قصة الكِلاب النابحة ! قصة قصيرة ! قلتُ في نفسي لنبتعد قليلاً عن هموم الدنيا ( الوسخة ) وعن احداث ومهاترات العميل وابو على والخرف والتفهاء ( الاوروبين طبعاً ) ولقاءات البطريرك ونستريح قليلاً مع رواية عمتي . هذه الواقعه او القصة كانت تحكيها عمتي ( الله يرحمها ! يعني إذا ما رحمها إشراح يصير ! هسة راح يجي واحد يگول يرحمها من عذاب النار ! والله فكرة ) لكل اطفال الدار وبإستمرار ( جيل بعد جيل ) ! وعندما بلغت الرُشد سمعهتا وهي ترويها لأحد الأطفال قبل أن ينام . في هذه المرة استمعت إليها بشكل جيد وبقت القصة مُعلقة في أُذنيّ الى يومنا هذا ! ماذا كانت تعني ! ما الغاية منها ! كيف واين لا اعلم ! راحت عمتي وطارت القصة معها . بدأت تسرد عمتي الحادثة للطفل المتمدد بجانبها : كانت هناك قرية صغيرة وجميلة واقعة اسفل التل ومن جنوبها يمر نهراً صافي المياه وعلى حافاته شقوق وتفرعات طبيعية في غاية الجمال ! كان الهم الشاغل لأهل القرية الإفتخار والتَبجُح بكلابها وأصالتها وروعة اصوات وهلاهل نباحها . كان اهل القرية يعتنون بكلابهم الى درجة تتوهم أحياناً في إنها كلاب . تسريحات غريبة ، وقصات شعر جميلة ، وحتى قلادات مطرزة وغيرها من اكسسوارات الكلاب ! في كل مساء كانت الكلاب تُترك لتخرج الى الساحة وفوق التل لتتمخطر امام عيون مالكيها ! والعرس والإفتخار كان يبدأ عندما يبدأ الكلاب بالنباح والمالك يستمع الى نباح كلبه . كل كلب كان يأخذ له موقع ( إستراتيجي ) على التل ويبدأ بالنباح ! كانت الكلاب تنبح ضد بعضها البعض وضد نباح الكلب المجاور او المقابل ! وأهل القرية ومالكي الكلاب شاغلهم شاغل وهو الإستمتاع عندما تبدأ كلابهن بالنباح او الرد على نباح المقابل ! هذا يقول لجاره هل سمعته كيف ينبح وكأن حنجرته سلم موسيقي ! يرد عليه الآخر إسمع ، إسمع ،إنه صوت كلبي الموسيقي ، والثالث يطلب منهم الهدوء للإستمتاع بهذه الاصوات الرنانة والجميلة . يقول الرابع إنتبهوا إنه الوقار ، الآن جاء دور الفخار ،وهكذا إستمر الحال الى أن أصاب الكلاب مرض الهوس الصوتي ! كل واحد كان يحاول أن يتفنن في طريقة فتح حنجرته وتلوين سلالم النفخ والعواء . والهوس هذا أصاب أصحابها هي الاخرى ، ودخل الحسد والغيرة بين القلوب . فكانت الغيرة واضحة من منظر كلب وقار ، جميل ، فارع الطول ، يقف دوماً في اعلى المرتفع ! والآخر نحيف وذو رقبة طويلة وأذان جميلة وطوق ذهبي اللون وبرنيطة بُنية، والآخر مصفف الشعر رشيق القامة يتمخطر وكأنه غزال ، وحتى أحياناً كان يتخيل لبعضهم بأنه إنسان وليس حيوان ، خاصة عندما كان مالكه يضع نظارات سوداء على عيونه ( طبعاً ماكان يقدر يشوف فيبقى أحيانً اسبوع على التل ) ! وهناك الضخم وكبير الرأس يقف في وسط التل ، كان يتباها للجميع بضخامته جمجمته الفارغة ، خاصة عندما كان مالكه يُلبِسه الطوقية العسكرية ، وهكذا كانت حتى الكلاب تتوزع ، تتوزع بشكل جميل ،ويأخذ كل واحد مكان خاص ومهم له في التل . يجتمع اهل الكلاب في مجموعات صغيرة وهم يستمتعون بجمال الاصوات ، حتى اضحت اغلب الاصوات واضحه للمجموعات المتجمعه بدون أي إلتفاتة الى مصدر الصوت ! فهذا يقول هل سمعت إنه صوت القهار ، كان اسمه القهار ، الآخر ينادي إسمع ، إسمع إنه عواء الضارب ،والثالث يطلب منهم الهدوء للإستمتاع بنبح الجهراء ، والرابع ، إنني لا استمتع إلا بهذا الصوت ، إنه الشامخ الضخم على رأس التل . يرد جيرانه عليه : يا عمي يا شامخ يا بطيخ فوالله صوته مقزز وقبيح . يبدأ مالك الكلب الجميل ( ابو النظارات ) ليطلب منهم الهدوء رجاءاً ،إسمعوا جاء دوره ، فيقوم الغزال بالنباح الطويل . نَكَشه الواقف بجانبه وهمس في أُذنيه ، عمي صوته بايخ ومقرف ! رد عليه الآخر وْلَك أُسكت هذا كلب المختار ، والثاني أبو الرأس الكبير لِمَن ! هذا لإبن عم المختار ! وأبو البرنيطة ! يا عمي هذا نسيب المختار .... اُسكت ولا تُورطنا !!! ويستمر الحفل الموسيقي للإستمتاع لأصوات النباح الجميلة والمختلفة الى وقت متأخر ، ويبدأ بعدها بسحب تلك الكلاب الى عراينها ، حضائرها ، اواكواخها المزركشة وليخلد اهل البيت للنوم المريح وهو مطمأن من حراسة كلبه للدار من أي عدوان خارجي . في ليلة من ليالي غاب فيها ضوء القمر والسكون يضرب القرية ، هاجمت مجموعه من قطاع الهوائش والمواشي ( شنو الفرق ! ما أعرف ) !مصحوبه بكلاب شرسة القرية ! بدأ الفتك بكسر الحضائر وتجميع الهوائش والاغنام وكل ما قل ودل ! كلاب القطيع الشرسة تجوب شوارع القرية وهي في نباح صارخ . بدأت اصوات اهل القرية ترتفع وكل واحد يستنجد وينادي بكلبه المدلل ، وينك يا الدلوع ، اين انت يا الشامخ ، اسرع يا الفقار وهكذا الكل ينادي على كلبه دون أي رد فعل . فعل قطاع الطُرق فعلتهم واخذوا كل ما يمكن اخذه معهم دون أي مقاومة تُذكر ! وبعد أن هدأت الهجمة ورحل الزوار بعيداً تجمع اهل القرية لمعاينة الخسائر ! بعد برهة خرجت الكلاب وهي الاخرى تجمعت عند اسفل التل وبدأت الدردشة فيما بينهم ! احدهم همس في أُذن الذي واقف بجانبه ، أين كُنتَ ! رد ، كُنت في زواية الحضيرة مختبأً ، وانت اين كنت ! أنا هرعت الى الوادي واخذت لي شقاً عميقاً . وانت أيها الوقار أين قفيت ! أنا هرعت الى حشائش حافة النهر ، وانت ايها الاشقر ! أنا إبتعدت الى خلف التل وهكذا ! وفي هدوء عاصف بأهل القرية وهُم ينظرون الى كلابهم المدللة وهي تخذلهم وتتخبا كالأرانب عند الهجمة ، نادت عجوز وبصوت عال ومرير : يا حيف وألف حيف ، يأخذون السُراق البقرة المدللة والعجل الجميل معهم ويتركون هذه الكلاب تنبح في وجوهنا ! والله فكرة ! وعندما سألت عمتي عن الحادثة وهل حصلت ! فردت نعم يا إبني حصلت مع قرية جدك قبل سفر بلك في إحدى تلال الهكاري ! ومنذ ذلك اليوم نروي هذه الحادثة عن كلابنا الفارغة والتي خذلتنا عند الشدة ! منذ ذلك اليوم الاسود لا نقوم بإقتناء او تربية أي كلب !!!
ملاحظة للموقع : إذا نشرتُم هذه القصة على الصفحة الرئيسة سوف لا أكتب بعدها غير عن قصص الكلاب ! هل يمكن لنا أن نتفق على ذلك ! لا سياسة ولا دين ولا إقتصاد ولا طائفية ولا بطيخ ! سأتخصص بالكتابة عن الكلاب والأرانب والطاووس والغُنفز البَري وكلب البحر والسحلية وغيرها ! إتفقنا !!!!
نيسان سمو 13/06/2023
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!