نرفض ... ممثل المسيحيين
بقلم نزار ملاخا / الدنمارك
يا عقلاء العالم أحكموا
لا زال العراق الجريح يئن من جراحات التمزيق الطائفي والمذهبي والديني ، ولا زالت الحكومات العراقية التي تشكلّت بعد أحتلال العراق تُرسّخ من شدة هذه الأمراض التي مزّقت العراق أرضاٌ وشعباَ ودمّرت العراق حضارةَ وتاريخاَ وتراثاَ .
واليوم تخرج علينا حكومة السيد المالكي ببدعة جديدة غايتها تمزيق ما تبقى من وحدة العراق وترسيخ المفهوم النعصبي الديني المقيت ، سمعنا وقرأنا في بعض المواقع الألكترونية عن تعيين السيد يونادم كنا كممثل للمسيحيين في ....مجلس الحكمأو الحكومة أو ... سمها ما شئت لأنها من صنع المحتل ، لقد أصبح العراق مثل ذلك البيت الذي لا أبواب به ،فلا رب يحميه ، ولا أبناء يبنون البيت ، فالكل لصوص وسراق ومأجورين ، جاؤوا مع المحتل ليتقاسموا ما أبقى لهم المحتل من فتات .
اليوم يخرجون علينا بتسمية جديدة ألا وهي ممثل المسيحيين !!!! وا عجبي من مثقفي هذا الزمان ؟ وا عجبي كيف ترضى هذه الحكومة بهذه التسمية ؟ إننا وبيالرغم من كثرة التحفظات على هذا الرجل - يونادم كنا - وبالرغم من كل الكلام الذي دار حوله وحول إخلاصه ووطنيته ، وبالرغم من الصعنة النجلاء التي وجهتها له الصحف الكردية ونشرتها بعض المواقع الألكترونية ، تلك الطعنة التي ضربت في صميم وطنيته وإخلاصه ، تلك الطعنة التي حسبته في موقع الجواسيس والعملاء ، ولا زال هذا الرجل يئن من ألم تلك الجراح ، وما زالت منظمته منقسمة إلى قسمين بين رافض وموافق ، بالرغم من كل هذا تأتون أيها السادة برجل مشكوك في وطنيته لتجعلون منه ممثلاَ للمسيحيين ؟لماذا أيها السيد المالكي ؟ لماذا هذا التجني على المسيحيين ؟
أيها السيد المالكي ... يا سعادة رئيس الحكومة
نطالبك بالإخلاص ... ونطالبك بالكيل بمكيال واحد !!! نطالبك بالعدالة التي أمر بها مَن تؤمنون بهم !!! ألم يجب /قادة الشعب أحد قواد المسلمين " إذا رأينا فيك أعوجاجا لقومناه بسيوفنا "
فها نحن نرى فيك أعوجاجا يا سعادة رئيس الحكومة فكيف السبيل إلى تقويمه؟هل في حكومتكم ممثل للمسلمين لكي يكون للمسيحيين من يمثلهم ؟ يا سعادة رئيس الحكومة
ما معنى ممثل للمسيحيين ؟ في يوم ما قال السيد الدكتور علي الدباغ " ذهب ذلك الزمان الذي كانت فيه الأقلية تتحكم بمصير الأكثرية
ونحن نقول اذا ذهب الزمان عليكم بذلك فلماذا تبقونه علينا ؟
- ان السيد يونادم كنا آثوري ويمثل تياراَ سياسياَ آثوريا ربما لا تعترف به أكثر اللقوميات المسيحية
-السيد يونادم كنا آثوري القومية فكيف يقبل الكلدان به ممثلاعنهم ؟ هل قبل الأكراد في يوم ما أن يكون العرب ممثلين عنهم ؟ فلماذا نقبل نحن الكلداان أن يمثلنا من ليس من قوميتنا ؟
-الشخص المذكور من أقلية الأقليات المسيحية فهل يعقل أن يستبعد ممثل الأكثرية وتأتون بشخص من الأقلية ليمثل الأكثرية ؟ هل هذا عدل ؟ هل هذا إنصاف ؟ هل هذه هي الديمقراطية في مفهومكم ؟هذا مبدأ أنتم رفضتموه بالأساس فلماذا نقبله نحن ؟ هل أنه عليكم غفور رحيم وعلينا شديد العقاب ؟
-هل أنتهى الرجال المخلصون في المسيحية ؟
-هل أخذتم رأي القوميات المسيحية الأخرى عندما قررتم تعيين ممثلا لهم أو عنهم ؟ أم هي على خطى المحكمة تعين محامي دفاع شئت أم أبيت ؟
-لماذا هذه التسمية الدينية في الوقت الذي تختارون من تختارون لمنظماتكم وأحزابكم السياسية ؟
-أتعلم ماذا يعني أن يكون للمسيحيين ممثل يا سعادة رئيس الوزراء ؟
بكل بساطة يعني : مسح الهوية القومية للقوميات المسيحية قاطبة .
