الكاردينال مار لويس ساكو يدعوا الى اجتماع يناقش اوضاع المسيحيين العراقيين «
في: 25.06.2020في 08:16 »
قيصر السناطي
الكاردينال مار لويس ساكو يدعوا الى اجتماع يناقش اوضاع المسيحيين العراقيين
هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لاجتماعٍ يُناقش أوضاعَهم؟
هذا كان عنوان النداء الذي اطلقه
الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الذي يتمتع باحترام كبير وبمكانة مرموقة لكونه رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ولما له من دور وطني شجاع ومشرف الذي يدعوا الى المحبة والتعاون والمساواة والى المواطنة الصحيحة التي تخدم جميع العراقيين وكونه رئيسا للكنيسة الكلدانية دعى الى وحدة الكنائس المشرقية للشعب الأصيل صاحب اعظم وأقدم حضارة في التأريخ.كما دعا قبل خمس سنوات الى تأسيس رابطة كلدانية تهتم بشؤون الكلدان في العراق والعالم الذين تشتتوا مع بقية المسيحيين في العالم واليوم يدعوا الى اجتماع للمكون المسيحي في العراق لكي يناقش اوضاع المسيحيين حيث قال
ان الوضع صعب وقاسٍ، وحضورَنا مهدّد أمام استمرار سياسة الإقصاء والتهميش، تحت غطاءات دينية طائفية وقومية محزنة، فضلاً عن تبعات تَفشّي جائحة كورونا كما جاء في النداء
وهذا النداء يعبر عن الحس الوطني ومسؤولية وطنية في رفع الصوت لصالح المواطن في المطالبة بحماية حقوق وحرية وكرامة الأنسان في وطنه وهذا ليس تدخلا في السياسة ابدا
ولا نأتي بجديد اذا قلنا ان المكون المسيحي من الكلدان والأشوريين والسريان هو الشعب الأصيل وصاحب الأرث الحضاري لجميع العراقيين حتى الأغلبية المسلمة يجب ان تفتخر بهذا المكون الأصيل لأنه هو امتداد لحضارة العراق وهو بمثابة اجداد للعراقيين بكل مكوناتهم لكون الذين غيروا ديانتهم الى الأسلام تحت تهديد السيف او دفع الجزية او القتل كانوا مسيحيون والدليل ان اغلب الأثار المكتشفة كانت للمسيحيين من اديرة وكنائس وعلى سبيل المثال ان اغلب جوامع بغداد بنيت على اثار كنائس قديمة وكذلك تم اكتشاف33 دير في النجف، بالأضافة الى الشواهد التأريخية مثل اور الكلدان والجنائن المعلقة في بابل وأثار اشور في نينوى وكنائس تأريخية منتشرة في العراق وهذه جميعها كانت حضارة تعود للشعب المسيحي العريق قبل مجيء الأسلام من شبه الجزيرة العربية، ونتيجة الأضطهاد الديني الذي تعرض له شعب العراق الأصيل نرى ان معظم الرهبان كانوا يعيشون في كهوف وفي مناطق جبلية وعرة في شمال العراق بسبب الأضطهاد الذي تعرضوا له. ورغم ان المسيحيين هم اصحاب الأرض قبل الأخرين ومع ذلك لم يطالبوا سوى بالمساواة مع الأخرين في الوطن.
ان المسيحيين العراقيين لم يكونوا يوما طائفيين او عنصريين ان كل ما يطابون به هو حماية حقوقهم وحريتهم وكرامتهم في وطنهم واليوم ونحن في زمن التطور والحريات ومع ذلك يتعرض الشعب المسيحي العراقي وكما جاء في نداء غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو حيث يقول
تمعّنوا في موضوع مصادرة صوتنا في الترشيحات للوزارة، وكوتا في مجلس النوّاب، والتشريعات التي تُميِّزنا على أساس الدين، في حين يقرّ الدستور ان الكل هم مواطنون متساوون، لكن الممارسات اليومية لا تحترم هذه المساواة لأقدم مكوَّن عراقي أصيل، بل تسيء الى حقوقه وحرياته وديانته. نذكر على سبيل المثال كتب التربية في المدارس، وبعض الخطابات الدينية التي تحرّض على التمييز والكراهية، وموضوع الرسوم الدينية المسيئة على بعض المنتوجات.(انتهى الأقتباس)
من هنا نرى مدى الأستخفاف بحقوق الشعب الاصيل المكون المسيحي العراقي والمكونات الصغيرة الأخرى، وهذا الأمر تتحمله الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد السقوط وعليها حماية حقوق هذا الشعب المسالم الوطني الذي يعود له الفضل في حضارة العراق كونه شعب مبدع ومخلص لوطنه .
ان التمييز على اساس الدين او الطائفة او القومية عار على الحكومة وعلى اصحاب القرار في العراق لأن عدم حماية حقوق المواطن يدل على فشلهم وعنصريتهم وكذبهم لأن ما نسمعه من كلام طيب في العلن مجرد كلام بينما الواقع يقول غير ذلك، ان العراقيين امام مسؤولية تأريخية في تحقيق العدالة والمساواة بين ابناء الشعب لكي ينهض العراق من جديد بعد الحروب والفساد الذي دمر الوطن والمواطن، اما اذا استمر الحال من حيث التمييز الطائفي والديني والقومي فأن اوضاع العراق لن تتغير نحو الأفضل ابدا
واخيرا نقول لمثقفينا ولشعبنا العريق في الرابطة الكلدانية والأحزاب الأخرى يجب مناقشة اوضاع المكون المسيحي الأصيل ويجب ان تتكاتفوا وتوحدوا مواقفكم من اجل رؤية موحدة للمطالبة بحقوق شعبنا وكما جاء في نهاية النداءغبطة البطريرك الكاردينال ساكو حيث يقول
نقترح أن يهدف الاجتماع إلى مناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية والصحية السائدة في البلاد، للمساهمة في الاستقرار والسلم الأهلي، خاصة في هذه الايام حيث تمر البلاد بمرحلة استثنائية دقيقة غير مسبوقة، كذلك مناقشة الانتخابات القادمة واصلاح الدستور وقوانين الاحوال الشخصية، وموضوع الهجرة ومحاولة تغيير ديموغرافي مرسوم في مناطقنا في سهل نينوى ويختم حديثه بالقول من انجيل مرقس ليسوع المسيح له المجد .
من له اذنان للسمع فليسمع (مرقس 4/ 20)
وقد ايدت واستجابت الرابطة الكلدانية لنداء غبطة البطريرك مار لويس ساكو كما جاء في بيان للرابطة الكلدانية
ان غبطة البطيريرك الكاردينال مار لويس ساكو يعيش في داخل الوطن وهو يتلمس المعانات اليومية للمسيحيين في العراق وهو دائما سباق في تقديم المقترحات الوطنية التي تدعوا الى المساواة والعدل بين جميع المواطنين دون تمييز بسبب الدين او القومية او الطائفة، لذلك على الجميع اخذ هذا المقترح بجدية والبحث عن السبل والصيغ التي توحد صوت شعبنا المسيحي في الداخل والخارج وخاصة في هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد من فساد مالي وحالة اقتصادية صعبة اضافة الى وباء كورونا الذي اجتاح البلاد والعالم.والله من وراء القصد.....