Jun 28, 2012
من يريد سلب حقوق الكلدان؟
د. نزار شمو كتبت في مقال سابق "الكلدان وحقوقهم"، يمكن الاطلاع عليه على الرابط:
http://www.kaldaya.net/2012/Articles/06/14_Jun06_DrNazarShammu.html عن حقوق الكلدان واهميتها للمكون العراقي بشكل عام وللمكون المسيحي بشكل خاص. اتابع اليوم في مقالتي هذه موضوع آخر له علاقة بالموضوع السابق ويتممه ولا يكمله لان للحديث تواصل.
اشرت بالموضوع السابق عن بعض الممارسات ضد قومي الكلدان واماكن تواجدهم كالاضطهاد والتفرقة القومية والدينية وتهجير وسبي وقتل وحرق وتدمير وكل الممارسات اللاخلاقية واللانسانية بشكل عام منذ قديم الزمان – منذ الغزوات الاسلامية والتترية وتوطين الاكراد في منطقتنا الشمالية في عام 1515 ميلادية من قبل العثمانيين وما تبع ذلك من سيطرات الدولة العثمانية وصولاً الى الاستعمار الانكليزي حتى زوال عهد المقبور صدام. وها نرى اليوم نحن والعالم اجمع ثمن الديمقراطية الجديدة في بلاد الرافدين، والذي يدفعه قومي العريق، والمبطنة بنفس نوايا واهداف وممارسات الامس من دون اي اختلاف سوى ان العصر والزمان اختلف وباتت همجية اكثر ومنظمة تكنولوجيا ويشترك فيها المختلفون فيما بينهم والمتفقون علينا وضدنا فقط (السبب المهم برأي لانهم لم يعرفوا اننا كنا نملك النفط)، والمخجل ان الكل يدعي بانه ساكن الارض وهم مواطنيها الاصليين ولن ابحث في هذا الاتجاه بالتفصيل هنا ولكن اقول انها باتت حقيقة للكل ان الكلدان نسل ابونا ابراهيم من نوح بعد الطوفان، والذي لا يصدق عليه حل هذا الواجب البيتي بنفسه!!
وبعد هذه المقدمة اصل الى تساؤلي المشروع في هذه المقالة وهو من وراء الممارسات التالية ضد قومي الكلدان:
(1) تغيير ديموغرافية المدن الكلدانية (منها على سبيل المثال تلكيف، عينكاوة والباقي في الطريق!!) وكأنهم بذلك يطبقون خطط المقبور صدام بتعريب المنطقة باكملها ولكنهم هذه المرة مصرين على اكردة وآشورة المسيحيين والكلدان خصوصاً.
(2) تفريغ مدن العراق، وخصوصا الجنوبية والوسطى كمرحلة اولى، من المسيحيين (معظمهم من الكلدان) وجبرهم وتهديدهم بكل الوسائل الارهابية على النزوح الى الشمال، الى المدن الكردية خصوصا،ً لكي يصبحوا صيد اسهل ويمكن اغرائهم بالمال ببيع الارض والتراث والتاريخ وتسليم امرهم الى كاكا مسعود لانه احسن الباقيين! او الهجرة الى خارج العراق وترك كل شيء ورائهم وابعاد من يدافع ويطالب بالحقوق القومية والانسانية لنا ولاجيالنا القادمة.
(3) تفجير الكنائس المسيحية وقتل المصلين المسيحيين المسالمين في داخلها وخارجها وخطف وقتل القسّان ورجال ديننا ولا ننسى ما فعلوه بالمطران الجليل (مثلث الرحمات) فرج رحو.
(4) غلق المعاهد والكليات الدينية واللاهوتية في بغداد وبقية المناطق واعادة فتحها في مناطق شمالية /عينكاوة وتحت سيطرة الاكراد.
(5) تقديم الدعم المادي والسياسي الى حبايب واصدقاء ومناضلوا ومناصروا الاحزاب الكردية وكاكا مسعود ومام جلال كزوعا والمجلس الشعبي وزعيميهما بالخصوص وابرازهما كممثلين حقيقيين للمسيحيين عامة دون اي تمييز او تفرقة!! وما عمله هذان الحزبان من التزوير وشراء الذمم وعلى كل المستويات الحزبية كانت ام الكنسية شيء يفوق التصور ومع الاسف نقولها ان من ساعدهم بذلك هم بعض المحسوبين على الكلدان، او كما سميناهم بالمتأشورين، طمعا بالمال الحرام والجاه المزيف والوعود الزائفة والوهمية.
(6) مناهضة تطلعاتنا القومية والتحدي المناهض لكل تجاربنا القومية وابعاد الكلدان الشرفاء الاصلاء والمعتزين بقوميتهم عن كل الميادين السياسية والاقتصادية والحضارية وتهميش واقصاء يومي وبطريق مباشر او غير مباشر، واليكم بعض الامثلة للذكر وليس للحصر:
(أ) في كلمة للسيد مسعود البرزاني (11 مايس 2012) في المؤتمر الاول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية قال فيها: "... نحن نعمل بكل ما نملك لتعزيز الاخوة العربية والكردية والتركمانية والاشورية." ولا ذكر للكلدان، وكأنه من بلد غريب ولا يعرف تاريخ المنطقة واهلها الاصلاء، وكيف ينسى او يهمل او يتقصد وهو اب الجميع وراعيهم على السواء من دون اية تفرقة او تمييز.
