من أنا لأتحدى الكبرياء ؟ سؤال مؤلم وجه لي مباشرة بصيغة مختلفة حول بعض الانتقادات التي أطرحها وأعبر من خلالها عن رؤيتي . مع الفيلسوف ديكارت أردد ما قال : أنا أفكر إذاً أنا موجود ، وأضيف على قوله : أنا أساير إذاً أنا الرابح ، أنا أصمت على الأخطاء إذاً أنا موافق ، وهذا مالاأقبله على نفسي ، بل أنا أنتقد إذاً أنا موجود . ومع المثل القائل " حرامي لتصير من سلطان لتخاف " ، الذي نراه حولنا عنه نكتب ، اليس كذلك ؟ سؤال طرحته بالمقابل . لم أكن يوماً قيس بن الملوح لأكتب غزلاً وأشعار حب ، ولست باحثاً لأدون إكتشافاتي ، ومنجماً أو عرافاً لأتنبأ عن المستقبل . فأنا إبن المجتمع ، لي وجهة نظر ، وأريد أن أكون فعالاً ، وأساهم في جعله أفضل . أشترك مع الكثيرين في آرائهم حول كل شيء ، إن كان مدحاً أو ذماً ، فالهموم واحدة والرؤية غالباً موحدة . حديث الناس في الشارع والمقاهي ، وفي أماكن الصلاة وأثناء اللقاءات الإجتماعية المختلفة ، حديثهم هذا أجمعه وأصيغه بأسلوبي وأضعه أمام القارئ ، فتأتي ردات الفعل متفقة او مختلفة مع ماأطرحه من رأي نتيجة خبرة الآخرين وخبرتي في الحياة ، إن كان من خلال تبادل وجهات النظر أم من مطالعاتي الخاصة والتي هي خلاصة جهود الآخرين أيضاً . إذا لست منفرداً برأيي .. مانختلف به أنا والكثير من الكتاب عن العامة من الناس ، هو أننا أخذنا على عاتقنا أن نقول في العلن مايقال خلف الكواليس ، فهل سيتهمنا البعض بالوقاحة ؟ لننظر بكل الإتجاهات ، لن نرى غير عالماً يسوده التكبّر والأنانية التي طغت على الطيبة والحب والتواضع ، نبحث عن الجمال الحقيقي بعدسات مكبرة بينما القبح غزا مخيلتنا حتى لو أغمضنا عيوننا ، فهل نترك – نهمل – بحثنا عن الجمال ليسيطر القبح على حياتنا ؟ غريب أمر البعض وهم يرفضون كلام الحق بكل فضاضة خشية من الفضائح ، ولاأعرف عن أية فضائح يتكلمون وهي تعتد بنفسها . علماً بأنني لم أدخل في خصوصية أي إنسان ، ولم أستغل قلمي لتصفية حسابات شخصية ، بل أوجه سهامي دون محابات لمن يأثر سلباً في تصرفاته على الآخرين ، وهذه رسالتي ولن أتوارى عنها . ومن يدّع التعقّل يطالبنا بتغيير نهجنا بذريعة عدم إمكانية تغيير واقع الحال المزري . فالسلطة سلطة لايمكننا المساس بها وهي تفعل مايحلو لها وعلينا الصمت . والمقدسات دنّست من قبل حماتها المقدسين بنظر البسطاء من الناس اكثر من المقدسات نفسها ، فيكفرون من يقول على عينهم حاجب . والتاريخ المزور حقيقة يتمسك بها أغبياء منقادون إلى متسلّط أهوج يذكرهم به متى كان بحاجة إلى غضبهم في وجه ناقديه . والمصالح الدونية هي الغاية التي من أجلها يرفض من لايقبل السير مع قافلة اللصوص . لذا فعلينا أن نختار بين الرضوخ للمتكبرين ومجاملتهم ، او معاداتهم لنا . فبت حائراً بأمري ، فلا أنا من يقبل الرضوخ مهما كانت الخسائر ، ولا أحب ان يكون لي أعداء . لهذا ارتأيت إختياراً آخر لاأتمناه بل أراني مجبراً عليه ، وهو التوقف لفترة عن النشر حتى أهتدي إلى قرار مناسب من خلاله يكون وجودي . وأهم النقاط التي جعلتني أتخذ هذا القرار :- ــ افتقاري لحرية إختيار التعابير المناسبة التي أحتاجها لدعم المقال الذي أكتبه ، لسبب ضيق مساحة الحرية التي يفرضها القراء او وسيلة الإعلام التي أنشر بها . ــ محاربتي من قبل بعض مدراء المواقع ، بعدم نشر قسم من المقالات التي أرسلها لهم ، بذريعة مخالفتها لضوابط النشر . ــ الضغط من قبل المتنفذين على مدراء بعض المواقع لحذف مقال كونه يتضمن نقداً صريحاً لجلالتهم ، مستثنياً الأخ سلام توفيق مدير موقع كرمليش لك ، فهو الوحيد الذي لم يخضع لسلطان من البشر . ــ إختلافاتي مع بعض القراء والكتاب من الذين يريدون أن يلبسوني ثوباً على أهوائهم . كل ذلك جعلني أن أقرر الإبتعاد عن النشر وليس الكتابة ، ولفترة لم أحددها ، وإن كان لابد من النشر فسيكون عن طريق البريد الألكتروني ، وسيكون الموضوع الذي أنشره خالياً من الرقابة ، مستخدماً به ماأراه مناسباً من كلمات لتوصيل الفكرة حتى وإن كانت غير محبذة في أدبيات النشر ، وسأرسم خطوطي الحمراء بيدي وستكون متقطعة يسهل عليّ أختراقها متى شئت ، ولن يمنعي شيء من ذكر الأسماء الصريحة التي أريد ان أوجه لها نقدي مهما علا شأنهم ، دون تجاوز الحدود التي يسمح بها القانون الكندي في حرية الرأي والتعبير . مع فائق إحترامي وشكري للسيد سلام الصفار صاحب جريدة أكد التي تصدر في تورنتو / كندا ، والزميل ماجد عزيزة رئيس تحريرها سابقاً والذي معه بدأت رحلتي الصحفية ، ومن ثم أكمل المسير اخي وصديقي المقرّب أكرم سليم ، وأشهد بأنني لاقيت دعماً منقطع النظير في تلك الصحيفة الحرة . والمعذرة ممن يتابع مقالاتي ....
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان