غبطة أبينا البطريرك... الكثير لا يفقهون
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com
حوار الأديان والمذاهب وأنسحاب الرئاسات الثلاثة قبل كلمة ابينا البطريركبداية أشيد إلى كلمتك وانتقادك للرئاسات الثلاثة في مؤتمر حوار الأديان والمذاهب الذين خلوا من اللياقة والكياسة، وهذا يبدو جلياً عندما خرجوا قبل أن يسمعوا ما تودون قوله، حقيقة هم اشخاص لا يستحقون قيادة العراق ولا يفهموا بأصول البروتوكولات كونهم موظفوا أجندات!
وأيضاً الشكر للأخ سيزار ميخا هرمز الذي أشار في مقال لكلمتكم وموقفكم الجريء:
( في البداية أود ان أعرب عن عتبي على الرؤساء الثلاثة الذين انتظرناهم ساعة، فجاءوا واسمعونا ما يريدون وخرجوا من دون ان يسمعوا ما نريد. هذا مؤسف حقا).جملة واضحة واستهلال رائع يختزل الكثير من الأنتقادات، ياليتها تأخذ مجراها في الأعلام العراقي وينتبه لها الأعلاميون كي يرغموا تلك الرئاسات على تقديم اعتذارهم أحتراماً للعراق وسيادته، وأحتراماً لأصلاء الوطن.
خبرة فهمت منها الكثير السلبيات الدارجة ....ولم تثنيني عن عزمي
في أختلافات بوجهات النظر وآلية العمل الكنسي، وأنسحاب من المجلس وشكاوى إلى المراجع الكنسية وأنتقادات علنية، لم تغيّر واقع الحال وزهق الحق زهقاً! فاجأني يوماً شخص من المعارف، محدود جداً في ثقافته الكنسية، وبحضور أحد المقبلين على الكهنوت وكان ذلك عام 2006 او 2007 لا أذكر تحديداً، تكلّم معي هذا الشخص بحدية بسبب أنتقاداتي للكاهن والمتملقين حوله، وكاد أن يتحوًل إلى صراع! وعندما تركنا وعاد إلى عمله، قلت لصاحبي حينذاك ذاك الذي أصبح كاهناً في المستقبل: هل هذا جاد؟ الا يفهم الحقيقة؟ وكنت متصور بأن من كان صاحبي يعرف الحق والحق يحرره، إلا أنه داهمني بجواب افقدني رشدي، حيث أجباني وبأسلوب اعرفه وأفهمه جيداً، وبلكنة أكرههها كونها تذكري بالعهد المخابراتي البعثي البائد قائلاً: هذا ما عليك أن تفهمه في مواقفك، ستواجه هؤلاء الناس!!
وقلت في سري، معركتنا من اجل الحق فاشلة، كون قاعدة الآخر هي مذبح الرب مستغلاً رجل الدين السلبي المقدسات من أجل مآربه وطموحاته الشخصية ولا خوف من المؤمنين عليه كون غالبيتهم بعقلية أخينا (المحموق)، وقاعدتنا هشّة لأنها تدافع عن مذبح الرب من الذي قانوناً بيده مقدرات كنيستنا ويفعل بها ما يشاء.
وبعدها أعلنت هذا السر لكثيرين وقلت لهم عرف من كان صاحبي حينذاك ذاك، كيف تؤكل الكتف، وكل رغبته ببسط نفوذه بأسم الله وليس الله ذاته.
في ذلك الوقت أيضاً تعلمت سلبية أخرى، عندما كنت اتكلم مع الناس كان الكثيرين يبادروني ويشجعوني للبقاء على موقفي لأجل الكنيسة، في الوقت الذي يصفقون لأتفه خطاب، وعندما واجهتمهم وقلت لهم: لماذا تصفقون للكاهن وفي السر تؤيدونني؟ بالتأكيد (يتلعثمون) ولا يعرفوا بما يجيبون، بعدها أبتعدوا عنّي وما زالوا يصفقون!
اقلام وأقلام .... ووقع التعابير على الكتّاب... أنجرافهم أحياناً
عميقة هي جملتك التي افتتحت بها كلمتك مخاطباً فيها السياسيين بتعابير لا تقبل التأويل ولا تحتاج إلى تفسير، بل هي كما هي تماماً. وهذا ما نحتاجه فعلاً، كلمات واضحة ومباشرة.
في جولة سريعة غير مركزة في موقعين عراقيين، لم أجد أحد من الكتاب العراقيين او أخبار العراق، ما يشير إلى تلك السلبية! وقد تفرّد موقع البطريركية والأخ سيزار في ذلك، وعادة تختلف القراءة من شخص إلى آخر، ومن ظرف إلى ظرف، وشخصياً تذكرت حادثة الكنيسة التي نوهت عنها اعلاه، وبعض الكتّات وتأرجحهم بين المصطلحات وتشدّقهم في الكلام والتي أضحت سبباً في تسقيط بعضهم البعض وهم من ابناء الكنيسة الكلدانية التي غبطتك على رأسها، وقد تحولت الأقلام إلى سيوف وقذائف بسبب بيانات واخبار ومقالات تنشر في موقع البطريركية وكلدايا نت، حتى اصبح الولاء يفهم خطأ بسبب محدودية الأفق لكثير من الكتّاب حيث باتوا يتصورون بأن شتيمة الكلدان والكنيسة الكاثوليكية رسالة مقدسة!!
الخلافات وتشعباتها والمصير المقلق
بالتأكيد أنا لست مع اقطاب الخلاف والمدافعين عن أحدهم، ولست مع التصعيدات التي أن دلّت على شيء فهي تدل على حجم الكارثة التي ستصيب كنيستنا، والحقيقة الكارثة بالنسبة لي بعدم الأكتراث بمقدرات المؤمنين ومشاعرهم وإيمانهم، وعدم الأكتراث بالخلافات، وهذا ما استهجنه وبقوة والذي جعلني اتذكر كلمة من اصبح كاهناً عندما قال بما معناه: اصمت يا هذا، بأصبعنا نأجج الخلافات ونقوّم الدنيا ضدك ولا نقعدها..
وهذا فعلاً ما حصل... تعابير بسيطة اعتقد بأنها اتت بحسن نية، مثل قومجية، وبعض الفردات حول عودة الكهنة والأسقفين جمو وباوي، وعندما ذكر في أحد البيانات (لا اعرف النص بالتحديد) عن محاولة أخذ استقلاقية عن مجمع الكنائس الشرقية، أخذها البعض على عاتقهم وبدأت تحركات ميدانية خطيرة جداً على الساحة الأعلامية في مواقع شعبنا المسيحي العراقي، ولم يختلف صاحبنا البسيط الذي تهجّم عليّ وبين هؤلاء مدّعي الثقافية والأعتدال واصبح شغلهم الشاغل تسقيط القوميون الكلدان، وانتقاد الفاتيكان، والأسفاف في النعوت على المطران، واهانة الكهنة الذين خرجوا من العراق دون موافقة اساقفتهم والرهبان دون رهبانيتهم، ناسين ومتناسين بأن ليسوا التسعة الذي ذكرت اسمائهم فحسب هم الوحيدون الذين خرجوا من ابرشياتهم بدون موافقة، بل أكثر منهم ايضاً يعاملوا بأحترام كبير!!
هؤلاء الكتّاب واصحاب الردود مقتنعين بأن في تسقيطهم لكل ما هو كلداني او البعض عندما يسيء بتعابيره او ينتقد الفاتيكان يؤدون خدمة لغبطتكم ابينا البطريرك ساكو!!
لذا اتمنى عليك قول ما تريد، إنما بطريقة لا يفهما السذج على انها اعلان حرب ويحملون سيوفهم بشكل اصبح مثير للأستغراب..
جولة حول المقالات والردود تبيّن حقيقة ما اقول، من كانوا مختلفين بالأمس أصبحوا متفقين ضد كل ما هو كلداني
من كانوا لا يقبلوا بالأساءة على الفاتيكان اصبحوا يمتدحوا المسيئي ويسيئون بدورهم
اصبحوا يهينون كل شخص يقول عن نفسه كلداني القومية
ولما كل ذلك؟ لأنهم وببساطة شديدة يتصورون بأنهم يقفون إلى جانبك!!
نحن بحاجة لك ابينا البطريرك لتوحدنا وتجمعنا، ولا نريد ان ننسى بأن المؤمن بكنيسته الكلدانيه يعي أهميتها الإيمانية والروحية، ومن المفروض أن يدرك اهميتها أيضاً بدورها في الحفاظ على لغتنا وطقوسنا وأسمنا....
أما الأساقفة الذي طالبوك بتغيير أسمها الكلداني ....فحدث ولا حرج
حقيقة أتأسف على وجودهم ضمن سينهودسكم المؤقر، وأعتقد بأن لهم علاقة او يشكلون حلقة (لوبي) مع اشخاص يعملون بالضد من الكاثوليك وعاملين ضمن أجندة ضرب القوميون الكلدان لأجل ضرب كنيستنا الكلدانية ومحاولة سحقها ضمن تسمية أخرى ما دون!
مهمتكم صعبة غبطة ابينا البطريركية .... ونحن معك، ولا نريد إلا أن تكون معنا