عن زيارة قائد حزب كبير من أحزاب شعبنا لأمريكا
باسم دخوكا رجل كبير و أعتقد بأنه يظن إنه كبير , محظوظ أكثر من أن يكون مجتهد و نبيل , يصرح و يخطب و ينكر و يتنكر لما قال قبل دقيقة أو قبل حين , يعتقد إنه ذكي , مناضل , بطل , و لم نجده سوى في التشيع أو بعد أن تقع الكوارث على شعبنا , و ما زال البعض يصفق له , و للحين .
يتنقل بين الدول و كأنه طير حر و طليق و أكثر زياراته تكون إما قبل الإنتخابات أو لجمع التبرعات , و بعدها يغيب و لوقت طويل . رجل , و موقع كبير و يشغل كرسي في البرلمان لا أحد يسمعه و لا يبالي به و وجوده عن عدمه سواء , وبالطبع هو صديق الجميع . يتنفس بحرية و شعبنا أنفاسه مقطوعة أو يحتاج للأوكسجين . ما زال يقطن بغداد و في ( المنطقة الخضراء ) و شعبنا تحت رقبته توضع السكين . محميٌّ , و مكتبه مصان و صور مكتبه ومقابالاته و الأعلام على جانبيه ترفرف و تنقل لنا عبر الأنترنيت كل حين . و الشعب ترك دياره و ماله و هرب نحوى المجهول . كبير و كما قلنا كل من يخالفه أو يختلف معه خائن أو حقير . يخطب بمهارة و لا يحضر عرس شعبه و يرسل مندوب عنه و بالطبع خشية على الشعب وليس على روحه , و قد يكون برحلة مهمة وخطيرة و هذا ما يجب أن يصدقه الجميع . قائد كبير ينتخب على مر السنين و ليس هنالك أفضل منه و إن كان فإنه من صنع العميل . يزورنا هذه الأيام في أمريكا و يحمل معه حقيبة كبيرة تحمل كل الأسرار و الحكايات و بالطبع حسبما يرويها الراوي .. والراوي لابد أن يقول ما يشاء , و ما يشاء يجب أن يناسب ما يريد و ما يريد معروف لنا و منذ زمن بعيد . بالطبع كل ما سوف يقوله هو صحيح في صحيح و بأنه لا ينام الليل حزننا و ألما ً لما يعانيه الشعب و النهار يقضيه نوما ً لكونه لا يود أن يرى ما يحدث لنا من قتل وهجر و تنكيل و تفجير , و لكن المشكلة بأن ( المنطقة الخضراء) محصنة فلا يسمع صوت التفجيرات و لا يرى جثث الأبرياء و لم يراها و لا يعرف من هو ( أدم ) الطفل الذي قتل , و صرخ بوجه القتلة .. كفى .. كفى .
يستقبلونه هنا بحفاوة و يدافعونه عنه بضراوة و يصفقون له ( بحماوة ) و ... و . فما أروع هذا , و ما أعظم شعب لا يسأل و لا يتسائل و لا يفكر و لا ... و لا ...
العظيم القادم لا يملك ثمن ( بدلة ) فيشترونها له المتبرعون النبلاء .
لا يملك ثمن التذكرة فهي مدفوعة و بالطبع من قبل الأعزاء .
و لا يزال يقبض الراتب الصغير لكونه عضوا بالبرلمان , و هذا بالطبع منذ زمن طويل ... طويل , و أعتقد إن ما يملكه يصرفه على الفقراء و المعتازين من أبناء شعبنا .. و لهذا لم نعد نرى المعتازين و الفقراء .
مرحبا ً بك يا بطل فما تعانيه يحرق القلوب و تقعشر له الأبدان .. فالحفلة التي سوف تقام بتشريفك لابد أن تقام , و ثمن التذاكر مدفوع حسابها , و التبرعات لا تحمل همها , فالشعب سخي بعطائه و ما عليك سوى بعض من الكلمات و بالطبع أنت حفضتها عن ظهر القلب , كررها فقط و سوف تتلقى التصفيق الحار و الأهازيج و الكل أما سوف يذرف دموع الفرح بلقياك أو دموع الحزن لكونك سوف ترحل قريبا ً و تعود للبلاد.
البلد الذي هو وطن و الوطن بالطبع هو الأرض التي سالت و تسيل عليها الدماء و أرخص الدماء هي دماء شعبنا ... ولن أقول لك بالطبع من هو شعبنا لكي لا تلعب معي لعبة ( البيض و الدجاجة ) و من يولد ممن ... . فالرسالة سوف أختمها بالختم الأسود و ليس الأحمر و لن أقول سوى ( انها شهادة رجل مغمور عن رجل مشهور ) و من يملك الضمير ليحكم .
أيها القادم من الجراح لا أرى أي من الجراح لا على جسدك و لا أرى الروح التي حملتك تشكي الأنين و الويلات التي رأيتها أو سمعت ُ عنها .
فشعبنا يضرب و من كل الأطراف , و ألأحزاب تتكون على حساب الجراح ,و المصالح تتضارب بينها و كلها تمد يدها و بكل الإتجهات .. من يدفع أكثر على حساب ويلات شعب لا يهم في الشمال أو الجنوب فنحن شعب يعرض نفسه بالمزاد .. فمن يشتري .. فكلكم لنا سواء . أحباب و قادة عظماء حتى و إن كنتم تتمتعون بشرب الدماء . دماء أو القوت أو أرضنا فلابد أن نظهر لكم الولاء .
أيها البطل المقدام , من يعجز عن الدفاع عن دماء الأبرياء لا يليق بأن يكون شيء يذكر , و لا يجب أن يعيش على حساب تلك الدماء .