رجعت حليمة لعادتها القديمة
بقلم : نزار ملاخا/ الدنمارك
بدأت مرة ثانية بعض الأقلام من التي تنفث الرياح المسمومة الصفراء بدق طبول الحرب الألكترونية على صفحات الأنترنت وفي موضوع القومية مرة ثانية وتأجيج الصراع القومي بعد أن كان قد أهمل ولفترة ليست بالقصيرة , بدأت هذه الأقلام بقرع طبول الجدالات العقيمة والسقيمة , ومع الأسف أن يكون قادة هذا النوع من الحروب هم من بعض من تسميهم بالمثقفين علمياً والفارغين أجتماعياً أو ثقافياً تاريخياً أو حتى أخلاقياً , لأن من نكر قوميته لا يستحق الأحترام , ومن تنكر لحقوق شعبه ووقف سكين خاصرة لا يستحق الآحترام , لا نريد أن ندخل في هكذا مهاترات ولو من الواجب إيقاف هؤلاء عند حدّهم وكما يقول المثل الألقوشي ( بد لوشن شوقتي أتقتا ) .
إن الغاية الدنيئة التي يحملها هؤلاء الذين باعوا أنفسهم بحفنة من الدراهم لعمري إنهم كمثل يهوذا الأسخريوطي الذي نكر معلمه ومخلصه وباعه بدراهم معدودات , ومن المؤسف أن يكون البعض من هؤلاء ينتسب إلى ألقوش القلعة الكلدانية الحصينة , القوش مربض الأسود .
وبما أن هؤلاء النفر لم يستفيدوا مما كتبه المؤرخين والكتاب الكلدان على صفحات الأنترنت ولم يقرأوا كتاب ( الكلدان منذ بدء الزمان ) ولم يتعظوا مما كتبناه على صفحات هذا الموقع ومما أورده التاريخ على لسان الكثير من المؤرخين حول عراقة الكلدان وعراقيتهم , أما أن ينبري هؤلاء وهم حفنة والحمد لله كأن يقولوا مرة ثانية ( الأمة الآشورية بكافة مذاهبها ) – وهنا أنا لا أقصد الآثوريين الحاليين لأنه ومن مجهة النظر المقتنع بصحتها تماماً بأن الآثوريين الحاليين هم جزء لا يتجزء من الكلدان وما تسميتهم إلا تسمية مذهبية ومن أراد التأكد فأرجوا أن يعيد قراءة مواضيع الأستاذ المؤرخ كوركيس مردو والأستاذ المؤرخ عامر حنا فتوحي – أسمعوا يا ناس هذا الجهل المطبق الذي ينطق به هذا المثقف او تلك السياسية هل في الأمة مذاهب أم قوميات ؟ وهل في الدين قوميات ؟ ( حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدّق فلا عقل له ) .
إن تحليلي الشخصي لهؤلاء الأشخاص هو :
- أما أن يكونوا جهلاء بالتاريخ ويودون الكتابة فقط فأذكرهم بالمثل العراقي الذي يقول ( مو كلمن صخمن وجهه صار حداد ) وبالمناسبة فإن الأمثال تضرب ولا تقاس .
- أو أنهم يفهمون في التاريخ ولكنهم يحرفونه نتيجة شراء ذممهم أم أستلامهم الثمن مقدماً , أي بمعنى إنهم مأجورون
- أو إنهم صحيح من حملة الشهادات العلمية ولكنهم تركوا علمهم وأشتغلوا بمصالح لا تمت بصله إلى ما درسوه .
- أو انهم يريدون أن يكونوا أبطالاً في الأنترنت بعد أن فقدوا قيم الرجولة بين أهلهم وقوميتهم .
على كل حال مهما كانوا ويكونوا فإنهم قد باعوا قوميتهم وتنكروا لأصلهم ( من نكر أصله لا أصل له ) .
وأنا متأكد تمام التأكد من أن الآثوريين الحقيقيين سوف يلفظون مثل هؤلاء خارجاً , تذكرت حادثة أرويها لكم :
عندما أنتصر هتلر في إحدى معاركه وأراد أن يكرم قادة الجيش ,فكان يصافحهم واحداً واحداً وأثناء التكريم شاهد رجلاً عسكرياً مع القادة لم يشاهده من قبل ,فسأل مساعده من يكون هذا الشخص, فأجاب بأنه من الجهة المعادية وقد أستطعنا أن نكسبه لصفوفنا فخدمنا خدمة جزيلة وقدم لنا معلومات مهمة عن تحركات جيشهم ومواقع أسلحتهم وكانت تلك المعلومات من الأهمية بحيث كانت من الأسباب المهمة التي ساعدت في إنتصارنا عليهم , ولما وصل هتلر إلى الشخص المعني لم يصافحه بل كرّمه بمبلغ من المال وقال له : لا تصافح يدي من خان شعبه وتلطخت يداه بدمائهم , إنك مأجور وهذا ثمن فعلتك , وألقى عليه المال وذهب . وأعتقد بان مثل هؤلاء ينطبق عليهم قول هتلر مائة بالمائة .
ألم يكن يهوذا الأسخريوطي مأجوراً ؟ ألم تروا كيف كانت نهايته ؟ ألقوش الأبية ليست غائبة عن هذا المنحى , فسابقاً تنكّر لها بعض من أهلها وأرادوا أن يلبسوها ثوباً غير ثوبها فأبت , واليوم يريد البعض تمزيق هويتها التاريخية ولكنهم هربوا لجبنهم .
خلاصة القول نقول لسنا قاصرين أن نكيل الصاع صاعين ونعيد ونكرر ما قلناه وما كتبناه مراراً وعلى صفحات هذا الموقع ولكن لا نريد أن نكرر القول من منطلق ( التكرار للحمار ) ولكن لا مانع من الإعادة لأنه في الإعادة إفادة .
إننا واثقون من أبناء أمتنا الكلدانية ,وما هؤلاء إلا أوراق صفراء تتساقط بفعل أول ريح كلدانية تهب عليهم فتنظف شجرتنا الأصيلة وتعيد لها الجمال والزهو .
إننا نستطيع أن نلجم أفواه المتجاوزين على قوميتنا ونقول لهم فات عليكم الأوان فالكلدان على مر التاريخ والزمان خالدين صامدين غير مكترثين للصغار من الصبيان .
أتمنى من الله أن يعود هؤلاء البعض إلى حقيقة أصلهم وأن يثوبوا إلى رشدهم , فإن كانوا سكارى وجب عليهم أن يفيقوا, وإن كانوا نياماً يجب أن يستفيقوا وإلا فإن الموج سوف يكنسهم ويلقي بهم في لجة البحر , وقد قيل قديماً ( الما يسوكه مَرْضَعَه ضَرْبْ العَصا ما يننفَعَه ) . ونقول لهم
هذوله أحنا الكلدان ... مجد وفخر للإنسان ... حضارتنا أقدم من الزمان ... بنوها أهلنا الكلدان .
صولة الكلدان في أقدم الدهور .... وبالحكمة والعقل أسقطوا الصنم آشور ... ورفعوا راية بابل وكلدو وأور ...
عند الحكماء وبالتاريخ مذكور .
نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني
alkosh50@hotmail.com 11/آذار/2006