البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8490تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: ما أشنعَ التعَصُّب 21/2/2012, 5:52 pm
ما أشنعَ التعَصُّب
بقلم : الشماس كوركيس مردو
إنَّ التَعَصُّبَ انعكاس لشعور المُتَعَصِّب بعقدة النقص المُستحكِمة في ذهنِه وتفكيره ، تُفقِدُه التوازنَ المطلوب في اختيار الكلمات والألفاظ الحضارية المُهَذَّبة ، فيَدفَعُه تَشَنُّجُه الى قدح المُقابل بنعوتٍ بذيئة تنضحُ مِن سُويداء قلبه المُترَع بالحقد والبغضاء ، وبسبب هزالة لغتِه في صياغتِها الركيكة ومعانيها المتفَكِّكة ، تنقلب الى الهذيان المُبهَم ، بهذا الوضع السيِّء كان الشماس هيدو عندما كتب رَدّاً للشماس مردو ، وللتأكد مِمّا قلتُه أدعو القرّاء الأعزاء الى إعادة قراءة مقالي بعنوان ( ليتَ صَوتَ مار باواي يكون نظيراً لصوتِ المعمذان ! ) وقراءة رد الشماس هيدو المُتحامل عليَّ دون أيِّ مُبَرِّر ، ليروا البون الشاسع بين الحقيقة التي تطرقتُ إليها وبين الباطل الذي ذهبَ هو إليه !
لقد وصف امّتنا النهرانية < الكلدانية ، الآثورية ، السريانية > بالبليدة وبالرغم من بلادتِها فهي محسودة حسب تعبيره ، ولا أدري كيف تُحسَد امة على بلادتها ! وهل أن الذي يرى في البلادة مرضاً خطيراً يجب الشفاء منه يُتَّهَمُ بالضلال ؟ كيف تستطيع امة بليدة أن تقوم بمهمة الجمع ؟ أليس هذا هذيان !
تمَعّنوا بالخيال الخصب للشماس هيدو < كُنّا امة بليدة نجتر (نلحس ) جروحنا الحضارية ، نجلس على الأرض ذاتها ، نلعق التراب نفسه ، تخنقنا الأشواك . . . > كُل هذا يعتبره نعمة ! والأنكى يتَّهم الله تعالى اسمُه بسلبه مِنّا هذه النعمة ! ! إن الله هو واهب النِعم وليس سالبُها يا شماس هيدو ! النعمة لا ترضى بالبقاء عند الأغبياء ، هل فهمتَ الآن لماذا غادرت النعمة ! ! !
من الطبيعي أن لا تعجبني البلادة ويُشاركني بذلك كل الأذكياء ، أما إذا أعجب بها البُلهاء فلا لوم عليهم ، لأن الأبله والبليد تَوأمان ! بماذا يُنعتُ مَن يصف الحقيقة ( بالعارية والعاهرة ) ولا سيما إذا كان متقلداً لرُتبة كنسية هي ( رتبة الشماس ) ! ! ؟ الحقيقة تكون واضحة وساطعة يحترمها مُحِبوها الصادقون ، ولكنها مُرة لاذعة لمًحُبي الكذب والدجل ، أنا أعشق الحقيقة وأتفيّأ بظلالها الوارفة ، أما أنت وأمثالكَ يا شماس هيدو ، فتكرهونها وترتعبون من ذِكرها ، وهذا هو دَيدَنُ كل مُتعَصِّبٍ للباطل في كل زمان وكل مكان .
إني لأربأ بنفسي أن ابادلك الإساءة بالإساءة ، لأن المسيح الرب علّمنا أن نسامح المعتدين علينا ونبارك لاعنينا ، أنا لستُ أفضل من سيادة الاسقف المُصلح مار باواي سورو الذي كُلتَ له التُهمَ جُزافاً ، مار باواي لديه خِبرة واسعة بالمنافقين ، وقد اختار أن يُصلح الخراب الذي أحدثه في كنيستِه المتسلطون المستبدون ، تنفيذاً لقول سيده المسيح له المجد ، الذي أقام زعيمَ الرسل بطرس ( الصخر ) رئيساً لكنيسته الواحدة الجامعة < أنتَ الصخر وعلى هذا الصخر أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها ، لكَ اعطي مفاتيح ملكوت السموات ، فما تَربطه في الأرض يُربط في السماء وما تَحُلُّه في الأرض يُحَلُّ في السماء > أين أنتم من أقوال الرب يسوع له المجد !
هنيئاً لك يا شماس هيدو بمُعاداتك للوحدة الكنسية ، التي يسعى إليها الخيِّرون مُحبو المسيح الرب ، إن الحساب سيكون عسيراً يا شماس أمام عرش الرب ، نحن نسعى الى الوحدة التي اوصى بها الرب ، وانتم تستمرئون الفرقة المُخالفة لإرادة الرب ، نحن نستمد العون من الرب يسوع القائل ( لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً بمعزلٍ عني ) وبعونه ستتقَقَّق وحدة كنيسته رغم كل عراقيلكم .
ابادلكَ الحب وأطلب لكَ النعمة الالهية !
الشماس كوركيس مردو
في 14 / 6 / 2006
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان