Aug 23, 2012
إنها موجة هوجاء وبغطاء جديد
هكذا هو العراق ومعظم بلدان الشرق اوسطية، فبعد ان توالت على بلدنا حكومات اِستبدادية في تاريخه الحديث، بحيث لم يهنأ شعبه بالراحة والاطمئنان للعيش بحياة سعيدة كريمة بالرغم من النعم والخيرات التي يكتنزها البلد المحوج الى قيادة حكيمة نزيهة ليتنعم بها. ولكن للأسف، السفينة تسير وفق أمواج هائجة تقودها نحو المجهول.
اِسلوب الفتنة والاغراء نعم، فمثلما كان الانتماء الى البعث في عهد النظام السابق كموجة موجهة لوسيلة كسب العيش ولكن الهدف كان مجهولا وأصبحى تدميريا بعدها، وذلك بعد اِغواء غالبية الشعب للأنتماء اليه لكسب وظيفة او مركز اداري او جاه او سلطة. هكذا أصبح موقف شعبنا ومنه المسيحي بالذات في ايامنا هذه، والذي وضع تحت منيّة أزلام يعملون تحت غطاء تمثيلهم للمكون المسيحي ولكنهم ينفذون أجندة خاصة وتحت مسمّى الموجة الهوجاء الجديدة المتمثلة بالاشوريين الحاليين والذين اصبحوا يتنعمون بالرخاء والجاه وعلى حساب عمالتهم للانظمة الحاكمة الحالية في العراق، للمساهمة في تفتيت المكون المسيحي وبالذات الكلدان منهم لكونهم الغالبية القصوى.
وقد وصل الحال الى التأثير على من هم ضعيفي الانتماء لقوميتهم الكلدانية وذلك لكسب مصدر رزقهم مستغلين من قبل العرّابين الاثنين والخاضعين بالتمام والكمال لتوجيهات أسيادهم في الحكومة المركزية وحكومة الاقليم. وما هو مطلب اِلغاء تعيينات لأكثر من ستمائة شخص مسيحي من قبل رئيس الوقف المسيحي المتأشور الاّ أحد الادلة على ذلك، قاطعا لمصدر رزق عوائلهم لكونهم تعينوا وبدون اِرادة أسياده من الزوعاويين.
والمشكلة الاخرى تكمن في خضوع وخنوع السلك الكهنوتي من الكلدان والسريان ايضا، وبدرجاتهم المختلفة ومنهم بعض السادة المطارين في الداخل والذين يمدون ايديهم لهؤلاء العرابين او ما يقتاتونه من رئيس الوقف المتأشور الذين فرّطوا برئاسة الوقف لتذهب الى الطوائف الاخرى بفضل شطارة العرّاب الاشوري المنسوب للمالكي.
ولا يخفى على أحد بأن هذه المكارم وصلت لسلكنا الكهنوتي لمن هم في اقصى قارة في العالم لضمان سكوتهم والمدفوع ثمنه امام التسميات الجديدة التي اصبحت مفروضة عليهم، بعد ان تقبلوا المنح والرواتب الشهرية وهم ليسوا بعوز لذلك. ناهيك عن الرواتب الشهرية والمنح التي يستلمها رئيس الدير والرهبان والكنائس وذلك لوضع اليد عليها من قبل الممثلين السياسيين الذين يوظفون جهودهم في خدمة عرّابي الحكومتين لأستدراجهم تدريجيا نحو الموجة الجديدة من التأشور لكي لا يبقى كلداني صاحي نظيف في البلد.
ودعواتنا لا زالت مستمرة لأدارتنا البطريركية لتنهض وتستفيق وقبل ان تجري المياه من تحتها وهي غير داركة بما سيلحقها من مأساة اِن لم تعالج وضعها الذي يمضي نحو الأسوأ بالقيادة الحالية للبطريركية.
ابرم شبيرا معترفا ومعللا والمضحك والمخجل وليس المبكي فقط هو ما كتبه الكاتب الزوعاوي ابرم شبيرا والذي لعب دورا نشازا عندما كان في الادارة البعثية للنادي الثقافي الاثوري في بغداد والتي عرفها القاصي والداني لاحقا وبعد مساجلات عقيمة فيما بينهم، فقد كتب مكملا ذلك الدور التخويني في العراق ضد ابناء جلدته، بذكره في مقالته المذكور رابطها رقم (1) ادناه ما يلي: (الدارج بأن النتائج المأساوية وعلى مختلف الأصعدة السياسية والقانونية والإجتماعية والديموغرافية والدينية كانت قد حلت على جميع أبناء أمتنا ومن جميع الطوائف الكنسية والملل الإجتماعية رغم إختلاف مصادر تحديد إنتماءهم (كلدان أو سريان أو آشوريون).
غير أن هذه المأساة تباين حجمها من طائفة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى وهكذا.. لذلك جرياً وراء الحقيقة الموضوعية لهذا الحدث التاريخي من جهة وبسبب قيادة هذه الحركة التي تمثلت في زعامة بطريرك كنيسة المشرق التي عرفت نكاية بـ "النسطورية" ثم فيما بعد بالآشورية وضخامة حجم المأساة التي حلت على أتباع هذه الكنيسة ورجالاتها وأتباعها) انتهت
وانني اقول لك ياسيد شبيرا، بأن كل هذه المآسي التي ذكرتها ماهي الاّ بسبب القيادة الفاشلة والتي كانت متمثلة بسيادة بطارككتم الموقرين المتوارثين لعرش البطريركية وعن صغر العمر والتي استوجب توجيههم من قبل أختهم الكبرى سورما خانم التي كانت محتظنة من قبل الانكليز والذين ساهموا في قتل وتشريد المئات الالوف من تابعيهم بعد ادخالهم في حروب غير متكافئة في مناطق عيشهم في ايران وتركيا لوعد الانكليز لهم بمنحهم اقليما في تلك المناطق بعد تبنيهم التسمية الاشورية في سنة 1886م.
ولا ننسى ايضا ان نذكر اعتراف السيد شبيرا بأن التسمية الاشورية منحت لهم لاحقا بعد تسميتهم بالنسطورية وكما ذكرها في تعليقه اعلاه.
وليس هذا فقط وبالعودة الى السجال مابينك والسيد تيري بطرس واحيقر يوحنا حول عودة اصولكم (الاشوريين الحاليين) لليهودية ومن الاسباط العشرة المفقودة. فقد اوصلكم الاستاذ ليون برخو الى القناعة بصحة نظرية الدكتور احمد سوسة والتي قال عنها بأنه لاغبار عليها اي اثبت لكم صحتها وخرستم بعدها ساكتين. ولذلك تعرفون جيدا ما هي حقيقتكم التي أصبحت علقما تجرعونه لأن مصالحكم تقتضي بالاستمرار في تلونكم. وماهي زياراتك للعراق المتكررة الآ لتحصل على ثمن هذا العلقم المر.
ولاننسى ان نشكرك نحن الكلدان والسريان لأنك تساهلت معنا بعدم فرض اشوريتك علينا وكما اقترحوا اصحابك. وانما نصحتهم لكونك الاشطر ما بينهم وتصلح ان تكون منظّرا او داعية يقتدي بك الاخرين.
وازيدك علما باِننا احتفلنا في يوم الشهيد الكلداني الذي يصادف في الاول من الشهر الثامن وفي مناطق عديدة من العالم عدا الذين يعتبرون من المتذيلين فقد جاملوكم خوفا من قطع ارزاقهم وليس محبة بآشوريتكم العقيمة، وكما كانوا يفعلونها مع النظام السابق (يصفقون ويهلهلون خوفا) وانت ادرى بذلك.
وأما ما ذكرته عن فريد النزها السرياني ويوسف جمو الكلداني، وما يهمني الكاتب يوسف جمو (عندي نسخة من كتابه) فقد قال الحقيقة بأن منطقة تلكيف كانت خاضعة للامبراطورية الاشورية وشواخص ذلك موجودة في تلك المنطقة وكما غزتها امبراطوريات اخرى كالساسانيين والمغول وكذلك الشوباريين والبابليين (والتي اصول اشوريتك تعود لهما) وحتى اميركا غزت تلكيف والعراق كله. فهل معنى ذلك بأن أهالي تلكيف تلونت قومياتهم وفق هذه الغزوات ياسيد شبيرا؟ ومن يقرا الكتاب، فاِنّ الكاتب يوسف جمو لا ينكر كلدانيته ابدا. وكما ذكرت انت في مقالتك عندما كتب عنه السيد يوسف ناظر في مقدمة لكتابه (وهو أشرق وأعطر الوجوه التي أنجبتها الأمة الكلدانية في عصرنا الراهن.. فهذا الأبن البار للشعب الكلداني..) وبماذا يدلك هذا الكلام.
وعليه انصحك بأن تترك مصالحك جانبا وأن تتشجع لتستعين بقراءة الكتاب الموجود في الرابط رقم (3) والذي يعلّمك مامعنى القومية والامة والشعوب واِصول آشوريتك القدامى اِن كان لكم جذور فيها، وبعدها حدثنا وكما تشاء.
نصيحة ملّك خوشابا لسورما خانم وقد أكملت˚ مآسي الاثوريين (كلدان النساطرة) بعد جلبهم للعراق كلاجئين، ولكنهم استمروا في عنجهيتهم بمطلبهم للأقليم وبتسميتهم الجديدة كآشوريين وهم بغير عراقيين أساسا. ومن جراء ذلك فقد حصلت المأساة الاخرى لهم، عند جمعهم باِجتماع (ولم يدركوا معنى ذلك لجهلهم بالمسؤولية والسياسة) والتي كانت غاية حكومة العراق قتلهم واللحاق بالآخرين في مناطق سكناهم لتشريدهم الى بلدان الجوار وقتل المتبقين منهم وذلك ما حصل فعلا. هذا كان عائدا بفضل تلك القيادة التي يفتخرون بها حاليا والمتبقين منهم ينتهجونها وهم بغير داركين ما سيؤوله مستقبل ذلك لهم وللمكون المسيحي من الكلدان والسريان البرائين من فعلتكم.
بالرغم من ذلك فاِنّ ملّك خوشابا كان قد حادث سورما خانم بعدم جدوى الشكوى لدى عصبة الامم المتحدة لمطلب الاقليم واِنما النقاش مع حكومة العراق بذلك. ولكنها وأخوها رفضوا مقترحه وحصل ما حصل لهم في مذبحة سميل لسنة 1933م. هذا ما جاء وحسب ما ذكره حفيد الملّك خوشابا السيد بولص وكما هو مذكور في الرابط رقم(2) ادناه .
وها اِنهم يكمّلون نفس تلك المأساة، ولكنهم يستعينون بوقود اخرى سيستخدمونها في تحقيق مطاليبهم وهم الكلدان والسريان ومن المكروضين منهم، بعد أن أصبحوا اسيادا لهم بفضل تكتيك حكومي لأحراق هذه الوقود وفنائها لاحقا اِن لم يكن تهجيرهم، وعندها تكونوا قد حققتم ما تريدونه وحسب وصية الانكليز لأجدادكم. وثمن ذلك كان مدفوعا جزئه وسيصبح مدفوعأ كاملا من اجل اقليم الاشورية الوهمي.
وذلك بعد أن بانت بوادر ذلك في الافق وبفضل قيادتهم الحالية للمسيحيين، وبعد أن بدأت أحداث التغيرات الديموغرافية والسياسية والاجتماعية وغيرها تحل في المناطق الكلدانية والسريانية. والنتيجة ستكون تكرار المآسي وهذه المرة ليس على من يحمل التسمية الاشورية واِنما على المكونات الاخرى من الكلدان والسريان الذين غرروا بهم، بعد قبولهم الانصياع والتذيّل لبعضهم لمصلحة مادية وليس لمبدأ تستحقه الاشورية لنكران ذاتهم.
ورغم ذلك فأن لي ثقة عظيمة بأن هذين المكونين سينتفضون يوما ما، في وجه الاشورية والمتأشورين ليرموهم خارجا، وهم بأنتظار الوقت المناسب لما يحملونه من صبر وتأني الى أن يأتي يوم الفرج.
تناقل مطلبهم بعدة دول ويعزى سبب عدم اِثبات المدعين بالاشورية، بوجود جذور تربطهم بالآشوريين القدامى لبيت نهرين العراقية، هو تكرار مطلبهم بمنحهم الاقليم الذاتي في دول عدة، وذلك بسبب محاولة بعضهم ومن المحسوبين عليهم، اِعادة نفس السيناريو الذي يحدثونه في العراق، محاولين تكراره في سوريا مستغلين الظروف العصيبة التي يمر بها هذا البلد والذي يسعى المنشق ابلحد اسطيفو الاثوري والذي كان بعثيا ولفشله في الحصول على الشهادة في دولة اوربية بعد اِرساله بزمالة من قبل حزبه في سورية، فقد اصبح معارضا ويسعى حاليا لمطلب اِثبات وجوده مع المعارضة للمطالبة بأقليم للمتأشورين من أمثاله في سورية بالرغم من ضحالة عددهم قياسا للمكونات الاخرى من المسيحيين السوريين والتي تنطبق ونفس حالهم في العراق. وليتم ايضا تكرار نفس الموقف المستمرين لتحقيقه في العراق وذلك بعد فشلهم في مناطق تواجدهم الاصلية في كل من ايران وتركيا والذين أعطوا ضحايا رهيبة بحق أبناء جلدتهم.
وهكذا يتضح للقارىء باِمكانية اِستغلالهم للمواقف الحكومية في كل من العراق وربما سورية مستقبلا وبمآرب شيطانية تبعية عميلة لتحقيق تلك الامنيات، ونحن الكلدان والسريان برائين من حماقاتهم لأننا نأخذ الامور بتعقّل ورويّة. وليذهبوا الى أينما يشائون. وبالعافية عليهم اِن حققوا ما يريدونه في موطنهم الاصلي في كل من ايران او تركيا، أو مكانهم البديل في سوريا.
واِن تركونا بسلام والى غير رجعة، فسنقول لهم باي باي.
عبدالاحد قلو