31/5/2012
مرة أخـرى مع الأخ صبري إسطـيفانا
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أخي العـزيـز صبري
في ردي السابق وصفـتك بالأخ لأنـني هـكـذا أراك ، وأنت تصفـني بالسيد ، ورغـم إعـتـزازي بك فأنا لستُ سـيداً ، وبعـدين إذا كان في نيتك أن تـخاطـبني بلقـب ( مولانا ) فأقـول مقـدّماً أنا لستُ ولـيّاً . وقـبل الخـوض في منحـنيات الرد والرد المقابل أودّ أن أذكــِّـرك بمقال كـتبته بعـنـوان (( نجـوم سـطعـتْ في ألقـوش )) وكان من بـينهم المرحـوم تـوما توماس ، ومن المؤكـد أن ذلك شأني فأنا أفـتخـر بالشخـصيات الألقـوشية التي أراها تستحـق الإفـتخار بها ، وليس بتوجـيه من أحـد لأنـني لم أكـن ولستُ منـتمياً لأفـكار أحـد . في كـل رد نـتبادل الآراء فـقـد نصيب أو نخطىء فـيمكـن أن تـصحح لي أو أنا أصحح لك وأعـتـقـد هـذا هـو أسلوب الحـوار المتبادل إنْ كـنتَ تؤمن به .
أخي العـزيز
بشأن النقطة الأولى من ردك عـلي فأنا لا أخـتلف معك عـلى الإطلاق فألقـوش تقع في البقعة الجـغـرافـية للإمبراطورية الآشورية أيام زمان ـ ومَن قال لك كلاّ ؟
أما بشأن ـ كـلـدو آشور ـ إنه تحـوير للتعـبـير الذي أورده أدّي شـير حـين ذكـر (( كـلـدو و آثـور )) وكـذلك المرحـوم آغا ﭙـطرس يذكـر التسميتين بصور واضحة لا تقـبل الشك . أخي العـزيز إن هـذا المصطلح المشـوّه والمتـداوَل هـذه الأيام مبتـكـر حـديثاً إنْ كـنتَ تعلم ( وأنت تعلم ) ، وهـنا لا بد وأن أذكــِّـرك بتسجـيل ﭬـيديو لزيارة المرحـوم توما توماس إلى أميركا وعـقـد نـدوة مع ( التيار الديمقـراطي - حـسب إعـتـقادي ) يتـطرق فـيه إلى مسألة القـومية ومدافـعاً عـن قـوميته الكـلـدانية بطريقة رزنة قائلاً : لا يمكـن للحـركة الآثورية أن يلغـوا الكـلـدان بشخـطة قـلم !!! وهـذا أحـد جـوانب إفـتخارنا بالمرحـوم توما .
أخي الموقـر
أجـدادنا عاشـوا الماضي ونحـن نعـيش اليوم ، والمقارنة التي تريدها صعبة للغاية ، لماذا ؟ أنت تعـلم ولكـنك لا تـقـبل أن تـعـتـرف بأن المسيحـية هي التي عـلـَّـمَتْ الناسَ الأممية والإنسانية يا أخي وليست من إبتـكار أي شخـص ، فالمسيح هـو الذي قال (( إذهـبوا وتـلمِذوا جـميع الأمم ... )) ، وهـو الذي وضع أسس الإشـتراكـية للناس وليس غـيره ، هـذا من جانب ومن جانب ثاني أنك تذكـر إعـتـزازك بإسم عـشيرتك إسطيفانا وهـذا أمر طبـيعي وليس تعـصّباً ، وما بعـد العـشيرة تأتي القـومية وأنت حـر في الإعـتـزاز بقـوميتك أياً كـنتَ تسمّيها وليس فـيها تعـصّب ، ولكـن سـؤالي : هـل أن إعـتـزازي بقـوميتي الكـلـدانية يُـعـتبر تعـصّباً ؟؟ وقـد يفـيدك إذا أنا قـلتُ أن نـظـرتـَـينا كـلانا إلى الشعـبَـين كـشعـب واحـد ليستا مخـتلفـتين في الجـوهـر وإنما قـد نخـتلف في الآلية ولكي أخـتـصر الأمر عـليك أقـول : أنا أرى الشعـبَـين كـما أراك أنت صبري وأخـيك سامر تـشتـركان في الأب والأم الذين أنجـباكـما ( ولكـن لكل منكـما خـصوصيته ومكانـته وإسمه وأولاده .... فـهل تـوافـقـني أم لك رأي آخـر ؟؟ ( .
أخي
أنت حـر في إنـتـمائك وتبعـيّـتك ، ومَن طـلب منك التغـيـيـر ؟ ثم مسألة تـركك مهـنة التـدريس أو لم تـتـركـها ، ما لي في الأمر ؟ أما أنا وأمثالي كـما وصفـتـني ، فأنا أؤيّـدك بإنـتمائي إلى عـقـيدتي الحـرّة غـير المرتبطة بأي مخـلوق عـلى الأرض إطلاقاً وهـذه هي الحـرية الحـقـيقـية ( حـين تـعـرفـون الحـق فالحق يحـرّركم (.
دعـني أقـول لك بعـض الحـق الذي أجـبرتـني عـلى قـوله : رغـم كـونـنا أطفالاً أو مراهـقـين أيام زمان ولم نكـن نـدرك كـما ندرك الآن ولكـن أشهـد أنـنا نـتألم حـين يُـضـطـهَـد شخـص سـواءاً كان ظـلماً أم حـقاً ، أما أن أقارن نـفسي ، فأنا مثـلك لم أصادق شـرطياً لأن ليست لي علاقة مع أي شـرطي ، ولا صادقـتُ موظفاً في دائـرة النـفـوس مثلاً لأن ليست لدي علاقة بهـكـذا موظف ، ولكـني صادقـتُ أساتـذة بحـكـم المهـنة فـهل في ذلك إنحـراف أو تجاوز عـلى الغـير ؟ أما إستـمراري في مهـنة التـدريس فـنعـم إستمرّيتُ لمدة 18 سـنة لأن أحـداً لم يفـصلني ولم أرفع سلاحاً ضـد السلطة ولن أرفع في المستـقـبل ، ومن جانب آخـر لم يكـن ( وليس لـديّ الآن ) فـكـراً تجارياً وليس عـندي مهارة عـملية مثل نجار أو حـداد ، إذاً لا بد أن أواصل تحـصيل رزقي من وظيفـتي فـهـل في ذلك إنحـدار في الأخلاق ؟ وأزيـدك عِـلماً أنـني طيلة فـترة وظيفـتي لم أستـطع الحـصول عـلى إمتـياز مثل إيفاد إلى الجـزائـر أو القـبول للدراسات العـليا أو نوط الشجاعة أو مدير إدارة وغـيرها وذلك بسبب إستـقلاليتي وهـذا أيضاً إخـتياري وشأني فـلستُ أتباكى عـلى ذلك ولا أحَـمـِّـل عـبءاً أو منية عـلى أحـد . وإذا كان والدك ( إسمح لي : الرحـمة عـلى الأحـياء والأموات ) قـد سُـجـنَ عـنـد السلطات المركـزية للأسباب التي ذكـرتها ، فأنا أيضاً لي الحـق أن أقـول (( وأنت ألقـوشي تعـرف جـيداً )) أن والدي أيضاً قـد سُـجنَ ، ولكـن شـتــّان ما بـين السجـنـَـين يا أخي . أما بشأن الإحـصاء فأنا معـك أقـول : لتـقـطع اليـد التي سجـّـلتْ غـير الذي أردناه ولكـن سؤالي لك هـو غـير ذلك ، فأنا سألتـك : هـل كـتبتَ آثـورياً في تلك الإحـصاءات ؟؟ ولم تـجـبني عـليه .
أخي المحـتـرم
أنا أخـتـلف معـك في أن شباب ألقـوش كانـوا كـلدوآشوريين أو آشوكـلدانيين حـين وقـفـوا وقـفـتهم الشجاعة التي يخـلدهم التأريخ بها في عام 1933 ، لأنـنا لم نسمع بهـذا المصطلح ولا أنت ذكـرته أمامنا في مرحـلة دراسـتـنا الإعـدادية والجامعـية ولا أثـناء الخـدمة العـسكـرية في معـسـكـر الغـزلاني في الموصل . أما رأيك الشخـصي في وقـفة الـﭙـطرك الكـلـداني عـمانوئيل تومكا فإنك تجـني عـليه مع كـل الأسف ! ولا أقـول أكـثر عـزيزي صبري :
وردَ في ردَك تعـبـيرٌ لم أفـهـمه أو قـوَّلتــَـني قـولاً لم يأتِ في مقالي ! فـماذا تـقـصد بـ (( تقـول يستاهلون الاثوريين )) ؟؟؟؟ أنا تعـجَّـبتُ من هـذا التـعـبـيـر الغامض ولا أزال لا أفـهـمه .
نعـم لا يوجـد بـيني وبـينك ما يدعـو إلى العـداء ، أما عـن أن تكـون كاتباً ، فأنا قـلتُ ( أضعـك عـلى رأسي ) فـلماذا لا تـذكـر هـذه ؟ وأصحح لك مواليدي فأنا مولود في عـيد الميلاد 1949 وإنها ذكـرى جـميلة بالنسبة لي والكـثيرون ينـتـبهـون إليها عـند مراجـعـتي لدوائـر الدولة .
