May 11, 2012
الشباب الكلداني والوعي القومي..
الشباب ذلك العنصر الوهاج المليء بالطاقة المعطاءة والركيزة الرصينة التي تستند على قاعدتها العريضة اغلب ألأيدلوجيات العالمية أن كانت سياسية أو اجتماعية، فالشباب بكل مايحملونه من صفات الثورة والتغير وحبهم المستمر في الاندفاع في المهمات وطبيعتهم المعارضة على كل ما هو محيط بدائرة حياتهم وبيئتهم هذه البيئة التي قد لا تتلاءم في الكثير من ألأحيان ونضرتهم إلى الواقع، لذلك فان عنصر وجود الشباب وتفاعلهم على ساحة الحياة العامة لها كل الثقل في تغير الموازيين وترجيح ساحة على أخرى، وما الثورات التي قامت عبر كل ألأزمنة وحتى وقتنا هذا إلى وكان الشباب ألأداة الفعالة والمحرك الذي أدارها ورأس الحربة الذي كان في المقدمة، فالطاقة التي تملكها هذه الشريحة هي بمثابة بركان خامد أن ثارت وهاجت لا تستطيع أية جهة مهما كانت من الجبروت أن تقف في وجهها وتتصدى لقوة موجها الزاحف، وما الربيع العربي إلى مثال حي لنهضة الشباب الحي الرافض للذل والقهر هذا الشباب الذي ابهر العالم بوعيه وحسه الوطني والقومي.
والشباب الكلداني هذه الشريحة والركيزة التي يستند عليها الشعب الكلداني والتي تضطلع بالكثير من المسؤوليات في كل نواحي الحياة أن كانت اجتماعية أو كنسية أو إدارية، استطاعت من إثبات وجودها على عدة أصعدة مستلهمة قدراتها من فيض الخبرات التي ورثتها، والسؤال الذي يطرح نفسه دائما هل يمكن اعتبار الشباب الكلداني الشعلة الوهاجة والعنصر الفعال على صعيد الواقع القومي الكلداني في المرحلة الراهنة؟؟
من خلال الملاحظة الميدانية والواقع المعاش على الصعيد القومي فمن البديهي أن تكون ألإجابة بالنفي، لأن افتراض وجود شريحة الشباب الكلداني كعنصر فعال مشارك في الواقع المؤلم لقضايانا القومية أنما يتناقض ودورهم الغير مكتمل في مسيرة النهضة القومية الكلدانية، والتي يمكن أن نرجع أسباب هذا العزوف أو الابتعاد أو عدم المشاركة في قضايانا القومية إلى عدة أسباب:
1- الوضع الاجتماعي المحافظ الذي عاش في كنفه الشباب الكلداني حيث ألأسرة الكلدانية التي سعت إلى العلم والمعرفة والسهر على مستقبل الأبناء وحثهم على مواصلة مسير النضال العلمي دون الانتباه إلى تربية ألأبناء قوميا مستندة إلى المقولة القديمة التي تبنتها العائلة الكلدانية وهي خير طريق لمستقبل مضمون هو ألابتعاد عن السياسة وفنونها.
2- الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكهنتها ألأجلاء الذين استمدوا قوة هذه الكنيسة من فيض الخبرات والطاقات لشبابنا الكلدني اللذين ساهموا مساهمة فعالة وجادة في أغناء مسيرة كنيستنا بكل نشاطاتها وفعالياتها ولكن بالمقابل أيضا وبكل صراحة لم تقم كنيستنا المباركة بتوعية شبابنا على الصعيد القومي وحثهم على دراسة التاريخ الكلداني المبني على الوقائع التاريخية فلم تغرس فيهم محبتهم لقوميتهم معللة ذلك بعدة أسباب يعرفها الجميع .
3- تأخر الشعب الكلداني في تأسيس ألأحزاب والجمعيات والأنديات السياسية والثقافية وألأجتماعية ووجود أحزاب أشورية استطاعت كسب ود هذه الشريحة والاستفادة من قدراتهم وإبداعاتهم وجرهم وراء أفكار دخيلة بعيدة كل البعد عن الواقع القومي الكلداني محولة إياهم إلى شعلة وهاجة تحترق ولكن في الطريق المعادي.
4- طغيان الخلافات السياسية بين أحزابنا القومية لدوافع لم تخدم قضيتنا المركزية حتى هذه اللحظة مما حدي إلى غياب رؤية وموقف كلداني موحد من القضايا المصيرية، لقد وقف الشباب الكلداني حائرا ومتفرجا ومبتعدا ومنتظرا نتائج هذا الصراع الكلداني، نعم لم تقم أحزابنا بمراعاة مشاعر هذه الشريحة المهمة بقدر ما راعت كيفية التصدي والتصغير للأخ الكلداني في حزب كلداني أخر.
5- ألتأثير الفعال الذي احدتثه آلة ألأعلام ألأشوري المتمثلة في فضائياتهم الأشورية التي استطاعت من الترويج لأفكارها ومشاريعها السياسية الخفية والتي طرحت بصورة دعائية مفبركة بإطار الوحدة المسيحية ووحدة ألأراضي ووحدة المصير لتصل إلى مبتغاها المتمثل في وحدة القومية كانت الغاية منها صهر الشباب الكلداني في فكر مشوه واستخدامهم لتكملة مشاريعهم الهادفة إلى تجزئة الشعب الكلداني وأحزابه السياسة.
نعم أن نجاح الأحزاب الكلدانية في تحقيق ألاقتراب مع الشباب الكلداني وألأندماج الكامل مع الشعب الكلداني من شأنه أن يؤدي إلى ولادة قوة قومية مؤثرة وفعالة في الوسط المسيحي العراقي ومن أولى نتائجه ستكون زحزحة ألمصالح والثقل ألأشوري، إذن وكما يقال وحسب القاعدة الذهبية لكل فعل رد فعل ولكل صورة سلبية ما يقابلها من صورة ايجابية، والواقع الراهن لشبابنا الكلداني بالرغم من مرارة الحقائق التي تسوده ولكن من جانب أخر يزخر بعناصر ايجابية تمثل ألوجه ألأخر للصورة السلبية المتدهورة، هذه الحقيقة التي يجب ألأقراربها شئنا أم أبينا فأنها ليست من باب ألأمنيات بقدر ماهي حقيقة يجب المصارحة بها والتي لها جذورها الموضوعية في الواقع الكلداني.
فشبابنا الذي يجب عليه في الوقت الراهن أن يمثل نواة الصمود الذي سيصلب من حوله الواقع الكلداني فيكون له اليد الطولا في إيقاف هذا التدهور الحاصل على الساحة القومية من خلال مشاركته ومساهمته بشكل مباشر في أغناء الفكر القومي فتستطيع شريحة شبابنا في المراحل اللاحقة من أن تثبت في الاتجاه المعاكس وإيقاف التحديات المفروضة على الكلدان والنهوض بالشعب الكلداني إلى أعلى مستوياته، أذن نستطيع إن نرسم ومن خلال نظرتنا وبتفاؤل إلى واقع شبابنا صورة واضحة للجوانب المشرقة رغم ما يعانيه من تدهور لوجوده القومي على الصعيد السياسي.
ماجد يوسف
لجنة محلية صبنا الكلدانية
الحزب الديمقراطي الكلداني