(ب) منذ رسالة وخطاب الكاردينال الجليل غطبة مارعمانوئيل دلي كلي الطوبى في بداية هذه السنة لم نسمع او نقرأ لاي جواب يذكر، رسمي او غير رسمي، لا من رئاسة الدولة العراقية ولا من رئاسة الحكومة الكردية! وكأن ما حصل من تزوير من قبل السيد يونادم كنّا وبطانته في امور الوقف المسيحي ليست من اختصاص لا المالكي ولا غيره لا من بعيد او قريب!!
(ج) تزوير وتشويه تاريخ الكلدان واعادة طبع وثائق تاريخية من مؤلفين عالميين او كلدان يشهد لهم التاريخ بباعهم الطويل من النواحي الاكاديمية والاجتماعية والقومية، وما تزوير الطبعة الجديدة من كتاب (القوش عبر التأريخ طبعة 1979) للمطران المرحوم (مثلث الرحمات) بابانا الا دليل واضح على ذلك.
(7) التشويه المبرمج والمقصود والهجمات الشرسة من الاعلاميين والكتّاب الاشوريين (الاثوريين) والمتأشورين وبمناسبة او غير مناسبة ومع الاسف حتّى قادة الكنيسة الاشوريّة يلعبون هذه اللعبة ضد الكلدان وقوميتهم الاصيلة الشريفة العريقة الصافية وغير الممنوحة من احد والتي ستبقى شعلة مضيئة تنير طريق الضّالين والممتنعين والمتأشورين والآشوريين والشيعة والسنة والاكراد، بكل طوائفهم وانتمائآتهم السياسية والعرقية والاجتماعية وكل واحد لا يعترف بها او تعرّض لعملية غسيل دماغ عبر التأريخ وقيل له انهم (اي الكلدان) ما هم الا منجمون وسحرة او بابليون المهم عندهم مسح كلمة الكلدان وتأريخهم ومساهماتهم الانسانية والعلمية والحضارية وكل اشكال المعرفة الاخرى المختلفة.
وهذه جزء يسير من ممارسات تعسفية واضطهادية للكلدان وهي نكران كامل لحقوقهم المشروعة الانسانية والقومية والدينية وكل الحقوق التي يتمتع بها العربي والكردي والصابئي واليزيدي والشبكي والاشوري والسرياني بكل فئاتهم وطائفياتهم المتحدة والمنشقة وفي الداخل اوالخارج.
اننا نكتب هكذا مقالات حتى يقرأ اصدقاء الكلدان واللذين يؤمنون بحقوق الفرد والانسان مهما كان جنسه او دينه او عرقه او انتمائه، كي يقفوا معنا بأسم الانسانية لصد هذه الهجمة المخطط لها في العلانية والسر ومن قبل الاجنبي وابن البلد وكي يسكتوا الطبول المثقوبة والتي تهمش وتقصي ابناء جلدتي الكلدان بما يحملون من مواقف رائدة ومشرفة منذ اكثر من سبعة الاف سنة ولا يزالوا، والا صدقوني انكم التاليين!!
ونكتب للاعداء والحاقدين والمزورين ومن هم في السلطة او خارجها واللذين يساهمون ويساعدون بتجاهل وتهميش الكلدان او اقصائهم كي نرسل لهم تحذيراً ورسالة باننا يقظون لكل الاعيبهم الشريرة واننا ساهرون على حقوقنا الكلدانية بدون اي نقص او تجزئة وسنكشف كل مخطط سيء يراد به التزوير والتحريف والتهميش والاقصاء وليست كل عين مغلقة نائمة.
كذلك اننا نكتب هكذا مقالات ليتعلم منها الكلدانيون عن الذي حيك ويحاك وسيحاك عليهم من مؤامرات وخطط لسلب كل حقوقهم وليس جزءاً منها ولمسح اسمهم من كل الحلقات التأريخية وكي يعرف الكلدان من هم اللذين يدافعون عن حقوقهم ولماذا، ومن هم اللذين يقومون بعكس ذلك سواء علناً او تحت الغطاء. اننا نكتب ذلك لتحصين قومنا كي يدافعوا الان ولاجيال قادمة عن تراثهم وحضارتهم وعراقتهم وثقافتهم ومشاركتهم الانسانية والعلمية والمعرفية لبناء عراق الامس واليوم والغد.
ونكتب للتاريخ وللاجيال القادمة ونقول ان ما يحصل لابناء قومنا الكلدان لهو زائل وغير باق او دائم وان من يستخدم او استخدم الوسائل الوسخة والقذرة (كالمال والسلطة والتهديد) او اساء استخدام مراكزه في السلطة حالياً او في السابق لسبب او لاخر فما هي الا غيوم سوداء ستزول وتمر من سماء الكلدان الحلوة والصافية الزرقة والنقية....
والان هل تساؤلي مشروع ويحتاج الى دراسة وتبويب وتمحيص لمعرفة من وراء مناهضة الكلدان لتطلعاتهم القومية ومن يريد تغيير هوية الامة الكلدانية ولماذا كل هذا التشويه والتزوير المبرمج والمقصود؟ وهل يحتاج ان اعطيكم الجواب ام صار الهدف واضح ومعروف وهل يمكن حجب الشمس بغربال، اعلمونا لكي نتعلم!!