تكملة الرد على رسالة غبطة البطريرك مار دنحا الجزيل الإحترام
كاتب الموضوع
رسالة
كلداني (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8514تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: تكملة الرد على رسالة غبطة البطريرك مار دنحا الجزيل الإحترام 28/12/2011, 12:56 pm
تكملة الرد على رسالة غبطة البطريرك مار دنحا الجزيل الإحترام
سيدي البطريرك الجليل
ملاحظة لا بد منها:ـ
في معرض ردّي الأول لغبطتكم، تلقيتُ سَيلاً من التهديدات والشتائم عبر الهاتف وعبر بريدي الألكتروني وعن طريق الأصدقاء والمعارف والأقرباء، وهذه التهديدات والشتائم (التي صدرت من بعض الذين ينتسبون إلى شعبكم وقوميتكم) أكيد صدرت من أناس أغبياء، متسكعين، أحجار شطرنج، هم على شاكلة غيرهم، لم ينالوا قسطاً من الدراسة ولم يحصلوا على أي تعليم، لذلك تراهم أغبياء يتخبطون في جهلهم، هددوا بنشر مواضيع لا علاقة لها بما نكتب، قد تكون معلومات شخصية عرفوها عن طريق البعض، أو معلومات عائلية أو إنتماءات سياسية وحزبية، لا أنكرها ولن أنكرها ما حييت، ولا يستطيع كائن من يكون تهديدي بها، فأنا من ناحيتي عنيد، ومُصر على أن أنهي كل عمل أبتدأتُ به، ونزار ملاخا خارج نطاق التهديد والإبتزار، أكيد لقد أتصلتُ بالسلطات الحكومية في الدنمارك لمراقبة هاتفي، ولإتخاذ اللازم ضد المتطفلين، وسيكون حسابهم عسير مع الحكومة وليس معي بالتأكيد، ولكن للأمانة أقول، لقد كنتُ في ردّي لغبطتكم في غاية الأدب الإحترام التي أفتقدها البعض في ردّه على غبطة بطريركنا الجليل مار عمانوئيل الثالث دلي، ولم ولن أمسَّ شخصكم الكريم أو عائلتكم المحترمة أو منصبكم المقدس بأية كلمة جارحة، فليس هذه غايتي، لقد تربينا تربية دينية صحيحة، والكهنة المرسومين هم خطوط حمراء لا يمكننا تجاوزها، ولكن الغاية من الرد هو تصحيح بعض المفاهيم التي وردت في رسالة غبطتكم وفق المصادر التاريخية، وليس غايتي الإنتقاد.
ولكن لينظر هؤلاء الجّهّلة غير المتعلمين متسكعي الشوارع كيف يرد بعض المهاترين على غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلّي بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الإنسان المتعلم حامل عدة شهادات جامعية علمية ودينية ولاهوتية، قارنوا بين ما نكتب وبين الهمجية اللاأخلاقية التي يكتبون بها، وكيف يخاطبون غبطة البطريرك وعلى هذه الروابط، ولكن اسفاً على موقع عينكاوة الألكتروني بنشره هذه التجاوزات على إنها ديمقراطية وتحت ذريعة حرية الرأي والكلام .
بكل تقدير وإحترام أستكمل الجزء الثاني من الرد، وكما ذكرتُ لا لشئ، بل لتوضيح الأمور، خاصةً فيما يتعلق بالتسمية القومية.
"لسنا ثلاث أمم، لكن أمّة واحدة، وشعب واحد ........... وكلنا كأمة آشورية"
غبطة البطريرك الجليل، هنا تم المزج بين مفهومين هما "الأمة" و "الشعب" لربما يعود الخطأ إلى مَنْ قام بالترجمة إلى اللغة العربية، وردّي هنا للتوضيح، أما إذا كانت الصورة واضحة واراد غبطتكم شمولية الجميع بالمفهوم الآشوري فهذا بحثٌ آخر.
الشعب:ــ هو مجموعة من الناس تشترك في ما بينها بعوامل متعددة مثل العادات والتقاليد والأرض المشتركة والثقافة، والشعب هو وسط، أي ما فوق القبيلة وما دون الأمّة، ويكون التسلسل كالآتي:ـــ الأمة - الشعب -- القبيلة.
