المضحك المبكي في كلمة سامي بلو
الرد الثاني
نزار ملاخا في كلمةٍ نَكِرةٍ كتبها سامي بلو، وقصد بها غبطة ابينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي، والتي تجاوز فيها آداب وأخلاق البشر، واصول التعامل مع رجال الدين، نقول يا سامي بلو، لو عُدنا إلى أعراف وأصول العشائر، فإن هذه إهانة كبرى لا يمكن السكوت عليها، وبموجب ذلك فإن من حق غبطته أن يقاضيك قانوناً، أو يفرض على عشيرتك الفصل. ولكن غبطته ذو القلب الكبير، الرؤوف، الملئ رحمةً وشَفَقةً، وهكذا هي سيرة رجال الدين الأفاضل، يعفو عنك، فالشعار "العفو عند المقدرة " ما زال نافذ المفعول، ولكن غبطته يقول "العفو في كل وقت وأوان" ولكل خطيئة، كيف لا وهو الذي قضى أكثر من ستون عاماً يقدم الذبيحة الإلهية بيديه الطاهرتين، كيف لا يعفو وهو الذي قاد سفينة المسيحيين العراقيين في بحرٍ متلاطم الأمواج إلى بر الطمأنينة، وهو الذي لم يرتضِ أن يفضل المسيحيين العراقيين على غيرهم من ابناء العراق حينما قال "اسالوني عن العراقيين ولا تسالوني عن المسيحيين" وبهذا أظهر قمة الوطنية والإخلاص لوطنه العراق، وأنتم يا ضِعاف النفوس تعتبرونها مثلبة عليه، هذه الوطنية التي تفتقدها أنت ومن هم على شاكلتك، معاني التمسك بالوطن سامية جداً، يعصى فهمها على أمثالك، لذلك أنتقدتم غبطته حينما قال ذلك، وكيف لا تنتقدون، فما الذي يربطكم بالعراق؟ لا شئ مهما قلتُ عن غبطة البطريرك فهي قليلة بحقه، ولكنني أشيرك بالرجوع إلى رسالة المناضل الكلداني الأستاذ المهندس نامق ناظم جرجيس ففيها الكثير الكثير عن غبطة البطريرك، هذا إذا تمكنت من فهمها.
يا سامي بلو، لو تتوقع أن ترد عليك الرئاسة البطريركية، فأنا أقول لك أطمئن فلن يتنازلوا للرد على الحشرات، لسببٍ بسيط جداً وهو إنهم يتجاوزونك بأخلاقهم الراقية، وأدبهم العالي، ولن يتنازلوا إلى المستوى الضحل الذي وقعت فيه، وبه كشفت عن ذاتك وقيمتك، والعراقي يقول "الإناء ينضح بما فيه" وهم بطبيعة حالهم لا يقاوموا شراً بشر، كما علّمهم معلمهم الإلهي حينما قال على لسان البشير متي في الفصل الخامس الآية 38 "لا تقاوموا الشرير". وأنت بدأت تتخبط، كما ذكرها أحد الجهلاء وأدعى أن رجال كنيستنا يتخبطون، لا أدري من أيتيتم بقلة الأخلاق هذه؟ عجباً عجبا !!! والغريب في أمر سامي بلو أنه يذكر شيئاً عن القداسة وهو ملئ قذارة، ويذكر شيئاً عن الباعوثا وهو لا يعرف عنها شيئاً، والباعوثا لمجرد ألن تعرفها يا سامي بلو، فهي كلمة كلدانية معناها التضرع والطلب، إلى الله عز وجل، من أجل التخلص والإنقاذ، فهل ترتدع؟ يا سيد بلو إن الذي استأجرك لكي تتجاوز بضعف أخلاقك على سيادة الكردينال مار عمانوئيل الذي شهد العالم كله له يوم تتويجه كردينالاً، ولربما أنت لا تفقه في هذه الأمور، أو انك لا تحترمها لأنك لا تعرف معنى الدين، فقد بعته لقاء دراهم معدودات يوم أنتميت إلى تلك الأحزاب وشغلت المنصب، فطريقة المنافع معروفة ومكشوفة، اقول واود أن أُذكِّرك بما قاله الكتاب "كل كلمة فارغة يقولها الناس يُحاسبون عليها يوم الدين، لأنك بكلامك تُبرر وبكلامك تُدان" متى 12 الآية 36
"أعطوا كل واحد حقه، الضريبة لمن له الضريبة، والجزية لمن له الجزيية، والمَهابَة لمن له المهابة، والإكرام لمن له الإكرام " روم 13 : 7
هل سمعت بأنه ما كل ما يدخل فم الإنسان يُنجّس الإنسان، بل ما يخرج من فم الإنسان فمن القلب يصدر وهو الذي ينجس الإنسان، لأنه من القلب تخرج الأفكار الرديئة، القتل والزنى والفجور والسرقة وشهادة الزور والتجديف، وها أنت قد شهدت بالزور ضد إنسان برئ أفنى عمره كله في سبيل خدمة الكلمة الإلهية، ماذا فعل غبطة الشيخ الجليل، بك وبعائلتك وعشيرتك لتتجاوز عليه أخلاقياً؟ والأدهى والأمَرُ من ذلك ان تعترف بذلك في أول سطر من كتابتك، هل هذه قمة الأخلاق والتربية؟ يا حسافة على ألقوش التي تنتسب إليها، ويا حسافة على البطن التي حملتك وعلى الثديين الذين أرضعوك، يا سامي بلو بالكيل الذي كِلْتَ لسيدنا البطريرك سيُكالُ لك ويُزاد.
نعم لقد ثارت ثائرتنا عندما تم التجاوز على رئيس كنيستنا، كون سيادة البطريرك الجليل يمثل الشرفاء من الكلدان الكاثوليك (اما غير الشرفاء فلا يمثلهم سوى الأحزاب التي ينتمون إليها) كما أنه يمثل السلك الكهنوتي كله ويمثل كل الآثوريين الكاثوليك.
الحقيقة تألمتُ كثيراً عندما عرفت أنك القوشي، فهذه الناقصة لا يمكن أن يفعلها ألقوشي، وذلك لكون ألقوش هذه القرية التي خرج منها البطاركة والمطارنة والكهنة والشمامسة، ويكفي إنه منها توالى على السدة البطريركية لمدة أربعمائة عام جميع البطاركة.
عسى أن ترعوي يا بلو .
2012/1/21