يوماً بعد يوم تتأصل مسيرة الكلدان, تقوى وتثيت, تكثر أغصانها ويستوي عودها, تينع وتأتي بثمرٍ كثير .
ها هم الكلدان وقد أصبحت شرايين شبابهم مراجل تغلي في داخلها دماء الغيرة على قوميتهم العتيدة , وهذا هو طبعهم منذ قديم الزمان , هاماتهم بعلو الجبال , يفخرون بقوميتهم وقوميتهم تفخر بهم , رجالها ألأشداء عند الشدائد والملمّات , غيورين على قوميتهم كَغيرتِهم على دِينهم ومعتقدِهم .
تناخوا رجال الكلدان عندما طرق سمعهم بأن أحداً ما جاء ليسرق منهم هويتهم القومية , جاء بليلة ظلماء فتناخوا الأشداء ولو أنهم واثقين من أنها جبل لا تهزه الرياح الصفراء مهما كانت شدتها أو أتجاهها, ومهما طالت مدتها أم قصرت فهي قصيرة قياساً إلى عزم الرجال .
كثرت النجوم المضيئة في سماء الكلدان ويا محلاها , فبعد أن كانت النُّخبة التي تكتب في المواقع الألكترونية دفاعاً عن القومية الكلدانية معروفة مثل الشماس كوركيس مردو والأستاذ حبيب تومي والسيد المؤرخ الكبير عامر حنا فتوحي والأستاذ نشأت دمان والأستاذ جوزيف أوراهام والأستاذ جمال مرقس عبدوكا والأساتذة المحترمين الآخرين الذين لا تحضرني أسماؤهم الكريمة في هذه اللحظة , أقول نشاهد اليوم الكثير من الشباب الكلداني المدافعين عن قوميتهم الكلدانية يدفعهم إلى ذلك حسّهم وشعورهم القومي النبيل وعواطفهم الجياشة تجاه قوميتهم النبيلة الكلدانية واثقين وموثقين بذلك جزءاً من تاريخ أمتنا سيبقى ذكرى تخلده الأجيال على مر الزمان .
فرحت جداً وأنا أطالع كتابات الأخوة مايكل سيبي من سدني/أستراليا والسيد منصور توما ياقو والسيد زورا وديع والسيد رياض حمامة والسيد حبرائيل عيسى بدي بارك الله فيكم وكثّر الله من أمثالكم وزاد غيرتكم إتقاداً , هذه الأسماء وغيرها تبقى نجوم لامعة في سماء الكلدان ودخلت التاريخ الكلداني من حيث لا تدري وبأنصع وجه وأكثره بياضاً , ولكن في المقابل هناك العكس , أي أن هناك أسماء دخلت القائمة السوداء , نعم أن الكلدان سوف يتذكرون النجوم اللامعة على مر الزمان وفي نفس الوقت سوف لن ينسوا الجريمة القذرة التي دخلت بموجبها بعض الأسماء إلى القائمة السوداء , نتمنى أن لا يطول بقاءها في هذه القائمة وتراجع حساباتها بأسرع وقت ممكن لتتمكن من فرز طريق العودة والأسترشاد بهدي من سبقها من الكتاب الكلدان وإلا فإن التاريخ لن يرحم ظالميه , وأكثرهم سواداً من أسماء هذه القائمة هم ممن أرادوا لليل الكلدان أن لا ينجلي لا بل تمنّوا أن يطول هذا الليل( خسئوا ) ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يكسرون كل مصباح يضئ درب الكلدان , جعلوا من كتاباتهم الصفراء سهاماً تضرب في قلب الأمة الكلدانية النازف من شر التمزق الطائفي , ووجهّوا مراوح ريحهم الصفراء تجاه بعض الفقراء ممن أنخدعوا بأسمائهم الرعناء ممن خدعتهم الألقاب الرنانة والأسماء الطنانة فيرون حرف الدال أمام الأسم يتوهمون بأن هؤلاء يمتلكون كل الحقيقة , ولكن ما أن ينقشع ظلام الجهل وتسطع شمس الحقيقة فإن لعنة الكلدان سوف تلاحق هؤلاء الفتيان وترمي بهم في مزابل التاريخ .
بارك الله فيكم أيها الكتّاب الغيارى من أبناء أمتنا الكلدانية النشامى ومزيداً من الكتابات الهادفة وتشجيعاً للبقية لكي يحذوا حذوكم , وبارك الله بكل جهد يعلي من شأن الكلدان , وأدام الله قلمكم الشريف والله لقد ملأتم قلبي فرحاً وسروراً ,نفتخر بكم أيها الأصلاء , ونوجه نداءنا هذا إلى الأخوة الباقين راجين منهم تسخير أقلامهم الشريفة لخدمة قوميتهم الكلدانية الأصيلة , فحقيقة الأمر والتاريخ يشهد بذلك والعالم يشهد بأنه لا توجد قومية على مر الزمان باسم ( الكلدوآشورية ) أو ( الكلدان الأثوريين السريان) ولا دليل على ذلك مطلقاً بل هي ثلاثة منذ أن خلق الله التاريخ لا بل أن الكل أنبثق من الكلدان من بابل الشريفة مدعاة فخر المدن كلها بدون أستثناء .والكلدانية هي القومية الوحيدة التي بقيت بعد أندثار وأندحار الآخرين الغرباء والكل ينضوي تحت لواء الكلدان إن هم أرادوا الوحدة أو التوحد ولا سبيل إلى غير ذلك . فلماذا تزوّرون الحقائق وتخفون الوقائع ؟ وإلى متى ؟ أما لليل أن ينجلي ....
أما التوحيد فلا بأس به ولكن كما أسلفنا أي الأحتفاظ بالتسمية القومية التي هي الكلدانية مدعاة فخر كل شعوب الأرض ولا وحدة بدون هذه التسمية ونرفض رفضاً قاطعاً الوحدة على أساس محو الهوية وألغاء القومية ومرفوضٌ هو الأخر تغيير التسمية والبحث عن جديد للقومية ... بدل ضايع ... بدل تالف ... بدل تجديد ... الخ هذه مصطلحات أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت غير نافذة المفعول ولن تمر على أحد مطلقاً .
بارك الله فيكم يا نجوم الكلدان ولا تبخلوا على أمتكم الكلدانية بكلمة حق ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم, ولتكن رايتكم الشجاعة في المخاطر , والصبر في الشدائد , والتواضع عند النجاح ونكران الذات والعمل بمحبة حقيقية :
لا نقبل بأستحداث القومية ....... ونرفض الكلدوآشورية ....... لأنها مزورة وغير حقيقية .....
أعجبني ما قاله الأخ مايكل سيبي في مقالته ( الكلدان اليوم إلى أين ) حينما يقول :
بل أن تصب كل الجهود في خزينة العائلة الواحدة ففي الأتحاد قوة وهيبة , متانة ورهبة , فيكون البناء واحداً .
في الختام أود أن أوجه شكري وتقديري للأستاذين الجليلين :
- الأستاذ كامل السعدون على مقالته ( شهداء الكلدان ... شهداء العراق الأبرار ) .
- الأستاذ رزاق عبود على مقالته ( بصراحة أبن عبود ... الشيوعيون والكلدانيون ... شموع البصرة أيها الظلاميون ) .
ودمتم ودام الكلدانيون بألف خير .
ملاحظة : نشر هذا المقال في موقع
www.alqosh.de نزار ملاخا / الدنمارك
13/نيسان/2006