rima الباشا
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 282 تاريخ التسجيل : 04/05/2009 الموقع : جالس گدام الكمبيوتر ܫܠܵܡܐ العمل/الترفيه : ܟܘܡܦܝܘܬܪ
| موضوع: دعوة لدعم خيارات ابناء شعبنا في الهجرة او البقاء / د. نوري بركة 9/9/2014, 8:08 am | |
| Sep. 08, 2014
دعوة لدعم خيارات ابناء شعبنا في الهجرة او البقاء
د. نوري بركة سان دييكو
في البداية كلنا نتمنى ان يبقى ابناء شعبنا المسيحي من الكلدان والاشورين والسريان والأرمن في ارضهم وأرض أجدادهم معززين مكرمين في دولة يحكمها الدستور والقانون تضمن حق المواطنة للجميع بغض النظر عن انتمائاتهم الدينية او العرقية. ولكننا نعلم جيدا ان هذا الكلام الجميل المنمق هو بعيد عن الواقع وان تحقق فسوف يحتاج الى اجيال. فالإيام اثبتت إن شركاءنا في الوطن من العرب والأكراد هم شركاء في الكلام فقط وعندما تحق الحقيقة يركضون وراء مصالحهم غير عابئين او مكترثين لهذا المكون العراقي الأصيل. والأحداث الاخيرة خير دليل على ذلك فلقد تركت قوات حكومة بغداد وإقليم كردستان ابناء شعبنا وبقية الأقليات لقمة سائغة بيد عصابة داعش الإجرامية التي استطاعت وبدون اي مجهود يذكر من احتلال قرانا وتهجير ابناء شعبنا من بيوتهم وسلب كل ما يملكون حيث الان يعيشون في العراء ويواجهون مصيرا مجهولا وخيارات صعبة في انتظار العودة الى بيوتهم حينما يتوفر الأمان او الهجرة الى الخارج بقلب يملؤه الحسرة لما خسروه من أموال وذكريات وأماني وطموحات أرادوا تحقيقها في بلدهم.
امام هذا لواقع الصعب والأليم تبرز هناك ثلاثة خيارات صعبة امام عوائلنا المشردة:
1. عوائل اتخذت قرارها في الهجرة وغادرت العراق او في طريقها الى المغادرة. 2. عوائل لم تحسم أمرها في الهجرة وهي تنتظر التغييرات على الارض لتقرر البقاء او الهجرة.
3. عوائل لاتفكر في الهجرة وترغب العودة والاستقرار في بيوتها
طبعا لكل عائلة من عوائلنا المشردة الحق في اتخاذ القرار الذي يناسب وضعها وظروفها الشخصية وقناعتها بالاستمرار للعيش في العراق او الهجرة. ومن الأفضل لنا جميعا إعطاء هذه العوائل الفرصة لكي تقرر ما تريد بدون ان يفرض عليها أحد رأيآ محددا، لأننا وببساطة لم نعش ما عاشته هذه العوائل ولم نواجه ما واجهته من ظلم وقهر وعدوان. ومن هذا المنطلق يجب ان نتفق جميعا كنيسة ومؤسسات وأشخاص على احترام خصوصية هذه العوائل وخياراتها وان نكون مستعدين لتقديم الدعم اللازم لها لتحقق ما تريد بغض النظر فيما اذا كان قرارها يعجبنا او لا يعجبنا. والمطلوب حاليا تشكيل فرق عمل من منظمات مؤسسات ابناء شعبنا والمتبرعين مدعومة من الكنيسة لمساعدة هذه العوائل أينما كانت وجهتها. فمثلا على مستوى العوائل التي تركت العراق وترغب بالهجرة الى الولايات المتحدة، المطلوب العمل على تحقيق الأولويات التالية:
القيام ببرامج لمساعدة العوائل في مرحلة الانتظار في تركيا، لبنان او الأردن اوغيرها من الدول الى ان تكتمل معاملاتها. يتم ذلك بالتنسيق مع لجان محلية موجودة في هذه الدول. مثلا، يوجد في ديترويت برنامج ناجح يسمى "تبنى عائلة " يمنح 100 دولار شهريا للعوائل المشمولة. المطلوب تقوية هذا البرنامج ودراسة إمكانية تطبيقه في مناطق اخرى ليتمكن من استيعاب الزخم الجديد الناتج من الهجمة الاخيرة.
الضغط على الحكومة الامريكية لزيادة عدد الڤيز الممنوحة الى اللاجئين العراقين من 10 آلاف في السنة الى 30 الف او اكثر لاستيعاب العدد الكبير من اللاجئين الذين ملئوا استمارات تؤكد رغبتهم باللجوء الى الولايات المتحدة.
الضغط على الحكومة الامريكية لتسريع اجرائات العملية الأمنية التي تأخذ حاليا بحدود السنة ودراسة امكانية إجرائها في الولايات المتحدة بالنسبة للأشخاص المكفولين من قبل أقاربهم.
العمل مع المؤسسات الامريكية المختصة لتهيئة ظروف أفضل وبرامج جديدة لاستقبال القادمين الجدد تمكنهم من الاستقرار في بلدهم الجديد وتوفر لهم الحياة الكريمة.
هذا نموذج لما هو مطلوب القيام به من قبل مؤسسات ابناء شعبنا العاملة في الولايات المتحدة مدعومة من قبل كنيستنا وقد ينطبق جزء منه على ما هو مطلوب من دول اخرى في المهجر وكل دولة حسب قوانينها. ويمكن للاخوة ممثلي تنظيمات المجتمع المدني في أوروبا وأستراليا وكندا تحديد ما هو المطلوب لدعم القادمين الجدد في مناطقهم.
نفس الشئ يمكن ان يتحقق في العراق بالنسبة للعوائل التي ترغب بالعودة الى بيوتها وترفض الهجرة. حيث يمكن ان تقوم مؤسسات ابناء شعبنا المحلية مدعومة من الكنيسة ومن منظمات الخارج في وضع برنامج لتحقيق كل ما يضمن رجوع هذه العوائل الى بيوتها وتوفير الضمانات الحكومية لها في العيش الكريم.
في الختام، بدلآ من ان يكون هناك فريقان واحد ينادي بالبقاء والآخر بالهجرة، المطلوب ان يكون هناك فريق واحد يمثل المؤسسات المدنية والكنيسة والمتبرعين، يتحالفوا جميعا من خلال العمل المشترك والتضامن والتنسيق من اجل ان يساعدوا في تحقيق خيارات هذا الشعب المظلوم بدون مزايدات او فرض اجندات او التدخل في خصوصيات هذه العوائل. وبالنتيجة سيكون الجميع رابحون.
وشكرآ | |
|