ومن ثم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وغيرها .
بعد سنوات من الحرب والدمار واحتلال أغلب أوربا من قبل القوات الألمانية وبدأت بوادر الحرب على الاتحاد السوفيتي وملايين القتلى والجرحى يتفاجأ العالم بهبوط نائب لفوهر ألمانيا بِمظلته في أراضي إسكتلندا مُدَعياً انه يحمل رسالة سلام من هتلر .
لم يثق لا تشرشل ولا احد في المملكة البريطانية بِنيتهُ وصُدقتِيهِ ، لا بل اعتبروها خدعه ومكر من قِبل الحكومة الألمانية او من هيس نفسه . تم اعتقاله وتبرأ هتلر منه وإدعى بجنونيتهِ وهَوَسِهِ . نهاية هيس مذكورة في الاقتباس ولكن المصيبة انه عاش الى قبل اسبوع من الان . فقد مات في عام 1984 ، أي قبل شهر ( لو كُل قادتنا يطول عمرهم مثل هيس راح تكون مصيبة ) !. لنترك هيس ( الله يرحمه قبل ان يتهمونا بإزدراء الأموات ) ونعود الى رسالته الغريبة العجيبة .
مات المرحوم ( الله يرحمه ويسكنه فردوسه مع الحوريات ) ولَم يعلم احد في العالم بِسِرهِ او نواياه او مغزى تلك الرسالة البراشوتية . لا هتلر ادرك ذلك ، ولا الحكومة البريطانية استوعبت المغزى من تلك الرسالة ، ولا الشعب الألماني فَهِمَ أو درى أو إحتَوى تلك الرسالة ، ولا شعوب التحالف استلطفت تلك الحمامة . لا احد في العالم تَقَصى الغرض من تلك الرسالة . مات الرجل ( الله يرحمه ويحسن اليه في مثواه الأخير ) ولكن .
السؤال يطرح نفسه هنا : لماذا فعل او قام هيس بكتابه او نقل تلك الرسالة ! من الذي خَولَهُ بتلك الرسالة ! من كان يعتقد نفسه او الذين يمثلهم ! من كان يمثل هيس من الشعوب التي سقط منها الملايين من القتلى والجرحى من كِلا الجانبين ! أوربا كانت قد دمرت فأين كان هيس من كل هذا ! هل كان تصرفاً فردياً أم متفق عليه مع بعض الجهات ! هل كان هيس مريضاً ! هل كان مهووساً ! هل كان منافقاً ! هل كانت فزلكة شخصية ! وهناك العشرات من الأسئلة الاخرى ولكن الاهم هو : من كان يعتبر نفسه هيس كي يقوم بنقل تلك الرسالة وبشكل فرداني ( سنختار هذا السؤال السلسل من كل تلك الاسئلة المنطقية ) ! .
هل كان هتلر سيوافق عليها ! هل كانت حكومات وقادة المحور والدول المنخرطة معها وبعد هذا الكم الهائل من الخسائر على علم بها وستوافق على تلك الرسالة !! هل كانت القيادات وضباط التحالف سيقبلون بها بعد كل هذا الدمار ! والاهم من كل هذه الجهات ، هل كانت شعوب الطرفين بعد هذا الدمار والملايين من الجثث سيوافقون على تلك الرسالة ! هناك المئات من الأسئلة المُحيّرة والمُبهِمة والغريبة في كتابة ونقل تلك الرسالة ، ومنها العشرات من الأسئلة الشخصية . هل كان صادقاً ! هل كان يعي خطوته ورسالته هذه ! هل كان له أهداف بعيدة المدى او حتى قصيرة الهدف ! هل كان فعلاً متفقاً مع أودلف هتلر للقيام بتلك الخطوة كمحاولة لِفصل المملكة البريطانية عن الصراع ( يمكن هذه أقوى فرضية او احتمالية في تلك الرسالة ) ! .
مات هيس قبل اسبوع ومات معهُ سْرهُ وبَطانة رسالتهُ ، ولَم يُعلَم الى الان الغرض والنية والقصد من تلك الرسالة ، والتي اعتبرت من اغرب الرسائل المرسلة في العالم . لأن كل الرسائل تكون متبادلة ومرسلة بين طرفين او حتى من جانب واحد ، فقط رسالة هيس كانت مبهمة و لا يعلم فيها اي طرف ولهذا اعتبرت اغرب رسالة شخصية ( جداً ) في تاريخ البشرية .........
ذكرتني رسالة هيس هذه ببعض الاخوة الذين كانو يسكنوا قرانا في القرن الماضي ، كانوا يقتربون في طقوسهم او معتقدهم للملاك جبرائيل ( جِبريل ) وفي إحدى المرات سألتُ أحدهم عن المغزى او سبب ذلك ! كان ردهُ ذكياً حين قال : نحنُ نعلم بأن الملاك جبرائيل كان رئيس الأساقفة ( آسف ، اقصد الملائكة ) وقد وقع خلاف بينه وبين الله فتم اخراجه من الجنة الى البرية ، ولكن الله رحيم غفور وسيغفر ويعفو عن جِبْرِيل ويعود الى مكانته الأصلية ، وفِي حينها سنكون نحن من اقرب المقربين للرب ( والله فكرة ) ! يمكن كان هيس يتأمل التقرب والفخر والتعظيم من كلا الجانبين إن وصلت رسالته ! هَم فكرة !
لا يمكن للرسائل ان تعمل او يكون لها اثر وتفعيل دون وجود الارضية الخصبة لها !
نيسان سمو 02/05/2020