بقلم :مايكـل سـيـپـي من تراث جـريـــدة عـمّـا كـلدايا / سـدني ـ 2001
كان لأحـد الولاة بعـرانً في بادية نائية ، أوكـلَ أمرها إلى راعي ليَهـتم بها ، مرَّ زمان حـتى طالت قامتها وحـسُن مظهـرها .... وحـين تسَطـّحَ قـليلا سنامها من كـثرة سـمنها صار يـبخـل عـليها جَـمالها ، وعـنـدها قـرر أن يـنغّـص عـليها إنـتعاشها ورفاهـيتها ، فأوصى بتسيـيرها مربـوطة في قافـلة تـنـقـل الأمتعة وتـدرّ عـليه ربحا .
ظن الـوالي ــ الغـبي ــ أن البعـران لا تعـرف طرق الـقـوافـل في الصحـراء ، فـبعـث إليها جحشاً ( قـصير الـذيل ، طويل الأذنين ، أنكـرَ الصوتين ) يتـقـدّم القافـلة ، يمشي فـتـتبعه في طريق يعـرفها ، حـيث يعـتاش منها !.
كانت البعـران تـُحَـمَّـل أكـثر من طاقـتها ، تـُساق أياماً وليال لمسافات بعـيدة بلا ماء ولا عـلـف لها ، وهي تطيع دون تـذمّـر منها ، تمشي بصمت والتعـب لا يُـضنيها ، فـذاقـتْ الأمرَّين ثـقـلاً وجـوعاً وعـطشاً ولا تـفـتـح فاها .
ولما قـرب أجَـل ــ الوالي العـزيـز ــ تـذكــّـرَ أعـماله الظالمة وخاف من الآخـرة وعـواقـبها ، تحـرّكـتْ أحاسيس ــ الرحـمة ــ عـنـده فإستغـفـر ربه ، وطلب الغـفـران من أبناء جـلدته عـسى أن يرث ملكـوته ، وأخـيرا دعى بعـرانه التي فـنيتْ عـمرها في خـدمته ، وقال لها :