الأحصاء السكاني في العراق - حق أريد به باطل
بقلم أ.د.أبو ليث الرفاعي
الخميس, 07 أكتوبر 2010
لا شك أن أن الأحصاء السكاني من حبث المنطق يمثل حالة حضاريـــة به تهــــتم الدول المتحضرة لاسباب اساسية, تتمثل بالخطط التنموية وعليه تتوقف عـــمليا علميَّةَّ وموضوعيَّةُ تلك الخطط وسبل نجاحها, وتلك مسألة اجتماعـــية واقتصاديـــة وتربويـــة وثقافية,لان من اولويات التخطيط هي ان يعرف المخطــطون الحجــم الساني ومعدل النمو السكاني ومصادر الدخل القومي وما له علاقة بذالك,ومن هنا يأتي اهتــــــمام الدول بعملية الاحصاء السكاني, والاهتمـــــــام به يؤشر مستوى حضاريا للامم او الدول, لكنْ متى ذالك يصح وكيف؟الاجابة على هذا السؤال هي التي تحدد موقـف الشعوب منه, أ يصحُّ في دولة مستقلة تتحكم بسيادتها الكاملة لا تهددها تدخلات اجــــــــنبية وشعبها متحد لا تشوبـــــه شوائب اجنبــــــية غــــــير معروفة؟الجواب نعــم وبكل تأكيد.وماذا في حالة دولة محتلة تسودها تدخلات اجنبية وحدودها مفتوحةلدول طامعة فيها عبر التاريخ, وتمتلك طابورا خامسا اتــــــاح له الاحتلال فرصة الحــــــكم والتحــــكم بشؤن الديموغرافية السكانية ,من خــــــلال السيطرة على دوائر الاحوال المدنــــــية والجنسية ودوائر الطابو والعـــقار,كما أن المحتل شرع قوانين ووضع دستورا يثبت الطائفـــية والعــــــــــنصرية والنزعات الانفصالية والتنافس السكاني فئويا ,بالتأكيد في هكذا حالة لا يصح الاعداد السكاني او إحصائه كما في العراق اليوم للاسباب الآتية:
1- كل تغيير او تشريع في ظل احتلال شرعا لا يصح بحسب القوانين الدولية لا سيما اتفاقية لا هاي لعام 1907 واتفاقيات جنيف ذات العلاقة.وهذا ما حدث ظلما في العراق منذ9/4/2003م
2- شُرِّعَت قوانين ودستور في ظل الاحتلال غيرت من تركيبة المجتمع وفكـكت لحمته على اسس طائفية وعنصرية هدفها تقسيم العراق الى دويــلات طائفــــية وعنصرية فخلقت تنافسا طائفيا وعنصريا جعل بعض الفئات تحـــت طائــلة هذا التنافس تأتي باناس تنتمي لها طائفيا او عنصربا من دول مجاورة لتحسين وضع مكونها احصائيا بعد أن زورت لهم هويات احوال مدنية وشهادات جنسية وبطاقات تموينيةالتي اساسا تستخدم في عملية الاحصاء, وهنا يكـــــمن الخــــطر على حقيقة الديموغرافية السكانية للعراق,ومن ثم تغيير هويته الوطنية والعربية, وهذا هو هدف المحتل والحركة الصهيونية والفرس المجوس. كل ذالك بحجة التهجير.
3- ثم ان تجربة سبع سنوات ونصف من احتلال وحكومات احتلال او ضحت لنا بكل جلاء نوايا الاحتلال ونوايا عملائه تجاه تعاملهم تنافسيا طائفيا مع العراق حتى كاد يفقد هويته, فكيف اذا عززت تلك الفئات الخبيثة من نسب مكوناتها على حساب الشعب العراقي وعززت بدعة الفدرالية التي ترمي الى تقسيم العـــــراق وطـــمس هويته.؟
من هنا نجد وكل المخلصين معنا أن أحصاء 2010م باطل بكل المعايــــــير الدولية والوطنية,ولا علاقة له بمتطلبات التنمية كما يفترض, بل وراءه تكمن مخاطر كبيرة تتعلق بتغيير التركيبة السكانية نوعــيا وعدديا لتحقـــيق اهــــداف المحتل والفـــئات المتعاونة معه وايران الملالي.عليه نهيب بابناء الشعب الغيارى, عمالا وموظفـــين مفكرين ومثقفين وجامعيين أن يعبروا عن ادانتهم للاحصاء هذا ويطالبوا بـــعـــدم الاعتراف به وبكل القوانين التي شرعت في ظل الاحتلال حفاظا علي ديموغرافية السكان الحقيقية وعلى وحدة العراق ويكونون حذرين مما يحاك للوطن من مآمرات طائفية وعنصرية تقسيمية.
عاش العراق حرا أبيا وعاش شعبه سيد امره وحارسا لوحدته
والله أكبر وليخسأ المتآمرون على وحدة العراق وعلى تشويه بنيته السكانية.