16/12/2012
لماذا هذا التناحر يا سيد يونادم وسيد سولاقا ؟
نيسان سمولماذا هذا الصراع والتناحر والاقتتال بين الاقليتين الصغيرتين وبالتالي بين افراد الطائفة نفسها ؟
اهلاً بكم في بانوراما الليلة ( اصحاب الحضارات ) وهذا الموضوع سيكون محور حضارتنا وسنستضيف فيها السيد كلدوآشورنايا ليحدثنا عن هذا الموضوع المتشابك .. قبل ان تبدأ سيدي اود فقط ان انوه بأن عنوان الحلقة كان لماذا هذا الصراع بين الكلدان والآشور وخوفي من اعتبار العنوان ( عنصري ) وعدم نشر الكلمة ( متعود على ذلك ) غيّرت العنوان .. تفضل سيدي ..
بصراحة وكما تعلمون ( او اعلم انا ) بأنني لا ارغب ان اتحدث او اكتب عن موضوع ( كما يفعل البعض ) اعتبره شخصياً تحصيل ( شبه ) حاصل . اي من المفروض ان تكون معالمه واضحة ولا يشوبها التعقيد المذهبي او السياسي او حتى التأريخي ومنها قضيتنا الكلدوآشورية .. كل شيء فيها سلسل وواضح ( ماعدى الاسم ) واقصد لا يوجد ماهو مذهبي ولا سياسي ولا تأريخي ولا حتى جغرافي ما يعيق التوافق والمشاركة والتقدم سوياً الى الامام .. كل الاختلافات الموجودة هي اختلافات في انقسامات واجتهادات تاريخية ويمكن تفاديها لو وجدت النية ؟؟..
جماعة معروفة الاصل والنسب والتاريخ وحتى العادات والتقاليد واللغة وكلها نابعة من نفس المذهب ومن نفس المصدر وهذا هو المهم في القضية .. وان كان هناك بعض الاختلافات في العادات والتقاليد والطقوس فهي غير معقدة التركيبة .. وحتى الانشقاق البسيط الموجود في الكنيسة فهو غير خطير ولأن المصدر هو هو فلا استعصاء اوإعاقة في هذا الطريق .. اختلفَ الاجداد وهذا حصل مع كل البشرية ولكن الأغلبية استطاعت ان تتغلب على هذا الانشقاق ولم يبقى إلا نحن والاخوة المسلمين ..
ما هو الذي نملكه والذي يسبب هذا الاختلاف والتناحر ؟ التاريخ !! ماذا سنفعل بالتاريخ إذا كان هو السبب في هذا الاختلاف والتناحر ؟؟.. الحضارة ! ماذا سنستفاد منها إذا كان المواطن جوعان ؟؟.. امة عظيمة !! ماذا سنجني منها ونحن مختلفين ومنقسمين !! ..
يقول الاخ امير آتورنايا في احدى تعليقاته بأننا عائلة واحدة والاختلاف بين افراد العائلة وارد وسيزول عنا بالكلمة الطيبة والى آخره .. اننا نتمنى ذلك ولازلنا ولكنني لا اعتبر التناحر السياسي او القومي او الاجتماعي بين القوميات الآشورية والكلدانية الموجودة الآن كالتناحر بين العائلة الواحدة !! العائلة الواحدة مسؤول عنها رب العائلة الواحد وهو يتحمل مسؤولية تلك العائلة الصغيرة وهذا الاختلاف لا يؤدي الى نتائج مؤلمة وخطيرة وكارثية احياناً اخرى الى العوائل الباقية ، بينما في قائد القومية او الحزب او الطائفة هو المسؤول عن رعية كبيرة تأثيراتها قد تؤدي الى نتائج خطيرة وكارثية تعوم على كل المنطوي تحت تلك الخيمة وتطال باق الطوائف والمكونات الاخرى وهنا تُكمن الخطورة . وهذا ما نلاحظه في التأثيرات الموجودة من قبل بعض الاخوة على القضية برمتها .. فالإنشقاق الموجود الآن لم يكن قبل ذلك ووصل الى العائلة الواحدة . وعنوان الحلقة شاهد على ذلك .وصل الانشقاق الى الفصيل نفسه وتجاوز ذلك ، فكلدان اليوم ليسوا كالامس والآشوري اليوم ليس كالبارحة .. اننا نتألم كثيراً عندما نسمع مثل: الكلدان المتأشورين ( ماذا يعني مثل هذه الكلمات ) وغيرها العشرات ..
كل يوم نقرأ عن العشرات من الشكاوي والتقاتل والتناحر بين هذا النائب وذلك العضو ( هما نائب واحد و عضو فقير والباقي احتياط ) ، كل يوم العشرات من المقالات السياسية والثقافية والتي تندد وتشتكي من الطرف الآخر فهذا يؤيد الاحمر وذاك يُقاتل الاخضر والارض هي هي لا تتغير ..
القتل مستمر ، الجوع اكبر واكبر ، الهجرة اكثر واكثر والارض هي هي ..
منذ ان خلت الساحة من البعثي الدكتاتوري وحصلنا على فرصة التجمع و التحاور والاشتراك واخذ الفرصة للأستحواذ على مكانة سياسية ندافع من خلالها على قوميتنا الصغيرة داخل وادي الذئاب ونحن في صراع مستمر ليس مع الآخرين من اجل حقوقنا ولكن مع بعضنا ضد حقوقنا ..اغلب نزاعاتنا واختلافاتنا وتقاتلنا وعِداؤنا وشجبنا بعضنا البعض هو على الورق فقط .. الورق فقط .. والارض هي هي والتراجع مستمر وتقلصها بإزدياد لأننا لا نملكها ! اختلافنا هو على الورق فقط ..
في كل يوم نسمع ماهو غريب ( انا هنا مواطن فقير ومن حقي ان اتسائل ) وجديد : ومنها النائب يتهم ويغالط ويقدح وينفي تاريخ وقضية ذلك العضو ( والعكس كذلك ) وهما في كل الواجهة عضوين فقط لا ثالث لهم ( الحمدلله ) .. فهذا يتهم ذاك بالخيانة العظمى وببيع القضية والآخر يتهم الاول بالعمالة للبعث القديم والآخر يرد ويتهم الثاني بالتعامل مع الملالي والحسينيات والصدريات وغيرها العشرات من التهم الطفيلية ( وكأننا في سيرك للأطفال ) ؟؟ والطائفة هي هي .. انا كمواطن عادي من حقي ان اسأل مثلاً ( وهذا السؤال هو لأكبر مَن يعتبر نفسه كبيراً ) بأنني اتوسم وافرح عندما اقرأ او اسمع عن الدكتور حبيب تومي ( مثلاً ) ويأتي اليوم وبعد كل هذه السنين ويفضح القضية ويقول بأنه غير دكتور ولا حتى ممرض وبأن شهادته من سوك المريدي !! والسيد شمس الدين الحاصل على شهادة الماجستير فهي الاخرى ( مزورة ) وهي من جامعة الواقواق !!! والسيد يونادم يتهم رفيقه ويطالبه بدفع الجزية للخيانة العظمى ويرد السيد سولاقا بما هو اكبر وهذا هو الحال منذ الاستقلال ..وسيأتي احدهم غداً وسيقول نحن شعوب الباطباط !! وغيرها الكثير من المضحكات المُبكيات الغريبة ..
يجب ان يعلم الجميع وهذا الكلام موجه للجميع دون اسثناء : الذي يرغب ان يجمع ويسد ويُقرب ولا يُفرق يجب ان يتصرف بطريقة اخرى تماماً وغير ذلك فهو منافق وكذاب الى اكبر الدرجات .. ويجب على الجميع ان يعلم ونعلم سويةً بأن العالم لديه نفس الاشكالات الموجود عندنا واكثر بكثير مما هي معنا ولكنه يركن الاختلافات الموجودة جانباً ويتعامل مع المشتركات والقواسم المتوفرة بين الشعبين او الحزبين او الدولتين ومن ثم يحاول التقريب بين الاختلافات الموجودة .. بهذه الطريقة فقط استطاعت كل هذه الشعوب المختلفة في كل شيء من التقارب والتعامل .. لا احد يبدأ من النقاط المختلف عليها في تعامله مع الآخر غير الكلدان والآشور والشيعة والسنة ( الاسلام ( ..
العالم يأخذ النقاط المشتركة وان كانت قلة وصغيرة ولكنه يبني عليها ارضية ومصالح ومناهج مشتركة ويتعامل معها وينظر بين فترة واخرى الى الخلف والقضايا المختلف عليها . وبهذا الطريقة استمر العالم بالتقدم والتطور بالرغم من كل الفروقات والاختلافات الموجودة داخل النسيج الدولي .
إذن من حقنا ان نقول : ان الذي يرغب في الاخوة فهناك الكثير والكثير من النقاط التي يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها كقاعدة اساسية نحو البناء ونحو التآخي والتقدم أما الذي لا يمكن ان يجد هذه الاساسيات المشتركة المهمة فهو ( سياسي كذاب كباقي السياسين ) فلم يبقى لنا إذن ان نقول كما قال الاخ امير آتورنايا نحن عائلة واحدة وستزول بعون الله كل هذه المشاكل .. ولكنه لم يقل متى !!
العمل/الترفيه
17/12/2012, 9:18 am