-عدم الأعتراف بالكتل السياسية المسيحية مهما كانت .
-يا سعادة رئيس الحكومة المحترم ، فكما في الأسلام قوميات هي العربية والكردية والتركمانية وغيرها ، فكذلك في المسيحية قوميات منها الكلدانية والأرمنية وغيرها .
وكما في الأسلام مذاهب منها الشيعية والسنة وغيرها ، كذلك في المسيحية مذاهب منها الكاثوليكية والنساطرة واليعاقبة وغيرهم ، وكما للمسلمين حقوقا في العراق فكذلك للمسيحيين لا سيما وهم سكان البلاد الأصليين ، لذلك يجب التعامل بالمثل ، فعندما نقول العرب والأكراد و التركمان ، يجب أن نقول الكلدان والأرمن والسريان ، فلكل من هذه القوميات يجب أن يكون ممثل في مجلس الحكم ، وإلا أين هي الديمقراطية من كل هذا ؟
الكلدان يا سعادة رئيس الوزراء هم القومية الأهم في الشعب المسيحي العراقي ،
الكلدان يا سعادة رئيس الحكومة هم الكتلة الأكثر ثقلا بين القوميات المسيحية في العراق ، والكلدان يأتون بالدرجة الثالثة بين مكونات الشعب العراقي قاطبة فالعرب والأكراد ثم الكلدان ومن بعدهم التركمان ، لذلك يجب العودة إلى منطق الحق والعدل وأن نختار ممثلا للكلدانت وآخر للسريان وآخر للأرمن وأن لا تهضم حقوق الغير من العراقيين مهما كان عددهم وإلا فلماذا ناضلتم ؟
لا أريد الإطالة ولكنني أقول : نطالبكم يا سعادة رئيس الوزراء أن تعيدوا النظر بكل كلمة من شأنها أن تؤدي إلى جرح شعور أي مواطن، أو أن تعني التقليل من الشأن القومي لأية قومية كانت .
هل نسيتم بأن العراق كله من الخليج العربي وحتى جزء من إيران وتركيا و غيرها كان يمثل حدود الأمبراطورية الكلدانية ؟ وهل نسيتم بأن آخر حكم وطني حكم العراق قبل الميلاد كان كلدانيا وطنيا صرفا ؟هل نسي المحامون العراقيون بأن أول من سن القوانين كان ملكا كلدانيا عراقيا ؟ ألا وهو الملك الكلداني العظيم نبو خذ نصر
قاوموا من يريد قراءة التاريخ بالمقلوب وأنبذوه من صفوفكم ، فإن من يتنكر لحمورابي ومواقف حمورابي الملك الكلداني العظيم ، فانه ينكر العراق وجودا وتاريخا ، ومن يقلل من شأن الكلدانيين ، فإنه يرفض أن يكون له تاريخا مشرفا !!! إننا نرفض هذا الشخص ونرفض تمثيله لنا فانه لا يمثل الا نفسه .
نأمل ان نسمع منكم اجراءا سريعا صحيحا وحاسما ، وتقويما لهذه البادرة الخطرة التي حدثت سهوا .
مع فائق حبنا وتقديرنا لكم
نزار ملاخا