شِعارٌ جديد "كل آشوري يصير كاثوليكي يُسمّى كلداني"
نزار ملاخا
أستمعتُ إلى قائد الحركة الديمقراطية الآشورية السيد يونادم كَنّا من على قناة البغدادية الفضائية في برنامج سحور سياسي قدّمه السيد عماد العبادي، وفيه يقول السيد كنّا حكمته الثمينة الذهبية "كل آشوري يصير كاثوليكي تابع لروما يسموه كلداني"
المقطع الآخر
قبل أن أخوض غِمار هذا الموضوع المتشعب ودلالاته وتَبِعاته، وما يُستنتج عن الضيف من محدودية تفكيره وعنصرية أهدافه وحقده الشديد على الكلدان خطرت ببالي عدة أسئلة منها:ـ
هل مَنْ يَنطق بهذا الكلام، ألا يحق لنا أن نقول بأنه يفتقر إلى أبسط المفاهيم القومية والسياسية والدينية؟
وهل نعتبره قائداً سياسياً؟
الأستاذ يونادم كنّا هو ضابط سابق ووزير سابق وعضو مجلس النواب ورئيس كتلة، وزعيم حركة سياسية ومهندس مدني وغيرها... هل نعتبر ما نطق به السيد كنا هي جريمة ثقافية؟ أم هي من باب المغالطات التاريخية؟
أود أن ابيّن للقارئ الكريم معنى الكلمات الثلاث (الآشورية) "الكاثوليكية" (الكلدانية).
ونترك الحُكُم للقارئ الكريم نفسه ليعطي رأيه وإنطباعه حول ما تلفظ به السيد كنا، أياً كان القارئ سواء كان كلدانياً أو من إخوتنا كلدان الجبال أو من المحايدين.
الآشورية:ـ هي تسمية مناطقية جغرافية لم تطلق على قوم معين، وتسمية الآشورية هي تسمية لمحافظة أو إقليم، ولم تكن في يوم من الأيام تسمية قومية، بل كانت تدل على رقعة جغرافية يسكنها شعب من قوميات مختلفة، فهل يصح يوماً أن يُسأل العراقي عن قوميته فيجيب بأنها عراقية؟ نعم كان هناك ملك آشوري كما كان ملك عراقي أو ملك أردني أو ملك سعودي، ولكن لم نسمع يوماً ولا يمكن أن يصح يوماً أن يقال لشخص يعيش في الأردن ويُسأل عن قوميته يقول بأنها أردنية أو سعودية أو ..... بل هي جنسية، وهذه حالها حال تسمية آشور، والدليل على ذلك ما جاء بكتاب "تكريت من العهد الآشوري إلى الإحتلال العثماني" عبد الرحيم طه الأحمد في ص 15 في السطر الرابع يقول: ـــ (تحركتُ من قلب المدينة آشور) . وهذا مأخوذ من كلام الدكتور شاكر خصباك / العراق الشمالي /.
وفي المصدر السابق في ص 16 يذكر عن قبيلة أتوءا الآرامية بأنها سكنت منطقة بيجي وتكريت فسامراء ويقول نصاً "لقد كانت منطقة سكن هذه القبيلة ضمن تنظيمات محافظة آشور الإدارية ومركزها هو قلعة الشرقاط".
الكاثوليكية:ـ تسمية مذهبية مسيحية.
الكلدان:ـ تسمية قومية.
وأتمنى على السيد كنا أن يقرأ هذه المعلومات لكي لا يقع في الخطأ مرة ثانية ويكون موضع تندر ونكتة.
ما أثار إستغرابي في المقابلة كلها هو سؤال مقدم البرنامج السيد عماد العبادي:ـ
ما هو الفرق بين الآشوري والآثوري؟
أخي القارئ الكريم، هل تقرأ أو تلاحظ وجود أو أثر لكلمة (كلداني)؟
أجاب الزعيم السياسي ما نصّه: ـــ كل آشوري يصير كاثوليكي تابع لروما يسموه كلداني؟
يا سيادة الزعيم كنا، هل فهمت السؤال؟ أم أن حقدك على الكلدان منعك من إستيعاب السؤال؟ هل فهمت السؤال ايها الزعيم؟
هل سألك عن الكلدان أم عن الآشوريين؟ نعم قد يخجل السيد كنا من الإجابة الصحيحة، فانا أود أن أوضح ما خفيَ على السيد الزعيم، الآشوريين شعب يتكون من عدة قوميات وقبائل أندثرت بعد الحرب الكلدانية عليهم وإسقاط إمبراطوريتهم، وهذه بشهادة التاريخ والمؤرخين، أما الآثوريين فهم إخوتنا كلدان الجبال، طورايا أي جبليين، راجع كتابات المؤرخين والمهتمين بالشأن القومي الكلداني.
ولكن مهلاً ما معنى أوتوماتيكياً، هل أن عملية التحويل من آشوري إلى كلداني لا تتم باليد؟ أم أن هناك جهازاً آلياً يعمل على تحويل الآشوري إلى كلداني؟ بالله عليك أيها السيد المهندس أن توضح لنا ذلك بإيجاز.
إن هذا التعبير يدل دلالة واضحة على أن السيد الزعيم قد أنكر الهوية القومية الكلدانية والوجود القومي الكلداني، كما يدل دلالة واضحة على أن السيد كنا بعيد كل البعد عن المفاهيم القومية والديمقراطية وحقوق الآخرين، نسأل السيد سعيد شامايا والسيد ضياء بطرس، ما هو موقفكما بعد هذا الإعلان الصريح للسيد كنا من أن الكلدان تسمية مذهبية وطائفة عائدة لآشوريين؟، أين السيد كنا من الوجود القومي الكلداني الذي بات يشكل أكثر من 85 % من مجموع مسيحيي العراق سواء في الداخل كانوا أم في الخارج؟.
ماذا يقول السيد كنا للكلدان المسلمين؟ والصابئة وغيرهم؟
ما هو موقف الهيئات والتنظيمات السياسية ومجلس النواب أن يكون عضواً فيه لا يميز بين المفاهيم الدينية والمفاهيم القومية؟.
أين هم الكلدان المنتمين للحركة الديمقراطية الآشورية؟ وتحديداً منهم الألاقشة، ماذا سيقولون بعد هذا الإعلان عن بضاعة كاسدة، كيف سيواجهون شعبهم، هل سيستمرون بالمتاجرة بالشعارات كما كانوا سابقا؟ً. أين هم اصحاب الأقلام الصفراء وأقصد تحديداً السيد صنا ومن لَفَّ لفّهُ، أين هم الآشورين المنادين بالوحدة؟
هل أن تصريح السيد كنا يعتبر لطمة على وجوه كل هؤلاء؟
هل أن تصريح السيد كنا قد قطع ألسنة جميع المتبجحين والذين ينادون بالتسمية الثلاثية أو الثنائية أو المزدوجة، مثل الكلداني السرياني الآشوري أو الكلدو آشوري أو كلدان آشوريين وغيرها من الطبخات؟
أُطالب جميع الأقلام الكلدانية والأقلام الحرة الشريفة والمثقفة والنخبة الواعية والمهتمين بالشأن التاريخي أن يستنكروا ما ورد على لسان السيد كنا والذي يبين جهله التام في الأمور التاريخية، اين هم مدرّسي مادة التاريخ؟ هل يصح أن يقول عن الكلدانيين هكذا؟ ولكن العتب على مجلس النواب الذي يقبل بين أعضائه من ليس له إطلاع بالتاريخ.
نتمنى أن نسمع من مجلس النواب أنه أتخذ إجراءاً بذلك، أو أن نقرأ إعتذار السيد كنا وأن يعتبر ذلك التصريح زلة لسان وخطأ غير مقصود، وبذلك يثبت أنه سياسي أو مثقف أو له إطلاع بالأمور التاريخية وإنه يستحق أن يكون قائداً لتنظيم سياسي.
نحن بالإنتظار.
23/11/2011
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان