ضياع الكلدان بين الكنيسة والعمل السياسي والقومي
لقد آن الأوان لعقد مجمع (مسكوني) كلداني يشترك فيه الأكليروس والعلمانيين لوضع أسس للعلاقة بين الطرفين وكيفية دعم كل طرف للآخر دون أن يكون هناك تداخل في عملهما وإنما وضع أُسس صحيحة للسير معاً في إتجاه واحد يهدف الى وحدة الكنيسة وقوتها من جهة، ومساعدة الكلدان كأكبر مكوّن مسيحي في العراق لأحقاق حقوقه السياسية والقومية مع تبني فكر منفتح على أخوتنا السريان والآشوريين للعمل معاً على المطالبة بتوفير منطقة آمنة لمن يرغب بالبقاء أو لاتسمح ظروفه بمغادرة أرض الوطن منعاً لتكرار الكارثة التي يعيشها حالياً، على أن يكون التعامل مع إخوتنا الذين يؤمنون بأحترام خصوصيات الآخر وأختياراته إنطلاقاً من مبدأ المصلحة العامة للجميع.
علينا أن نعترف بأن الكلدان هم أكثر المتضررين في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، وإن تمثيلهم في السلطة أو الحقوق التي حصلوا عليها لم يكن بقدر حجمهم الحقيقي رغم الأمكانيات الهائلة التي يملكونها في الداخل والخارج وذلك لسببين رئيسيين:
١- عدم وضوح الرؤية القومية لهم وبالتالي إفتقارهم الى التنظيمات السياسية التي لها وقع مؤثر.
٢- دور الكنيسة الكلدانيه (السلبي) في تحجيم الدور السياسي للكلدان وأحزابهم الفتية وذلك لأن الظروف ونوعية النظام السياسي القائم فرضت الكنيسة كممثل للكلدان، ليس في المجال الديني فحسب وإنما في جميع المجالات، فتم (تأطير) الدور القومي للكلدان في إطار مذهبي ديني فقط.
ولكي لايحاول البعض تفسير الأمر على هواهم عندما نشير الى الدور السلبي، نقصد بأن الكنيسة كمؤسسة كلدانية قوية وحيدة على الساحة لم تقرأ الوضع الجديد الطارئ بالشكل الصحيح ( ربما لتجنبها دخول الساحة السياسية وألاعيبها ) لتدعم ممثلي الكلدان ، لأن النظام الجديد قام على أُسس مذهبية طائفية وقومية (الشيعة والسنة، العرب والأكراد والأتراك ..ألخ) ومايزال.
وإن بعض الأحزاب المسيحية المتنفذة (الآشورية) المتواجدة على الساحة لعبت اللعبة بالشكل الصحيح واستغلت الوضع أحسن إستغلال لطرح نفسها كممثل للكلدان والسريان وحتى الآشوريين الذين لايتفقون مع نهج هذه الأحزاب، وطرحت فكرها (الأقصائي) المتمثل بمشروعها السياسي والقومي الذي أثبت فشله وزاد في التباعد بين مكونات شعبنا عوضاً عن الحصول على أبسط حقوقها المشروعة، لماذا؟
لأن الفكر الأقصائي المسبق وبعدها جعله يبدو معتدلاً من خلال تبني تسميات غريبة جعل الكلدان يشعرون بأنهم مجرد (أصوات) إنتخابية تستخدمهم هذه الأحزاب للحصول على المزيد من السلطة والمناصب.
وكنتيجة لكل ما حصل والتداخل في عمل الكنيسة مع بروز التيار القومي الكلداني وغياب التنسيق أدى الى خلق حالة غير مستقرة في الكنيسة الكلدانية نتج عنها الخلاف الحاصل فيها الآن إضافة الى التخبط في العمل القومي الكلداني، تطوّرتْ الحالة الى صراع القوى وتصفية حسابات قديمة ضحيته الأنسان الكلداني البسيط وكنيسته أيضاً.
كل هذه الأسباب مجتمعة تجعلنا نحن الكلدان كنيسة وشعباً ننبذ الخلافات التي تفرقنا الى مجاميع هامشية تهدد بحصول شرخ في كنيستنا مالم نتدارك الأمور ونجد لها حلولاً عملية تنطلق من روح أخوية مسيحية صادقة هدفها وضع المصلحة العامة فوق أي إعتبار آخر قبل فوات الأوان، ونعتمد على إمكانياتنا المتعددة وتسخيرها لرسم خارطة طريق قابلة التنفيذ لمستقبل أفضل، كفانا إعتماداً على الآخرين، وكما يقول المثل:
ما حَكَّ جلدكَ كظفرَك.
جاك الهوزي
corotal61@hotmail.comالـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!