ثم تسألني هـل كان بإمكاني الكـتابة لو كـنتُ في العـراق ؟ إنه سؤال بسيط يا أخي وأجـيـبك بكل ممنونية وأقـول : كلاّ ، لماذا ؟ لأنك أنت سـيد العارفـين ، لم تكـن هـناك سابقاً ولا لاحـقاً حـرية التـعـبـير لأنها مصادَرة ، كـما لا تـوجـد ديمقـراطية لآنها محـذوفة من قـواميس أنـظمة الحـزب الواحـد ، هـل كلامي صحيح أم لا ؟
وحـين تـتـبـوّأ منصباً صحافـياً فـهـذا يزيدنا فـخـراً كألقـوشي ، وأنا شخـصياً ليس لـدي منصب كـهـذا ولستُ أحـسـدك ، أما الحـساسية فأنا أشكـر الرب إنـني سليم البنية والصحة وعـمـلتُ في معامل ذات أشغال شاقة ، لا أظن أنك يمكـنك أن تـعـمل بها . كـما أن مسكـنـنا كان بسيطاً في ألقـوش لأن والدي لم يكـن برجـوازياً ولكـن في ذات الوقـت لم يكـن مبنياً من زجاج ولا من طين وإنما من حجـر وجـص وكـنا نشكـر الله .
أخي الموقـر
ذكـرتُ موضوع مظفـر النواب إعـتـماداً عـلى المثل السائـد (وشـهـد عـليها شاهـد من أهـلها ) لا أكـثر ولا أقـل ، أما الجـيش العـراقي فأنا والجـميع يفـتـخـرون به لأنه جـيش العـراق يا أخي ، فـحـين تأسّـس في عام 1921 لم يكـن هـناك من زعـماء العـراق الذين في بالك وأنا في إعـتـقادي هـذه هي المواطنة الصالحة ، أما أن يأتي قائـد ويستـغـله لمآربه فـهـذا ليس شأنـنا ولا يمكـن أن نغـيِّـره ، ألم يكـن في رغـبة أي تـنـظيم آخـر أن يستـغـل الجـيش ذاته للوصول إلى الحـكم ؟؟ هـل سمعـتَ بحـركة العـريف حـسن السريع ( 3 تـموز 1963 ) ؟؟ ألم يكـن نـفـس الجـيش يا أخي !! يا أخي هـذا واقع ، فـلماذا نـنكره ؟
أما موضوع حجارة بابل ويكـتب إسمه أو لا يكـتب فأنا لا أصارع السلطة عـلى الإطلاق ، ومَن يريد أن يصارعها فـهـو حـر أيضاً .
من جانب آخـر أسألك ( ليش أنت حارﮒ أعـصابك عـلى إسمي يا أخي ؟ ) ولستُ بحاجة إلى أن أدافع عـن نـفسي ولكـن أسألك للنـقاش والدردشة الأخـوية فـقـط ، هـل يمكـنك أن تجـيـب عـلى أسئـلتي :
أولاً : لماذا شاؤول الذي إضطهَـد المسيحـيّـين غـيَّـرَ إسمه إلى ﭙـولس رسول الأمم ؟
ثانياً : لماذا أبونا أبرام غـيّـر إسمه إلى إبراهـيم ؟
ثالثاً : لماذا إسم الرب ( عـمانوئيل ) تـغـيَّـر إلى يسوع ؟
رابعاً : لماذا رئيس تلامـذة الرب ( شـمعـون ) غـيَّـره إلى ﭙـطـرس ؟
ولو أدري أنك لا تمل ، كـنتُ أذكـر لك قائمة لا تـنـتهي ، فإذا أجـبتَ عـلى أسئـلتي هـذه فأنا سأجـيـبك عـلى أسئـلتك أمام القـرّاء وأنا بإنـتـظار إجاباتك أخي العـزيز .
أما عـن دول المهـجـر أزيـدك عِـلماً أن ما نفـعـله هـنا ليس صنع صواريخ ولا تـكـنولوجـيا متـقـدّمة ولكـن كـن واثـقاً يا أخي أنّ الذي لا يمكـنـكم النـطق به عـنـدكم ، نحـن نـقـوله عـلى الملأ ، ليس لأنـنا أشـجع منكم ولكـن أنت تـدري جـيداً ما هـو السبب .
وأخـيراً أراك تـتـشـبَّـث بإسم صدام قال وصدام حـكي لتـقـوية موقـفـك ، فـما لي وله ، ثم ما لك وله ، إن الرجـل أعـدِم فإن كان يستـحـق ! أخـذ عـقابه القانوني ، وإن كان لا يستـحـق فأنا لا يمكـنـني إسـتـرجاع حـقه أنا أؤيّـدك في قـولك (( أنا في الساحة واعـرف ما موجود في البيدر )) وأنا أعـرف ذلك ولكـني في الحـقـيقة أردتُ أن تـنـطـقـها بلسانك ! فـشـكـراً لك .
وأخـيراُ لم أجـد شيئاً يستـحـق أو يتـطـلب الإجابة عـليه أخي صبري ، أملي أن أسمع منك فالكـتابة إليك وخاصة قـراءة ردّك مُـشـَـوَق إليّ ، ودمت سعـيداً