أما الأمة، فهي أكبر من الشَّعب، لا بل قد تحتوي على شعوبا متعددة، وفي اللغة العربية التي تُرجمت رسالة غبطتكم إليها، فإن الأمة تتشعب إلى شعب سميت كل منها شعباً.
وفي شرح طبقة الأنساب نرى التسلسل هو الآتي من الصغير إلى الكبير:ــ
فرد – عائلة – أُسرة – فصيلة – عشيرة – فخذ – بطن – عمارة – قبيلة – شعب – وأخيراً أُمّة. إذن من الأصح أن تقول نحن شعبٌ واحد أو نحن أمة واحدة.
على أية حال نعود إلى موضوعنا الأساسي عن الأمة الآشورية وكيف أدخلت بقية الكنائس ضمن هذه الأمة.
سيدي البطريرك الجليل، مَنْ يحق له الكتابة أو الحديث دون ذكر المصادر إثنان فقط، أو هي فئتين فقط (أ) فئة كانت جزءاً من الحدث أو الأحداث، أي إنها شاركت في صناعة الحدث، وكانت طرفاً فيه، والفئة الثانية (ب) هي التي كانت شاهداً على الحدث دون المشاركة فيه، وما عداهما يجب أن يدعم قوله بالمراجع والمصادر التي بحثت وأجتهدت في إيصال المعلومة عن الحدث إلينا.
إن ما ذهبتم إليه غبطة البطريرك ليس بالصحيح على ما أعتقد وعسى أن أكون مخطئاً، ولا تحسبه تجاوزاً مني على غبطتكم، لأن هناك فرق شاسع بين أن نطلق تسمية الأمة على موقع جغرافي أو بقعة من الأرض، وبهذا يكون خاطئاً وفق المفهوم الذي شرحناه في أعلاه عن مفهوم الأمة، فمثلاً لا يمكن أن نعتبر كلمة (الموصلّي أو البغدادي أو الحديثي أو التكريتي أو الألقوشي تسمية قومية) إنها تسمية مناطقية لأقوام مختلفة تعيش في هذه البقعة من الأرض، تختلف مع بعضها البعض في الدين والتقاليد والعقيدة والقومية والمذهب واللغة والتاريخ وغيرها، ولربما تتفق مع بعضها البعض في بعض المواصفات مثل العادات المشتركة واللهجة العامية المحكية وبعض التقاليد العامة التي تختلف عن غيرها من المناطق، ولكن مع الحذر بأن ليس هناك أمة موصلية. وهكذا هي الآشورية، فهي تسمية جغرافية مناطقية يقع في خطأ مَن يعتقد إنها تدخل في مفهوم الأمة، كما تقابل الآشورية تسمية البابلية أما الكلدانية فهي تسمية لهوية قومية.
في كتاب (العراق في التاريخ) تأليف نخبة من الأساتذة/بغداد/1983 وفي ص 235 يقول:ـ
بعد أن أحتل الميديون نينوى عام 612 ق . م اصبحت بلاد آشور (التي هي الجزء الشمالي من بلاد الرافدين القديمة).
وفي كتاب (المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية /تأليف ميشيل شفاليه/ترجمة نافع توسا/) وفي الملحق الثالث / تحت عنوان - تسمية (آشوريون) المستعملة للتعريف بالنساطرة وفي الأسطر 7 و 8 و وما تلاها:ــ إن تسمية النساطرة أبناء الجبال ب "الآشوريين" اسطورة لا علاقة لها البتة بأصل النساطرة الحقيقي،...) ثم يستمر وفي نفس الصفحة حيث يقول:ـ
إجمالاً يظهر أنه قد حصل لدى المؤلفين الأنگلوسكسون خلال القرن الأخير،إزدواجية في إستعمال التسمية التي كانت أصلاً تسمية جغرافية فقط. لأن التسمية (المسيحيون الآشوريون) كانت تعني مسيحيي آشور، ثم ظهرت كتسمية للبعثة التبشيرية في مدينة الموصل عام 1850، كذلك كانت الحالة مع التسمية المعطاة للبعثة التبشيرية الأمريكية الكلفانية التي سميت هي الأخرى ب "البعثة الآشورية لغرض جغرافي فقط، هذا ما كتبه R.Anderson عام 1872، التسمية نفسها أطلقت عام 1870 على البعثة التابعة لرئاسة أسقفية كانتربري. وفي صفحة 180 السطر 9 يقول المؤرخ الفرنسي: ــ إن الآشوريين لم يدعوا لأنفسهم تسمية الآشوريين إلا عند نهاية القرن 19.
وجميع المصادر تؤكد أن تسمية "آشور" هي تسمية جغرافية مناطقية لا يصح أن نطلقها على قوم أو شعب أو أمة. أما السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: ــ إن لم تكن آشور تسمية قومية، فماذا عن هوية الشعب الذي سكن آشور؟
نقول وبكل بساطة هي "الكلدانية" وتسميتها الجغرافية هي "البابلية" وحتى "الآشورية" ومن قراءة في حوليات الملوك الآشوريين تؤكد بأن الكلدان كانوا قوماً وافر العدد. وسترابون يقول "فقد كانت هناك قبيلة كلدانية تسكن رقعة من بابل" .والأب أنستاس ماري الكرملي في مجلة لغة العرب / المجلد الأول / ص 52 يقول "كان الكلدان في السابق أمة عظيمة، وكانت تسكن بلاد النهرين من شمالها إلى جنوبها".
لذلك نقول الصحيح أن تطلقوا تسمية الأمة الكلدانية التي كانت ساكنة في آشور سابقاً، وهذه الأمة تحتوي على شعوب وقبائل، كما يقول أبن المسعودي في كتابه / مروج الذهب / الباب العشرين/"بان النبط هم من الكلدان" بينما تقول ناجية مرائي مستندة إلى الفهرس لأبن النديم/ وفي حقل مفاهيم صابئية/ ص 59 بأن الصابئة من الكلدانيين.
بينما يقول المؤرخ روفائيل بابو إسحق في كتابه / تاريخ نصارى العراق / ص 107 – 112 "كان في أواخر عهد الخلافة العباسية زهاء 43000 مسيحي يسكن بغداد معظمهم من الكلدان، هذا عدا الكلدان الصابئة ".
ومنهم من قال بأن السريان هم كلدان أيضاً، حيث ذكر ذلك ميخائيل بطريرك اليعاقبة بأن "السريان هم كلدان قومياً".
أما الدكتور حسان فاضل في كتابه / حكمة الكلدانيين/ وفي فصل – الآثوريين – يقول "إن الآثوريين الحاليين كانوا كلداناً في قوميتهم ونساطرة في كنيستهم".
المطران أدي شير /في كتابه كلدو وآثور /الكتاب الخامس /الفصل الأول/ص 157 يقول "إن بلاد آثور لم تقم أبداً من سقطتها" .
أما الأستاذ سليم مطر /موسوعة اللغات العراقية /ص 19 يقول "يعتقد بأن اليزيدية من طائفة الكلدان" وبهذا نخلص إلى القول أن الصحيح هو الأمة الكلدانية لكونها تحتوي على شعوب وقبائل متعددة ومختلفة وهذا ما يثبته التاريخ.
ختاماً يقول الأستاذ المؤرخ عامر حنا فتوحي "كانت هناك دولتان أو بالأحرى إقليمان، بابلي وآشوري، وسكان الإقليمين كانوا من الكلدان وبعض بقايا السومريين التي أنصهرت لاحقاً في الأمة الكلدانية.
سيدي البطريرك الجليل، أرجو ان لا أكون قد اثقلتُ على سيادتكم، كما أرجو المسامحة إن بدرت مني كلمة عن غير قصد أزعجت غبطتكم، فلم يكن قصدي إزعاج غبطتكم بقدر ما كان قصدي توضيح ما ألتبس من امر في هذه المفاهيم.
وختاماً أنتهز هذه الفرصة لأتقدم لغبطتكم بالتهنئة الحارة بمناسبة أعياد راس السنة الميلادية المجيدة، اعادهم الله على غبطتكم ثم علينا بالخير واليُمن والبركة والمحبة والوحدة والوئام والمسامحة.
ودامت غبطتكم بخير
إبنكم في الإيمان / نزار ملاخا
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان