تقرير عن مزار مريم بنت إبراهيم أُمّ الكلدان

Sep 12, 2012



بقلم: مؤيد مكّاني
خاص/ كلدايا نت


من الصعب جداً إحياء التاريخ في لوحات صوريّة أو منحوتات أو تماثيل ولكن ما تم في كاتدرائية مار بطرس للكلدان الكاثوليك كان ظاهرة فريدة من نوعها حيث أُنشئ مزار على شكل جدارية بديعٌ في المعنى والجمالية، فنياً ودينياً، حيث تُظهِر واقعاً تاريخياً بمعانٍ عميقة.

عند رؤيتك للجدارية تفهم تاريخ البشرية وموقع ومساهمة الشعب الكلداني في صياغة التراث الثقافي والروحي للبشرية.

والجدارية تعبر عن تاريخ الكلدان منذ زمن أبينا إبراهيم كما في سِفر التكوين حيث أوحى له الله بأنه سيجعل منه أمه عظيمة وإلى ولادة يسوع بحضور مار يوسف وأمه مريم بنت إبراهيم ومشاهدة نجمة الميلاد ومجئ المجوس من الشرق للسجود للطفل يسوع الملك المولود من اليهود، والركوع له فَرِحين ورفعوا له الولاء والكنوز والهدايا.

وعند التأمُّل في اللوحة الجدارية عن بُعد تشاهد مشهد الربط بين تاريخ بابل والكلدان وبلاد ما بين النهرين دجلة والفرات.

إن فكرة المشروع رائعة جداً حيث تروي قصة حياة البشرية منذ البدء حتى ولادة المسيح وإنطلاق البُشرى السارة، إذ تشاهد هذه المراحل مجتمعة في إطار صوري بديع ومتناسق وبسيط وتلاحظ الإنحناء والتقوس الموجودة عليه الجدارية تكتشف إحتواء التاريخ لهذه الملحمة البشرية الحقيقية.

إن فكرة هذه الجدارية مُنبثقة من الكتاب المقدس ولكن الربط والإبداع فيها لرؤية الأشياء وترجمتها إلى هذا الواقع المُبسّط كانت لسيادة المطران مار سرهد يوسب جمّو لتسمو عملاً فنياً في صياغة جمالات تراثنا للأجيال القادمة وبتصميم الاخت كبريلا من راهبات بنات الكرمة.


الصور عن المركز الكلداني للاعلام